ما هو النموذج الإسرائيلي الذي يتحدث عنه زيلينسكي وتأثيره على أوكرانيا
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
إسرائيل ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي وليس لديها معاهدة دفاع رسمية مع الولايات المتحدة. لكن الولايات المتحدة صنفت إسرائيل على مدى عقود "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو"، ووقعت معها اتفاقيات تعاون دفاعية متعددة، وقدمت أسلحة متطورة ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.
بينما تنتظر أوكرانيا جدولاً زمنياً ثابتاً لعضوية الناتو، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أجريت معه نهاية الأسبوع إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستتبع "النموذج الإسرائيلي" مع بلاده في هذه الأثناء.
إليك نظرة، تقدمها نيويورك تايمز على ما يعنيه ذلك:
ما هو النموذج الإسرائيلي؟
منذ ستينيات القرن الماضي، وصف الرؤساء الأمريكيون، تلو الآخر، العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بمصطلحات الدعم القوي والتعاون العميق، تمامًا مثل "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة. وأدى ذلك إلى تنسيق وثيق بين وكالات التجسس الأمريكية والإسرائيلية وساعد إسرائيل على تطوير أحد أكثر الجيوش تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم.
على الرغم من أن المساعدات العسكرية الأمريكية تتطلب عادة شراء أسلحة أمريكية الصنع، فقد سُمح لإسرائيل باستخدام بعض هذه الأموال لشراء أسلحة إسرائيلية الصنع، مما ساهم في نمو صناعتها الدفاعية لتصبح قوة.
زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمبالغ ضخمة على مر السنين. في عام 2016، على سبيل المثال، أقر الكونجرس اتفاقية مساعدة أمنية مدتها 10 سنوات تعهد فيها بتقديم 38 مليار دولار حتى عام 2028. وأرسلت إدارة بايدن أكثر من 41 مليار دولار من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، وهو ما يتجاوز هذا المبلغ بكثير.
كيف سيتم تطبيقه على أوكرانيا؟
تم تخصيص المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا حتى الآن على أساس مخصص. وبموجب ترتيب على النمط الإسرائيلي، يستطيع الكونجرس تمرير اتفاقية مساعدات عسكرية طويلة الأجل من شأنها أن تساعد الأوكرانيين في بناء جيشهم على مدى سنوات.
قال جرانت روملي، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مجموعة بحثية، إن من الممكن أيضًا أن يعزز نمو صناعة الدفاع في أوكرانيا من خلال السماح بشراء الأسلحة من الشركات المصنعة الأوكرانية.
أضاف أن مثل هذه العلاقة ستبعث برسالة قوية إلى روسيا دون توريط الولايات المتحدة في معاهدة رسمية. ومن الأهمية بمكان أن يتجنب هذا البند بنداً مثل المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي، والتي تعلن أن أي هجوم ضد دولة عضو واحدة يعتبر هجوماً ضدها جميعاً.
هل سيكون بمثابة رادع لروسيا؟
يزعم بعض المنتقدين أن هذا لن يحدث، وأن الردع الفعال الوحيد هو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي.
كتب إيان بريجنسكي، وهو زميل بارز في المجلس الأطلسي، في مقال له: "إذا سلم المجتمع عبر الأطلسي كييف إلى النموذج الإسرائيلي، فسوف تُترك أوكرانيا إلى أجل غير مسمى في المنطقة الرمادية من انعدام الأمن التي حفزت مرارا وتكرارا طموحات بوتين في الهيمنة".
وقال زعماء غربيون، بمن فيهم الرئيس بايدن، في محاولة لتجنب صراع شامل مع روسيا، إن عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي يجب أن تنتظر حتى نهاية القتال.
كيف تختلف علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل وأوكرانيا؟
في حين أن علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل تستفيد جزئياً من عقود من الدعم القوي من الحزبين في الكونجرس، فمن غير الواضح إلى متى سيوافق المشرعون الأمريكيون على تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا.
رغم أن الديمقراطيين متحدون إلى حد كبير وراء استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا، فقد انقسم المرشحون الرئاسيون الجمهوريون حول هذه المسألة في مناظرة الأسبوع الماضي. وفي الكونجرس، أعرب بعض الجمهوريين عن غضبهم من الأموال المخصصة لأوكرانيا، ومن غير الواضح كيف يمكن لتسليط الضوء على عام الانتخابات، المقترن بالصراع الذي أظهر علامات قليلة على الانتهاء قريبا، أن يغير توقعات الدعم المستمر.
تواجه إسرائيل وأوكرانيا أيضًا تهديدات مختلفة تمامًا مع وجود جيوش مختلفة تمامًا.
