الأدوية المزيفة تغزو الأسواق وتستغل التجارة الإلكترونية للانتشار
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
9 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: انتشرت ظاهرة الأدوية المزوّرة في السنوات الأخيرة لتتحول إلى أزمة صحية واقتصادية عالمية، تتجاوز الحدود والقوانين وتزدهر عبر التجارة الإلكترونية والمواقع غير الخاضعة للرقابة.
وتنشط هذه السوق السوداء في مختلف القارات، مستهدفة الأدوية مرتفعة الثمن أو النادرة، ومعتمدة أساليب تزوير متطورة تصعب ملاحقتها.
وامتدت تداعياتها إلى دول المنطقة، حيث بات العراق جزءاً من هذه الخريطة المظلمة، مع تزايد حالات ضبط أدوية مغشوشة في الأسواق المحلية.
واندلعت في بغداد موجة قلق واسعة بعد كشف السلطات عن شبكة منظمة لتوزيع وبيع أدوية مزوّرة عبر الإنترنت، ما دفع فرق التفتيش الصحية والأمنية إلى مداهمة عدد من الصيدليات والمخازن في العاصمة. وجاءت التحركات في ظل تصاعد التحذيرات من خطورة تسرب أدوية مجهولة المصدر إلى الأسواق المحلية، خاصة تلك التي تُستخدم لعلاج أمراض مزمنة وحساسة.
وأعلنت الجهات المختصة أن الرقابة على سوق الدواء تواجه عقبات كبيرة بسبب محدودية الموارد البشرية وضعف التنسيق بين الأجهزة المعنية، مما يمنح شبكات التزوير الإلكترونية فرصة للتوسع.
وأكد مسؤول صحي أن كميات من أدوية ارتفاع الضغط وأدوية السكري أُعيد تعبئتها في أماكن غير مرخصة وجرى تسويقها عبر قنوات التواصل الاجتماعي، في أسلوب يعتمد السرية والتشفير لإخفاء الهوية وتفادي الملاحقة.
وازدادت خطورة الظاهرة مع الارتفاع الملحوظ في الطلب على أدوية معالجة السمنة والسكري، مثل الحقن المعروفة عالمياً بارتفاع ثمنها، والتي أصبحت هدفاً مباشراً لعمليات التزوير. وأسفرت حملة أمنية دولية نُفذت خلال الأشهر الماضية عن ضبط عشرات الملايين من الجرعات غير القانونية، وإغلاق آلاف المواقع الإلكترونية والصفحات التي تروّج لهذه المنتجات.
وترافقت التحذيرات مع وقائع دامية شهدتها دول عدة في السنوات الأخيرة، حين تسببت مكونات صناعية سامّة، تُستخدم في صناعة مواد مثل مضادات التجمد، في وفاة مئات الأطفال نتيجة تناول شراب ملوث. وأشارت بيانات حديثة إلى أن بعض الأدوية المغشوشة لا تحمل خطراً فورياً فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى مشكلات طويلة المدى، مثل تعزيز مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
وتحدث مختصون في الصحة العامة عن قصور واضح في ملاحقة المحتوى الرقمي المتعلق بتجارة الأدوية، مما سمح لمنتجين مجهولين بإغراق الأسواق بمنتجات غير آمنة، مستفيدين من ضعف الوعي لدى المرضى، خاصة في المناطق البعيدة عن مراكز الرقابة الرسمية.
ويكشف التحليل أن مكافحة هذه التجارة تتطلب إنشاء منصة إلكترونية وطنية لتوزيع الدواء تضمن الشفافية وسلامة المنتج، مع تفعيل أنظمة تتبع إلكترونية لكل عبوة دوائية، وزيادة التنسيق بين الجهات الأمنية والفنية، لتضييق الخناق على هذه السوق السوداء التي تنمو في الظل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية: عجز كبير في الأدوية في غزة
قال زاهر الوحيدي مدير وحدة المعلومات الصحية الفلسطينية بوزارة الصحة الفلسطينية، إنّ ما يصل إلى القطاع الصحي في غزة من مساعدات لا يمثل إلا نقطة في بحر من الاحتياجات المتزايدة، موضحًا أن عدد الشحنات التي وصلت منذ انهيار التهدئة في 18 مارس لا يتجاوز 3 دفعات تحتوي على مستهلكات طبية ولقاحات للأطفال فقط.
وأضاف في مداخلة مع الإعلامي أحمد بصيلة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نسبة العجز في الأدوية وصلت حاليًا إلى 52% من الأصناف التي نفد رصيدها، بينما وصلت نسبة العجز في المستهلكات والمهمات الطبية إلى 65%، في ظل ازدياد الضغط على المنظومة الصحية.
وتابع، أنّ المستشفيات في غزة تستقبل يوميًا ما بين 800 إلى 1000 مصاب، جميعهم بحاجة إلى تدخلات جراحية وعلاجية عاجلة، ما يزيد من العبء على الطواقم الصحية والمرافق الطبية التي تعاني أصلًا من اكتظاظ شديد، ونقص حاد في الأسرّة، وحتى ممرات المستشفيات لم تعد تستوعب الأعداد المتزايدة من المصابين، لافتًا، إلى أن المستلزمات الخاصة بالمختبرات تعاني أيضًا من عجز يقارب 60%.
وفيما يخص أزمة سوء التغذية، كشف الوحيدي أن وزارة الصحة سجلت مؤخرًا ارتفاعًا حادًا في عدد الوفيات الناتجة عنها، والتي لم تعد تقتصر على الأطفال، بل امتدت لتشمل البالغين والأصحاء، حيث يتم تسجيل ما بين 5 إلى 8 وفيات يوميًا نتيجة المجاعة ونقص الغذاء.
وأوضح: "وبلغ عدد الوفيات المسجلة حتى الآن 197 حالة، من بينها 96 طفلًا، بينما يعاني مئات البالغين من أعراض الإعياء وهبوط الدورة الدموية وهبوط السكر دون أي تاريخ مرضي سابق، في ظل عدم كفاية المساعدات الغذائية والطبية الواردة".