في مشهد يعكس هشاشة المنظومة الكروية في البلاد، توقفت مباراة ديربي طرابلس بين فريقي الأهلي طرابلس والاتحاد، مساء الثلاثاء، ضمن منافسات السداسي النهائي للدوري الليبي الممتاز، بعد سلسلة من الأحداث المتوترة داخل أرضية الميدان، أسفرت عن انسحاب طاقم التحكيم البرتغالي من اللقاء دون استكماله، وترك الجماهير والرأي العام أمام أسئلة كثيرة دون إجابات واضحة.

البداية… كرة قدم ثم تصعيد

دخل الفريقان المباراة بأجواء مشحونة، تعكس حجم التنافس التاريخي بين الناديين الأكثر جماهيرية في ليبيا، ومع انطلاقة الشوط الأول قدّم الفريقان بداية قوية نسبيًا، إلا أن الدقائق الأولى شهدت طرد لاعب الأهلي طرابلس حمدو الهوني نتيجة الاشتباك مع لاعب الاتحاد سند الكوري.

تم بعدها استئناف اللقاء وتقدَّم نادي الاتحاد عن طريق محترفه المغربي نوفل الزهروني، الذي استغل كرة ثابتة من الأهلي، ليضع الكرة في الشباك ويشعل الأجواء.

إلا أن ما أعقب الهدف لم يكن طبيعيًا، حيث قام بعض لاعبي الاتحاد بالاحتفال أمام دكة بدلاء الأهلي بطريقة وُصفت بالاستفزازية وغير الأخلاقية، ما أثار غضب الجهاز الفني ولاعبي الأهلي، وأدى إلى احتكاك مباشر بين الطرفين.

هدف أحمر واحتفالات مستفزة والاحتجاجات تتصاعد

وفي خضم تلك الفوضى، لم يقرر الحكم البرتغالي أي شيء بسبب الحركات الاستفزازية، وسط احتجاجات غاضبة من اللاعبين والجهاز الفني للفريق الأخضر، الذين رأوا أن طرد الهوني جاء دون مبرر واضح، في حين لم يُتخذ أي إجراء بحق اللاعبين الذين بدأوا بالاستفزاز، حسب ما نقلته لقطات الفيديو.

الاحتجاجات لم تتوقف، واستمر الشد والجذب بين اللاعبين والحكام، إلى أن قرر طاقم التحكيم الانسحاب من اللقاء بشكل كامل، ورفض العودة لاستئنافه، رغم بقاء الفريقين داخل أرضية الملعب.

دخول الجماهير… لحظة الانفجار

ومع تصاعد التوتر وغياب أي بيان رسمي يوضح الموقف، بدأ بعض الجماهير باقتحام أرضية الملعب، تعبيرًا عن غضبهم مما اعتبروه “انحيازًا تحكيميًا” و”تجاوزات لا أخلاقية”، لتتحول المباراة من ديربي تنافسي إلى فوضى عارمة، ليتم حرق حافلة فريق الاتحاد، في مشهد يعكس هشاشة التنظيم، وضعف التعامل الأمني مع مثل هذه المواجهات الحساسة.

غياب القرارات الرسمية… والكرة في ملعب الاتحاد الليبي

لم يصدر عن اتحاد الكرة أو لجنة المسابقات أي قرار رسمي بشأن مصير المباراة، وسط تضارب في المعلومات، ومحاولات من بعض الأطراف لفرض واقع معين دون انتظار تحقيق أو تحقيق عدالة رياضية.

وقد أثار إعلان “نجل رئيس الوزراء” بحكومة الوحدة الوطنية، ونائب رئيس نادي الاتحاد، عن نتيجة المباراة قبل صدورها رسميًا، موجة من الانتقادات والاتهامات بتسييس الرياضة، والتدخل في صلاحيات الاتحادات والجهات المختصة، وهو أمر يفتح الباب أمام جدل قانوني خطير.

ما حدث في ديربي طرابلس يتجاوز إطار الرياضة، ويمثل مرآة واضحة لحجم الأزمة التي تعيشها الكرة الليبية؛ من الاحتقان الجماهيري، إلى ضعف إدارة المباريات الكبرى، إلى غياب العقوبات الرادعة على السلوكيات اللارياضية، إلى التدخلات السياسية في الشأن الكروي… كلها عوامل اجتمعت في ليلة واحدة، وأنتجت هذا المشهد المؤسف.

