معرض الرعاية الطبية بدمشق.. منصة لإبراز الابتكار المحلي في صناعة الأطراف
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
دمشق-سانا
تكمن أهمية شركات صناعة الأطراف الصناعية في قدرتها على تحسين حياة الأشخاص، الذين يعانون من فقدان الأطراف، سواء بسبب الحوادث أو التشوهات الخلقية، وإعادة الأمل بأن يعودوا لممارسة حياتهم الطبيعية، وهو ما شددت عليه الشركات المشاركة في معرض الرعاية الطبية بدورته الـ “18” على أرض مدينة المعارض بدمشق.
مديرة العلاقات العامة في شركة “برستيل للأطراف الصناعية” عائشة العلي أوضحت في تصريح لمراسل سانا، أن مشاركتهم في المعرض تهدف إلى التعريف بمنتجاتهم وتقديمها بأسعار مناسبة، ولاسيما أن المعرض يفتح الباب لصناعتهم بالوصول إلى محتاجيها، وبأسعار مخفضة جداً، وذلك لتحقيق الأهداف الإنسانية التي تسعى الشركة لتحقيقها في عملية البيع.
وأوضحت العلي أن الشركة تعمل على تصميم أطراف صناعية أكثر كفاءة وسهولة في الاستخدام، وذات مواصفات تشابه المقاييس العالمية، ما يمنح الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية مزيداً من الحركة وممارسة حياتهم اليومية، لافتة إلى أنه تم التنسيق مع أكبر عدد ممكن من المشافي، والتعاون مع وزارة الصحة وتقديم ورشات تدريبية للكوادر الطلابية الطبية.
واستعرضت العلي إحدى التقنيات الطبية المستخدمة وهي “الاندماج العظمي” التي تستخدم لربط الأطراف الاصطناعية مباشرة بعظام الجسم، بما يزيل الحاجة للقوالب التقليدية ويقلل الضغط والاحتكاك على الجلد، ويمنع التقرحات، ويوفر راحة طويلة الأمد، ويزيد من مرونة المشي والجلوس والصعود والنشاطات اليومية.
الاختصاصي مجدي النجار من شركة “النورس للتجهيزات الطبية” أشار إلى أن المعرض فرصة للتعارف بين الشركات، حيث تسعى الشركة دائماً لنقل الخبرات والتكنولوجيا الطبية المتطورة في البلدان المتقدمة واستثمارها في السوق السورية، بما يتناسب والخدمات المطلوبة في سوريا، ويعمل فريق عمل متكامل من أطباء ومهندسين وأخصائيين وفنيي أطراف ذوي كفاءات عالية.
وأكد نجار حرص شركته على توظيف التكنولوجيا الطبية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، في تركيب الأطراف الصناعية، بكل الأشكال وتصنيع البدائل والمقومات، وتصنيع الأجهزة التقويمية من أفضل المواد والمكونات، من كبرى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال.
وائل رباح أحد الزائرين ممن فقدوا أحد أطرافهم نتيجة حادث سير تحدث عن أهمية حصول شراكات بين شركات صناعة الأطراف والمشافي الحكومية، وتزويدها بالتجهيزات اللازمة، وتقديمها للمرضى بأسعار مدعومة، تمكّن مَن فقدوا أطرافهم من تركيب عوض عنها، وبسعر لا يكلف المريض أعباء مالية كبيرة.
فيما يرى ليث أبو رميح أنه يحلم بالعودة للمشي على قدميه بعد انفجار لغم أرضي بإحدى قدميه، ويعتبر أن أهداف مثل هذه الشركات يجب أن تكون متمثلة بتحقيق الربح الإنساني، لأنه يعطي الأمل للآلاف بالعودة إلى مزاولة حياتهم، وتغيير نظرة المجتمع إليهم بأنهم “عاجزون”.
وتختتم اليوم فعاليات المعرض الطبي الدولي على أرض مدينة المعارض، والذي حظي بمشاركة 85 شركة محلية للتجهيزات الطبية والصناعات الدوائية، و51 شركة ممثلة عن 170وكالة خارجية من 29 دولة عربية وأجنبية.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض ملتقى مراسم بني حسن في الهناجر
شهدت قاعة آدم حنين بمركز الهناجر بدار الأوبرا، افتتاح معرض "ملتقى مراسم بني حسن للرسم والتصوير"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برامج وزارة الثقافة.
افتتح المعرض الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين، الفنان د. شادي أديب سلامة، القوميسير العام، والفنانة ڤيڤيان البتانوني، مدير عام الفنون التشكيلية بقصور الثقافة، بحضور الفنانة ولاء فرج، مدير إدارة المعارض والمراسم، ونخبة من الفنانين التشكيليين والإعلاميين.
ضم المعرض 39 عملا فنيا متنوعا، بمشاركة 15 فنانا وفنانة، وهم: أحمد عبد الجواد، محمد عارف، دينا صموئيل، هالة خليل، جوزيف الدويري، مروة إسماعيل، محمد وهبة، منى مهيمن، نورا مصطفى، علا أشرف، عمر رأفت، شنودة عصمت، وليد طارق، ولاء أبو العينين، ونيڤين ياقوت. ويقام المعرض بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي.
وأوضحت الفنانة فيفيان البتانوني أن المعرض يأتي استكمالا لمشروع وصف مصر ويهدف إلى توثيق الملامح البصرية والهوية الثقافية للمحافظات المصرية.
وأشارت أنه تم اختيار محافظة المنيا، كونها نقطة التقاء بين الشمال والجنوب، وتحمل طابعا فريد يجمع بين الحضارة المصرية القديمة والتراث الشعبي، ما يجعلها بيئة غنية بصريا وثقافيا تستحق التوثيق الفني.
وعن الأعمال الإبداعية المقدمة قالت: جاءت مستوحاة من الأماكن الأثرية أهمها منطقة بني حسن حيث مقابر النبلاء التي تسجل تفاصيل الحياة اليومية مثل الزراعة، الصيد، والاحتفالات، على خلاف الطابع الجنائزي التقليدي المعتاد.
كما اشتمل المعرض على أعمال تميزت بطابع صوفي ممزوج بعناصر من الحضارة المصرية القديمة، وأخرى مستوحاة من مقابر الصحابة، تلك البيئة الغنية الملهمة للفنانين.
من ناحيته، أعرب د. شادي أديب سلامة، عن سعادته بانطلاق فعاليات المعرض، وأشار أنه يمثل تجربة بصرية غنية مختلفة، حيث شارك به مجموعة من أساتذة الجامعات والفنانين المستقلين، معظمهم من جيل الشباب أو في منتصف المسيرة الفنية، ما أضفى على المعرض روح جديدة غير تقليدية، حيث سعى كل فنان إلى تقديم رؤيته الخاصة والنابعة من وحي المكان.
وأضاف أن برنامج الملتقى جاء مكثفا، فشمل زيارة أماكن أثرية نادرة منها تل العمارنة، الجبانة الرومانية، والمقابر الصخرية ببني حسن، وهي مواقع تتمتع بغنى تاريخي وبصري غير معتاد.
وعن مشاركته في المعرض قال: أشارك بثلاث لوحات، استلهمتها من الرموز والنقوش الموجودة في المقابر الأثرية، كمشهد الصيد، والكائنات الأسطورية (الحصان والثعبان)، والمراكب التي كانت تظهر في النقوش المسيحية المبكرة، وكانت ترمز لفكرة الانتقال أو الترحال.
وأوضح أنه قام بتكبير أحد هذه المشاهد من حجم لا يتجاوز 20×20 سم، إلى لوحة بحجم 120×120 سم، كي يتمكن الجمهور من رؤية التفاصيل الدقيقة التي غالبا ما تغيب عن العين في حالتها الأصلية.
