يحتل الإمام عبد الله بن حمزة المكنى بـ(المنصور بالله) مكانة مرموقة ومميزة في قلوب الشعب اليمني وتربطهم به علاقة إيمانية وتاريخية قوية سيما داخل الأوساط الزيدية ,وهو في الوقت نفسه يعبرعن الامتداد الأصيل لأعلام الهدى من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, , كما أنه من أكبر أئمة اليمن علما وشهرة , أعلن دعوته الأولى من الجوف محتسباً سنة 583هـ، ثم أعلن دعوته بالإمامة من هجرة (دار معين) من أعمال صعدة في ذي القعدة سنة 593هـ، له من المؤلفات العظيمة التي أغنت المكتبة الإسلامية، في شتى فنون العلم , ينيف عن 50 كتاباً, وهو في الوقت ذاته أحد أكثر الأئمة إثارة للجدل لما رافق فترة إمامته من أحداث أبرزها موقفه من فرقة دينية اسمها «المطرفية» والأيوبيين.

 يمانيون// أعد المادة للنشر: محسن علي الجمال*

 

نسبه الشريف

هو الإمام (المنصور بالله) أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة الجواد بن سليمان الرضى بن حمزة النجيب بن علي العالم بن حمزة النفس الزكية بن أبي هاشم الحسن الإمـام الرضى بن عبدالرحمن الفاضل بن يحيى نجم آل الرسول بن عبدالله العالم بن الحسين الحافظ بن القاسم ترجمان الدين بن إبراهيم الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضى بن الحسن السبط بن علي الوصي أمير المؤمنين بن أبي طالب عليهم صلوات رب العالمين.

مولده

لتسع ليالٍ بقين من شهر ربيع الآخر سنة (561هـ) بقرية (عيشان) من ظاهر همدان بمحافظة ذمار حاليا.

نشأته

في حجر والده حمزة بن سليمان من فضلاء أهل البيت في عصره، وممن يؤهل للإمامة، نشأ في بيت العلم والزهد والورع والعبادة والشجاعة فأخذ من ذلك الضياء قَبَساً، ومن تلك المكارم غرساً، مع ما وهب الله له من مواهبه السنية، وعطاياه الهنية، من الفطنة والذكاء، والحفظ والتقى، لم يشتغل في صباه باللعب، ولم يمل إلى اللهو والطرب.

صفته:

كان –عليه السلام- طويل القامة، تام الخلق، دُرِّي اللون، حديد البصر حدة مفرطة، أبلج ، كثّ اللحية كأن شيبها قصب الفضة ، صادق الحدس، قوي الفراسة، كثير الحفظ، فصيحاً بليغاً، شاعراً مفلقاً، شجاعاً بطلاً، يخوض غمرات الحتوف، ويضرب بسيفه بين الصفوف، وقائعه تشهد بشجاعته، ومواقفه تبين صدق بسالته، يقذف بنفسه في مقدمات الحروب، وترجف لهيبته القلوب، شأنه شأن آبائه المطهرين، وسلفه الأكرمين، في نشر الدين، وإطفاء بدع المبتدعين.

مشائخه:

أخذ الإمام –عليه السلام- العلم والمعرفة عن علماء عصره؛ فمنهم: والده عالم أهل البيت في عصره حمزة بن سليمان (ع) في علوم القرآن وغيرها, ثم ارتحل للقراءة على علامة اليمن أبي الحسن الحسن بن محمد الرصاص، فقرأ عليه في الأصولين والأدب وغيرها، حتى فاق الأقران، وأربى على أهل الزمان، وكان له من الجد والنشاط والهمة العالية في طلب العلم ما لم يكن لغيره من أبناء عصره، حتى بلغ في العلوم مبلغاً تحتار فيه الأفكار، وتقصر عنه علوم أولي العلم من جميع الأعصار، وسارت بذكره الركبان في جميع الأمصار, فحفظ الإمام المنصور بالله –عليه السلام- علوم آبائه، وعلوم الأمة حتى صار العَلَم المشار إليه، والكهف المرجوع في المشكلات إليه، فذاع صيته في الآفاق، وامتدت إليه الأعناق.

 

فصاحته وشعره

أما فصاحة الإمام وبلاغته فذلك ظاهر في مؤلفاته وقصائده الشعرية، فقد كان له في الشعر باع طويل، فقد كان –عليه السلام- كما قيل (أفصح الفاطميين)؛ لما كان له من القدرة على نظم الشعر على جميع أنواعه وأوزانه.

