مدربـــــــــون وطنيــــون: اســــــــــتمرار الجهاز الفنـي أولوية حتمية حفاظـا على الاستقرار الــــــــــفني شريطة تصحيح الأخطاء !
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
قاد مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم رشيد جابر سفينة الأحمر إلى بر الأمان وساهم ببلوغ منتخبنا المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وبات يترقب قرعة الملحق الآسيوي التي ستسحب يوم 17 يوليو المقبل والتي سيتعرف من خلالها الأحمر على خصميه المباشرين في هذه المرحلة بعد أن جرى تصنيف المنتخبات الآسيوية المتأهلة لمرحلة الملحق إلى ثلاثة مستويات حيث يضم المستوى الأول منتخبي السعودية وقطر، بينما يضم المستوى الثاني منتخبي العراق والإمارات أما المستوى الثالث فيضم منتخبنا الوطني ونظيره المنتخب الإندونيسي.
ومخرت سفينة الأحمر عباب المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بعدما خاضت ما مجموعه 10 مباريات، فحققت الانتصار في 3 مباريات وتعادلت في مباراتين وتكبدت خمس هزائم، وسجلت 9 أهداف واستقبلت 14 هدفا، لترسو بعدها سفينة الأحمر في بر الأمان وتحط الرحال في المرحلة الرابعة من التصفيات مصارعة هدير الأمواج المتلاطمة وكومة العواصف الثائرة التي كابدتها ودأبت على كبح جماحها حتى أبصرت النور في آخر النفق.
وفي الاستطلاع الحالي ترصد «عمان» آراء عدد من المدربين الوطنيين حول تقييمهم الفني والتكتيكي لمجمل مسيرة منتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ويلخص أبرز الإيجابيات والسلبيات التي اعترت مسيرة الأحمر في خضم تلك المرحلة، مع الأخذ بعين الاعتبار التطرق لمحور استمرار الجهاز الفني الحالي لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب رشيد جابر من عدمه، متبوعا بإبراز الخطوات التصحيحية المراد الوقوف عليها ومعالجتها قبل الدخول في معترك مباريات الملحق الآسيوي المزمع إقامتها شهر أكتوبر المقبل.
إبراهيم صومار: تغيير الجهاز الفني المساعد لمنتخبنا ضرورة ملحة -
أبدى المدرب الوطني إبراهيم بن صومار البلوشي تحفظه على المستوى الفني الذي ظهر به منتخبنا الوطني خلال مشواره في مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وفي هذا الصدد علّق قائلا: لم يظهر منتخبنا الوطني بمستوى فني ثابت طيلة مشواره بالمرحلة الثالثة من التصفيات، ويؤخذ على المدرب رشيد جابر اعتماده نهجا تكتيكيا دفاعيا بحتا في المباراتين الأخيرتين أمام الأردن وفلسطين حيث لعب بخطة 5/ 4/ 1، مما قيّد أدوار لاعبي منتخبنا الوطني في أرضية الملعب وحدّ من خطورتهم الهجومية بشكل واضح.
وأردف البلوشي قائلا: ينبغي على المدرب رشيد جابر أن يغيّر قناعاته فيما يخص طرق وأساليب اللعب وقراءاته الفنية الدقيقة لخصومه ومنافسيه حتى لا نقع في المحظور عندما تحين مواعيد مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم.
وتعليقا على ما إذا كان يؤيد خطوة استمرار المدرب الوطني رشيد جابر على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول قال البلوشي: بالطبع أنا مع استمرار المدرب رشيد جابر بالنظر إلى حنكته وخبراته التراكمية العريضة في المجال التدريبي، ولكن الخلل يكمن في جهازه الفني المساعد الذي لا يملك خبرة تدريبية جيدة تؤهله لتقييم أوضاع المنتخب الوطني فنيا، مما يعيق عمل المدرب رشيد جابر في المباريات نظرًا لافتقار الجهاز الفني المساعد لأدنى معايير الجودة والاحترافية في العمل، مما يتعارض مع أفكار وأساليب المدرب رشيد جابر.
على خط مواز أردف البلوشي قائلا: على الصعيد الشخصي أرى أنه من الضروري بمكان تغيير الجهاز الفني المساعد لمنتخبنا الوطني نظرًا لعدم امتلاكه الخبرة والبصيرة والدراية الكافية وتعيين جهاز فني مساعد بديل يفقه في الجوانب الفنية وبمقدوره أن ينقل منتخبنا الوطني لمستويات تنافسية أعلى، على النحو الذي يتطابق مع أفكار المدرب رشيد جابر.
وأضاف: وقع المدرب رشيد جابر في خطيئة عندما اختار طاقمه الفني المساعد وفقًا لقناعاته، وحريا به الآن أن يغيّر قناعاته ويتجه لاختيار مدربين وطنيين أكفاء يعينونه على اجتياز المطبات وتذليل العقبات في طاقمه الفني المساعد، لا سيما وأننا نملك مساحة زمنية كافية قبل الدخول في صدامات الملحق المرتقبة في شهر أكتوبر المقبل.
واستطرد البلوشي قائلا: فنيًا لم يرتقِ الأحمر للمستوى المأمول خلال المرحلة الثالثة من التصفيات، ولكن كوننا صعدنا للملحق فلا بد أن نتمسك بحظوظنا الكاملة ونقاتل على حلم الصعود لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخنا، وفي رأيي أرى أننا نملك خامات وإمكانيات واعدة وهنا يتمحور دور الجهاز الفني في توظيف إمكانيات اللاعبين ومجاراة ارتفاع نسق الإيقاع الدولي حينما يتعلق الأمر بمحك قاري بالغ الأهمية.
واستدرك البلوشي قائلا: نحن على بعد خطوة واحدة من التأهل التاريخي لكأس العالم، لذا تقتضي المصلحة العامة أن يستمر رشيد جابر على رأس عمله كمدرب وطني شريطة أن يعيد النظر في اختيار الطاقم الفني المساعد له ولا حبذا أن يكون عمانيا بالكامل مراعاة لمصلحة البلد حتى يظهر منتخبنا الوطني بصورة مغايرة تماما في الملحق.
وشدد قائلا: لا أجد الوقت ملائمًا للاستعانة بمدرب أجنبي خلال المرحلة القادمة نظرًا لضيق الوقت وعدم وجود مساحة زمنية كافية للتعرف على قدرات وإمكانيات اللاعبين والتأقلم مع بيئة كرة القدم العمانية، لذا من الحكمة بمكان أن يستمر المدرب رشيد جابر على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني حفاظا على الاستقرار الفني للمنتخب. وحول الخطوات التصحيحية المراد من منتخبنا الوطني نهج استراتيجيتها خلال المرحلة القادمة قبل الشروع في خضم مباريات الملحق أكمل البلوشي قائلا: تكثيف المعسكرات والتجارب الدولية الودية والاستعانة بعناصر من المنتخب الأولمبي من شأنها أن تصنع منتخبا قادرا على المنافسة ومقارعة خصومه، ولكن الأهم من ذلك أن يحسن المدرب رشيد جابر اختيار الأسلوب وطريقة اللعب الأمثل في مباريات الملحق لأننا أمام فرصة تاريخية لا تقدر بثمن.
هلال العوفي: الأداء كان متذبذبا وعانينا من الهشاشة الدفاعية -
أشار المدرب الوطني هلال العوفي إلى أن أداء منتخبنا الوطني كان متذبذبا في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، لافتا في السياق ذاته إلى أن الأحمر اكتفى بحصد 11 نقطة من أصل 24 ممكنة في عهد المدرب رشيد جابر، ولكنها تعتبر محصلة جيدة على وجه العموم كونها كانت كافية لصعود الأحمر لمرحلة الملحق الآسيوي.
وفي سياق متصل أردف العوفي قائلا: عانى منتخبنا الوطني الأمرين أمام خصومه المباشرين في المجموعة الثانية حيث خسر جميع مبارياته ذهابا وإيابا أمام المنتخبين الأردني والعراقي، واكتفى باغتنام نقطة وحيدة من أصل ست ممكنة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب أمام المنتخب الكوري الجنوبي، بينما كان المنتخب الكويتي صيدا سهلا لنا وكسبناه ذهابا وإيابا، في حين خطفنا 4 نقاط أمام المنتخب الفلسطيني.
وأضاف: المنطق فرض نفسه حيث إن المعطيات كانت جلية المعالم منذ البداية أن منتخبنا الوطني سيحتل المركز الرابع في المجموعة الثانية وسيخطف إحدى البطاقتين المؤهلتين لمرحلة الملحق، وهو ما تحقق فعليا في نهاية المطاف، ولكن ذلك لا يلغي حقيقة أن منتخبنا الوطني ظهر بمستوى جيد في بعض مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات وخصوصا في مباراته أمام مضيفه المنتخب الكوري الجنوبي في سول التي انتهت على وقع التعادل الإيجابي بهدف لمثله 20 مارس الماضي.
ولفت العوفي إلى أن لاعبي منتخبنا الوطني قد ارتكبوا العديد من الأخطاء الفردية خلال مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات، ولم يوفق الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني رشيد جابر في القراءة الفنية لبعض المباريات، وبالذات فيما يخص اختيار عناصر التشكيلة الأساسية وإدارة الشوط الثاني المعروف سلفا بشوط المدربين، ولكن بصورة عامة عمل الجهاز الفني وفق اجتهادات تكتيكية حسبما يراه ملائما لقدرات وإمكانيات لاعبينا المتاحة.
وتابع: عانينا كأفراد من هشاشة الخط الدفاعي لمنتخبنا الوطني الذي كان بمثابة نقطة ضعف واضحة في منظومة الأحمر، وهو ما يبرر اعتماد المدرب رشيد جابر على خطة لعب 5 / 4 / 1 في المباراتين الأخيرتين بالتصفيات أمام منتخبي الأردن وفلسطين على التوالي، بهدف تأمين مناطقه الدفاعية والاعتماد على سلاح الهجوم المضاد والتحولات السريعة.
واستدرك العوفي قائلا: استقبلنا أهدافا بأخطاء دفاعية مؤثرة رغم التحفظ التكتيكي الذي فرضه المدرب رشيد جابر في بعض مباريات منتخبنا، ولم نستطع التسجيل من التحولات الهجومية السريعة وبالأخص في مباراتنا أمام الأردن في مسقط، وواجهنا صعوبة في الاستحواذ على الكرة وإيجاد فرص مواتية للتسجيل، وقد بدا واضحا للعيان معاناتنا في العودة بالنتيجة بعد التأخر بهدف في المباراة.
وزاد: اعتمدنا على تأمين الخطط الدفاعية بشكل واضح، وتلك كانت هي الطريقة الأنسب من منظور الجهاز الفني الذي ارتأى التركيز على الشق الدفاعي في المقام الأول، ولكن مجملا حققنا الهدف بموجب الإمكانيات المتاحة لدينا، وتمكنا من بلوغ مرحلة الملحق التي ستكون أسهل نسبيا من وجهة نظري كونها ستكون أشبه ببطولة كأس خليج مصغرة ما عدا إندونيسيا، وبالتالي ستتساوى حظوظنا مع منتخبات الإمارات وقطر والعراق نظرا لتقارب المستويات الفنية بيننا وبينهم، أما المنتخب السعودي فيتفوق بعامل الخبرة الميدانية التي قد ترجح كفته نسبيا على حساب باقي منتخبات الملحق، وأراه الأقرب لحسم الصعود لنهائيات كأس العالم من بوابة المرحلة الرابعة.
وتعقيبا على رغبته في استمرار الجهاز الفني الحالي لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب رشيد جابر من عدمها علق العوفي قائلا: شخصيا أؤيد استمرار المدرب رشيد جابر وجهازه الفني المعاون خلال المرحلة القادمة نظرا لضيق الوقت، فالوضع لا يستدعي المجازفة بتعيين جهاز فني بديل لمنتخبنا الوطني لاسيما في ظل توقف المسابقات الكروية المحلية راهنا، وبالتالي يفترض أن يكمل المدرب رشيد جابر المسيرة مع الأحمر شريطة تصحيح الأخطاء ومعالجة بعض الجوانب الفنية التي شابت أداء الأحمر خلال المرحلة الثالثة من التصفيات.
وأردف: نحن على بعد مباراتين فقط (180 دقيقة) تفصلنا عن التأهل لنهائيات كأس العالم، لذا فالخطأ ممنوع والوضع لا يحتمل المجازفة بتعيين مدرب جديد خلفا للمدرب رشيد جابر، ولهذا السبب أنا مع إعطاء الثقة الكاملة ومنح الضوء الأخضر لاستمرارية المدرب رشيد جابر وجهازه الفني المعاون خلال المرحلة القادمة، وينبغي علينا جميعا أن ندعمهم وألا ننجر خلف العواطف وأن نحكم لغة العقل والمنطق دائما في قراراتنا وخياراتنا. واستدرك العوفي: هذا لا يعفي حقيقة أن هنالك أخطاء وإشكالات فنية وقع في فخها الجهاز الفني الحالي بقيادة المدرب رشيد جابر، وأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، ولكن في كل الأحوال يجب أن نثق بالجهاز الفني الحالي ونتمسك بآمالنا وحظوظنا القائمة في الصعود لنهائيات كأس العالم من بوابة الملحق. وتعليقا على ما هو مطلوب من منتخبنا الوطني خلال المرحلة القادمة قبل الدخول في مضمار منافسات الملحق الآسيوي أوضح العوفي قائلا: يتحتم علينا وضع خطة إعداد متكاملة للمرحلة القادمة بالاتفاق مع مجلس إدارة الاتحاد والتشاور مع الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب رشيد جابر، ومن الضروري بمكان إقامة معسكرات مقننة وخوض تجارب دولية ودية مع منتخبات قوية تلعب بالصف الأساسي، إذ لا يتسع المجال لتجربة عناصر جديدة ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نلعب تجاربنا الدولية الودية بالقوة الضاربة، ونركز على العناصر التي ستخدمنا في مباريات الملحق على وجه الخصوص. وأكمل: عطفا على ذلك يتوجب على المدرب رشيد جابر أن يتمتع بمرونة تكتيكية في مباريات الملحق من خلال مراعاة أسلوب وطريقة اللعب المتبعة والتكيف مع ظروف ومعطيات المباريات كلا على حدة، مع الأخذ بعين الاعتبار الوقوف على جاهزية اللاعبين الذين سيتم انتقائهم للمعسكر القادم، ومتابعتهم من خلال البرنامج المعد دون إغفال تطوير الجوانب البدنية ومعالجة الأخطاء الفردية، والتركيز على بعض الجوانب الفنية على غرار سرعة التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.
مهنا العدوي: المنطق فرض نفسه باحتلالنا للمركز الـ 4 -
اعتبر مساعد المدرب الأسبق لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مهنا بن سعيد العدوي أن المنطق قد فرض نفسه باحتلال منتخبنا الوطني المركز الرابع في ختام منافسات المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وفي هذا الإطار علق العدوي قائلا: منطقيا وفق تصنيفنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتبر إنهاؤنا منافسات المرحلة الثالثة في المركز الرابع بمثابة مركز جيد طبقا لقدراتنا وإمكانياتنا وظروفنا بصفة خاصة، ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان، حيث استهللنا مشوار التصفيات بشكل لم يلب الآمال والطموحات والتطلعات المعقودة على منتخبنا الوطني، وبدأنا بداية بطيئة للغاية، حينما صعقنا بالهزيمة في مباراتي العراق وكوريا الجنوبية على التوالي.
وفي السياق ذاته، أردف العدوي قائلا: كان من المنطقي بمكان أن نخسر ركلتي البداية في التصفيات أمام المنتخب العراقي خارج قواعدنا وأمام المنتخب الكوري الجنوبي في عقر دارنا بالنظر إلى الفوارق الجلية في القدرات والإمكانيات، والتي بطبيعة الحال ترجح كفة العراقيين والكوريين، ولكننا تداركنا الموقف فيما بعد وصححنا المسار في التصفيات بالفوز على المنتخب الكويتي الشقيق برباعية نظيفة داخل قواعدنا، قبل أن نعود إلى مربع الانكسار ونمنى بهزيمة ثقيلة خارج الديار بلغ قوامها رباعية نظيفة أمام نظيرنا المنتخب الأردني.
وتابع: مررنا بمرحلة من انعدام الوزن في أعقاب الهزيمة القاسية أمام الأردن، ولكن ما لبث أن استعدنا توازننا وتعافينا في التصفيات بانتزاعنا فوزا بشق الأنفس على حساب ضيفنا المنتخب الفلسطيني بهدف نظيف، ولكن أبى منتخبنا، إلا أن يكتب سطرا ويترك آخر في هذه التصفيات ليتجرع بعدها مرارة الهزيمة إيابا أمام منتخب العراق بهدف دون رد على أرضية ميدانه بمسقط، قبل أن يقتنص نقطة ثمينة من الديار الكورية الجنوبية ويعود أدراجه إلى مسقط ظافرا بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، وبعدها تكللت المساعي بتحقيق الفوز على الكويت بهدف نظيف، وسرعان ما عاد منتخبنا لدوامة الهزائم ومني بهزيمة كارثية في عقر داره أمام ضيفه المنتخب الأردني، قبل أن يتمكن من خطف نقطة الملحق بتعادله الثمين أمام مضيفه المنتخب الفلسطيني بهدف لمثله في الجولة الختامية للمرحلة الثالثة من التصفيات.
وأضاف: مستويات الأحمر لم تلب حجم الآمال والطموحات والتطلعات المعقودة عليه على مدار مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026، ولكن الأهم تحقق ببلوغ مرحلة الملحق، وبات يتحتم علينا تصحيح المسار قبل خوض غمار مباريات الملحق إبان شهر أكتوبر المقبل، وهنا تكمن أهمية الأمر، حيث يتوجب على المدرب الوطني رشيد جابر وجهازه الفني المعاون إجراء مراجعة فنية وتكتيكية شاملة من شأنها أن تضع النقاط على الحروف قبل خوض معترك الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم.
وشدد العدوي على امتلاك منتخبنا الوطني للفرصة الكاملة في بلوغ نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه، وفي هذا الشأن علق قائلا: بدون أدنى شك يملك منتخبنا الوطني الفرصة كاملة في بلوغ نهائيات كأس العالم، ويتوجب عليه أن يحتفظ بحظوظه المشروعة في هذا الصدد، لاسيما أن مباراتين فقط ستفصلانه عن معانقة الحلم وكتابة التاريخ، لذا لا بد من الاستبسال والتحلي بأقصى درجات الصبر تمهيدا لدخول التاريخ من أوسع أبوابه.
