استراتيجية “قطع رأس الأفعى”| اغتيال “شدماني” يرفع منسوب التوتر بالشرق الأوسط.. وخبير: قد يؤدي لحرب إقليمية شاملة
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
في تطور كبير للصراع الإيراني الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء على شدماني، في غارة جوية استهدفت موقعًا عسكريًا في شمال غرب إيران.
وتعليقا على هذا التطور، علق الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي أن ما حدث يعتبر تصعيد غير مسبوق في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وخاصة أن اغتيال علي شادماني رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، جاء في غارة جوية دقيقة على مقر القيادة في طهران.
وأوضح أستاذ القانون الدولي - في تصريحات خاصة لصدى البلد - أن هذا الاغتيال يأتي ضمن "عملية الأسد الصاعد" الإسرائيلية التي تستهدف قيادات عسكرية وعلمية إيرانية، وقد سبقها بأيام قليلة اغتيال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وآخرين، ما يشير إلى استراتيجية إسرائيلية جديدة لـ "قطع رأس الأفعى".
لماذا الآن؟ دوافع إسرائيل تتكشف
وأضاف الدكتور أيمن سلامة، إنه يبدو أن توقيت الاغتيال ليس مصادفة. فإسرائيل تسعى إلى شل القدرات العسكرية الإيرانية، وتعطيل برنامجها النووي، وتفكيك شبكة وكلائها في المنطقة. فاغتيال شادماني، الذي تولى منصبه حديثًا بعد اغتيال سلفه، وقبل ذلك كقائد لـ "قيادة خاتم الأنبياء" المسؤولة عن إدارة العمليات القتالية وخطط إطلاق النار تجاه إسرائيل، يمثل ضربة قاصمة لسلسلة القيادة الإيرانية.
وأشار إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه الضربات المتتالية إلى استغلال ما تعتبره "فرصة سانحة" عسكريًا ودبلوماسيًا لتقويض طهران وإضعاف نفوذها. وهذه العمليات تعكس تفوقاً استخباراتياً إسرائيلياً ملحوظاً، حيث تمكنت من اختراق العمق الإيراني واستهداف شخصيات رفيعة المستوى.
تداعيات لا تحمد عقباها: المنطقة على صفيح ساخن
وأكد أستاذ القانون الدولي إنه لا شك أن تداعيات هذا الاغتيال ستكون وخيمة على المنطقة والعالم. فإيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد توعدت برد قاسٍ وغير مسبوق. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا حادًا في الهجمات المتبادلة، مع احتمالية استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة والعالم، وربما استهداف قواعد أمريكية أو بريطانية أو فرنسية إذا قدمت دعمًا لإسرائيل. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة تجر أطرافًا دولية أخرى، وتؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، وارتفاع أسعار النفط، وتفاقم الأزمات الإنسانية.
واختتم إن اغتيال شادماني يدفع المنطقة نحو حافة الهاوية، مما يجعل الحاجة إلى تهدئة عاجلة وتدخل دولي فاعل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصراع الإيراني الإسرائيلي رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إيران غارة جوية
إقرأ أيضاً:
رسائل مضللة من مظاهرات تل أبيب.. وخبير استراتيجي: دليل على تواطؤ الاحتلال وجهات أخرى لتقويض دور مصر
في وقتٍ تمر فيه غزة بواحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخها، وتتسابق الدول لمد يد العون أو التنديد بالمجزرة، تظهر تحركات وتظاهرات في الداخل الإسرائيلي ترفع شعارات ظاهرها الغضب على الوضع في القطاع، لكن باطنها يشير إلى محاولة مريبة لتحريف بوصلة هذا الغضب. أمام السفارة المصرية في تل أبيب، وقف أنصار ما يُعرف بـ"الجناح الشمالي للحركة الإسلامية" بقيادة رائد صلاح وكمال الخطيب، في تظاهرة اعتبرها مراقبون بمثابة طعنة في خاصرة الدور المصري الداعم لغزة.
أجندة سياسية موجهة ضد مصرويرى اللواء محمد حمد الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما جرى أمام السفارة المصرية لا يمكن فصله عن سياق أوسع لمحاولات الإساءة إلى مصر ودورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية.
ويوضح أن تجاهل المتظاهرين للسفارات الإسرائيلية والأمريكية، وتجنبهم مؤسسات الحكم في إسرائيل مثل الكنيست ووزارة الدفاع، يعكس انحرافاً متعمداً في الرسائل السياسية، موجهاً الاتهام لجماعة الإخوان المسلمين وحلفائها بتأجيج هذا الخطاب وتدويره، سعياً لإعفاء الاحتلال من جرائمه.
تواطؤ غير مباشر من تل أبيبويثير اللواء حمد تساؤلات حول سماح السلطات الإسرائيلية بقيام هذه التظاهرات، رغم القيود المفروضة على نشاط جناح رائد صلاح.
ويشير إلى أن هذا "السماح" قد يعكس تواطؤاً غير معلن بين إسرائيل وبعض هذه الجهات، بهدف تقويض أي دور مصري فعّال في تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين، خصوصاً خلال الأزمات. ويرى أن منح المتظاهرين مساحة أمام السفارة المصرية، وليس غيرها، لا يخلو من دلالة سياسية.
تجاهل الدور المصري الإنساني والوسيطمن اللافت، بحسب حمد، أن هذه التظاهرات تتجاهل عمداً الجهود المصرية التي لم تتوقف، بدءًا من فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمساعدات، مروراً بمبادرات وقف إطلاق النار، وليس انتهاءً بالوساطات التي تلعب فيها القاهرة دوراً مركزياً.
ويرى أن استهداف مصر في هذا التوقيت يخدم مشروعاً إعلامياً مضاداً تديره منصات تابعة لحركات الإسلام السياسي، تسعى لتشويه الصورة وتضليل الرأي العام العربي والدولي.
خلط الأوراق في لحظة فارقةفي ختام تصريحه، يحذر اللواء محمد حمد من خطورة هذه الرسائل "المضللة"، التي تأتي في لحظة فارقة من التصعيد في غزة، مؤكداً أن الهدف ليس نصرة القضية، بل خلط الأوراق وإرباك المشهد، وتحويل الخصومة من الاحتلال إلى الأشقاء. ويؤكد أن هذا النوع من الحملات لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي، ويضر بوحدة الصف الفلسطيني والعربي.
فلسطين تحتاج دعماً لا مزايدةوفي ظل ما تشهده غزة من مآسٍ متلاحقة، لا تحتاج القضية الفلسطينية إلى شعارات مشبوهة أو تحركات مدفوعة بأجندات خارجية، بل إلى تضافر الجهود الحقيقية والواقعية. ومصر، التي لا تزال تقدم الدعم رغم التحديات، تستحق التقدير لا التجريح، في معركة عنوانها الصمود لا الانقسام.