ويعتبر شعره –عليه السلام- دراسة كاملة وشاملة لسيرته ولما وقع فيها من الأحداث والحروب وغيرها، قال المؤرخ الشامي: (الإمام عبدالله بن حمزة شاعر مفلق، وشعره جزل التراكيب، فخم الألفاظ، مطرز بالغريب، وعلى جلال الواثق بنفسه، المتباهي بحسبه ونسبه، وعلمه وأدبه، ومسحة بدوية تلحقه أحياناً بشعراء ما قبل الإسلام..إلى قوله:

وقد اتخذ الإمام عبدالله بن حمزة من الشعر عصاً يتوكأ عليها في معاركه الحربية السياسية والمذهبية، ويهش بها على ملوك وسلاطين عصره، وليس هناك من حادثة وقعت له ولا من أمر مارسه، أو كارثة نَاْبَتْه، أو وجْدٍ انفعل له ؛إلا وسجّله شعراً، ولذلك فهو يعد من المكثرين لا بين شعراء أئمة اليمن –وجلهم كانوا كذلك- بل بين شعراء اليمن عموماً).

وأما قصائده الشعرية: فهي مجموعة في ديوان (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار).

الحياة السياسية والاجتماعية في بداية نشأته

كان الإمام عبدالله بن حمزة قد قضى أيام صباه , واليمن في أبشع أنواع التمزق, وعد النبي بن مهدي بحرق المدن والقرى’ ويستبيح الأموال والأنفس, والإمام أحمد بن سليمان في صراع مع الأشراف العيانيين , وبقايا آل يعفر في حرب ضروب مع سلاطين آل حاتم, وجيوش الغزو الأيوبيين تكتسح السهول والنجود وعلى رأسها توران شاه, بل والعالم الإسلامي في جهاد ضد الصليبيين في الشام وفلسطين, وبعد موت الإمام أحمد بن سليمان رضوان الله عليه, خمد صوت الإمامة الإسلامية واستمر قرابة ثلث قرن, ولذا وجد الغزاة الأيوبيين بغيتهم في توسيع سيطرتهم ونفوذ دولتهم في أكثر نواحي اليمن.

وفي تلك الأثناء كان هناك كوكبة من آل البيت عليهم السلام مؤهلين لقيادة الأمة , ولكن كانوا كلهم في تلك الفترة يؤملون في الإمام المنصور بالله منذ صغره ويترقبون الفرج على يده ولم يكن حينها عمره يتجاوز العاشرة.

وظل اليمنيون يترقبون الفرج سنوات تعقبها سنوات وبدأء الإمام عبدالله بن حمزة يدرك ما يحيط باليمن من مؤامرات وما يدور فيها من فساد ومؤامرات وتدمير للبلاد, فحرص الناس على ضرورة الجهاد وطرد الغزاة , ورحل إلى عدد من العلماء المرموقين وراسل الأميرين اليحيويين يحيى بن أحمد بن يحيى ين بحيى وأخيه محمد يستنهضمها للقيام بواجب الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله والتصدي للفساد والمفسدين, وإصلاح أحوال العباد والبلاد, ولكنها ردا الأمر إليه وأنه الأولى للقيام به, لما وجدوا فيه من الخصال التي تؤهله للقيادة في ظل تلك الظروف العصيبة.

وفي عام 583هـ أعلن دعوته الخاصة في عمر لم يتجاوز الـ20 عاما, ونهض إلى صعدة, حيث كانت دعوته هي الدعوة الصادقة والرائدة بعد وفاة الإمام أحمد بن سليمان بـ17 عشر عاما, غير أنها ظلت خافتة بين دعوات المشاغبين من الأشراف والمشايخ.

وفي 593هـ أعلن دعوته العامة بعد أن كان قد اشتهر أمره وضاع صيته وكثر أنصاره , وبها أعاد صوت الإمامة الزيدية العادلة بعد أن ظل خامدا ما يقارب ثلث قرن, وبويع في يوم الجمعة 13 ربيع الأول 594هـ في جامع الإمام الهادي بمدينة صعدة.

