أكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن المحافظة سجلت إنجازًا استثنائيًا على مستوى الجمهورية، بعدما تربعت على المركز الأول في نسب تنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بمركز زفتى، بنسبة تنفيذ إجمالية بلغت 96.54%، في تأكيد واضح على ريادتها كمحافظة نموذجية ترجمت رؤية القيادة السياسية إلى واقع ملموس.

وأوضح المحافظ أن هذا الإنجاز الكبير يُعد ثمرة جهد جماعي وتنسيق دقيق بين أجهزة الدولة ومؤسساتها التنفيذية والفنية، حيث تم الانتهاء من النسبة الأكبر من مشروعات البنية التحتية والخدمات الأساسية، التي شملت قطاعات حيوية مثل الصحة، التعليم، مياه الشرب والصرف الصحي، الكهرباء، الطرق، الغاز، المجمعات الحكومية والزراعية، مراكز الشباب، إلى جانب الأسواق والمواقف ونقاط الحماية المدنية، والتي يُجرى استكمال تجهيزها تمهيدًا لتشغيلها في أقرب وقت.

جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعًا موسعًا بديوان عام المحافظة، لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروعات التنمية الجارية ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بقرى مركز زفتى، بحضور اللواء أحمد أنور السكرتير العام، وممثلي دار الهندسة(استشاري رئاسة مجلس الوزراء للمشروع القومي لتطوير الريف المصري حياة كريمة)، واللواء ماجد السرتي رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية، والأستاذ محمد حنتوش رئيس مركز ومدينة زفتى، وأعضاء المكتب الفني للمحافظ.

وخُصص الاجتماع لمناقشة مشروعات الأسواق والمواقف النموذجية ونقاط الحماية المدنية، وبحث سبل تلافي الملاحظات المتبقية، تمهيدًا لاستلامها وتشغيلها في أسرع وقت، بما يتكامل مع جهود الدولة لتقديم خدمات عصرية وآمنة في مختلف قرى المركز. وقد تناول الاجتماع تفاصيل الملاحظات الفنية ومقترحات تلافيها، بما يضمن سرعة التنفيذ وفقًا للمعايير والاشتراطات التخطيطية المعتمدة.

وأكد اللواء أشرف الجندي أن المحافظة تضع ملف تشغيل هذه المشروعات الحيوية على رأس أولوياتها في المرحلة الحالية، مشددًا على ضرورة التنسيق الفوري بين دار الهندسة والجهات التنفيذية والشركات المنفذة لحسم الملاحظات الميدانية كافة، وعدم السماح بأي تأخير في استلام هذه المنشآت.

وشدد المحافظ على أهمية التسريع في تشغيل نقاط الحماية المدنية التي تم تنفيذها ضمن المبادرة، نظرًا لأهميتها في حفظ أمن وسلامة المواطنين، موجّهًا بسرعة التنسيق مع الجهات المختصة لتسليم المواقع المتبقية على الفور، لتكون جاهزة للتشغيل في أقرب وقت ممكن.

كما جدد التأكيد خلال الاجتماع على أن ما تحقق في مركز زفتى هو انعكاس حقيقي لتكامل الأدوار بين مؤسسات الدولة، وأن محافظة الغربية تتعامل مع مبادرة “حياة كريمة” باعتبارها مشروع دولة وكرامة مواطن، يهدف إلى بناء واقع جديد في قرى الريف المصري، وفق معايير التنمية المستدامة وضمان جودة الحياة لجميع المواطنين.

واختتم المحافظ الاجتماع بالتأكيد على استمرار المتابعة اليومية لتنفيذ المشروعات لحين الانتهاء من تشغيلها بالكامل، مشيرًا إلى أن ما تحقق على أرض زفتى يمثل شهادة حية على إرادة الدولة وقدرة أجهزتها على تحويل الرؤية إلى واقع، موجّهًا الشكر لجميع العاملين والشركاء الذين ساهموا في الوصول إلى هذه النسبة القياسية من الإنجاز.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محافظة الغربية حیاة کریمة

إقرأ أيضاً:

كندا تسجل أعلى معدل للهجرة العكسية

ألبرتا- كانت كندا حتى وقت قريب، ينظر إليها وجهة مثالية وجذَّابة وملاذا للمهاجرين، يطمح كل شاب وعائلة الوصول إليها لتحقيق أحلامهم، لوفرة فرص العمل فيها ونظام هجرتها المُيسر.

غير أن صورة "أرض الأحلام والفرص" كما توصف، بدأت تتبدد أمام واقع متغير يفرض تحديات متزايدة على القادمين الجدد، نتيجة الأزمات التي أرهقت البلاد، ليصطدم الوافدون إليها بواقع صعب وقاسٍ تتلاشى فيه أحلامهم وآمالهم المنشودة لحظة وصولهم إليها.

وحسب بيانات رسمية صدرت عن هيئة الإحصاء الكندية، غادر أكثر من 106 آلاف و134 شخصا البلاد بشكل دائم خلال عام 2024، وهو أعلى رقم يسجل للهجرة الخارجية منذ 1967. وتعد هذه الأرقام مؤشرا على ظاهرة "الهجرة العكسية" المتنامية، والتي يرى فيها مراقبون انعكاسا مباشرا لأزمات اقتصادية واجتماعية باتت تؤثر في قدرة الوافدين الجدد على الاستقرار وتحقيق تطلعاتهم.

صدمة وتحديات

مالك عمار، شاب عربي، وصل إلى مقاطعة ألبرتا في 2020، حاملًا شهادة في برمجة الحاسوب وطموحات كبيرة لبناء حياة جديدة ومستقبل أفضل، كان مدفوعًا بصورة وردية عن بلد الفرص والاقتصاد المزدهر، والتنوع الثقافي، لكنه -كما يقول- اصطدم منذ الأشهر الأولى بواقع مختلف تمامًا عما كان يُروَّج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

مالك (30 عاما) الذي كان يعمل في ليبيا قبل وصوله لكندا في منظومة الجوازات بالمعابر الحدودية، حَلُم بالعمل في شركات البرمجة في كندا وصقل مهاراته، وبعد وصوله بدأ بإرسال سيرته الذاتية إلى عشرات الشركات، لكنه سرعان ما اكتشف أن سوق العمل الكندي يشترط المرشحين ذوي "الخبرة الكندية"، إضافة إلى علاقات مسبقة، ومعادلة الشهادات الجامعية التي تستغرق وقتا طويلا ورسوما مالية.

ولذا، لم يكن لديه خيار سوى المباشرة بأعمال مختلفة لا تتناسب مع تخصصه وطموحه، فعمل في مسلخ لحوم ومطاعم وفي البناء وتربية الحيوانات في المزارع، براتب 15 دولارا كنديا (11 دولارا أميركيا) في الساعة.

ويقول للجزيرة نت "كنت أعمل 10 ساعات يوميا، ومعظم دخلي كان يذهب لتأمين إيجار السكن وباقي الفواتير والتأمين، مما جعل ادخار المال شبه مستحيل".

مالك عمار أثناء وجوده في كندا وقد غادرها وعاد إلى بلده ليبيا بعد أن واجه صعوبات في العمل والاستقرار بها (الجزيرة)

ولم يصطدم مالك بصعوبات سوق العمل فحسب، بل واجهه تحد آخر أثَّر على استقراره، وهو إجراءات الحصول على الإقامة الدائمة ومتطلباتها والانتظار سنوات طويلة لذلك، إذ بدأ مالك يشعر بالإحباط المتزايد ويتساءل كيف سيكون حاله إذا تزوج وزادت التزاماته، ليقرر في أبريل/نيسان 2025 وبعد 5 سنوات من الإقامة في كندا، مغادرتها والعودة إلى بلاده، بحثا عن ظروف معيشية أفضل.

وقصة مالك ليست استثناء، بل تعكس واقع كثير من الشبان العرب الذين يصلون إلى كندا بحثًا عن حياة أفضل، ورغم حملهم للمؤهلات العلمية والخبرات العالية، يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في وظائف مؤقتة أو دون مستوى مؤهلاتهم، لصعوبة متطلبات سوق العمل الكندي.

وارتفع معدل البطالة في كندا إلى 7%، خلال شهر مايو/أيار الماضي، مسجلا بذلك أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 9 سنوات، باستثناء فترة جائحة كورونا، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل 1.6 مليون شخص بزيادة تقارب 14% مقارنة بـ2024، وفق هيئة الإحصاء الكندية، كما أظهرت بيانات مستقاة من مواقع التوظيف أن إعلانات الوظائف انخفضت بنسبة 22%.

المصور الصحفي أحمد زقوت في منزله بكندا حيث عمل في المطاعم والبناء لتوفير تكاليف حياته وعائلته (الجزيرة) احتياجات السوق

من جانبه، يروي أحمد زقوت (40 عاما) للجزيرة نت، تجربته في سوق العمل كوافد جديد إلى كندا وصل حديثا مع أسرته المكونة من زوجته و3 أطفال، طامحًا بالاستقرار والنجاح المهني، لكنه اصطدم بسوق عمل معقد يشترط "الخبرة الكندية" للحصول على وظيفة، وكذلك إلى شبكة معارف محلية للدفع به في سوق العمل.

إعلان

ورغم شهادته الجامعية في الصحافة والإعلام، وخبرته الممتدة 23 عامًا في التصوير الصحفي والتغطية الإخبارية، وعمله مع وكالة رويترز لـ20 عامًا، ونيله جوائز دولية، وتحدثه للغة الإنجليزية، فقد تم استبعاده من الوظائف التي تقدم لها.