تمتلك إسرائيل جيشاً قوياً وأسلحة متطورة وترسانة نووية. وأعادت أوكرانيا، التي تخلت عن أسلحتها النووية في التسعينيات، بناء جيشها من المخزونات السوفيتية أثناء قتالها.
إن أعداء إسرائيل، الذين يتراوحون بين المسلحين الفلسطينيين وإيران الأكثر تطورا، لا يشملون قوة عظمى عالمية مسلحة بأسلحة نووية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل أوكرانيا روسيا الولايات المتحدة المساعدات العسکریة الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي سابق يتحدث بشأن "مؤسسة غزة الإنسانية"
وجه مسؤول أممي سابق انتقادات لاذعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي تأسست حديثا لتتجاوز منظمات الأمم المتحدة في عملية إغاثة فلسطينيي القطاع، مؤكدا أنها تدار من قبل عسكريين سابقين و"مرتزقة" وتهدف لتحويل المساعدات إلى "سلاح".
كريستوفر غانيس، المتحدث السابق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تحدث في مقابلة مع زكالة "الأناضول" التركية، عن حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بغزة، منتقدا نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي الجديد.
وقال غانيس، إن هذه المؤسسة يديرها "مجموعة من قدامى المحاربين، والمرتزقة، والجنود السابقين الذين خلعوا زيهم العسكري".
وأوضح أن القائمين على إدارتها "يتظاهرون بأنهم يقدمون المساعدات الإنسانية، لكنهم ليسوا كذلك، فإن الهدف منها هو تحويل الماعدات إلى سلاح".
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت "مؤسسة غزة الإنسانية" المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدت شحيحة جدا جنوب قطاع غزة لذر الرماد في العيون، ولإجبار الفلسطينيين على الجلاء من الشمال وتفريغه.
لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشودا فلسطينية يائسة، الأربعاء، مركزا لتوزيع مساعدات في رفح جنوب القطاع، فأطلق عليها الجيش الإسرائيلي الرصاص وأصاب عددا منهم، وفق المكتب الإعلامي بغزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد، إن إسرائيل حولت مواقع توزيع "المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية" إلى "مصائد للقتل الجماعي" بقتلها 39 فلسطينيا وإصابة أكثر من 220 في أقل من أسبوع.
وحذر المسؤول الأممي السابق من أن تؤدي أنشطة هذه المؤسسة المشبوهة للمزيد من "العنف والاضطرابات في قطاع غزة".
وأضاف غانيس: "التطهير العرقي والتهجير القسري، جزء مهم جدا مما تحاول إسرائيل تنفيذه، وهناك أيضا استخدام الجوع كسلاح حرب، وهذه هي الحقيقة الأساسية".
وتابع: "لا يمكنهم إخفاء الإبادة الجماعية، هذا جزء من نية إسرائيل للقيام بالإبادة الجماعية، والأمريكيون يدعمون ذلك"، لافتا إلى أن واشنطن تزود إسرائيل بالأسلحة في إطار دعمها للإبادة.
وعن استخدام الجوع كسلاح، أشار غانيس إلى صور انتشرت الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي لمئات الفلسطينيين الجوعى الذين كانوا يقفون طوابير في أقفاص حديدية ملفوفة بأسلاك شائكة أثناء محاولتهم تسلم مساعدات غذائية من "مؤسسة غزة الإنسانية".
وقال معلقا على هذه الصور: "لقد أصبح توزيع المساعدات الإنسانية على ما رأيناه بالأمس على شاشاتنا، مجاعة مطلقة، وتجريدا تاما من الكرامة".
وِأِشار إلى أنه على بعد مئات الأمتار من مكان تجمع الجياع في تلك الأقفاص بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، تتوقف شاحنات المساعدات قرب معبر رفح من الجانب المصري، حيث "يحتفظ المتبرعون بالمواد الغذائية منذ شهور وسط استمرار التعنت الإسرائيلي وعدم ممارسة أي ضغط سياسي على تل أبيب ل فتح معبر واحد فقط".
وخلال حديثه، استذكر غانيس أحداثا مماثلة في فبراير/ شباط 2024، حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي "مجزرة الطحين حينما سمح لمجموعة من المرتزقة بالدخول إلى غزة عبر شاحنات المساعدات الإسرائيلية ليلا، والذين أوقفوا مركباتهم بجانب نقطة تفتيش إسرائيلية قرب فلسطينيين وأطفال وأسر يتضورون جوعا، كانوا ينتظرون حصولهم على الطعام، لكن الجيش فتح النار عليهم وقتل 117 منهم وأصاب أكثر من 700 آخرين".