وتعقيبا على إذا كان الوقت قد حان لإعفاء الجهاز الفني الحالي لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب رشيد جابر قبل الشروع في التحضيرات لمرحلة الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، علق العدوي قائلا: على الصعيد الشخصي أؤيد استمرار المدرب الوطني رشيد جابر على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الأول حفاظا على عامل الاستقرار الفني، لاسيما وأنه يملك أيضا مساحة زمنية كافية (ثلاثة أشهر) لتقييم العمل الفني والتكتيكي ومراجعة الأخطاء والوقوف على نقاط القوة والضعف، متبوعة بمعالجة مكامن الخلل التي شابت أداء منتخبنا الوطني في بعض مباريات التصفيات.
على صعيد متصل أردف العدوي قائلا: لا أود أن أدخل في تفاصيل هذا الشأن، هنالك أناس مختصون بمقدورهم تقييم عمل المدرب رشيد جابر وجهازه الفني المعاون، وعلى الصعيد الشخصي أثق في عمل المدرب رشيد جابر وخياراته، فهو مدرب كفء وقدير يتمتع بسيرة ذاتية جيدة وتاريخه غني عن التعريف وشاهد على صولاته وجولاته وإنجازاته التي لا تعد ولا تحصى، وفي اعتقادي أن تاريخه وخبراته التراكمية في المجال التدريبي تشفع له بمواصلة عمله على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني خلال المرحلة المقبلة ككل، وشخصيا أعي حجم الظروف والمعاناة التي مر بها المدرب رشيد جابر على مدار المباريات الثماني التي أشرف فيها على تدريب «الأحمر»، إبان المرحلة الثالثة من التصفيات المونديالية.
وحول الخطوات التصحيحية القادمة، المراد من منتخبنا الوطني تداركها تفاديا للوقوع في مطب الأخطاء ونزيف النقاط المتكرر في مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، أشار العدوي إلى أهمية تجويد المسابقات الكروية المحلية والسعي جاهدا لرفعة مستوياتها، لافتا في السياق ذاته إلى أهمية مضاعفة العمل على تطوير نتاج المراحل السنية والأخذ بيد مخرجاتها تمهيدا لتصعيدها للمنتخب الأول مستقبلا.
وأتم قائلا: من الوارد جدا أن نرى منتخبنا يصعد لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، وبالتالي يحقق حلم الجماهير العُمانية المتعطشة لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي العظيم، ولكي تتحقق أطراف هذه المعادلة ينبغي على الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بقيادة المدرب رشيد جابر أن يكثف وتيرة العمل خلال الأشهر الثلاثة القادمة من خلال تنظيم المعسكرات وخوض تجارب ودية قوية وتوسيع دائرة الخيارات على مستوى عناصر المنتخب يسبقها حسم روزنامة مسابقات الموسم الكروي الجديد وتحديد موعد انطلاقة دوري عمانتل، لأن ذلك سيساعد المدرب على حسم خياراته للقائمة الجديدة التي ستلعب مباريات الملحق، وإجمالا تغمرني الثقة تجاه المدرب وجهازه الفني المعاون بالإضافة إلى اللاعبين، وأناشدهم التمسك بالأمل والحفاظ على حلم بلوغ نهائيات المونديال.
وليد السعدي: الخطط الدفاعية حجمت قدرات وإمكانيات لاعبينا -
لخص المدرب الوطني وليد السعدي مستويات ونتائج منتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بقوله: بداية لا يمكن أن نلوم المدرب رشيد جابر على كل شيء فقد استلم منتخبنا الوطني في غضون فترة ضيقة تخللتها منافسات كأس الخليج السادسة والعشرين بدولة الكويت، وفي رأيي أنه أبلى بلاء حسنا في بعض مباريات التصفيات، واستطاع أن يتعامل بواقعية وعقلانية وأخذ الأهم في بعض المباريات على الرغم من أنه لم يكن مقنعا فنيا على غرار مباراتنا أمام كوريا الجنوبية التي لعبها منتخبنا الوطني في سول، حيث اعتمد المدرب رشيد جابر على إحكام أسلوب دفاع المنطقة والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة واستطاع العودة بنقطة ثمينة من الأراضي الكورية الجنوبية.
وأضاف: واجهنا الكويت الحلقة الأضعف في المجموعة الثانية وكسبناها ذهابا وإيابا، بيد أن المدرب رشيد جابر لم يكن موفقا على مستوى اختياراته للعناصر التي بدأت مباراة الأردن في مسقط، ولم ينجح في إدارة تلك المباراة نظرا لعدم نجاعة الأسلوب وطريقة اللعب التي أدت في نهاية المطاف إلى خسارتنا بثلاثية نظيفة، وتكرر الأمر في مباراة فلسطين الحاسمة حيث جدد المدرب رشيد جابر اعتماده على النهج والرسم التكتيكي ذاتهما ممثلا في خطة 5 / 4 / 1 الدفاعية التي حجمت قدرات لاعبينا وحدت من خطورتهم الهجومية في الثلث الأخير من مرمى المنتخب الفلسطيني.
وشدد السعدي بقوله: ينبغي على المدرب رشيد جابر أن يعي تماما أن قدرات لاعبينا الهجومية أفضل بكثير من قدراتهم الدفاعية لأن اللاعب العماني بطبيعته يتناغم وينسجم مع اللعب الهجومي المفتوح، ويجد نفسه في مأزق عندما يقيد بأدوار وواجبات دفاعية بحتة، لذا من الضروري بمكان أن يتفطن المدرب رشيد جابر لهذه الجزئية، لاسيما أننا نزخر بمواهب عديدة في خطي الوسط والهجوم، وفي رأيي أن خطة 5 / 4 / 1 لا تتناسب على الإطلاق مع قدرات وإمكانيات لاعبينا لأنها تحد من عطائهم وقد اتضح ذلك جليا في اللقاء الأخير الحاسم أمام فلسطين إذ لم يتحرر لاعبونا سوى في الدقائق العشر الأخيرة حينما اندفعوا للهجوم وأدركوا هدف التعادل في الرمق الأخير.
وأردف: أجزم بأن قدرات لاعبينا الهجومية أفضل بكثير من قدراتهم الدفاعية وهذا ما يفسر إطلاق لقب سامبا الخليج على منتخبنا الوطني، الأمر الذي يدفعني للقول: إن المدرب رشيد جابر بالغ في الطريقة الدفاعية في مباراتي الحسم الأخيرتين أمام الأردن وفلسطين على التوالي.
وأبدى السعدي تضامنه مع المدرب رشيد جابر وجهازه الفني المعاون، مشددا على أهمية استمرار الجهاز الفني الحالي خلال المرحلة القادمة معللا الأمر بقوله: بطبيعة الحال المدرب رشيد جابر يعلم خبايا ودهاليز الكرة العمانية واستمراره سيضمن عامل الاستقرار الفني المنشود لمنتخبنا الوطني قبل الدخول في معمعة مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات المونديال، وجل ما نحتاجه راهنا هو التركيز والعمل بهدوء، دون إغفال جانب آخر مهم يتعلق بضرورة جلوس اللجنة الفنية ودائرة المنتخبات الوطنية مع المدرب رشيد جابر بهدف محاسبته وتقييم عمله الفني على مدار المباريات الثماني التي قاد فيها منتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة من تصفيات كأس العالم، متبوعة بوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بخطط وبرامج الإعداد للمرحلة الرابعة من التصفيات، والتباحث والتشاور في هذا الشأن تغليبا للمصلحة العامة وتحقيقا لحلم الجماهير العمانية الوفية بالصعود للمونديال.
وتعقيبا حول الخطوات التصحيحية المراد من الجهاز الفني بقيادة المدرب رشيد جابر إنجازها قبل الدخول في معترك الملحق الآسيوي علق السعدي قائلا: نحتاج للتحضير بشكل جيد لمرحلة الملحق من خلال تنظيم معسكرات إعداد ولعب تجارب دولية قوية في أيام الفيفا المقررة شهر سبتمبر المقبل، علاوة على ذلك نناشد المدرب رشيد جابر ضرورة التحلي بالمرونة التكتيكية الكافية واللعب بنزعة هجومية أكبر لضمان تحقيق نتائج إيجابية تشفع لنا في تحقيق الهدف المنشود. وأتم السعدي: ثقتي في اللاعبين والمحيطين بالمنتخب الوطني كبيرة جدا وأنا على يقين تام بأن هذه الفرصة التاريخية للصعود إلى نهائيات كأس العالم لن تتكرر، ومن هذا المنطلق ينبغي أن ندعم منتخبنا الوطني بكل ما نملك من جهد، وأن نحشد طاقاتنا وإمكانياتنا كمدربين وإعلام وجماهير لخدمة رجال الأحمر والوقوف صفا واحدا تلبية لنداء الوطن في مرحلة الملحق الحاسمة.
علي الخنبشي: قادرون على تخطي مرحلة الملحق الآسيوي -
رفع المدرب الوطني علي الخنبشي سقف التوقعات عاليا معربا عن ثقته التامة بقدرة منتخبنا الوطني على تخطي مرحلة الملحق الآسيوي المزمع إقامتها شهر أكتوبر المقبل مشددا على أهمية استحضار الجوانب الفنية والروح المعنوية في أرضية الملعب إذا ما أراد الأحمر أن يكون رقما صعبا خلال المرحلة الرابعة من التصفيات، لافتا إلى أن نتائج منتخبنا في المرحلة الثالثة من التصفيات لم تكن بالصورة المأمولة التي يرجوها الوسط الرياضي عامة في سلطنة عمان، وخصوصا في آخر مباراتين أمام منتخبي الأردن وفلسطين على التوالي.
وأردف الخنبشي بقوله: خالف منتخبنا الوطني التوقعات بظهوره الباهت في آخر مباراتين أمام الأردن وفلسطين، وكنا محظوظين نسبيا بانهيار المنتخب الفلسطيني بدنيا خلال الدقائق العشر الأخيرة من المباراة، مما مكننا من العودة وإدراك هدف التعادل بركلة جزاء في الوقت القاتل، وفي المجمل العام كان بالإمكان أن نسجل نتائج أفضل في المرحلة الثالثة على ضوء الجاهزية والخيارات الفنية المتاحة.
وتابع الخنبشي: أعتقد جازما بأن منتخبنا الوطني بحاجة ماسة إلى عمل فني مضاعف وتحفيز مكثف قبل الشروع في خضم التحضيرات العملية لمرحلة الملحق التي تتطلب استنفار أقصى درجات الجهد والتركيز وحشد الصفوف سعيا لتحقيق الهدف المنشود الذي نصبو إليه جميعا ممثلا في التأهل لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخنا.
وأضاف: المتتبع لمسيرة منتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة من التصفيات سيدرك جيدا أن الأحمر لم يظهر سوى في مباراة كوريا الجنوبية التي لعبها في سول حيث استطاع حينها أن يقدم أداء استثنائيا ويعود بنتيجة لافتة من خارج الديار خطف على إثرها تعادلا ثمينا بطعم الانتصار، عدا ذلك عانى الأحمر الأمرين في معظم مبارياته بالتصفيات حيث تكبد خمس هزائم وتعادل في مباراتان ولم يذق طعم الفوز إلا في 3 مباريات فقط من مجمل 10 مباريات.
واستدرك الخنبشي: شاهدنا منتخبنا الوطني يكمل مشوار التصفيات المونديالية بصورة مختلفة تماما عما ظهر عليها في كأس الخليج الأخيرة بالكويت، حيث لاحظنا تباينا جليا على صعيد الأداء والنتائج، وهذا ما يفسر عدم الاستناد على دورات كأس الخليج كمقياس للحكم على مستويات ونتائج منتخبنا الوطني نظرا لاختلاف طبيعة المنافسة وتباين موازين القوى بين كأس الخليج من جهة والاستحقاقات القارية وأبرزها تصفيات كأس العالم من جهة أخرى.
وعزا الخنبشي تقهقر مستويات ونتائج منتخبنا الوطني في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال إلى تراجع منسوب اللياقة البدنية لدى اللاعبين في المسابقات الكروية المحلية مما يؤثر سلبا على جاهزيتهم البدنية مع المنتخب الوطني، وهو ما يبرر التركيز على الجوانب البدنية في المعسكرات التحضيرية بدلا من تكثيف جرعات العمل في الجوانب الفنية والتكتيكية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن اللاعب الدولي يأتي إلى معسكر منتخبنا وهو يعاني من مركب نقص واضح على الصعيد البدني، في خطوة تعكس عشوائية العمل في الأندية عندما يتعلق الأمر بتجهيز اللاعبين بدنيا في المقام الأول.