 

روائع من دعوته

أعلن عليه السلام دستور دولته الفتية’ وصاغه بصياغة عملية وأدبية, احتوى على محاسن الكلام وأساس الأحكام منها “فعليكم رحمكم الله بتقديم التوبة والإنابة, قبل الإقبال والإجابة’ فإني آمركم بفعلي, قبل الأمر لكم بقولي, وأنهاكم عما أنهي نفسي وأهلي, المساوي لكم منكم أتخذه أخا, والمتقدم أبا’ والصغير ولدا’ لا آنس إلا بأهل العلم منكم والطاعة, ولا أنفر إلا من أهل المعصية والضلالة.

يذكر المؤرخون أن الخليفة الناصر العباسي ببغداد أغلق بابها ثلاثة أيام لانخلاع قلبه من الفزع, بعد أن اتسعت دولة (الإمام المنصور بالله) اتساعا عظيما حتى وصلت أطراف الحجاز وبلغت دعوته نواحي الجيل والديلم وطبرستان, حتى خافه العباسيون خوفا شديدا خاصة عندما أرسل إليهم قصيدته البائية قال في إثرها:

وقل لبني العباس هذا زماننا

وما لكموا إلا إلى الحق مهرب

سنجزيكموا بالإثم برا لأننا

بنو أحمد وهو النبي المقرب

امثلي ينام الليل والخمر يشرب

أمثلي يلذ العيش والعود يضرب

حرام علي النوم إلا أقله

ووجه المعاصي ظاهر لا يحجب

عضبت لربي حين عطل دينه

فهل غاضب مثلي لذي العرش يغضب.

 

حروبه مع الأيوبيين ومعارضتهم له

درات بين الإمام عبدالله بن حمزة وأمراء الغز الأيوبيين حروب طاحنه, وكانت تجري بينهم وبينه معاهدات كثيرة إلا أنهم سرعان ما ينقضونها ومن أهم المعاهدات التي نقضها “ور سار” التي راح ضحيتها الأمير ابراهيم بن حمزة الأخ الأصغر للإمام عبدالله بن حمزة.

 

الإمام يواجه المطرفية وجها لوجه

ظهرت فرقة المطرفية في سنة 450 بقيادة مطرف بن شهاب الشهابي حيث كان يتصف فقهائهم المعاصرين للإمام تطرف ظاهر ومغالاة في أصول الدين , وعدة مسائل اخرى, وقد حاول إقناعهم بالحجج والمناظرات في عدة مواطن,,  ولكن دون جدوى, وعلى إثر ذلك أدرك الإمام خطرها وضرورة التصدي لها وأعلنوا التمر والعصيان عليه, فقاتلهم , وأسماهم بالمتمردين, وتعد قضيته معهم المطرفية من أبرز القضايا المثارة على الساحة الفكرية من زمن المنصور إلى وقتنا الحاضر.

أثاره العمرانية

حصن ظفار التاريخي

.على الرغم من المواجهات التي حدثت بين الإمام المنصور وخصومه من الداخل والخارج , فقد استطاع أن يحقق ويشييد أثارا عمرانية ضخمة لا تزال معالمها ظاهرة ومن أبرزها ” حصن ظفار” المشهور وهو (عبارة عن ستة حصون) في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة ذي بين على بعد 85كم شمال مدينة صنعاء ويقع في منطقة (الظَّاهر) إلى الشمال الشرقي من مديرية ذيبين بمحافظة عمران, وقد تم تأسيسه ليكون معقلاً له، ليحتمي ويعتصم به؛ حتى لا تصل إليه الدولة الأيوبية في اليمن،  , حيث أنشأه الإمام في أواخر سنة 600هـ .

 