وفي 29 فبراير 2024، أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار ال نابلس ي" جنوب مدينة غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ما أدى لمقتل 112 شهيدا وإصابة 760 وفق المعطيات الحكومية.
وفي حديثه، أكد غانيس على أن "مؤسسة غزة الإنسانية" انتهكت المبادئ الأربعة للمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وهي "الحياد والاستقلال والمساواة وعدم التسبب في الأذى".
وفي انتقاده للمؤسسة قال: "كان يجب التخطيط للمساعدات بشكل صحيح، وكان يجب أن تكون هناك بنية تحتية مناسبة".
وأشار المسؤول الأممي السابق إلى استقالة الرئيس التنفيذي لهذه المؤسسة المدعومة إسرائيليا وأمريكيا، قائلا: "أنا سعيد جدًا باستقالته، وأتمنى أن يستقيل الجميع من هذه المؤسسة، وأن يتوقف هذا العمل تماما. إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها غير كافية ومتأخرة جدًا".
وعن سبب الاستقالة، تابع: "لقد أدرك جاك وود (الرئيس التنفيذي) أن العمل الذي تقوم به المؤسسة يتسبب بكارثة، لذلك استقال"، دون الإشارة إلى موعد استقالته.
ولم يتسن للأناضول معرفة تفاصيل الاستقالة لعدم وجود موقع رسمي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المسجلة أساسا في سويسرا، على أي من المنصات في الشبكة الالكترونية.
وأدان غانيس تجاوز إسرائيل لدور المنظمات الأممية بغزة في إغاثة الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة رفع القيود عن وكالة الأونروا والسماح لها باستئناف عملياتها.
وشدد على الأهمية التاريخية لهذه المؤسسة الأممية، قائلا: "بدأت الأونروا عملها في فلسطين في 1 مايو/ أيار 1950، وهذا يعني أن لديها تاريخ عمل يمتد لـ 75 عاما مع هذه المجتمعات، ولديهم ثقة. بالمناسبة، كما أن موظفي الأونروا نفسهم من اللاجئين".
وأشار إلى أن الأونروا "لديها بنية تحتية لازمة لتقديم المساعدات الإنسانية بغزة"، مضيفا: "فقط الأونروا لديها شبكة مراكز توزيع الغذاء، و12 ألف موظفا ما زالوا يعملون على توزيع الغذاء بغزة".
وأكد المسؤول الأممي السابق على أن إسرائيل تسعى لدفع الفلسطينيين في غزة إلى الهجرة القسرية وإيوائهم في مراكز توزيع مؤقتة، وقال: "يريدون إفراغ بعض مناطق غزة حتى يتمكن المستوطنون من الانتقال إليها كجزء من خطة التطهير العرقي".
وسبق وأقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المخطط الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات عبر 4 نقاط وعبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
وتطرق غانيس في حديثه إلى التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، قائلًا: "في يناير (كانون الثاني لعام 2024)، أصدرت المحكمة تدابيرا مؤقتة، وكان أحدها هو ضمان الوصول غير المنقطع للمساعدات الإنسانية في غزة. أي أن إسرائيل كانت ملزمة بفتح جميع المعابر المؤدية إلى غزة على مدار 24 ساعة يوميًا والسماح بتدفق المساعدات".
وأضاف مستنكرا: "لكنهم لم يفعلوا ذلك، متحدين جميع قرارات محكمة العدل الدولية".
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2024 أمرت محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير مؤقتة تلزم إسرائيل بإدخال المساعدات إلى غزة.
ثم أصدرت المحكمة قرارا آخرا في 28 مارس/ آذار 2024، ينص على إضافة تدابير أخرى للإجراءات المؤقتة يلزم تل أبيب بتوفير الخدمات والمساعدات لفلسطينيي غزة دون عوائق، وضمان عدم قيام قواتها بارتكاب أعمال "تشكل انتهاكا لأي من حقوق الفلسطينيين في غزة كمجموعة محمية بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية".
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحة غزة: 179 ضحية في مجزرة مركز مساعدات برفح بينهم 21 شهيدا الاحتلال يعلن قرية خلة الضبع بمسافر يطا "منطقة عسكرية مغلقة" الاحتلال يسرق مبلغا ماليا ومصاغا ذهبيا من منزل في بيت أمر الأكثر قراءة رجل أعمال أميركي: إسرائيل خدعت واشنطن بشأن آلية المساعدات في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة سيستمر حتى بعد افتتاح المراكز الأربعة استشهاد مدير عمليات جهاز الدفاع المدني في غزة بغارة إسرائيلية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025