وزاد: فنيا وتكتيكيا رياضتنا تحتضر في كرة القدم حيث تتجلى أوجه القصور على مستوى خطط الإعداد وآليات العمل التي تفتقر لأدنى معايير الاحترافية، وهو ما يفسر حاجتنا لعمل مضاعف خاصة على مستوى إعداد المنتخب الأول لأي استحقاق قاري، وحريا بنا أن نؤمن بأن العمل العشوائي غير المنظم لا يمكن أن يؤتي بأكله وثماره على تجويد مستويات ونتائج منتخبنا الوطني وخصوصا في معترك تصفيات كأس العالم.
وأيد الخنبشي خطوة استمرار المدرب الوطني رشيد جابر على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم خلال المرحلة المقبلة وفي هذا الشأن شدد قائلا: أؤيد استمرار المدرب الوطني رشيد جابر شريطة أن يحمل في جعبته فكرا وأسلوبا مختلفين في العمل قبل الدخول في معترك التحضيرات الجادة لمرحلة الملحق، ويتحتم على جهازه الفني المعاون رسم الخطط والأهداف الطموحة خلال المرحلة القادمة والسعي جاهدا لمراجعة آليات العمل المتبعة في المنتخب، والتركيز مليا على قراءة الخصوم بشكل جيد في مباريات الملحق.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الملحق الآسیوی المؤهل کأس العالم لأول مرة فی خلال المرحلة القادمة المدرب رشید جابر على على المدرب رشید جابر الرابعة من التصفیات الجهاز الفنی الحالی المنتخب الفلسطینی شهر أکتوبر المقبل فی مباریات الملحق المرحلة الرابعة قدرات وإمکانیات الأردن وفلسطین المنتخب الوطنی الجوانب الفنیة فی بعض مباریات الفنی المساعد قبل الدخول فی أمام المنتخب الوطنی الأول رشید جابر فی أمام الأردن على التوالی لکرة القدم على الصعید کأس الخلیج على مستوى هذا الشأن فی معترک الوطنی ا وفی هذا من خلال فی هذا وهو ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
تربويون لـ"الرؤية": رقمنة المناهج التعليمية "ضرورة حتمية" لتفادي التخلف الحضاري
◄ الحامدي: الأتمتة الرقمية تفتح آفاقاً جديدة للتعلم التفاعلي
◄ العجمية: المحتوى الرقمي يحفز الطلبة على التعلم ويحسن مستوى التحصيل الدراسي
◄ العلوي: الوقت أصبح ملائما لانطلاق مشروع رقمنة المناهج
◄ البلوشية: رقمنة المناهج تحتاج إلى دراسة شاملة تراعي جميع الأبعاد والأطراف
◄ أولياء الأمور يتخوّفون من تعلق الطلبة بالأجهزة الإلكترونية وفقدان المهارات الأساسية
الرؤية- ريم الحامدية
أكد تربويون وإداريون وخبراء في الميدان التربوي أنَّ التوجه نحو رقمنة المناهج التعليمية بات ضرورة حتمية تفرضها متغيرات العصر الرقمي، وتطورات التكنولوجيا المتسارعة، وانخراط العالم في أنظمة تعليمية مرنة وذكية، مشيرين إلى أن سلطنة عُمان تمتلك الإرادة والرؤية الواضحة للمضي قُدمًا نحو هذا التحول بما يتماشى مع أهداف رؤية عمان 2040.
وفي الوقت الذي أبدى فيه المشاركون تأييدهم لهذا التوجه بوصفه خطوة مهمة لتحسين جودة التعليم وتوسيع آفاق التعلم التفاعلي، أكدوا- في تصريحات لـ"الرؤية"- أهمية تنفيذ المشروع بطريقة متدرجة ومدروسة تراعي الجوانب الفنية والاقتصادية والاجتماعية، مع توفير البنية التحتية اللازمة، وتأهيل المعلمين، وتوعية أولياء الأمور، وصولًا إلى بيئة تعليمية رقمية آمنة وشاملة.
وقال الدكتور سالم الحامدي مدير مدرسة علي بن أبي طالب للتعليم الأساسي، إن التوجه نحو رقمنة المناهج التعليمية يُعد ضرورة تفرضها معطيات العصر الرقمي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، التي تتسارع بخطى كبيرة في المجتمعات الذكية. وأشار إلى أنَّ المعرفة لم تعد حبيسة الورق، بل أصبحت تياراً يعبر الألياف الضوئية ويستوطن الشاشات التفاعلية الذكية.
وأوضح أنَّ الأتمتة الرقمية تمثل ثورة معرفية تعيد تشكيل العملية التعليمية وتفتح آفاقاً جديدة للتعلم التفاعلي، حيث تمنح الطالب دوراً فاعلاً في الفهم والتحرر من قيود التلقين إلى فضاء العالم التكنو-رقمي، مؤكداً أن الإنسان اليوم قد وصل إلى مرحلة من النضج الرقمي ومعرفة التكنولوجيا، وأن الجيل الرقمي من الطلبة أكثر انفتاحاً على العالم من أي وقت مضى، في ظل توفر الرقميات والتقنيات الحديثة.
وحول التحديات والمخاوف المرتبطة بتحويل المناهج إلى رقمية، أشار الحامدي إلى الفجوة الرقمية التي قد تُحدث مشكلات في العدالة التعليمية بين الطلبة والأسر، نتيجة تفاوت القدرة على الوصول إلى الأجهزة الحاسوبية والتقنيات الذكية والإنترنت، إلى جانب تحديات أخرى مثل تشتت الانتباه، والغياب المتكرر، أو عدم حضور الحصص إلكترونياً، وإساءة الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في الصف، وأمور أخرى تتعلق بالحماية الأمنية الرقمية للمحتوى، وظهور مشتتات كالإعلانات بسبب ضعف حماية خصوصية البيانات، مما يُبرز الحاجة إلى تعزيز الأمن السيبراني.