مسجد الإمام المنصور بالله في ذيبين

يُعد مسجد الإمام عبدالله بن حمزة من أهم المساجد الأثرية في اليمن إذ أنه مازال يحتفظ بأرومته ويحمل من الزخارف المنقوشة على الخشب الشيء الكثير , حيث يتكون مسجد ” ظفار ذيبين ” من بناء مستطيل الشكل يتجه ضلعه الصغير إلى الشمال ، له بابان الأول في الجدار الجنوبي والآخر في الجدار الشرقي ، ويتكون من بيت الصلاة ـ رواق القبلة ـ ورواقين جانبيين ، أما في الرواق المقابل ، فيبدو أنها لم تستغل للصلاة ، وتشرف تلك الأروقة على صحن في الوسط أقيم في منتصف ضلعه الجنوبي ضريح أمام البوابة الجنوبية ، كما أقيم ضريح آخر في الزاوية الجنوبية الشرقية ، وهما ضريحان مربعان أقيمت عليهما قبتان ، أما في الجهة الشرقية فتوجد بركة للماء إضافة إلى منارة المسجد المرتفعة والمزخرفة ، حيث إنها بنيت بالآجر المحروق. وتعتبر زخارف مسجد ” ظفار ذيبين ” آية في الجمال والإبداع ، وهي زخارف انتشرت في معظم أجزاء الجدران الداخلية خاصة جدار القبلة والمحراب ، وقد نفذت هذه الزخارف بالجص بأشكال زخرفية قوامها تفريعات ووريقات نباتية متداخلة إضافة إلى كتابات بالخط الكوفي ، وعلاوة على ذلك فهناك زخارف الضريحين حيث زخرف الضريح الذي يقع في الصحن في المنطقة الانتقالية للقبة بزخارف هندسية وكتابات متداخلة بالخط الكوفي ، أما الضريح الآخر فيعتبر أجمل تحفة معمارية في اليمن بزخارفه في الجدران الداخلية والقبة فقد جمعت زخارفه ما بين زخارف نباتية وهندسية ، وكتابات بالخط الكوفي وخط النسخ ، وخطوط متداخلة ، ولا ننسى أن سقف المسجد خاصة في رواق القبلة كان يحتوي على مصندقات خشبية مزخرفة بألوان مختلفة ، أجملها لون مـاء الذهب ، ويظهر من الخارج جمال المسجد بارتفاع مئذنته الجميلة المزخرفة إضافة إلى القبتين اللتين تعلوان الضريحين. وقد كانت مدينة ظفار – إضافة إلى ما سبق – من أهم مراكز العلم وهجره في شمال اليمن، وقد سكنها علماء دين مشهورون ، وزاد من أهميتها وقوعها في وسط ثلاث قبائل ، هي مرهبة من الشمال والغرب وأرحب من الجنوب ، وسُفيان من الشرق ، وهذه القبائل الثلاث كلها من بكيل ، وقد تعهدت هذه القبائل بحماية ظفار وحماية من يسكن فيها من علماء وأئمة وطلبة علم.

 

آثاره الفكرية والعلمية

اتسم الإمام المنصور بالله بألوان من الصفات النبيلة والمثل السامية , حيث عرف بالقائد المحنك والداعية المخلص والمجاهد البطل , وتخلف إرث ثقافي وفكري في مختلف فنون العلم وكل نوع من أنواع الثقافة أغنت المكتبة الإسلامية.

مؤلفاته:

خلّف الإمام المنصور بالله –عليه السلام- ثروة علمية طائلة وكبيرة، ومكتبة إسلامية عظيمة حيث أن مؤلفاته –عليه السلام- تنيف على خمسين مؤلفاً ، جميعها أغنت التراث الإسلامي في جميع مجالاته ، وعلى كافة المستويات، ورغم ما عاناه الإمام المنصور بالله من الصعوبات في مدة خلافته، ألَّف الكثير الطيب من المؤلفات العلمية التي اعتمدها العلماء في عصره وبعده وإلى يوم الناس هذا، وأصبحت من المراجع التي لا يستغني عنها عالم ولا متعلم، وفيها دلالة واضحة على علم الإمام وتبحره وفطنته وألمعيته، وقدرته على الاستنباط والاجتهاد، وقوته على الاستدلال بالأدلة الواضحة الجلية.

ولهذا لما وصلت مؤلفاته إلى الجيل والديلم واطلع عليها علماء وفقهاء الزيدية في تلك النواحي سارعوا إلى بيعته (وتداكوا ) أصول الدين احتوت على 5 مؤلفات:

1-أرجوزة الرسالة الناصحة للإخوان. (شعر)

2- شرح الرسالة الناصحة للإخوان.

3-الشفافة رادعة الطوافة. (جواب على الأشعري المصري)

4-العقيدة النبوية في الأصول الدينية.

5- زبد الأدلة في معرفة الله.

أما أصول الفقه فقد اشتملت على 8 مجلدات وهي:

1_ صفوة الإختيار في أصول الفقه.

الفقه:

1- المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله (ع).

2-الدر المنثور في فقه المنصور.