ويقول للجزيرة نت، وقد بدا محبطا، "تقدمت لوظائف في مجالي وأقل من مستوى تعليمي وخبرتي، إلا أنه وبكل مرة يتم استبعادي، لمتطلبات سوق العمل المتعارف عليها، ولأن مستوى خبراتي أعلى من الوظائف المعروضة".

ورغم الرفض المتكرر من الشركات بسبب كونه قادما جديدا، وأمام هذا الواقع، اضطر أحمد للعمل في توصيل الطلبات والبناء وإزالة الثلوج، وذلك لتغطية إيجار السكن المرتفع ومصاريف عائلته والفواتير الشهرية، مؤكدا مواصلته التقديم للوظائف في مجاله، والتمسك بطموحه وأهدافه لتحقيقه فرصته في كندا.

وتشير تقارير محلية، إلى أن 70% من أرباب العمل في كندا يشترطون خبرة محلية كندية، ونحو 35% من المهاجرين لا يملكون شهادات معترفا بها، و52% لا يجيدون اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية، مما يشكل عائقًا كبيرا أمام المهاجرين الجدد الذين يفتقرون لهذه المتطلبات في بداية مسيرتهم.

 

مفاتيح العمل والاندماج

بدروها، قالت مستشارة إعادة التوطين والاندماج، سفين صالحة، إن القادمين الجدد خاصة العرب يواجهون تحديات تعيق اندماجهم بسوق العمل والمجتمع، كصعوبة الحصول على عمل في التخصص بسبب ضعف إتقان اللغة، وغياب "الخبرة الكندية" المطلوبة من أرباب العمل، وعدم الاعتراف بالمؤهلات العلمية من خارج كندا، مما يتطلب معادلة معقدة.

كما يعانون نقص المعرفة بالمصادر الداعمة مثل برامج اللغة وخدمات العمل، ويواجهون عوائق ثقافية بسبب اختلاف العادات قد تؤدي إلى العزلة، إضافة لضغوط نفسية ومالية ناتجة عن تكاليف الحياة وقلق المستقبل، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية ويزيد من المشكلات العائلية.

إعلان

وتنصح صالحة، وهي وافدة إلى كندا منذ 8 سنوات وتجاوزت التحديات ذاتها، وتركت بصمة واضحة في مجتمعها المحلي، وحصلت مؤخرا على جائزة "المواطن المؤثر" من حكومة ألبرتا، بأن يبدأ القادمون بتعلم اللغة عبر برامج مجانية لتحسين التواصل والعمل، والبدء بعمل مؤقت أو تطوعي للحصول على "الخبرة الكندية" وفهم ثقافة العمل، ومعادلة المؤهلات الأكاديمية مبكرًا، والتفكير في تغيير التخصص ليناسب سوق العمل مع قبول فوائده طويلة الأمد.

سفين صالحة خلال ورشة عمل في كالغاري للوافدين الجدد حول الاندماج المجتمعي (الجزيرة)

 

وتؤكد، أنه رغم صعوبة التحديات في البداية، فإن فهم النظام الكندي، يتطلب التحلي بالصبر، وتقبل المرونة في المسار المهني والاجتماعي، تُعد مفاتيح أساسية لتحقيق الاندماج والاستقرار، معتبرة أن بناء الثقة بالنفس والانفتاح على التغيير عنصران حيويان لنجاح الرحلة في كندا.

تظل كندا وجهة جذَّابة للمهاجرين العرب، لكن استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة وتحديات سوق العمل قد يزيد معدلات الهجرة العكسية، خاصة في أونتاريو التي شهدت 48% من حالات المغادرة في 2024.

ولضمان الاحتفاظ بالمهاجرين المهرة، تحتاج الحكومة لاستثمار في السكن الاقتصادي، وتسريع تقييم المؤهلات، وتوسيع برامج التوطين، أما بالنسبة للمهاجرين العرب، فإن التخطيط الجيد وتعلم اللغة، وبناء شبكة معارف قوية هي مفاتيح النجاح في سوق العمل الكندي.

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يعقد اجتماعًا لمتابعة تنفيذ محور "محلة منوف" ويوجّه بتذليل المعوقات
  • رئيس الوزراء يتابع تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية في قطاع الاتصالات.. شراكات مرتقبة لتعزيز الاستثمار والتحول الرقمي
  • رئيس الوزراء يتابع تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية في قطاعي البترول والأعمال العام
  • الأحساء تسجل أعلى درجة حرارة في المملكة اليوم
  • كندا تسجل أعلى معدل للهجرة العكسية
  • محافظ الغربية يتابع تنفيذ الموجة 26 من داخل مركز السيطرة
  • لمتابعة ملف التصالح..جولة مفاجئة لمحافظ الغربية للتأكد من تبسيط الإجراءات
  • محافظ الغربية يتفقد المراكز التكنولوجية بطنطا لمتابعة ملف التصالح في مخالفات البناء
  • انتهاء تنفيذ 321 مشروعا ضمن حياة كريمة بـ 9 مليارات جنيه فى الوادى الجديد