المؤسف أكثر هو أن هذه المباراة كان من المفترض أن تكون واجهة حضارية للكرة الليبية، خاصة بوجود طاقم تحكيم أجنبي، لكن سوء الإدارة والتنظيم، وبعض التصرفات الفردية، حولتها إلى عنوان جديد للفوضى التي تحتاج إلى معالجة عاجلة.

وبهذه الأحداث توقفت المباراة، في ظل انسحاب الحكم البرتغالي بسبب احتجاجات متكررة وسلوكيات مستفزة داخل الملعب، وغياب قرارات حاسمة فاقم الوضع.

دخول الجماهير لأرضية الملعب مؤشر على انعدام السيطرة والتنظيم، واتحاد الكرة في مرمى النيران، حيث يُطالب بإصدار بيان شفاف ومفصل، وفتح تحقيق فوري وشامل.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الدوري الليبي الدوري الليبي الممتاز الدوري الليبي لكرة القدم الرياضة في ليبيا بطولة الدوري الليبي

إقرأ أيضاً:

بث مباشر كأس العرب 2025.. متابعة مباراة المغرب ضد سوريا في ربع النهائي

تتجه أنظار جماهير كرة القدم العربية اليوم نحو ملعب خليفة الدولي، لمتابعة واحدة من أبرز مباريات ربع نهائي كأس العرب 2025، حيث يلتقي منتخب المغرب مع منتخب سوريا في مواجهة قوية ينتظرها عشاق الكرة العربية بشغف.

تأتي المباراة ضمن الدور ربع النهائي الذي يشهد منافسة حامية بين أقوى المنتخبات العربية على لقب البطولة، وسط أجواء من الحماس الجماهيري الكبير، خاصة من مشجعي المنتخبين الذين يسعون لمساندة فرقهم للوصول إلى نصف النهائي.

مسار تأهل المنتخبين إلى ربع النهائي

نجح منتخب المغرب في التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد أن تصدر ترتيب المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط، بعد تحقيقه الفوز على جزر القمر (3-1)، ثم التعادل السلبي مع عمان في الجولة الثانية، قبل أن يحقق فوزًا مهمًا على السعودية (1-0) في الجولة الثالثة، مما أتاح له الحفاظ على الصدارة والتقدم إلى الدور القادم.

أما منتخب سوريا، فقد صعد كوصيف المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط، متفوقًا بفارق الأهداف على منتخب فلسطين.

بدأ الفريق مشواره في البطولة بالفوز على تونس (1-0)، قبل أن يتعادل مع قطر (1-1)، ثم تعادل مجددًا أمام فلسطين، ليحجز مقعده في ربع النهائي ويثبت قدرة لاعبيه على التعامل مع المباريات الصعبة والحفاظ على توازن الأداء الهجومي والدفاعي.

أهمية المباراة وتوقعات الجماهير

تكتسب مواجهة المغرب وسوريا أهمية كبيرة على المستويين الجماهيري والتكتيكي، حيث يسعى كل منتخب إلى بلوغ نصف النهائي والاستمرار في المنافسة على لقب كأس العرب 2025. 

كما تُعتبر هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا لكل فريق في التعامل مع الضغوط والتحديات الفنية، خاصة وأن المباراة قد تحدد مصير الفريقين في البطولة.

ويتوقع أن تشهد المباراة حضورًا جماهيريًا كثيفًا، لا سيما من المشجعين السوريين والمغاربة الذين يسافرون لمؤازرة فرقهم، بالإضافة إلى جمهور محايد يتابع البطولة بشغف. ومن المتوقع أن تعتمد فرق الدفاع على التنظيم الجيد، بينما يعتمد الهجوم على السرعة والتمركز الذكي لاستغلال أي خطأ دفاعي من الفريق المنافس.

موعد المباراة والقنوات الناقلة

تنطلق مباراة المغرب وسوريا يوم الخميس 11 ديسمبر 2025، عند الساعة 4:30 مساءً بتوقيت القاهرة، و5:30 مساءً بتوقيت السعودية.