3-الرسالة المرتضاة في العهد إلى القضاة.

4-الأجوبة المرضية على المسائل الفقهية.

5-منسك الحج.

6-مصباح المشكاة في تثبيت الولاة.

7-الرسالة المشيرة في ترك الإعتراض على السيرة.

الرد على الفرق:

1- العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين. (في الرد على الإمامية).

2-الكاشفة للإشكال في الفرق بين التشيع والاعتزال.

3-الرسالة الإمامية في الرد على المسائل التهامية.

4-المجموع من آيات القرآن الشريف المبطل لمذهب أهل التطريف.

5-الرد على المطرفية.

أحكام خاصة:

1-الرسالة الهادية بالأدلة البادية في أحكام أهل الردة.

2-الدرة اليتيمة في أحكام السبي والغنيمة.

3-الرسالة العالمة بالأدلة الحاكمة.

في الحديث والفضائل:

1-الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة في فضائل أهل البيت (ع).

2-حديقة الحكمة النبوية في شرح الأربعين السيلقية.

في التفسير:

1-تفسير الزهراوين (البقرة وآل عمران) شرع فيه ولم يكمله.

وله الكثير من الأجوبة على المسائل التي وردت عليه حتى أن مؤلفاته تنيف على السبعين ما بين مؤلف وجواب.

وأما مكاتباته: فله الكثير من المكاتبات إلى ملوك عصره وسلاطين وقته، وإلى أهل ولايته وطاعته، وإلى بعض عماله، وإلى بعض البلدان.

وفاته

توفي الإمام عبد الله بن حمزة في يوم الخميس في الثاني عشر من شهر المحرم (٦١٤ه‍ / ١٢٢٧م)، حيث مات بحصن كوكبان ثم نقل إلى حصن بكر بعد يوم واحد من وفاته بكوكبان فدفن فيه ثم نقل إلى حصنه ظفار وذلك لسبع خلون من جمادى الأخر سنة (٦١٧ه‍ / ١٢٢٠م) وهو الموضع الذي صار منسوباً إليه ليدفن فيه.

 

*المصدر: تم الاقتباس من مصادر تاريخية متعددة, ومن كتاب للأستاذ عبدالله بن حمود العزي .

الإمام عبدالله بن حمزة .. مثبت قواعد الزيدية في اليمن وثروة علمية لا تنضب Prev 1 of 6 Next جزء من مؤلفات الإمام عبدالله بن حمزة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: علیه السلام إضافة إلى بن سلیمان الرد على فی الیمن أحمد بن

إقرأ أيضاً:

المخلوقات الفضائية.. وهم كاذب أم حقيقة علمية مثبتة ؟!

الكون، وبكل ما فيه من معالم واضحة وأخرى غامضة وعميقة تقع في غياهب الذاكرة والمجهول، لا تزال حتى هذه اللحظة ثمة محاور تدعو إلى الدهشة وإلى تحريك رؤوس البشر نحو المسافات البعيدة؛ حيث الفضاء يلمع بنجومه المنيرة في الليالي السوداء المظلمة.

يومًا بعد آخر، تقترب بعض الملامح من مرآة الحقيقة والواقع الذي نريد أن نعرفه أو نصدق كل ما نسمع عنه، ولطالما كان البشر مفتونين جدًا بالسماء وما تحمله من أسرار، خاصة وأن العالم مكتظ بالكثير من الخبايا الغامضة أكثر قبل أن يتطور العلم الحديث، فكان الناس ينظرون إلى النجوم والكواكب كأماكن مأهولة بالأسرار التي تخبرهم بأن ثمة كائنات سماوية تعيش في عالم الغيب.

ومع كل وجه خفي تظهر معالمه في مرآة الوجود، يعتقد الناس بأنهم قد أدركوا شيئًا جديدًا من حقيبة المجهول الذي طال انتظاره، لكن مع الوقت يكتشفون بأن الطريق لا يزال طويلًا جدًا لفك كل الرموز الصعبة التي لم يستطع الإنسان أن يتوصل إليها حتى مع العلم الذي مكنه الله به لفهم الأشياء على حقيقتها وما يغوص في باطنها من لغز فريد.

فالألغاز تارة تكون جدًا معقدة وصعبة، وقد تحيط بالبشر من كل جانب سواء في السماء أو الأرض، ولكن العلم لا يتوقف عند نقطة الصفر، بل يستمر قارب البحث مُبحرًا في محيطات المعرفة والبحث عن الحقائق وأسرار هذا الكوكب.

وعامًا بعد عام، تظل الكثير من أبواب المعرفة عتباتها «مقفلة بأصفاد من حديد»، وما خلفها يظل غامضًا وغائبًا عن إدراك البشر حتى وإن أبحروا في خيالاتهم وتصوراتهم المعقولة واللامعقولة.

كما نعلم جليًّا، في خارج هذا الكوكب ثمة كواكب أخرى تدور في ملكوت الله، وكل كوكب له ما يميزه عن الآخر، لكن أسراره تبقى غاية في السرية رغم الغزو البشري إليها على مدى عقود من الزمن، فالعلماء لا يكفّون أو يملّون من سعيهم من أجل المعرفة، فهم يسيرون رحلاتهم الفضائية إلى الكواكب القريبة من الأرض بهدف استكشافها ومعرفة أسرار الحياة عليها، ومع انتهاء مهمة رواد الفضاء وعودتهم إلى الأرض، تنطلق مجموعة أخرى جديدة، مُكلفة برصد شيء آخر في الفضاء البعيد، فكل رحلة لها مهمتها الخاصة والمحددة، ومن خلالها يجمع العلماء والباحثون في المراكز الدولية العلمية الكثير من المعلومات ويحلّلون بعضًا من الصور التي تأتيهم من خارج الغلاف.

وعبر السنين الطويلة من البحث والتحري والسعي إلى كشف النقاب عن الجانب المظلم الذي يحيط بهذا العالم الذي نعيش فيه، توصل العلماء إلى بعض المعلومات المهمة، ولكن في الوقت ذاته بقيت ثمة أسئلة عالقة في أذهانهم تبحث عن إجابة، منها ما يذهب نحو الأميال البعيدة، والآخر إلى طبيعة الحياة فوق تلك الكواكب السيارة؟ يسألون أنفسهم عن سكانها الحقيقيين، وعن تفاصيل حياتهم اليومية؟ وما الذي يميز كوكبهم عن كوكبنا الأرضي؟

عشرات الأسئلة بقيت على مرّ التاريخ غامضة، وربما ستبقى دهرًا من الزمن حائرة في أذهان الباحثين والعلماء حول العالم، لكن هناك من يروّج إلى أن سكان الكواكب الأخرى مختلفون في أشكالهم وأحجامهم عن البشر، ويتفاوتون كثيرًا في القوة البدنية، وطبيعة الحياة التي يمارسونها على كوكبهم الغامض.

منذ زمن والناس تروّج لفكرة زيارة الفضائيين إلى الأرض مستخدمين الأطباق الطائرة في تنقلاتهم، ولكن حتى هذه اللحظة لم يجزم العلماء والباحثون بوجود هذه «المخلوقات الفضائية العجيبة»، ويرفض البعض فكرة أنهم يتسللون عبر طبقات الجو العليا من أجل الوصول إلى الأرض واستكشاف كوكبنا أو يحاولون السيطرة علينا كغزاة وعداء للبشر يخططون لاحتلال كل شبر من كوكب الأرض.

وتشير بعض المصادر الصحفية إلى «أن آلاف الأشخاص حول العالم قد أبلغوا عن مشاهدة أضواء غريبة أو أجسام غير مألوفة في السماء، وبعض هذه المشاهدات تم تفسيرها لاحقًا كظواهر طبيعية أو طائرات عسكرية سرية، ولكن العديد منها بقي دون تفسير واضح».

هناك مجرد فرضيات واحتمالات قد لا يجانبها الصواب، لكنها تظل هاجسًا يبعث الرهبة والحيرة في نفوسنا، فليس هناك أي تأكيد على أنهم قد وصلوا إلينا حتى في الزمن الغابر، فنحن وغيرنا نكذّب هذه الروايات وننفيها بشكل قاطع جملة وتفصيلًا.

قد يكون صناع الأفلام السينمائية في هوليوود قد عملوا على ترسيخ وجود هذه المخلوقات الخارقة على كوكب الأرض، وعملوا على نسج سيناريوهات مضللة تسعى إلى زعزعة الاستقرار النفسي لدى البشر والخوف من المستقبل الغامض على الكوكب وتعرضه إلى الخطر!

