أزمة الجوع في السودان تصل ذروتها.. هل ينقذ المجتمع الدولي الوضع؟
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
في ظل أزمات متلاحقة وانهيار مستمر، يواجه أكثر من ثلثي سكان السودان صعوبة بالغة في تأمين وجباتهم اليومية، حيث يعيش هؤلاء على دخل يقل عن دولارين ونصف الدولار يوميًا، وفق بيانات البنك الدولي، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتوفير وجبة واحدة تفتقر إلى اللحوم ومصادر البروتين الأساسية.
وتسببت الزيادات الهائلة في أسعار السلع الأساسية التي ارتفعت بنسبة 188% خلال عام 2024، مع بقاء الأجور عند مستويات متدنية، لا تتجاوز في كثير من الحالات 60 دولارًا شهريًا للمعلمين والعمال، في تفاقم الأزمة المعيشية التي تعصف بالمجتمعات السودانية.
هذا ومنذ أكثر من عامين، يدور قتال مستمر في السودان أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية، وترك مجتمعات كاملة بدون خدمات أساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء، ما أدى إلى فشل متكرر في المواسم الزراعية خصوصًا في ولاية الشمالية، حيث انقطاعات التيار الكهربائي المستمرة عطّلت الإنتاج الزراعي وحالت دون تأمين الغذاء اللازم للأسر.
أما في العاصمة الخرطوم، فقد شكلت مناطق شمال السودان ملاذًا لملايين النازحين الفارين من مناطق القتال في العاصمة ومناطق أخرى، مما زاد الضغط على الموارد المحلية المحدودة. رغم تحسن نسبي في بعض المناطق، إلا أن غالبية النازحين يترددون في العودة إلى منازلهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية والخدمية، كما تؤكد نعيمة حسين، التي تعيل ستة أطفال، وتواجه صعوبة في تأمين الغذاء والمياه النظيفة وسط غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء المستمر.
المنظمات الدولية، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حذرت مرارًا من أن السودان يقترب من “نقطة الانهيار” مع وصول العديد من المجتمعات إلى مرحلة غير قادرة على دعم الأسر النازحة، ما يزيد من خطر المجاعة في مناطق جنوب الخرطوم وغيرها. المسؤول في البرنامج، لوران بوكيرا، دعا المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم المالي العاجل، محذرًا من أن نقص التمويل قد دفع بالبرنامج إلى تقليص المساعدات الغذائية الحيوية التي تشمل الحصص الغذائية والزيت والبقوليات في الولايات المتضررة، مما يجعل المكملات الغذائية التي تنقذ حياة الأطفال والحوامل والمرضعات بعيدة المنال.
وعلى الرغم من تصنيف السودان كأكثر الأزمات الإنسانية إلحاحًا على قائمة لجنة الإنقاذ الدولية للطوارئ لعام 2025، إلا أن الاستجابة الدولية تبقى غير كافية، مع نقص في التمويل يصل إلى أكثر من 85% من المطلوب لتغطية خطة الأمم المتحدة للمساعدات، مما يعرض حياة ملايين السودانيين لمخاطر متزايدة وسط استمرار النزاع وغياب الخدمات الأساسية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان
إقرأ أيضاً:
الدويري: صواريخ فتاح التي استخدمتها إيران في هجومها الأخير أكثر تطورا
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن صاروخ "فتاح" الذي استخدمته إيران في هجومها الأخير على إسرائيل هو الأكثر تطورا في منظومة الصواريخ الفرط صوتية، لافتا إلى أن آلية إطلاق الصواريخ لها فاعلية بغض النظر عن تقليص عددها.
وحسب اللواء الدويري، هناك عدة أنواع من الصواريخ الفرط صوتية منها "خرمشهر" و"سجيل" و"قاسم" و"عماد" و"فتاح" و"زلزال" ولها تباينات صغيرة جدا من حيث الخصائص، مشيرا إلى أن سرعة الصواريخ الفرط صوتية تتراوح ما بين 11 ماخ و15 و16 ماخ.
وبعد منتصف الليل، أطلقت إيران وابلا من الصواريخ باتجاه إسرائيل حيث دوت أصوات انفجارات في تل أبيب، وقال الحرس الثوري الإيراني إنه استخدم للمرة الأولى الجيل الأول من صواريخ "فتّاح" الباليستية الفرط صوتية في الموجة الـ11 من عملية "الوعد الصادق-3". وقال إن صواريخ "فتّاح" اخترقت الدرع الدفاعي الصاروخي وزلزلت ملاجئ إسرائيل.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، يبلغ مدى الصاروخ "فتاح" 1400 كيلومتر، وسرعته 15 ألف كيلومتر في الساعة، وأقصى وزن له هو 4600 كيلوغرام ورأسه الحربي ألف كيلوغرام.
آلية إطلاق الصواريخوفي تعليقه على ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي من أن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ باليستي على إسرائيل منذ بداية المواجهة العسكرية، وصف اللواء الدويري هذا الرقم بالكبير، بالنظر إلى نوعية الصواريخ التي تم إطلاقها والتي عززت بالطائرات المسيّرة.
ورأى أن آلية إطلاق الصواريخ الإيرانية هي المهمة بغض النظر عن انخفاض عددها، فإطلاقها فترات الليل في اليوم الأولى للمواجهة وتقسيمها إلى دفعات يحدث إشغالا وإرهاقا للدفاعات الجوية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تأثيرها على المجتمع الإسرائيلي الذي يضطر للبقاء أمام الملاجئ والأماكن المحصنة، وهو ما يؤدي إلى تعطيل عجلة الإنتاج.
وأشار الدويري إلى أن إسرائيل لن تستطيع الصمود أمام الصواريخ الإيرانية لولا الجسر الأميركي والأوروبي الذي يدعمها، وهو ما حصل معها في قطاع غزة. وتساءل عما إذا كانت إيران قد وضعت خطة إستراتيجية دقيقة لمواجهة حرب طويلة الأمد، سيما في ظل الاختراق الأمني لأراضيها والذي أدى إلى اغتيال علماء وقادة عسكريين في الهجوم الإسرائيلي الأول.
إعلانكما طرح الخبير العسكري والإستراتيجي تساؤلات بشأن الأولوية التي تضعها إيران في هجماتها على إسرائيل، وقال إن هناك 10 قواعد عسكرية إسرائيلية تنطلق من معظمها الطائرات التي تهاجم إيران، وتساءل عن سبب عدم مهاجمتها لتعطيلها. وتساءل عن مدى الدقة والأهداف التي يجب أن تعطيها إيران الأولوية المطلقة خلال إطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل.