دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ممن تداولوا أسلوب تفاعل الحاضرين بمقر البرلمان الأوروبي بأعقاب الكلمة التي أدلى بها والتي تناول فيها أوضاع المنطقة.

وقال العاهل الأردني في كلمته: "قبل خمس سنوات، تحدثت من هذا المنبر عن الحاجة الملحة لإيجاد حلول سياسية للصراعات، واستعادة الثقة في العدالة العالمية، ومساعدة الشعوب كافة، وخاصة الشباب، على إيجاد الأمل والفرص.

. ومنذ ذلك الحين، مر مجتمعنا الدولي بالعديد من الاضطرابات السياسية والتكنولوجية والاقتصادية؛ من جائحة فيروس كورونا، وتهديدات أمنية جديدة، وتسارع تكنولوجي غير مسبوق، إلى المعلومات المضللة التي تفشت بشكل مفرط، وحرب شديدة في أوكرانيا، وحرب قاسية على غزة، وأخيرا الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.. نحن نعيش موجة تلو الأخرى من الاضطرابات دون توقف، فلا عجب أننا نشعر بأن عالمنا قد ساده الانفلات، وكأنه قد فقد بوصلته الأخلاقية، فالقواعد تتفكك والحقيقة تتبدل كل ساعة، والكراهية والانقسام يزدهران، والاعتدال والقيم العالمية تتراجع أمام التطرف الأيديولوجي".

وتابع: "اليوم يتجه هذا العالم نحو انحدار أخلاقي، إذ تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة. يتمثل هذا الانحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها.. فلنعد بالذاكرة إلى عام 2023، أثارت أولى الهجمات والغارات الإسرائيلية على مستشفى في غزة آنذاك صدمة وغضبا عالميا. ومنذ ذلك الحين، وثّقت منظمة الصحة العالمية ما يقارب 700 هجوم على مرافق الرعاية الصحية في غزة. كيف يعقل لما كان يعتبر فعلا وحشيا قبل 20 شهرا فقط، أن يصبح الآن أمرا شائعا لدرجة أنه بالكاد يذكر؟ كيف يعقل لإنسانيتنا أن تسمح بأن يصبح ما لا يمكن تصوره أمرا اعتياديا؟ أن تسمح باستخدام المجاعة كسلاح ضد الأطفال؟ أو أن تسمح باستهداف العاملين في القطاع الصحي والصحفيين والمدنيين الذين يبحثون عن الملجأ في المخيمات؟ إن مرور20 شهرا على هذه الوحشية يجب أن يثير قلقنا جميعا، لكن ليس بوسعنا أن نتعجب من ذلك، لأنه عندما يفشل مجتمعنا العالمي في سد الفجوة بين القول والفعل، وعندما لا تُمارس القيم السامية، فإنها تصبح ادعاءات فارغة ومستهلكة".

وأضاف: "أما بالنسبة لمجال العمل الثاني، فعلينا اتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة لضمان الأمن العالمي. ولن يكون أمننا المشترك مضمونا حتى يتصرف مجتمعنا العالمي، ليس فقط لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن أيضا لإنهاء أطول بؤرة اشتباك في العالم وأكثرها تدميرا، ألا وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ ثمانية عقود.. والفلسطينيون، مثلهم كمثل جميع الشعوب، يستحقون الحق في الحرية والسيادة، ونعم.. إقامة دولتهم المستقلة.. إن ما يحدث في غزة اليوم يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية وقيمنا المشتركة، ونحن نشهد الانتهاكات تلو الأخرى في الضفة الغربية، والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم".

ومضى العاهل الأردني بالقول: "إذا فشل مجتمعنا العالمي في التصرف بشكل حاسم، فإننا نصبح متواطئين في إعادة تعريف معنى أن تكون إنسانا؛ لأنه إذا ما استمرت الجرافات الإسرائيلية في هدم منازل الفلسطينيين وبساتين الزيتون والبنية التحتية بشكل غير قانوني، فإنها ستهدم أيضا الحدود الأخلاقية. والآن مع توسيع إسرائيل هجومها ليشمل إيران، لا يمكن معرفة أين ستنتهي حدود هذه المعركة. وهذا، أصدقائي، يهدد الشعوب في كل مكان".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الملك عبدالله الثاني أوروبا البرلمان الأوروبي الجيش الإسرائيلي الجيش الإيراني الحرس الثوري الإيراني الحكومة الإسرائيلية الحكومة الإيرانية الملك عبدالله الثاني غزة وسائل التواصل الاجتماعي فی غزة

إقرأ أيضاً:

مطار إسطنبول يتصدر التصنيفات العالمية.. تعرف على ترتيبه الجديد بين مطارات العالم

تربّع مطار إسطنبول الدولي على عرش مراكز الاتصال الجوي في العالم، متجاوزًا مطار فرانكفورت الألماني الذي حافظ لسنوات على الصدارة، وذلك وفقًا لـ”تقرير اتصال صناعة المطارات لعام 2025″ الصادر عن مجلس المطارات الدولي – فرع أوروبا (ACI EUROPE).

اقرأ أيضا

الحرب بين إيران وإسرائيل تشل السياحة في طرابزون.. طائرات…

الأربعاء 18 يونيو 2025

ووفق بيان صادر عن شركة İGA المشغلة لمطار إسطنبول،  فقد ارتفعت الاتصالات العالمية المحورية في المطار بنسبة 59% مقارنة بعام 2019، ما جعله يتصدّر المؤشر الأكثر شمولًا في قياس أداء المطارات عالميًا من حيث الترابط والربط الجوي.

ريادة أوروبية بلا منازع

ولم يقتصر التفوّق على المستوى العالمي فقط، بل عزز المطار موقعه في أوروبا أيضًا. إذ جاء مطار إسطنبول في المرتبة الأولى من حيث الاتصالات المباشرة داخل أوروبا، متقدمًا من المركز الخامس قبل جائحة كورونا إلى القمة، بزيادة بلغت 13% في هذا النوع من الاتصالات مقارنة بعام 2019.

ووفق التقرير، تراجع مطار فرانكفورت بنسبة 21% في اتصالاته المحورية، ليحلّ ثالثًا خلف مطاري إسطنبول ودالاس فورت وورث الأميركي.

“مركز حيوي في شبكة الطيران العالمية”

مقالات مشابهة

  • مطار إسطنبول يتصدر التصنيفات العالمية.. تعرف على ترتيبه الجديد بين مطارات العالم
  • رئيس صناعة النواب: كلمة السفير أسامة عبد الخالق أعادت ضبط البوصلة الأخلاقية في قلب الأمم المتحدة
  • “خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي”
  • كلمة الملك عبد الله في البرلمان الأوروبي ضمير الأمة في وجه الصمت العالمي
  • حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد فعل الأخيرة يشعل تفاعلا وتكهنات
  • ملك الأردن: هجمات إسرائيل على إيران تهدد العالم
  • العاهل الأردني: العالم يتجه نحو انحدار أخلاقي أوضح أشكاله في خزلان غزة.. وهجمات إسرائيل ضد إيران تصعيد خطير
  • الملك عبدالله الثاني… صوت العقل في عالم يضج بالحروب
  • العاهل الأردني: لا بد أن نظل صامدين في وجه الفوضى ونعمل للسلام العالمي