وأكد الحامدي أنَّ الحلول الممكنة تكمن في تهيئة بيئة تحتية تقنية متينة، وتدريب جميع أطراف العملية التعليمية، بمن فيهم الطلبة وأولياء الأمور، ودمجهم في بيئات التعلم الرقمية. كما شدد على ضرورة تصميم محتويات تفاعلية عالية الجودة تراعي الفروق الفردية، إلى جانب تعزيز الأمن الرقمي، وذلك في الوقت الذي حققت فيه السلطنة تقدماً ملحوظاً، خاصة في المدارس، بفضل جهود وزارة التربية والتعليم.
وشدد الحامدي على أهمية تقديم دعم متكامل للمعلمين وأولياء الأمور قبل تطبيق المناهج الرقمية، مثل التدريب التقني والتربوي على استخدام المنصات التعليمية، وأدوات إدارة الصف الرقمي، إلى جانب دعم فني مُستمر من فنيي الأجهزة التعليمية وفرق الدعم لحل المشكلات اليومية، موضحًا أن هناك حاجة ماسة أيضاً إلى تهيئة نفسية وتربوية للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور لبناء قناعة بأهمية التحول الرقمي وتقبّل التغيير، وتوفير الأدوات التقنية اللازمة، مثل الأجهزة المناسبة وخدمة الإنترنت الجيدة.
وأضاف أن الدعم الموجه لأولياء الأمور يجب أن يتضمن ورشا توعوية وتدريبا مكثفا لنشر الثقافة الرقمية وآليات متابعة الأبناء خلال الحصص "أونلاين"، إلى جانب التوجيه والإرشاد التربوي والقيمي لخلق بيئة منزلية داعمة وآمنة للتعلم الرقمي، مع توفير فرق دعم فني لهم.
وحول تأثير المحتوى الرقمي على تفاعل الطلبة وتقدمهم الدراسي، قال
الحامدي إن التوقعات تشير إلى أن المحتوى الرقمي يُسهم في زيادة انخراط الطلبة وتفاعلهم في الصفوف الدراسية، وأن التوظيف الجيد لزمن التعلم الرقمي من خلال الشروحات، ومحاكاة الفيديوهات، والمسابقات التفاعلية، يرفع من مستوى الفهم والاستيعاب.
وأشار إلى أنَّ من بين التحديات المصاحبة احتمال تشتت الطلبة وضعف الانضباط الذاتي إذا لم تكن هناك إدارة صفية إلكترونية فعالة، مؤكدا أن المحتوى الرقمي، إذا ما تم توظيفه بجودة عالية وبتخطيط مدروس، فإنه يتفوق على المحتوى الورقي، خاصة في ظل ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية وذكاء اصطناعي، شرط وجود إشراف فعال ودعم فني مستمر.
وفيما يتعلق بمستقبل التعليم في سلطنة عُمان، أشار الحامدي إلى أنَّ السلطنة تمضي بخطى واثقة نحو التحول الرقمي في التعليم، بدافع من رؤية طموحة ومشاريع استراتيجية تهدف إلى بناء نظام تعليمي مرن وتفاعلي وشامل، موضحا أن التصورات المستقبلية تشمل رقمنة المناهج، وتطوير محتوى تفاعلي يتماشى مع المستجدات العالمية، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والعمانية المتأصلة في المناهج.
وأضاف أن من أهم الأهداف تحقيق العدالة التعليمية عبر دعم الأسر المتعسرة رقمياً وتوفير مصادر التعلم الرقمية، إلى جانب مواءمة التعليم مع: رؤية عمان 2040" لبناء جيل متمكن من المعرفة الرقمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية الرقمية في المدارس والمنازل، وتوفير الإنترنت عالي السرعة، والأجهزة المناسبة، وتدريب المعلمين وأولياء الأمور على استخدام التقنيات الحديثة لضمان نجاح عملية التحول الرقمي في التعليم.
من جانبها، أكدت رباب بنت محمد بن مبارك العجمية مساعدة مديرة مدرسة، أن رقمنة المناهج باتت ضرورية في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، مبينة: "التوجه نحو رقمنة المناهج خطوة مهمة جدًا وواقعية في ظل التطور التكنولوجي اللي نعيشه اليوم، فالتعليم لم يعد محصورا في الورقة والقلم، والطالب اليوم أقرب للشاشة والتطبيقات من الكتاب التقليدي، لكن تنفيذ ذلك يحتاج إلى مراحل مدروسة حتى نضمن نجاح التجربة، ونتفادى أي فجوات قد تؤثر على التحصيل الدراسي".
وحول المخاوف والتحديات، أشارت العجمية إلى تفاوت الإمكانيات بين الطلبة باعتباره أحد أبرز ما يثير القلق، موضحة: "كإدارة مدرسة، أبرز المخاوف اللي أراها هي تفاوت الإمكانيات بين الطلبة من حيث توفر الأجهزة والإنترنت، وهذا قد يخلق فجوة بين الطلبة، وأيضا لدينا بعض المعلمين والطلبة وحتى أولياء الأمور يحتاجون إلى مزيد من التدريب".
وشددت العجمية على ضرورة تقديم تهيئة شاملة لجميع أطراف العملية التعليمية، لضمان سلاسة الانتقال نحو التعليم الرقمي، مضيفة: "نحتاج إلى تدريب عملي ومكثف للمعلمين في استخدام الأدوات الرقمية، وإدارة الصفوف عبر المنصات، أما بالنسبة لأولياء الأمور، فالدعم يكون بتقديم ورش مبسطة تشرح لهم آلية المتابعة والمساعدة في البيت، كما نحتاج إلى فرق دعم فني في المدارس نفسها، لحل أي مشاكل تواجه الطلبة والمعلمين على الفور."
وعبّرت العجمية عن تفاؤلها بتأثير المحتوى الرقمي على تحفيز الطلبة وتحسين تحصيلهم الدراسي، كما اقترحت البدء بتجريب المشروع في عدد محدد من المدارس، مع تقييم التجربة أولًا بأول. مع وجود آليات واضحة لقياس التحصيل وتفاعل الطلبة، وأظن أن مستقبل التعليم في السلطنة سيكون أكثر مرونة وانفتاحًا".
وفي السياق، أكد سالم بن محمد العلوي مساعد مدير مدرسة، أهمية التوجه نحو رقمنة المناهج التعليمية، مشيرًا إلى أن الوقت أصبح ملائمًا للانطلاق في هذا المشروع بشكل مدروس يواكب التقدم العالمي في مجال التكنولوجيا.