وسيتم بث المباراة مباشرة عبر مجموعة من القنوات العربية التي توفر تغطية شاملة، أهمها:

beIN Sports HD

قنوات الكأس القطرية

دبي الرياضية

أبوظبي الرياضية

الكويت الرياضية

وتوفر هذه القنوات بث مباشر مع تحليلات فنية قبل المباراة وخلالها، بالإضافة إلى التعليق الحي على كل مجريات اللقاء، ما يجعلها الخيار الأمثل لمتابعة أحداث المباراة لحظة بلحظة.

تحليل أداء المنتخبين في البطولة

منتخب المغرب:
يتميز المنتخب المغربي بخط دفاع متماسك ومنظم، قادر على التعامل مع الهجمات المرتدة للفريق المنافس. كما يمتلك خط هجوم سريع، يعتمد على المهارة الفردية والتمريرات الدقيقة لخلق فرص التسجيل. وقد أظهر الفريق قوة كبيرة في التحكم بمساحات الملعب واستغلال الفرص المحدودة أمام مرمى الخصم.

منتخب سوريا:
يعتمد المنتخب السوري على اللعب الجماعي والتحرك الذكي للاعبين، مع تركيز على الضغط على منتصف الملعب وقطع الكرة من الفريق المنافس. كما يمتلك الفريق خبرة كبيرة في مواجهة المنتخبات العربية الصعبة، ويعتمد على تكتيكات هجومية متنوعة لخلق الفرص وإرباك دفاع الخصم.

توقعات الخبراء للمباراة

يتوقع محللو كرة القدم أن تكون المباراة قوية ومثيرة، مع اعتماد المدرب المغربي على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة السريعة، بينما قد يلجأ المدرب السوري إلى الضغط المكثف واستغلال الكرات الثابتة لتسجيل أهداف مبكرة.

كما سيكون خط وسط الملعب عنصرًا حاسمًا في تحديد مسار المباراة، حيث يلعب التمرير السليم والتحكم في الكرة دورًا كبيرًا في التحكم بإيقاع اللعب وتحقيق الانتصار. ويُنتظر أن تكون سرعة لاعبي الهجوم والمهاجمين في الفريقين عاملًا مؤثرًا في تهديد مرمى المنافس.

أبرز اللاعبين المتوقع مشاركتهم

في المغرب، من المتوقع الاعتماد على لاعبي الخبرة في الخطوط الأمامية، إلى جانب المواهب الشابة التي أظهرت أداءً مميزًا في المجموعات.

في سوريا، ستسعى الإدارة الفنية إلى استغلال اللاعبين أصحاب الخبرة والتمريرات الدقيقة في منتصف الملعب، مع الاعتماد على قدرة المهاجمين على تسجيل الأهداف الحاسمة.

 

تعد مباراة المغرب ضد سوريا في ربع نهائي كأس العرب 2025 من أبرز وأقوى مباريات البطولة، لما تحمله من أهمية كبيرة على مستوى المنافسة والنتائج؛ وستوفر الجماهير متابعة ممتعة عبر البث المباشر للقنوات الناقلة، مع تحليلات فنية لحظة بلحظة، كما أنها فرصة لمتابعة المنافسة التكتيكية بين المنتخبين.

سواء كنت من مشجعي المغرب أو سوريا، أو من عشاق كرة القدم العربية، فإن هذه المباراة تعد تجربة لا تُفوّت لمتابعة الإثارة والتشويق على أرضية الملعب، مع لحظات حاسمة قد تُحدد هوية المتأهل إلى نصف النهائي.

مقالات مشابهة

  • الأهلي في أزمة بسبب "وسط الملعب".. ما القصة؟
  • الأهلي يواجه بيراميدز في دوري الكرة النسائية.. اليوم
  • أسطورتا مانشستر سيتي يشجعان اللاعبين في الإمارات على تطوير مهاراتهم
  • التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصر
  • بث مباشر كأس العرب 2025.. متابعة مباراة المغرب ضد سوريا في ربع النهائي
  • بث مباشر الآن.. مواجهة الحسم بين فلسطين والسعودية في ربع نهائي كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة
  • «أبو ريدة» يسلّم كأس ديربي الأمريكتين لـ «فلامنجو» البرازيلي
  • أبو ريدة يسلم فلامنجو البرازيلي كأس ديربي الأمريكتين
  • أبو ريدة يسلّم كأس ديربي الأمريكتين لفلامنجو البرازيلي
  • غضب الجماهير يشتعل بعد تصرف محمد النني عقب هزيمة مصر أمام الأردن