اختتمت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية حلقات العمل المركزية الخاصة بإعداد خطتها الاستراتيجية للفترة 2025 – 2030، التي انطلقت الثلاثاء الماضي بفندق نزوى جولدن توليب، بمشاركة واسعة من قطاعات الجامعة المختلفة. تهدف هذه الحلقات إلى التأكد من جاهزية مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان، للارتقاء بأدوارها التنموية وتعزيز مساهمتها في مسيرة التنمية الوطنية، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.

تأتي هذه الحلقات ضمن سلسلة من الخطوات المنهجية التي تعتمدها الجامعة لبناء خطة استراتيجية شاملة تستجيب بمرونة لمتطلبات وأولويات التعليم العالي والخطط الوطنية المرتبطة بها.

وقال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة: "تمثل هذه الحلقات خطوة حيوية في مسارنا الاستراتيجي، ونافذة مفتوحة على المستقبل؛ فنحن لا نعد خطة تقليدية، بل نرسم ملامح هوية جامعتنا خلال السنوات الخمس المقبلة. نطمح لأن نكون في صلب التحول الوطني الذي تقوده «رؤية عُمان 2040». وأضاف قائلا: «ما نعمل عليه اليوم يتجاوز التخطيط التقليدي، إنه تجسيد لمبدأ المشاركة الحقيقية في صياغة مستقبل الجامعة».

من جانبها، أوضحت الدكتورة سارة بنت محمد البهلانية، نائبة مساعد الرئيس للشؤون الأكاديمية بنزوى ورئيسة لجنة إعداد الخطة الاستراتيجية، أن الجامعة تمر بلحظة مفصلية في تاريخها، إذ إن الخطة التي يتم إعدادها اليوم تعتمد على جهود بحثية دقيقة، شملت تحليلات ودراسات مقارنة، إضافة إلى ورش عمل واستطلاعات للرأي ومقابلات مع مختلف أصحاب العلاقة داخل الجامعة وخارجها.

وأكدت أن الهدف هو صياغة خطة استراتيجية واقعية ومرنة، تتجاوب مع احتياجات المجتمع العُماني ومتغيرات العالم، بحيث لا يتم إعداد الخطة بمعزل عن الواقع، بل تُبنى على تصور شامل لمستقبل الجامعة كرافد أساسي من روافد التنمية الوطنية.

وعبر الدكتور محمد بن راشد بن حمدان المعمري، مساعد رئيس الجامعة بفرع نزوى، عن سعادته باستضافة هذه الحلقات النوعية في فرع نزوى، مؤكداً أن هذه الفعاليات تشكل نقطة تحول مهمة في رسم مستقبل جامعة التقنية والعلوم التطبيقية. وأشار إلى أن تجمع هذا العدد الكبير من المشاركين في مكان واحد يعكس جدية التوجه ويجسد الرغبة المشتركة في صياغة خطة استراتيجية طموحة تُعزز مكانة الجامعة كمؤسسة تعليمية وطنية ذات تأثير مجتمعي ملموس.

تضمنت فعاليات الحلقات عددًا من الجلسات التخصصية التي تناولت محاور مختلفة، حيث جرت مناقشة القضايا الاستراتيجية، واستعراض التوجهات العالمية في مجال التعليم العالي، وصياغة الأولويات المستقبلية للجامعة. كما احتوت الحلقات على ورش عمل تهدف إلى تحديد الأهداف الاستراتيجية ومبادرات التنفيذ، مع وضع مؤشرات أداء قابلة للقياس والتقييم لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الحلقات

إقرأ أيضاً:

افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا

بدأت يد التكنولوجيا تعبث بنماذج العمل والوظائف منذ الشرارة الأولى في ورشة الحدادة ودولاب الماء الذي أدار الرحى، وتضاعف أثرها مع ظهور خطوط التجميع ثم الحاسوب والآلة الحديثة، ومع ذلك ظل جوهر العمل ثابتًا: «أن نفهم الأدوات التي نبتكرها، ثم نعيد تنظيم حياتنا حول ما تتيحه من إمكانات».

وتقف البشرية أمام حقبة تختلف جذريًا عن كل ما سبقها؛ إذ لم تعد التكنولوجيا تتطور على خط مستقيم، بل تتوالد وتتسارع بطريقة تكاد تتجاوز قدرة المؤسسات على الفهم والتخطيط، حيث تشير تقارير المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى أن العالم يسجّل اليوم أكثر من 3.5 مليون براءة اختراع سنويًا، وهو أعلى رقم في التاريخ وبزيادة تتجاوز 25% خلال العقد الماضي فقط.

وفي مجالات الذكاء الاصطناعي فقط تضاعفت طلبات البراءات أكثر من سبع مرات منذ عام 2013، بينما يقول المنتدى الاقتصادي العالمي: إن التكنولوجيا الرقمية باتت تقصر دورة حياتها إلى نحو 18 شهرًا فقط مقارنة بدورات امتدت لعقود خلال الثورة الصناعية الأولى والثانية. هذا يعني أن ما كان ابتكارًا بالأمس يصبح قديمًا اليوم، وأن المؤسسات تُجبر على إعادة تصميم طرق العمل والإنتاج بوتيرة لا تمنحها وقتًا للتأمل الطويل.

ومع هذا التدفق المهول للتقنيات تتغير أسئلة المؤسسات فلم يعد السؤال: «أي تقنية سنستخدم؟»؛ بل أصبح «كيف نعيد تعريف العمل ذاته؟ وكيف نبني مؤسسات قادرة على التكيّف السريع على أرضية خوارزميات متقلبة؟».

وفي هذا العدد من «ملحق عُمان الاقتصادي»، نفتح ملفًا واسعًا حول تحولات العمل والإنتاج في عصر التكنولوجيا الصناعية الجديدة وجذورها، ونبحث في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على هيكلة الوظائف، ودور المنظومات الذكية في تسريع التصنيع، والتحديات الأخلاقية والإنسانية التي تظهر حين تتحرك التكنولوجيا أسرع مما تتحرك قدراتنا بالإضافة إلى ملفات اقتصادية أخرى منوعة.

رحمة الكلبانية محررة الملحق

مقالات مشابهة

  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • وزير التعليم العالي يعلن وضع الخريطة البحثية الابتكارية لمصر
  • جامعة أسيوط تنظّم ورشة عمل حول الكتابة والصياغة الإبداعية للخطابات
  • شراكة استراتيجية بين مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية والجامعة اللبنانية الأميركية
  • وزارة العمل تُطلق ورشة لتعزيز إعداد الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية
  • إمارة المنطقة الشرقية تعقد ورشة العمل الثانية لتطوير خطتها الاستراتيجية
  • حفل بهيج لتخريج 837 طالبا في "جامعة التقنية" بالمصنعة والرستاق
  • وزارة العمل تُطلق ورشة تشاورية ثلاثية لتعزيز إعداد الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية
  • شراكة استراتيجية بين جامعة القاهرة ووزارة التنمية المحلية
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا