أبو عبدالله.. الفقد الجلل
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
علي بن سالم البطاشي (أبو الحسنين)
رحم الله أخي وصديقي سعيد، (أبو عبدالله) وأسكنه فسيح جناته.
إنه لفقدٌ جلل، خاصةً عندما يكون شخصًا بهذا القرب وعشرة عمر تمتد لـ 33 عامًا. ما كتبته هو وصف مُؤثر ومُؤلم لتلك اللحظات الأخيرة التي قضيتها معه، وكيف أن الفقد يأتي أحيانًا بلا سابق إنذار.
أعلم أنَّ هذه الكلمات قد لا تخفف من ألم، ولكن أردت أن أقدم لكم هذا الإحساس الذي يُعبر عن مشاعري في هذه اللحظة الصعبة.
اللحظات الأخيرة مع سعيد
يوم الخميس، 18 يونيو 2025، كان يومًا عاديًا، أو هكذا بدا لي. في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، كان صديقي الغالي وزميل العمل لعقود، سعيد أبو عبد الله، يتجول بين المكاتب. كان سعيدًا ومبتهجًا، لا تشوبه شائبة، قريبًا من مكتبي كما هو دائمًا. أحسست بالعطش، فقلت له: "أخي سعيد، أنا عطشان، أريد أن أشرب ماء." لم يتردد لحظة، وعاد سريعًا بقارورة الماء، وقدمها لي قائلًا: "تفضَّل."
شكرته ودعوت له دعاءً لم أكن أعلم حينها أنَّه سيتردد في ذهني كثيرًا بعد ساعات قليلة: "أسأل الله أن يجمعنا في جنات الفردوس الأعلى عند النبيين والصديقين، ويسقيك ربي من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم." كان أخي وزميلي سعود يؤمّن على دعائي، وكذلك بقية الزملاء المتواجدين معنا في المكتب.
بعد ذلك، التقينا أنا وسعيد في الاستراحة، وكان هناك بعض التمر المتبقي. أخذت أنا نصيبي وأخذ هو نصفه لبيته. غادرنا المكتب في تمام الساعة الثانية ظهرًا، وكل شيء كان طبيعيًا، لم يكن سعيد يشكو من أي شيء على الإطلاق.
صاعقة الخبر
في يوم الجمعة، 20 يونيو 2025، وبعد صلاة المغرب، أتاني خبر وفاة أخي وصديقي سعيد أبي عبد الله. نزل الخبر عليّ كالصاعقة، لم أصدق ما سمعت. أرسلت رسالة صوتية إلى المجموعة التي تجمعنا بالزملاء، وأكدوا لي الخبر. حتى هذه اللحظة، لا أعلم سبب الوفاة.
اندفعت مسرعًا نحو مقبرة السيب العامة لأدرك الدفن. والحمد لله، تمكنت من القيام بالواجب والصلاة عليه. ركبت في سيارة نقل الموتى، وكان جسده الطاهر بجانبي، وأنا أدعو له بالرحمة والمغفرة.
وكان لي شرف المُشاركة في إنزاله إلى القبر. لا أدري إن كانت صدفة، أم أنه كان سعيد يودعني آخر وداع؛ عندما نزلت بيدي لأمسك جسده الطاهر، لامست يدي يده، وكأنَّه يصافحني الوداع الأخير، وكأنه يهمس لي بلسان الحال: "مع السلامة أخي علي."
رحمك الله أخي سعيد، أبو عبدالله وأسكنك فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سعيد الطاير: «هب ريح» تسهم في تسريع تبني الطاقة الشمسية
دبي: «الخليج»
قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» إن منصة «هب ريح» التفاعلية من الهيئة شهدت استخداماً متزايداً خلال عام 2024.
وأسهمت المنصة الذكية للتقييم الذاتي لتصاميم أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والحائزة جوائز عالمية، في تقييم أكثر من 1,700 طلب توصيل للطاقة الشمسية، بزيادة تتجاوز 30% في عام 2024 مقارنة بعام 2023. وتندرج المنصة ضمن مبادرة «شمس دبي» التي أطلقتها الهيئة وتتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب الأنظمة الشمسية الكهروضوئية وربطها بشبكة الهيئة. وأشار الطاير إلى أن إجمالي قدرة أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المرتبطة بشبكة التوزيع التابعة لهيئة كهرباء ومياه دبي بلغ نحو 725 ميجاوات حتى الآن، موزعة على أكثر من 8430 مبنى في مختلف أنحاء دبي وذلك ضمن مبادرة «شمس دبي».
وأضاف سعيد الطاير: «بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة نشهد إقبالاً كبيراً على استخدام وتبني الطاقة الشمسية، ما جعل دولة الإمارات من الدول الأكثر استخداماً للطاقة الشمسية في العالم. ونستثمر في الهيئة أحدث التقنيات الإحلالية لتسريع التحول الرقمي، وتسهيل أعمال المقاولين والاستشاريين، ومساعدتهم على تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني وفق أعلى مستويات الجودة وأرقى المعايير العالمية، ونعمل على أتمتة تقديم الطلبات واعتمادها وتوفير خدمات رقمية ذات قيمة مضافة، انسجاماً مع استراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي».
وتدعم المنصة تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني وفق أعلى مستويات الجودة وأرقى المعايير العالمية، وتعمل على تسريع عملية تقييم واعتماد هذه الأنظمة وضمان مطابقتها لمعايير جودة الطاقة في الهيئة، ما يوفر وقت وجهد متعاملي شمس دبي (بناة المشاريع) ويقلل الكلفة. وتوفر المنصة خيارات تصميمية غير محدودة للمستخدم، إضافة إلى قاعدة بيانات أجهزة الطاقة الشمسية المعتمدة من الهيئة.