قال الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الأطراف التي رفضت اتفاقية السلام التي عقدها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل، تحت دعاوى الحفاظ على الكرامة، تجد نفسها اليوم مضطرة للقبول بـ"تسويات مهينة" لا تحفظ كرامة ولا تحقق مصالح، في إشارة إلى مواقف كل من إيران وحزب الله.

وقال جمال عبد الجواد، خلال لقاء له لبرنامج "بالورقة والقلم، عبر فضائية تن، أن  إسرائيل تنظر إلى الضربة الاستباقية ضد إيران باعتبارها ضرورة استراتيجية لحرمان طهران من استكمال برنامجها النووي، أو على الأقل تأخيره لمدة عشر سنوات.

وتابع  مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن أحد أهم أسباب تفوق إسرائيل في التخطيط والتحرك، هو قدرتها العالية على جمع وتحليل المعلومات، حيث لا توجد تابوهات أو خطوط حمراء تعيق الباحثين والمفكرين عن تحليل المجتمع أو السياسة العامة، بعكس الدول العربية.

وأشار إلى ان مفتاح الموقف الراهن لا يزال بيد الولايات المتحدة الأمريكية، فهي التي بدأت مرحلة التصعيد، لكنها غير قادرة على إنهاء الحرب بالشكل الذي ترغبه، ما لم تتدخل عسكريًا بصورة مباشرة، وبالاعتماد على وسائل قادرة على استهداف المنشآت النووية الإيرانية المحصنة تحت الأرض.


 

طباعة شارك إسرائيل اتفاقية السلام السادات إيران حزب الله

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل اتفاقية السلام السادات إيران حزب الله

إقرأ أيضاً:

أكاديمي سعودي: إسرائيل ترفض السلام وتحتكر النووي بدعم غربي

اعتبر الدكتور خالد الدخيل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السعودية، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة، بل في العالم، التي ترفض صراحة خيار السلام، ولم تتقدم بمبادرة واحدة منذ تأسيسها عام 1948، رغم رفضها الموثّق لأربع مبادرات سلام عربية صدرت عن قمم رسمية متعاقبة.

وقال الدخيل في سلسلة تدوينات ناقدة عبر حسابه على منصة "إكس"، إن الخطاب الإسرائيلي بشأن "الحرص على السلام" لا يعدو كونه واجهة دعائية، متسائلًا عن سبب تجاهل تل أبيب، ومعها واشنطن والغرب، لمبدأ نزع السلاح النووي الشامل في المنطقة، والإصرار على استثناء إسرائيل من أي التزامات بهذا الشأن.

تذكر دائما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة، بل في العالم، التي ترفض فكرة السلام .. وخيار السلام. على العكس تماما مما تردده قيادات إسرائيل وإعلامها. رفضت أربع مبادرات سلام عربية صادقت عليها أربع قمم عربية. ولم تتقدم إسرائيل منذ إنشائها حتى هذه اللحظة بمبادرة سلام واحدة… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025

"إسرائيل أكثر دولة استخدمت الحرب وادّعت السعي للسلام"

وشكّك الدخيل في الدوافع الحقيقية للسياسات الإسرائيلية، قائلًا: "ظلت إسرائيل منذ 1948 تدّعي أنها دولة صغيرة الحجم جغرافيًا وديمغرافيًا، وأنها تميل للسلام... لكن لماذا إذن رفضت أربع مبادرات سلام عربية؟ ولماذا لم تقدم حتى الآن مبادرة واحدة؟"

وأشار إلى أن تل أبيب تعمد إلى استخدام القوة كأداة أساسية للسيطرة الإقليمية، ما يتناقض تمامًا مع مزاعمها المتكررة حول "التوجه السلمي"، مؤكدًا أنها "أكثر دولة في المنطقة استخدمت الحرب كوسيلة للنفوذ والهيمنة".

إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ترفض فكرة وخيار السلام في الشرق الأوسط. منذ تأسيسها سنة ١٩٤٨ لم تتقدم بمبادرة سلام واحدة حتى هذه اللحظة. رفضت جميع مبادرات السلام العربية الأربع منذ مبادرة السلام العربية في قمة الرباط حتى قمة بيروت العربية عام ٢٠٠٢ وما تلا ذلك. بعبارة أخرى، إسرائيل… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025

إسرائيل ترفض السلام لأنها ترفض فلسطين

وحول أسباب الرفض الإسرائيلي المتكرر لأي خيار سلمي حقيقي، قال الدكتور الدخيل إن إسرائيل ترفض حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم من الأساس، وترى أن "وقت الإفصاح عن مفهومها للسلام لم يحن بعد"، معتبرًا أن هذا يعني عمليًا "أن طموحاتها التوسعية لم تكتمل بعد".

وأضاف: "إسرائيل لا ترفض فقط المبادرات العربية، بل ترفض تقديم مبادرة تمثل موقفها بوضوح، لأنها تدرك أن الكشف عن هذا المفهوم سيفضح طبيعتها كدولة احتلال ورفض".

عن السلاح النووي.. لماذا يُسمح لإسرائيل فقط؟

وفي تغريدة لافتة، تساءل الدخيل عن ازدواجية المعايير الغربية في ملف التسلح النووي، قائلًا: "الولايات المتحدة والغرب لا يقبلون سلاحًا نوويًا في المنطقة إلا لدى إسرائيل؟ وبكل صفاقة يجاهرون بذلك."

وانتقد بشدة المنطق الغربي الذي يربط الأمن بالاحتكار النووي الإسرائيلي، داعيًا إلى إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط بلا استثناء لأي دولة.

لماذا ترفض إسرائيل خيار السلام في المنطقة؟ لأنها أولا ترفض حق الفلسطينيين في دولة لهم في فلسطين. ثانيا ترفض خيار السلام المطروح عربيا ودوليا لأنها لا تريد الإفصاح عن مفهومها للسلام. ترى أن وقت الإفصاح عن هذا الخيار والمفهوم للسلام في المنطقة لم يحن بعد!! لماذا لم يحن؟ لأن طموحات… — خالد الدخيل (@kdriyadh) June 15, 2025

الضعف العربي سبب العدوانية الإسرائيلية

واعتبر الدكتور الدخيل أن السياسة الخارجية العدوانية لإسرائيل تجد أساسها في الضعف البنيوي السياسي والعسكري لدى الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذا الضعف دفع العرب إلى الركون لموازين القوى المفروضة، دون أي محاولة جادة لتغيير قواعد اللعبة.

كما انتقد استمرار الدعم الغربي "اللامحدود" لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا، دون أي التزامات بالمحاسبة أو التوازن في السياسات، مؤكدًا أن ذلك الدعم هو الركيزة الأساسية التي تمنح تل أبيب القدرة على تجاوز القانون الدولي دون تكلفة.

دعوة لمواجهة منطق الاحتلال بالقوة والمنطق معًا

واختتم الدخيل تحليلاته بالتأكيد على أن الاستمرار في تكرار مقولات السلام دون مساءلة الطرف الذي يرفضه، يعيد إنتاج الفشل، داعيًا الدول العربية إلى موقف سياسي موحد يربط بين السلام الحقيقي وحقوق الشعوب، وبين نزع السلاح والعدالة، لا الاحتلال والتفوق المفروض.


مقالات مشابهة

  • تعرف على الدول العربية والإسلامية التي أدانت هجمات إسرائيل على إيران
  • أحمد موسى: إيران أنفقت مليارات الدولارات على برنامجها النووي دون أن تستفيد منه
  • ما علاقة القاعدة التي استهدفتها إيران اليوم بأخطر “قضية تجسس” داخل “إسرائيل”؟
  • مسؤول إسرائيلي: لا مشكلة في التفاوض مع إيران بل في برنامجها النووي
  • ترامب: أثق في توقيع إيران اتفاقًا بشأن برنامجها النووي في نهاية المطاف
  • إيران ترسل إشارات عاجلة للتفاوض بشأن برنامجها النووي عبر وسطاء عرب
  • أكاديمي سعودي: إسرائيل ترفض السلام وتحتكر النووي بدعم غربي
  • نتنياهو: هجومنا على إيران سينتهي عندما نقضي على برنامجها النووي
  • ماذا بعد استيعاب إيران ضربة إسرائيل الاستباقية؟ خبير يجيب