قافلة الصمود تعلن رباطها في مصراتة إلى حين الإفراج عن معتقليها
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
طرابلس- في مشهد يعكس حجم التعقيدات السياسية والأمنية في المنطقة، وجدت قافلة الصمود البرية المغاربية، التي انطلقت في مسعى إنساني لكسر الحصار عن قطاع غزة، نفسها مضطرة للعودة إلى منطقة قريبة من مصراتة، بعد فشل كل محاولات العبور إلى الحدود المصرية.
ومع بقاء عدد من أعضائها قيد الاعتقال لدى قوات شرقي ليبيا، يزداد المشهد توترا مع ترقب الإفراج عن الموقوفين، وسط مواقف متباينة داخل ليبيا.
يُذكر أن مبادرة قافلة الصمود جاءت استجابةً لتصاعد نداءات الغضب الشعبي المغاربي، إزاء الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، والذي تفاقم بعد العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط عجز دولي وعربي عن وقف المجازر التي طالت النساء والأطفال، وخلفت حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
ومن هذا الواقع المأساوي ولدت فكرة القافلة، التي انطلقت من تونس بمشاركة متطوعين من الجزائر يوم الاثنين 9 يونيو/حزيران، والتحقت بها وفود من ليبيا وموريتانيا، رافعين شعار نصرة غزة وكسر الحصار، في خطوة تعبر عن إرادة الشعوب المغاربية في تقديم الدعم ولو رمزيا، في ظل تعذر تقديم المساعدات عبر القنوات الرسمية بسبب القيود الإسرائيلية والمصرية.
انسداد المساراتبعد أيام من الترقب، عادت القافلة أدراجها إلى منطقة بويرات الحسون قرب مصراتة، إثر منعها من دخول شرقي ليبيا من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر يوم الخميس الماضي 12 يونيو/حزيران، بذريعة غياب التنسيق الأمني وخشية الاختراقات.
وصرح المتحدث باسم القافلة مروان بن قطاية، في حديث خاص للجزيرة نت، أن كل المحاولات للتفاوض مع مصر باءت بالفشل، مضيفًا "أغلقت أمامنا كل الأبواب، وحتى الخطط البديلة لم تعد ذات جدوى".
وأكد بن قطاية أن القافلة -رغم كل العقبات- نجحت في تحقيق هدفها الرمزي، وهو كسر الحواجز بين الشعوب المغاربية، وتوحيد صوتها في الدفاع عن غزة.
إعلانوأشار إلى أن القيادة قررت التوقف وعدم التحرك، حتى يتم الإفراج عن كل المعتقلين، الذين بلغ عددهم 11 شخصا، من كل من تونس والجزائر والسودان وليبيا.
مفاوضات شائكة
في كواليس التفاوض مع حكومة شرق ليبيا، أوضح بن قطاية أن اللقاء الذي جاء بطلب جهات رسمية من الحكومة شرقي ليبيا يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران، كان في مجمله إيجابيا، لكنه لم يخلُ من التوتر والمشاحنات اللفظية، مما اضطر ممثلي القافلة إلى الانسحاب مؤقتًا قبل استئناف الحوار.
وأضاف أن القافلة قدمت كل الوثائق الرسمية المطلوبة، بما في ذلك قوائم المشاركين وجوازات سفر مختومة بالسماح بالمرور عند معبر رأس جدير، لكن رفض السلطات المصرية كان العقدة الأساسية.
من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، في مؤتمر صحفي بطرابلس اليوم الاثنين 16 يونيو/حزيران، إن القافلة شعبية لا تتبع أي حكومة أو حزب، وتعبر عن موقف الشعوب، وانتقد بشدة طريقة تعامل سلطات الشرق مع القافلة، معتبرًا أنه يعكس الانقسام الحاصل في ليبيا.
وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت "تلقينا تطمينات رسمية بمرور القافلة بسلام، ونطالب الآن بالسماح لها بالمرور أو عودتها بسلام، ونرفض أي مزايدات محلية أو خارجية على القافلة".