من جهة ثانية، هناك بعض الدراسات التخيلية تتوارد بشكل متلاحق تعاني من انقسام وانفصال تام ما بين «الحقيقة والخيال» في وجود الكائنات الفضائية من الأصل، والبعض الآخر وإن كان يؤمن بوجودهم الفعلي، إلا أنه لا يذهب نحو فكرة غزوهم إلى الأرض نهائيًا، ويستبعد كل هذه التخيلات ويعتبرها مجرد أوهام كاذبة لا أساس لها في الواقع.

وللتاريخ، هل تساءلت يومًا، لماذا يرسم البشر صورًا مشوهة ومخيفة للكائنات الفضائية؟ والجواب لذلك هو محاولة التخيل الشكلي لمثل هذه الكائنات التي على اعتبارها رمزا للقوة والاختلاف في الملامح والشكل المألوف للكائن البشري، استطاعت أفلام الخيال العلمي ترسيخ هذه الصور التصورية لمثل هذه الكائنات وجعلها أكثر تقبلًا لدى المشاهد.

من جهة أخرى، فلماذا نحن مهتمّون كثيرًا بأمور الكواكب الأخرى؟

ربما هو مجرد فضول بشري أو الرغبة في معرفة الأشياء المجهولة التي تحيط بنا، ولذا حرّكت بعض أفلام الكرتون هذه الاهتمامات من حيث تصوير الرجال الفضائيين على أنهم غزاة الأرض، فهبّ الإنسان إلى الدفاع عن هذا الكوكب من خلال استخدام الأسلحة المختلفة، واستطاع في كل مرة طردهم وإفشال مخطط الفضائيين في احتلال الأرض والسيطرة عليها بشكل كامل!

قد يُخيّل لنا أحيانًا بأن من يعيش إلى جوارنا على كوكب الأرض كائنات أخرى، بمعنى أن هناك حياة أخرى تعيشها بعض «الكائنات الحية» سواء كانت مختلفة عن أشكالنا الطبيعية أو فطرتنا الإنسانية.

وهذا ما يجعلنا نغوص أكثر في تقبل فكرة «قصص الخيال العلمي»، فنؤلف الأحداث والغايات ونصدقها، وربما يزداد حجم الحيرة لدى بعض الناس ويحتارون في تصديق «الخيال أو الواقع»، ولكن لنكن أكثر دقة وأقرب إلى المنطق ونسأل أنفسنا: لماذا يراودنا الشك دائمًا بأن هناك مخلوقات خارقة تشاركنا العيش على كوكب الأرض، خصوصًا وأن العالم به فراغات وأماكن لا تزال مجهولة الملامح؟ وهل يعيش الغرباء الآتون من كواكب أخرى في أماكن الظل التي لا نعرفها ولا نراهم أو نحس بوجودهم، تمامًا مثلما يعيش الجن إلى جانبنا، وقليل جدًا من تصادف بهم؟!

لنتفق جميعًا على أن في هذا الكون الواسع ثمة أشياء غامضة -وهي حقيقة واقعية- وقد تكون أحيانًا مخيفة وصادمة، فهل سيأتي يوم نرى الكائنات الفضائية تسير في شوارعنا وتسكن إلى جوار مساكننا؟! وبالتالي نصدق كل الروايات والتخيلات التي سُردت في الكتب والمجلدات وغيرها؟!

مقالات مشابهة

  • مع بداية فصل الصيف.. ردد الآن دعاء الحر الشديد واستعذ بالله من نار جهنم
  • إعتقال صحفي سوداني في معبر أرقين بتهمة التعاون مع الدعم السريع
  • شرطة دبي تنقذ سائقة تعطّل مثبت السرعة في مركبتها على شارع الشيخ زايد
  • استعن بالله.. الأوقاف تقدم نصائح لطلاب الثانوية خلال الامتحانات
  • الابتلاء والحمد لله
  • حريق في أسلاك كهربائية يتسبب في توقف ترامواي الرباط في اتجاه يعقوب المنصور
  • الإمام الهادي إلى الحق عليه السلام.. مؤسس الهوية الإيمانية في اليمن وباعث نهضتها الدينية والسياسية
  • المخلوقات الفضائية.. وهم كاذب أم حقيقة علمية مثبتة ؟!
  • ندوة علمية تناقش موضوع النخبة المغربية في زمن التغيير