ابشع الجرائم الانسانية : ذكرى مقتل الوالي خميس..
شهدت مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور فى مثل هذا اليوم واحدة من أكثر جرائم القتل بشاعة ، وما زاد قبحاً هو إشهار الفاعل جريمته وتوثيقها والفرح بها..

لقد اختطف فى صبيحة هذا اليوم من العام 2023م والي غرب دارفور (خميس ابكر) ورئيس التحالف السوداني من مكتبه وأقتيد إلى مقر مليشيا الدعم السريع المتمردة فى المدينة ، وآخر ظهور حى له برفقة القائد المليشي عبدالرحمن جمعة حيث اطلق عليه وابل من الرصاص ثم ألقيت جثته فى الشارع للأطفال والرعاع للعبث بها والدوس عليه بالسيارات وتعليق جثمانه فى شجرة وتركه دون مواراته الثرى ، لا يمكن أن ينسى العام تلك الصور البشعة والتوحش فى القتل والهمجية فى التصرفات.

.

وقد روت منابر ومنصات كثيرة تفاصيل تلك الواقعة ، التى كانت جزءاً يسيراً مما حدث فى ولاية غرب دارفور فى تلك الأيام وما تلاها ، وكشفتها كلها عن إبادة جماعية مكتملة الاركان وعن تصفيات عرقية وعن قتل الأطفال الذكور واغتصاب الفتيات وعن تهجير قسري ، وعن دفن الأحياء بعد إجبارهم على حفر قبورهم.. تلك ماسأة لا يمكن مرورها بتعاقب الأيام..
اجعلوا هذه الجرائم حاضرة في الأذهان فهى بداية ونموذج لجرائمهم فى ود النورة وفنقوقة وهبيلا والسديرة والهلالية والفاشر وأم كدادة وفى كل مكان وطأته اقدام المليشيا المتمردة ومن عاونهم داخل البلاد وخارجها..

الذين يحاولون مساواة الجيش بهذه المليشيا المتمردة ، فهم شركاء وحلفاء لها ، فى هذه الأفعال والإنتهاكات غير المسبوقة..
لعنة الله تغشاهم.. ورحم الله الشهداء..
وحفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
15 يونيو 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حرب السودان تخرج عن السيطرة

يبدو السودان اليوم كأنه يقف عند مفترق طرق خطير بعد التطورات التى شهدتها مدينة الفاشر هذا الأسبوع، فاستيلاء ميليشيا الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور لم يكن مجرد انتصار ميدانى، بل تحول إلى مؤشر صادم على دخول البلاد مرحلة جديدة، تعيد إلى الأذهان السيناريو الليبى الذى تجمد سياسياً وعسكرياً طوال خمسة أعوام، وهكذا يجد السودان نفسه منقسماً فعلياً إلى كيانين، شرق يحتفظ بالمدن التاريخية الكبرى تحت سيطرة الجيش، وغرب واسع يضم دارفور وكردفان ويقع بالكامل تحت قبضة ميليشيا باتت تتحكم فى معظم إنتاج الذهب وما تبقى من النفط.
سقوط الفاشر المدينة التى كان يقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، جاء بعد حصار تجاوز الـ500 يوم، وبسقوطها انتهى وجود الدولة السودانية عملياً فى دارفور، المدينة تعرضت خلال تلك الفترة لعزلة خانقة، منظمات الإغاثة منعت من دخول مخيمات النازحين مثل نيفاشا وزمزم تركت لمصيرها وشهدت الأحياء عمليات قتل وإعدامات ميدانية ودفناً جماعياً، كما طالت الاعتداءات المستشفيات وبيوت العبادة فى مشاهد وثقتها مجموعات تابعة للميليشيا نفسها.
هذه الانتهاكات لم تكن مجرد فوضى حرب بل عكست طبيعة مشروع عسكرى يتوسع بثبات ويستند إلى دعم إقليمى واضح، فسيطرة الميليشيا على غرب السودان لا تقتصر على الجغرافيا بل تمتد إلى ثروات حيوية من معادن وبترول، وتشمل إقليما يلتقى مع حدود جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد، وهى مناطق تجرى فيها صراعات نفوذ معقدة، وتشير المعطيات إلى أن تشاد باتت منصة لاستقبال الدعم العسكرى الخارجى، بينما وفرت إحدى الدول الإقليمية أسلحة متقدمة ومقاتلين أجانب لتعزيز قدرات هذه الميليشيا وجاء إعلان قائد الدعم السريع فى أبريل الماضى عن تشكيل حكومة موازية بعد مشاورات استضافتها كينيا ليضيف بعداً سياسياً صريحاً لما يجرى، فالحديث لم يعد عن ميليشيا تتحرك داخل حدود الدولة بل عن كيان يسعى لبناء سلطة موازية تمتلك السلاح والموارد والعلاقات الإقليمية، فى ظروف تعجز فيها الدولة المركزية عن استعادة زمام المبادرة.
وفى ظل هذا المشهد تبدو فرص الحسم العسكرى ضئيلة، وهو ما يدفع البلاد نحو حالة شبيهة بالوضع الليبى، واقع منقسم، وحدود رخوة وهدوء مضطرب يستند إلى موازين قوى وليس إلى حل سياسى، غير أن ما يزيد الصورة تعقيداً هو الطموح الأثيوبى فى استغلال هشاشة السودان بحثاً عن منفذ له على البحر الأحمر، وهو ما قد يجر أطرافاً إقليمية إضافية إلى الصراع، ويحول الوضع السودانى من حرب داخلية إلى مواجهة تتجاوز حدود الدولة. 
خلاصة المشهد أن السودان يعيش لحظة إعادة هيكلة، ليس فى الخريطة فحسب بل فى توازنات القوى وعلاقات الإقليم، وبينما تتقدم الميليشيات وتتراجع الدولة يبقى المواطن السودانى هو الطرف الأكثر خسارة، يدفع ثمن حرب تدار فوق أرضه ومن حوله بينما يغيب أفق الحل وتتعاظم المخاطر يوماً بعد يوم.

اللهم احفظ مصر والسودان وليبيا

مقالات مشابهة

  • حوادث صادمة تهز مصر والولايات المتحدة وأوروبا
  • مقتل 6 مدنيين في قصف استهدف مبنى للأمم المتحدة بالسودان
  • بعد مقتل 30 مدنيا بدارفور.. أمين الأمم المتحدة يدين الهجمات بالسودان
  • أكثر من 30 إصابة بانفجار في درعا.. وقصف سيارة للأمن في السويداء
  • الإمارات تعدل قانون الجرائم والعقوبات
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • “الأورومتوسطي”: فصل جسد طفل إلى جزأين يبرز نمط القتل الصهيوني المتعمد في غزة
  • الأورومتوسطي .. دهس جيش الاحتلال طفلًا جريحًا بجرافة عسكرية يجسّد نمطًا مروّعا من القتل
  • السعودية.. الداخلية تُعلن إعدام مصري تعزيرًا وتكشف عن اسمه وما أُدين به
  • المرصد السوري: إنفلات أمني يهدد المدنيين ويُنذر بمزيد من الفوضى في اللاذقية