الكون، وبكل ما فيه من معالم واضحة وأخرى غامضة وعميقة تقع في غياهب الذاكرة والمجهول، لا تزال حتى هذه اللحظة ثمة محاور تدعو إلى الدهشة وإلى تحريك رؤوس البشر نحو المسافات البعيدة؛ حيث الفضاء يلمع بنجومه المنيرة في الليالي السوداء المظلمة.

يومًا بعد آخر، تقترب بعض الملامح من مرآة الحقيقة والواقع الذي نريد أن نعرفه أو نصدق كل ما نسمع عنه، ولطالما كان البشر مفتونين جدًا بالسماء وما تحمله من أسرار، خاصة وأن العالم مكتظ بالكثير من الخبايا الغامضة أكثر قبل أن يتطور العلم الحديث، فكان الناس ينظرون إلى النجوم والكواكب كأماكن مأهولة بالأسرار التي تخبرهم بأن ثمة كائنات سماوية تعيش في عالم الغيب.

ومع كل وجه خفي تظهر معالمه في مرآة الوجود، يعتقد الناس بأنهم قد أدركوا شيئًا جديدًا من حقيبة المجهول الذي طال انتظاره، لكن مع الوقت يكتشفون بأن الطريق لا يزال طويلًا جدًا لفك كل الرموز الصعبة التي لم يستطع الإنسان أن يتوصل إليها حتى مع العلم الذي مكنه الله به لفهم الأشياء على حقيقتها وما يغوص في باطنها من لغز فريد.

فالألغاز تارة تكون جدًا معقدة وصعبة، وقد تحيط بالبشر من كل جانب سواء في السماء أو الأرض، ولكن العلم لا يتوقف عند نقطة الصفر، بل يستمر قارب البحث مُبحرًا في محيطات المعرفة والبحث عن الحقائق وأسرار هذا الكوكب.

وعامًا بعد عام، تظل الكثير من أبواب المعرفة عتباتها «مقفلة بأصفاد من حديد»، وما خلفها يظل غامضًا وغائبًا عن إدراك البشر حتى وإن أبحروا في خيالاتهم وتصوراتهم المعقولة واللامعقولة.

كما نعلم جليًّا، في خارج هذا الكوكب ثمة كواكب أخرى تدور في ملكوت الله، وكل كوكب له ما يميزه عن الآخر، لكن أسراره تبقى غاية في السرية رغم الغزو البشري إليها على مدى عقود من الزمن، فالعلماء لا يكفّون أو يملّون من سعيهم من أجل المعرفة، فهم يسيرون رحلاتهم الفضائية إلى الكواكب القريبة من الأرض بهدف استكشافها ومعرفة أسرار الحياة عليها، ومع انتهاء مهمة رواد الفضاء وعودتهم إلى الأرض، تنطلق مجموعة أخرى جديدة، مُكلفة برصد شيء آخر في الفضاء البعيد، فكل رحلة لها مهمتها الخاصة والمحددة، ومن خلالها يجمع العلماء والباحثون في المراكز الدولية العلمية الكثير من المعلومات ويحلّلون بعضًا من الصور التي تأتيهم من خارج الغلاف.

وعبر السنين الطويلة من البحث والتحري والسعي إلى كشف النقاب عن الجانب المظلم الذي يحيط بهذا العالم الذي نعيش فيه، توصل العلماء إلى بعض المعلومات المهمة، ولكن في الوقت ذاته بقيت ثمة أسئلة عالقة في أذهانهم تبحث عن إجابة، منها ما يذهب نحو الأميال البعيدة، والآخر إلى طبيعة الحياة فوق تلك الكواكب السيارة؟ يسألون أنفسهم عن سكانها الحقيقيين، وعن تفاصيل حياتهم اليومية؟ وما الذي يميز كوكبهم عن كوكبنا الأرضي؟

عشرات الأسئلة بقيت على مرّ التاريخ غامضة، وربما ستبقى دهرًا من الزمن حائرة في أذهان الباحثين والعلماء حول العالم، لكن هناك من يروّج إلى أن سكان الكواكب الأخرى مختلفون في أشكالهم وأحجامهم عن البشر، ويتفاوتون كثيرًا في القوة البدنية، وطبيعة الحياة التي يمارسونها على كوكبهم الغامض.

منذ زمن والناس تروّج لفكرة زيارة الفضائيين إلى الأرض مستخدمين الأطباق الطائرة في تنقلاتهم، ولكن حتى هذه اللحظة لم يجزم العلماء والباحثون بوجود هذه «المخلوقات الفضائية العجيبة»، ويرفض البعض فكرة أنهم يتسللون عبر طبقات الجو العليا من أجل الوصول إلى الأرض واستكشاف كوكبنا أو يحاولون السيطرة علينا كغزاة وعداء للبشر يخططون لاحتلال كل شبر من كوكب الأرض.

وتشير بعض المصادر الصحفية إلى «أن آلاف الأشخاص حول العالم قد أبلغوا عن مشاهدة أضواء غريبة أو أجسام غير مألوفة في السماء، وبعض هذه المشاهدات تم تفسيرها لاحقًا كظواهر طبيعية أو طائرات عسكرية سرية، ولكن العديد منها بقي دون تفسير واضح».

هناك مجرد فرضيات واحتمالات قد لا يجانبها الصواب، لكنها تظل هاجسًا يبعث الرهبة والحيرة في نفوسنا، فليس هناك أي تأكيد على أنهم قد وصلوا إلينا حتى في الزمن الغابر، فنحن وغيرنا نكذّب هذه الروايات وننفيها بشكل قاطع جملة وتفصيلًا.

