عربي21:
2025-06-18@04:58:25 GMT

هل يتحوّل مضيق هرمز إلى شرارة الانهيار العالمي؟

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

هل يتحوّل مضيق هرمز إلى شرارة الانهيار العالمي؟

نشر موقع "ليبرو كوتيديانو" تقريرا سلّط فيه الضوء على الأهمية المصيرية لمضيق هرمز، "عنق الزجاجة" للطاقة العالمية، الذي يمرّ عبره يوميًا أكثر من 20 مليون برميل نفط وكمية هائلة من الغاز، ويُعدّ من أكثر النقاط الاستراتيجية هشاشة في العالم، خاصة بعد تصاعد التهديدات الإيرانية بردٍ بحري على الضربات الإسرائيلية.



وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن هرمز هي جزيرة لا تتجاوز مساحتها 42 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها حوالي 3000 نسمة. لا تحتوي على غطاء نباتي محلي، وتصلها مياه الشرب من إيران عبر قناة مائية.

وأضاف أن المضيق الذي يحمل اسمها، والذي يتميّز بتشكّلٍ يشبه الكوع، لا يتعدى عرضه 60 كيلومترًا في أقصاه و30 كيلومترًا في أضيق نقطة بين إيران نفسها وشبه جزيرة مسندم، وهي جيب جغرافي لسلطنة عُمان داخل أراضي الإمارات.

وأوضح، أنه من هذا الممر الضيق لا بد من العبور للوصول من الخليج الذي يُعرف عالميًا باسم الخليج الفارسي – ويسميه العديد من العرب الخليج العربي – إلى خليج عُمان، الذي يفتح الطريق إلى المحيط الهندي المفتوح.

وتابع، "بتقلبٍ فريد من نوعه في الجيولوجيا، يُستخرج على طول سواحل الخليج الفارسي ما نسبته 30 بالمئة من إجمالي النفط العالمي، وتوجد هناك حتى 65 بمالئة من جميع الاحتياطيات.

وعلى سواحل الخليج الفارسي نفسها تطل الدول التي تحتل المرتبة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة بين أكبر منتجي الغاز في العالم، فالساحل الشمالي بالكامل للخليج الفارسي يعود إلى إيران، بينما على الضفة الأخرى تتوالى: العراق، الكويت، السعودية، البحرين، قطر، وعُمان، إلى جانب عددٍ كبير من القواعد العسكرية الأمريكية.

وبالإضافة إلى كونه مسرحًا محتملاً للصراع، فإذا ما أقدمت طهران على إغلاق هذا الممر – كنوع من الرد على الهجمات التي تتعرض لها – فإنها توقف مرور ما لا يقل عن 20 مليون برميل يوميًا. وهو ما سيُحدث ارتدادات مدمّرة على الاقتصاد العالمي وفق التقرير.

وبحسب ما أفادت به فايننشال تايمز، فإن طهران "قد تلجأ أيضًا إلى حرب غير متماثلة" من خلال إغلاق أو تعطيل المضيق، كما هددت بذلك في السابق في حال التعرّض لهجوم، ما يعني قطع طريق الملاحة الذي يفصل إيران عن دول الخليج.

وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، تمثلت أولى النتائج الاقتصادية في ارتفاع سعر النفط الخام، حيث تجاوز سعر خام برنت 74 دولارًا للبرميل، ليغلق مرتفعًا بنسبة +7 بالمئة.



وأوضح الموقع أنه ارتفاع لم يُشهد مثله منذ عام 2022، عندما غزت روسيا أوكرانيا.

ووفقا لجيه بي مورغان، إذا ما أقدمت إيران على إغلاق الممر، فقد تصل الأسعار إلى 120 دولارًا للبرميل، لكن بحسب تقديرات أخرى قد تبلغ 200 دولار.

ويعبر من هناك أيضًا عدد من سفن الشحن المحملة بالغاز الطبيعي المُسال (GNL) المتجهة من قطر إلى أوروبا، وآسيا، وخصوصًا إلى الصين. وتُعتبر بكين، التي تُعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، من كبار مشتري النفط الإيراني: بحوالي 1.5 مليون برميل يوميًا.

وأوضح، "إذا ما توقفت هذه الإمدادات، فستُضطر الصين إلى التزود من مصادر أخرى، بأسعار أعلى، ما سيؤدي إلى سلسلة من التأثيرات على التضخم العالمي".

ومع ذلك، يجب القول إنه رغم التهديدات، لم يتم إغلاق الممر أبدًا، على الرغم من أن حروبًا مدمّرة دارت على ضفّتيه. خصوصًا الحرب بين إيران والعراق، وحرب الكويت.

وبحسب للموقع، في مرحلة ما، بين عامي 1987 و1988، أرسل الغرب أيضًا عددًا من سفن الحرب لمرافقة ناقلات النفط، وذلك بعد أن بدأ الطرفان المتحاربان، إيران والعراق، في مهاجمة حركة الملاحة البحرية المحايدة للخروج من حالة الجمود المُنهِكة التي كانت تستنزفهما معًا، مستخدمين زوارق مسلحة وألغامًا بحرية.

ولهذا شكّل الاتحاد الأوروبي آنذاك وحدة قيادة خاصة في مقر مجلس اتحاد أوروبا الغربية (UEO) في لندن، أوكلت إليها مهمة تنسيق التدخلات البحرية الأوروبية والتعاون مع الولايات المتحدة.

وحتم التقرير قائلا، "إلى جانب المملكة المتحدة، فرنسا، هولندا وبلجيكا، أرسلت إيطاليا أيضًا وحدات ضمن عملية الخليج واحد، وذلك بعد أن تعرّضت سفينة الحاويات الإيطالية "جولي روبينو" لهجوم من قبل الحرس الثوري الإيراني قبالة جزيرة فارسي في ليلة الثاني إلى الثالث من سبتمبر عام 1987، ما أسفر عن إصابة بعض أفراد الطاقم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية هرمز الإيرانية إيران الاحتلال هرمز خطوط الطاقة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ورقة الضغط الإستراتيجية.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟

طهران- مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ فجر أول أمس الجمعة يعود إلى واجهة النقاش الإقليمي والدولي أحد أكثر السيناريوهات حساسية، وهو احتمال لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز أحد أهم الشرايين الحيوية في منظومة الطاقة العالمية.

ويمثل هذا الممر البحري الضيق -الذي يبلغ عرضه نحو 33 كيلومترا في أضيق نقاطه- منفذا أساسيا يمر عبره ما يقارب خُمس صادرات النفط في العالم، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال.

 ويعد المضيق نقطة ارتكاز لاقتصادات دول الخليج المعتمدة على صادرات الطاقة، كما تمر من خلاله واردات الطاقة إلى الأسواق العالمية.

ويأتي الحديث عن هذا السيناريو في وقت تتصاعد فيه التوترات بين طهران وتل أبيب على خلفية الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، في محاولة لتقويض قدراتها العسكرية، والتي قابلتها طهران بردود عسكرية.

ومع تصاعد هذه المواجهة بدأ محللون وسياسيون يطرحون سيناريوهات الرد الإيراني، أبرزها التهديد بإغلاق مضيق هرمز كأداة إستراتيجية محتملة في حال توسع العدوان أو تدخّل واشنطن مباشرة في الصراع الدائر.

ورغم عدم صدور تهديد رسمي من الجانب الإيراني بهذا الشأن فإن التلميحات المتكررة إلى قدرة طهران على استخدام المضيق ورقة ضغط تضع هذا الخيار في دائرة الاحتمالات، مما يثير تساؤلات بشأن مدى جديته والآثار المحتملة لتنفيذه على الاقتصاد العالمي.

مضيق هرمز أحد أهم الشرايين الحيوية في منظومة الطاقة العالمية (رويترز) تهديدات مكلفة

ويرى مراقبون أن أي تعطيل لحركة الملاحة في مضيق هرمز ولو كان مؤقتا سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز، مم سينعكس مباشرة على تكلفة الطاقة عالميا ويزيد حدة الاضطرابات في الأسواق المالية.

إعلان

ويُتوقع أن يتأثر بشدة مؤشر أبحاث السلع (سي آر بي) الذي يقيس أسعار سلة من السلع الأساسية، منها النفط والمعادن والمنتجات الزراعية، ويعد مرآة لحالة التضخم والتقلبات الاقتصادية في الأسواق الدولية.

في المقابل، يحذر محللون من أن خطوة كهذه قد تشعل فتيل مواجهة إقليمية واسعة، وربما تستدعي تدخلا عسكريا دوليا، مما يجعل هذا الخيار بمثابة ورقة تستخدم في ظروف قصوى فقط.

الباحث في قضايا الأمن الدولي عارف دهقاندار يرى أن "إيران باعتبارها دولة طالما سعت إلى ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة لا تعتبر إغلاق المضيق خيارا إستراتيجيا للتصعيد، بل قد تلجأ إليه فقط في حال بلغت الضغوط العسكرية عليها مستويات غير مسبوقة".

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح دهقاندار أن "الواقع الذي فرضته الهجمات الإسرائيلية -بدعم أميركي غير مشروط- قد يدفع طهران إلى استخدام هذا الورقة للردع، لكنه يبقى رهنا بتطورات ميدانية معقدة".

ويضيف أن إغلاق المضيق -باعتباره أحد أهم الممرات لنقل النفط والغاز في العالم- يمكن أن يكون وسيلة ضغط على الدول الغربية لدفعها إلى مراجعة مواقفها تجاه دعم إسرائيل.