أعلنت قيادة القافلة أنها ستبقى مرابطة قرب مصراتة بشكل سلمي، في انتظار الإفراج عن الموقوفين، ولن تغادر إلى تونس قبل تسوية هذا الملف.
وأكدت التنسيقية في بياناتها أنها ترفض أي استغلال سياسي لتحركاتها، مشددة على أن القافلة ستظل سلمية ومفتوحة أمام المتضامنين، لكنها أوقفت مؤقتًا استقبال الملتحقين الجدد إلى حين اتضاح المسار المقبل.
وقال بن قطاية إن "القافلة لم تخرج إلا استجابة لنداء غزة، وكل ما سعينا إليه هو إيصال رسالة إنسانية"، وأكد أن مصير القافلة بعد العودة إلى مصراتة سيُتخذ بشكل جماعي من قبل القيادة، ولن يُحسم بشكل فردي.
من جانبها، أعلنت بلدية مصراتة دعمها الكامل للقافلة، مؤكدة عبر عميدها محمود السقوطري وقوفها إلى جانب أعضائها ومطالبهم الإنسانية، واستعدادها لتلبية احتياجاتهم خلال فترة اعتصامهم، كما لقيت القافلة تأييدًا شعبيًا واسعًا في ليبيا ودول المغرب العربي، بوصفها تجسيدًا للتضامن مع غزة في وجه العدوان والحصار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات یونیو حزیران الإفراج عن
إقرأ أيضاً:
غضب على المنصات بعد محاصرة قوات حفتر قافلة الصمود وإنهاء مسيرتها
وبررت التنسيقية قرارها بإصرار قوات شرق ليبيا على منع القافلة، التي تضم أكثر من ألف ناشط من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، من عبور مدينة سرت.
وتخضع مدينة سرت لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي فرضت حصارا عسكريا على القافلة منذ الجمعة الماضية عند مدخل المدينة، كما أعلنت التنسيقية اعتقال سلطات حفتر عددا من المشاركين في القافلة، وطالبت بالإفراج عنهم.
واتهمت التنسيقية سلطات حفتر بعزل القافلة عن العالم بقطع الاتصالات والإنترنت عنها، وبممارسة "الحصار التجويعي المشين" من خلال منع وصول أي تموينات من غذاء وماء ودواء للمشاركين.
وتداول ناشطون مشاهد لمتطوعين في القافلة وهم يعجنون الخبز باستخدام أدوات بدائية، وسط معاناة واضحة بسبب نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية.
خذلان القضية
وأبرزت حلقة (2025/6/16) من برنامج "شبكات" إجماع مغردين على استنكار التعامل مع القافلة واعتباره عارا على العرب وخذلانا للقضية الفلسطينية.
وعبرت المغردة رشا عن خيبة أملها العميقة بالموقف العربي قائلة: "كل يوم نقول إن العرب قد خذلونا، نستيقظ لنكتشف أنهم قادرون على أكثر من ذلك، تعامل قوات شرق ليبيا مع قافلة التضامن فضيحة بكل المقاييس".
واتفق معها الناشط محمد في انتقاد حفتر شخصيا، حيث كتب يقول: "حفتر يثبت مجددا أنه أداة تعطيل لا همّ له إلا قمع الحريات وإفشال كل جهود التضامن مع الفلسطينيين، عار على كل من يسانده، حفتر لا يمثل ليبيا ولا شعبها".
وفي نفس الاتجاه، انتقد المغرد هيثم البريدي الموقف العربي العام وغرد: "إيقاف قافلة الصمود ليس فقط قرارا مستنكرا، بل صفعة لكل من آمن بوحدة الموقف تجاه فلسطين، لا يبدو أن العرب يرون فلسطين بوصلة بل يرون مصالحهم فقط.. يا للعار".
ومن زاوية أخرى، أكد الناشط الودادي على طبيعة القافلة السلمية قائلا: "قافلة سلمية تقل نشطاء ومدونين وأطباء لا سلاح ولا تهديد ولا أجندات، فقط تضامن مع غزة، ومع ذلك، أُوقفت واعتُقل أفرادها في أراضٍ عربية.. إن لم يكن هذا هو العار فما هو؟".
إعلان الصادق البديري16/6/2025