وعبّر الفنانون المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة بالمعرض، وقال الفنان محمد عارف، مدرس مساعد بكلية التربية الفنية، أشارك بثلاث لوحات، تناولت خلالهم رمزين من رموز الحضارة المصرية القديمة، وهما النجمة وزهرة اللوتس، كمحاولة للتعبير عن الطاقة والقوة الكامنة في الرمزين من خلال الجمع بين التأمل والبعد البصري.
وقالت الفنانة منى مهيمن: شاركت بثلاث لوحات أيضا، تناولت الأولى موضوع سراديب الموتى في تونة الجبل، من خلال تصميم لمومياء قرد في إشارة إلى البعث والخلود، أما اللوحة الثانية فكانت عن إحدى مشاهد مقابر بني حسن، فيما جاءت الثالثة عن مقبرة إيزادورا، التي تعد من الرموز الأثرية المهمة بالمنيا.
وأضاف الفنان جوزيف الدويري أنه شارك في الملتقى بثلاث لوحات مستوحاة من الطبيعة الحية، مثلت مشاهد مرتبطة بالنيل.
وأشارت الفنانة دينا صموئيل بأنها شاركت بلوحة واحدة مستوحاة من جدارية نادرة في مقابر بني حسن، تضم مشهد قتالي بين الجنود، مع التركيز على تقديمها بنفس الأسلوب الذي اتبعه الفنان المصري القديم.
وأوضحت الفنانة هالة خليل، مدرس بكلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية، أنها عبرت من خلال لوحاتها عن الطائر "إيبس" في الفن المصري القديم، والمعروف حاليا بـ"أبو قردان".
وأضافت أنها تأثرت بأحد التماثيل الموجودة في متحف ملوي، وانعكس ذلك على الأعمال التي قدمتها باستخدام اللون البني، لتعكس الروح القديمة، مع دمج عناصر نباتية مستلهمة من الطبيعة كالنخيل وزهرة اللوتس.
من ناحيتها، شاركت الفنانة علا أشرف، طالبة بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، بلوحة فنية مستوحاة من المعابد والمقابر في بني حسن وتل العمارنة، وذلك باستخدام ألوان زاهية.
وأوضحت الفنانة د. نيڤين ياقوت أنها قدمت لوحة دمجت خلالها بين المشاهد القتالية الموجودة على جدران المعابد في تل العمارنة، وتفاصيل الأدوات القديمة التي شاهدتها في متحف ملوي، وذلك بأسلوب فني معاصر.
وأشار الفنان وليد طارق، معيد بكلية الفنون الجميلة، جامعة أسيوط، أنه شارك بلوحتين، الأولى عن فكرة "حارس المعبد"، أما الثانية فكانت عن التمثال الموجود في جبل الطير خلف مقابر بني حسن، وتم التعبير عنهما باستخدام تباين الألوان الباردة والدافئة.
أما نورا مصطفى، طالبة بالفرقة الثالثة قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، أوضحت أنها شاركت بلوحتين، الأولى تحكي قصة إيزيدورا الفتاة التي غرقت في النيل خلال رحلة للقاء حبيبها، في مشهد رمزي يعبر عن الفقد والحب، والثانية جسدت فيها الملكة نفرتيتي في قصرها الشمالي بتل العمارنة، وسط خلفية من الجبال والآثار، وبجوارها القط الحارس كرمز للحماية.
وفي الختام كرم قوميسير المعرض، ومدير عام الفنون التشكيلية الفنانين المشاركين بتسليمهم شهادات تقدير.
معرض ملتقى مراسم بني حسن للرسم والتصوير نتاج ملتقى مراسم بني حسن للرسم والتصوير الذي أقيم بعروس الصعيد في نوفمبر الماضي، ونفذته الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد، وفرع ثقافة المنيا.
ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 24 يونيو الحالي، لإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف على تفاصيل تلك التجربة التي تعزز الهوية الثقافية من خلال تقديم رموز الحضارة والتراث بأساليب معاصرة.