جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-09@03:23:56 GMT

أبو عبدالله.. الفقد الجلل

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

أبو عبدالله.. الفقد الجلل

 

 

 

علي بن سالم البطاشي (أبو الحسنين)

رحم الله أخي وصديقي سعيد، (أبو عبدالله) وأسكنه فسيح جناته.

إنه لفقدٌ جلل، خاصةً عندما يكون شخصًا بهذا القرب وعشرة عمر تمتد لـ 33 عامًا. ما كتبته هو وصف مُؤثر ومُؤلم لتلك اللحظات الأخيرة التي قضيتها معه، وكيف أن الفقد يأتي أحيانًا بلا سابق إنذار.

أعلم أنَّ هذه الكلمات قد لا تخفف من ألم، ولكن أردت أن أقدم لكم هذا الإحساس الذي يُعبر عن مشاعري في هذه اللحظة الصعبة.

اللحظات الأخيرة مع سعيد

يوم الخميس، 18 يونيو 2025، كان يومًا عاديًا، أو هكذا بدا لي. في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، كان صديقي الغالي وزميل العمل لعقود، سعيد أبو عبد الله، يتجول بين المكاتب. كان سعيدًا ومبتهجًا، لا تشوبه شائبة، قريبًا من مكتبي كما هو دائمًا. أحسست بالعطش، فقلت له: "أخي سعيد، أنا عطشان، أريد أن أشرب ماء." لم يتردد لحظة، وعاد سريعًا بقارورة الماء، وقدمها لي قائلًا: "تفضَّل."

شكرته ودعوت له دعاءً لم أكن أعلم حينها أنَّه سيتردد في ذهني كثيرًا بعد ساعات قليلة: "أسأل الله أن يجمعنا في جنات الفردوس الأعلى عند النبيين والصديقين، ويسقيك ربي من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم." كان أخي وزميلي سعود يؤمّن على دعائي، وكذلك بقية الزملاء المتواجدين معنا في المكتب.

بعد ذلك، التقينا أنا وسعيد في الاستراحة، وكان هناك بعض التمر المتبقي. أخذت أنا نصيبي وأخذ هو نصفه لبيته. غادرنا المكتب في تمام الساعة الثانية ظهرًا، وكل شيء كان طبيعيًا، لم يكن سعيد يشكو من أي شيء على الإطلاق.

صاعقة الخبر

في يوم الجمعة، 20 يونيو 2025، وبعد صلاة المغرب، أتاني خبر وفاة أخي وصديقي سعيد أبي عبد الله. نزل الخبر عليّ كالصاعقة، لم أصدق ما سمعت. أرسلت رسالة صوتية إلى المجموعة التي تجمعنا بالزملاء، وأكدوا لي الخبر. حتى هذه اللحظة، لا أعلم سبب الوفاة.

اندفعت مسرعًا نحو مقبرة السيب العامة لأدرك الدفن. والحمد لله، تمكنت من القيام بالواجب والصلاة عليه. ركبت في سيارة نقل الموتى، وكان جسده الطاهر بجانبي، وأنا أدعو له بالرحمة والمغفرة.

وكان لي شرف المُشاركة في إنزاله إلى القبر. لا أدري إن كانت صدفة، أم أنه كان سعيد يودعني آخر وداع؛ عندما نزلت بيدي لأمسك جسده الطاهر، لامست يدي يده، وكأنَّه يصافحني الوداع الأخير، وكأنه يهمس لي بلسان الحال: "مع السلامة أخي علي."

رحمك الله أخي سعيد، أبو عبدالله وأسكنك فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قيس سعيد: المحاسبة حق مشروع والطريق مسدود أمام من يسعى لإعادة الوصاية على تونس

استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيسة الحكومة سارة الزعفراني في قصر قرطاج، حيث ناقش معها عددًا من الملفات المتعلقة بسير المرافق العمومية والوضع العام في البلاد.

وفي تصريحات نقلها موقع “تونس سكوب”، شدد سعيد على أن الشعب التونسي اليوم أمام خيارين: إما الاستمرار في دائرة الأنانية والمصالح الشخصية، وهي طريق مسدودة، أو استعادة روح الترابط الوطني التي ظهرت عام 2011، والمبنية على التكافل والتآزر.

وأشار الرئيس إلى أن قيم التضامن ضرورية في مواجهة الأزمات، مؤكدًا أن الشعب التونسي يواصل توجيه “الصفعات” إلى من وصفهم بـ”الخونة والعملاء وأذنابهم”.

وأضاف أن “الطريق مسدود لكل من يسعى لإعادة فرض الوصاية على تونس”، وأن الدولة مطالبة برفع المعاناة عن المواطنين وضمان حياة كريمة لهم.

كما جدد قيس سعيد تأكيده على أن المحاسبة حق مشروع، وأن الشعب سيسترد كامل حقوقه، محذرًا من أن أي محاولة لفرض أجندات خارجية أو تغيير المسار الوطني ستؤول إلى الفشل.

وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الجدل السياسي بعد صدور أحكام قضائية في 19 أبريل الماضي بحق عشرات من المعارضين والناشطين ورجال الأعمال، تراوحت بين 13 و66 عامًا سجنًا، ضمن ما يُعرف بقضية “التآمر على أمن الدولة”.

وبحسب وكالة “تونس إفريقيا” الرسمية، فإن القضية تضم قرابة 40 متهمًا من أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية، من بينهم عصام الشابي، غازي الشواشي، جوهر بن مبارك، عبد الحميد الجلاصي، وكمال الطيف، وتعود القضية إلى حملة اعتقالات نفذتها السلطات في 2023، بتهم تتعلق بتشكيل خلية إرهابية ومحاولة الانقلاب على الحكم، إضافة إلى قضايا فساد مالي.

ورغم الانتقادات التي تواجهه من المعارضة ومنظمات حقوقية تتهمه باستخدام القضاء لتصفية خصومه السياسيين، يؤكد سعيد أن القضاء مستقل، وأن الإجراءات الجارية تندرج ضمن حماية أمن الدولة من تهديدات داخلية وخارجية.

وتُعد هذه القضية من أبرز محطات التحول في المشهد السياسي التونسي، حيث يرى مراقبون أنها تعكس بوضوح التوجهات الجديدة التي يقودها الرئيس سعيد منذ بدء الحملة الأمنية عام 2023.

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم البحث عن عمل في المنام
  • محمد سعيد محفوظ: برنامج العاشرة يحتفل بمرور 3 سنوات كصوت للثقافة والفنون
  • قيس سعيد: المحاسبة حق مشروع والطريق مسدود أمام من يسعى لإعادة الوصاية على تونس
  • مجموعة شركات هائل سعيد أنعم تعلن تخفيضات على أسعار الزبادي والحقين
  • بلا طعام ولا أهل.. حازم البردويل يروي حكاية البقاء في غزة
  • وزير سيادي: لم اكن أعلم
  • شرف كبير.. عبدالله السعيد يعلق على تجديد عقده مع الزمالك
  • تشييع الشهيد عبدالله ناجي سعيد في مديرية بني حشيش
  • الحنيان: اتحاد القدم خسر الهلال وكان يجب تأهل القادسية للنهائي بثلاثية.. فيديو
  • تعلن محكمة الصلو وسامع عن بيع عقار المنفذ ضدهم/ بقية ورثة محمد سعيد العبسي