قد يكون صناع الأفلام السينمائية في هوليوود قد عملوا على ترسيخ وجود هذه المخلوقات الخارقة على كوكب الأرض، وعملوا على نسج سيناريوهات مضللة تسعى إلى زعزعة الاستقرار النفسي لدى البشر والخوف من المستقبل الغامض على الكوكب وتعرضه إلى الخطر!

من جهة ثانية، هناك بعض الدراسات التخيلية تتوارد بشكل متلاحق تعاني من انقسام وانفصال تام ما بين «الحقيقة والخيال» في وجود الكائنات الفضائية من الأصل، والبعض الآخر وإن كان يؤمن بوجودهم الفعلي، إلا أنه لا يذهب نحو فكرة غزوهم إلى الأرض نهائيًا، ويستبعد كل هذه التخيلات ويعتبرها مجرد أوهام كاذبة لا أساس لها في الواقع.

وللتاريخ، هل تساءلت يومًا، لماذا يرسم البشر صورًا مشوهة ومخيفة للكائنات الفضائية؟ والجواب لذلك هو محاولة التخيل الشكلي لمثل هذه الكائنات التي على اعتبارها رمزا للقوة والاختلاف في الملامح والشكل المألوف للكائن البشري، استطاعت أفلام الخيال العلمي ترسيخ هذه الصور التصورية لمثل هذه الكائنات وجعلها أكثر تقبلًا لدى المشاهد.

من جهة أخرى، فلماذا نحن مهتمّون كثيرًا بأمور الكواكب الأخرى؟

ربما هو مجرد فضول بشري أو الرغبة في معرفة الأشياء المجهولة التي تحيط بنا، ولذا حرّكت بعض أفلام الكرتون هذه الاهتمامات من حيث تصوير الرجال الفضائيين على أنهم غزاة الأرض، فهبّ الإنسان إلى الدفاع عن هذا الكوكب من خلال استخدام الأسلحة المختلفة، واستطاع في كل مرة طردهم وإفشال مخطط الفضائيين في احتلال الأرض والسيطرة عليها بشكل كامل!

قد يُخيّل لنا أحيانًا بأن من يعيش إلى جوارنا على كوكب الأرض كائنات أخرى، بمعنى أن هناك حياة أخرى تعيشها بعض «الكائنات الحية» سواء كانت مختلفة عن أشكالنا الطبيعية أو فطرتنا الإنسانية.

وهذا ما يجعلنا نغوص أكثر في تقبل فكرة «قصص الخيال العلمي»، فنؤلف الأحداث والغايات ونصدقها، وربما يزداد حجم الحيرة لدى بعض الناس ويحتارون في تصديق «الخيال أو الواقع»، ولكن لنكن أكثر دقة وأقرب إلى المنطق ونسأل أنفسنا: لماذا يراودنا الشك دائمًا بأن هناك مخلوقات خارقة تشاركنا العيش على كوكب الأرض، خصوصًا وأن العالم به فراغات وأماكن لا تزال مجهولة الملامح؟ وهل يعيش الغرباء الآتون من كواكب أخرى في أماكن الظل التي لا نعرفها ولا نراهم أو نحس بوجودهم، تمامًا مثلما يعيش الجن إلى جانبنا، وقليل جدًا من تصادف بهم؟!

لنتفق جميعًا على أن في هذا الكون الواسع ثمة أشياء غامضة -وهي حقيقة واقعية- وقد تكون أحيانًا مخيفة وصادمة، فهل سيأتي يوم نرى الكائنات الفضائية تسير في شوارعنا وتسكن إلى جوار مساكننا؟! وبالتالي نصدق كل الروايات والتخيلات التي سُردت في الكتب والمجلدات وغيرها؟!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: کوکب الأرض إلى الأرض على کوکب

إقرأ أيضاً:

خبير: انتقال”الميربيكو” إلى البشر مسألة وقت

البلاد ــ وكالات
حذر الدكتور ألكسندر سيميونوف، رئيس معهد يكاترينبورغ لبحوث العدوى الفيروسية “فيروم”، من أن فيروسات “الميربيكو” قد تتجاوز الحاجز بين الأنواع وتنتقل إلى البشر، مشيرًا إلى أن حدوث ذلك مسألة وقت لا أكثر، ما يتطلب استعدادًا علميًا وصحيًا دون إثارة الذعر. وأكد سيميونوف أن بعض فيروسات الميربيكو، لا تزال غير قادرة حاليًا على الانتقال بين البشر بشكل وبائي- بحسب ما أشارت إليه أبحاث حديثة نُشرت في مجلة “Nature Communications”، إلا أن خطر انتقالها من الحيوانات إلى الإنسان يظل قائمًا من الناحية النظرية.وأوضح، أن فيروس “ميرس” الذي اكتُشف عام 2012، لا يزال الفيروس الوحيد من هذه العائلة الذي تمكن من إصابة البشر، لكنه لا يستبعد ظهور حالات مشابهة مع تكرار المخالطة بين البشر والحيوانات.

مقالات مشابهة

  • المشهورة ريناد تعاني من فقدان الشغف.. فيديو
  • الشيخ خالد الجندي: الإسلام يحث على الترحم والرفق بجميع المخلوقات
  • رتيبة النتشة: إسرائيل لا تعلن حقيقة الأهداف التي يتم إصابتها
  • الإنسانية في خطر
  • الأعلى للإعلام" يستدعي الممثليين القانونين لعدد من القنوات الفضائية بسبب مخالفة الضوابط والمعايير
  • القرآن الأوروبي: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين المتطرف؟
  • أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك طرق أخرى للتعامل مع منشأة فوردو الإيرانية غير قنابل أمريكا
  • خبير: انتقال”الميربيكو” إلى البشر مسألة وقت
  • فوائد صحية مثبتة لزيت عباد الشمس