ورغم ذلك فإن دهقاندار يعتقد أن احتمال إقدام طهران على هذه الخطوة "لا يزال ضعيفا"، مرجحا استخدامه "خيارا أخيرا إذا بلغت المواجهة ذروتها".

ويشير الباحث إلى أن إيران تملك إمكانيات عسكرية تؤهلها لتعطيل حركة الملاحة في المضيق، سواء من خلال صواريخ كروز المضادة للسفن، أو الألغام البحرية، أو الزوارق السريعة، أو النقاط العسكرية الإستراتيجية المنتشرة في محيط المضيق، لكنها لا تعتبر هذا الخيار وسيلة لبداية التصعيد، بل ورقة ردع محتملة إذا تعقدت المعادلة الأمنية.

مراقبون يرون أن تنفيذ إيران ضربات شديدة وغير تقليدية داخل إسرائيل يجنبها اللجوء لإغلاق المضيق (الجزيرة) تلويح بالتصعيد

بدوره، يؤكد الباحث السياسي الإيراني عرفان بجوهنده في حديثه للجزيرة نت أن "إيران تملك القدرة الكاملة على إغلاق مضيق هرمز -سواء عبر عمليات بعيدة المدى أو من خلال تدخل مباشر- إذا ما اقتضت الضرورة".

إعلان

ويضيف بجوهنده أن "سلوك إسرائيل في المواجهة مع إيران لا يختلف كثيرا عن نهجها في حربها مع حزب الله"، إذ تظهر تل أبيب استعدادا لتحمّل خسائر كبيرة بهدف تقويض خصومها، مشيرا إلى أن إسرائيل "خسرت أكثر من ضعف عدد دباباتها مقارنة بحرب 2006، ومع ذلك لم تتراجع"، في إشارة إلى استعدادها لتحمّل تكلفة المواجهة.

وفي ما يتعلق بسبل الرد الإيراني، يرى بجوهنده أن إيران أمام 3 أوراق إستراتيجية لترسيخ معادلة ردع جديدة:

تنفيذ ضربات شديدة وغير تقليدية داخل إسرائيل. التأثير على سوق الطاقة العالمي عبر رفع أسعار النفط. التلويح بالخيار النووي إذا بلغ التصعيد مستويات حرجة.

ويؤكد الباحث الإيراني أن "إيران استخدمت حتى الآن أدوات رد مؤثرة"، لكن إذا فقدت طهران القدرة على الحفاظ على توازن القوى أو تدخلت واشنطن عسكريا بشكل مباشر فإن من بين خياراتها المطروحة سيكون إغلاق مضيق هرمز، "لما له من تأثير مباشر على الاقتصاد الأميركي وأسواق الطاقة العالمية".

الانعكاسات الاقتصادية

اقتصاديا، يرى الخبير الإيراني بيمان مولوي أن التطورات الحالية رفعت أسعار النفط بنسبة 14%، محذرا من أن أي خطوة لإغلاق المضيق ستؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، مما سينعكس سلبا على تكلفة الطاقة في الأسواق العالمية، ويؤثر بدوره على أسواق الأسهم الدولية.

ويحذر مولوي من أن هذه التطورات ستزيد اضطراب مؤشر "سي آر بي" الذي يعد أحد المؤشرات الرئيسية لمراقبة تقلبات أسعار السلع عالميا، مما سيعزز مناخ عدم اليقين في الأسواق ويضاعف الضغوط على الاقتصادات المستوردة للطاقة.

وفي المحصلة، يبقى سيناريو إغلاق مضيق هرمز خيارا إيرانيا مطروحا لكنه محفوف بتكلفة إستراتيجية واقتصادية هائلة، ليس فقط على خصوم طهران، بل على الاقتصاد العالمي بأسره.

وفي ظل معادلة الردع المفتوحة بين إيران وإسرائيل تبدو طهران حريصة على استخدام أوراقها بعناية، مع ترك الباب مواربا أمام تصعيد محتمل في حال تغيرت المعطيات الميدانية بشكل جذري.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إغلاق مضيق هرمز .. ماذا قد يحدث إذا نفذت إيران تهديدها؟
  • تحذير من العراق.. إغلاق مضيق هرمز سيشل صادرات النفط ويربك العالم
  • أسعار خيالية تنتظر النفط.. ماذا لو تم إغلاق مضيق هرمز؟
  • رئيس حقوق الإنسان بالنواب: إغلاق مضيق هرمز ينذر بأزمة وقود عالمية
  • النفط يرتفع مع تصاعد المواجهة في الشرق الأوسط.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز
  • العراق: إغلاق مضيق هرمز قد يرفع برميل النفط إلى 300 دولار
  • وزير خارجية العراق: إغلاق مضيق هرمز قد يرفع برميل النفط إلى 300 دولار
  • ورقة الضغط الإستراتيجية.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
  • تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز.. هل يدخل العالم وتركيا في نفق اقتصادي مظلم؟