وقال العلوي: "في الحقيقة، تعتبر رقمنة المناهج خطوة مهمة جدًا لمواكبة التقدم العالمي في التكنولوجيا، فهي وسيلة لتحسين جودة التعليم، ونحن جزء من هذا العالم وعلينا أن نسعى بخطوات جادة للوصول إلى مشروع الرقمنة، كما لا ننسى أن هناك إيجابيات كثيرة منها سرعة الوصول للمعلومة، وإمكانية تحديث المناهج بكل سهولة ويسر، وتقليل تكلفة الطباعة والتوزيع، وكذلك تشجيع الطلبة على التعلم الذاتي، ويُعتبر الوقت مناسبًا، فهناك دول سبقتنا في هذا المجال، ولكن علينا أن نبدأ بتوازن وتدرّج".
وحول أبرز المخاوف والتحديات المحتملة مع تطبيق التعليم الرقمي، أوضح العلوي أن هناك عقبات واقعية ينبغي أخذها بعين الاعتبار، سواء من موقعه كإداري أو كولي أمر، مبينا: "هناك مخاوف وتحديات واقعية قد تواجهنا في تطبيق الرقمنة، مثل ضعف البنية التحتية التكنولوجية، كعدم توفر الإمكانيات لدى الطلبة والمعلمين من أجهزة تخدم هذا التقدم التكنولوجي، خاصة وأن بعض البيوت لديها من ثلاثة إلى خمسة أبناء وجميعهم يحتاجون لأجهزة في حال تطبيق المشروع."
كما أشار إلى أن أن ضعف الشبكة، وانقطاع الإنترنت بين فترة وأخرى سواء في المدارس أو المنازل، يمثل تحديًا كبيرًا، وأن مشروع الرقمنة يحتاج إلى قاعدة قوية من الشبكات وتوافرها في كل مكان وزمان، وقد تكون خدمات مثل (ستارلينك) خطوة واعدة لدعم هذا الجانب.
وفيما يتعلق بجاهزية البنية التحتية لاحتضان التحول الرقمي، أكد العلوي أهمية البدء بخطوات أساسية رغم وجود بعض أوجه القصور، قائلا: "نبدأ بتطبيق أساسيات مشروع الرقمنة أفضل من أن نرى العالم يتقدّم ونحن نبقى متفرجين".
وحول تأثير المحتوى الرقمي على تفاعل الطلبة وتحصيلهم الدراسي، أكد العلوي أن المحتوى الرقمي إذا طُبّق بشكل سليم فسيكون له أثر ملموس وإيجابي، موضحا أن المحتوى الرقمي سيؤثر على تفاعل الطلبة وتحصيلهم الدراسي بشكل كبير، وذلك من عدة جوانب، فمن ناحية التفاعل، يتيح استخدام الوسائط المتعددة مثل الصور، ومقاطع الفيديو، والاختبارات القصيرة الفورية، والألعاب التعليمية، ما يجعل عملية التعلم أكثر جاذبية وتشويقًا للطلبة.
وأضاف العلوي أنه من ناحية التحصيل الدراسي، فإن الطلبة يستطيعون الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية بسرعة وسهولة، كما يشجع المحتوى الرقمي على التعلم الذاتي، ويتيح تتبّع التقدم الدراسي وتقديم تغذية راجعة فورية، كما هو الحال في منصة نور التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم.
وقدّم العلوي مجموعة من المقترحات لضمان نجاح مشروع الرقمنة وتحقيق الاستفادة القصوى مثل: الدعم الفني المستمر، تقديم محتوى رقمي متنوع وجاذب ومصمم بشكل تربوي سليم، إشراك المعلمين ذوي الخبرة في تطوير المحتوى، وتقديم برامج تدريبية شاملة ومستمرة للمعلمين والطلبة، إلى جانب عمليات تقييم ومتابعة وتحسين مستمرة".
من جانبها، أكدت زليخة البلوشية مساعد مدير ومدرب دولي معتمد بمدرسة الرخاء للتعليم الأساسي، أن رقمنة المناهج التعليمية تُعد من الخطوات المهمة في سياق التحول الرقمي الذي يشهده العالم، مشيرة إلى أن المشروع يتماشى مع تطلعات رؤية "عمان 2040"، لكنه يحتاج إلى دراسة شاملة تراعي جميع الأبعاد وتضع الطالب، باعتباره محور العملية التعليمية، في صلب هذا التحول.
وقالت البلوشية إن العالم يتجه نحو الرقمنة، لا سيما في قطاع التعليم، وإن رقمنة المناهج تعد من الأطر المهمة التي ينبغي التعامل معها بجدية، مضيفة أن الطالب يجب أن يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، وهو ما يتطلب بيئة رقمية متكاملة، إلا أن البنية التحتية الرقمية في الوقت الراهن ليست مكتملة بالشكل الذي يسمح بتنفيذ هذا المشروع بشكل فعّال.
وعن أبرز التحديات المتوقعة عند تطبيق التعليم الرقمي، بيّنت البلوشية أن العدالة التعليمية لن تتحقق في ظل الفجوة الاقتصادية التي تعاني منها بعض الأسر، حيث لا يملك كثير من الطلبة القدرة على اقتناء أجهزة حاسوب أو أجهزة لوحية. وأشارت إلى أن هذا التفاوت سيؤثر على فرص التعلم وبالتالي على المستوى التعليمي، مضيفة أن ضعف البنية التقنية وقلة تأهيل الكوادر التعليمية تشكلان عائقًا، بالإضافة إلى عدم التزام بعض المعلمين بتطبيق أدوات متنوعة في الموقف التعليمي.
كما تحدثت البلوشية عن مخاوف أولياء الأمور من ازدياد تعلق الأبناء بالأجهزة الإلكترونية، وفقدانهم لمهارات أساسية كالقراءة والكتابة والحساب، فضلًا عن ضعف السيطرة الأسرية بسبب قلة الوعي التقني وعدم القدرة على توفير إنترنت عالي الجودة.
وأكدت أن تحقيق الرقمنة التعليمية يتطلب أولًا نشر ثقافة الرقمنة المنهجية في المجتمع، ثم وضع خطة تنمية مهنية رقمية تستهدف المعلمين من خلال ورش تدريبية تركّز على المنصات التعليمية والبرامج التفاعلية، إلى جانب ضرورة توفير فرق دعم فني تقدم المساعدة المستمرة، وتحفيز المعلمين على الابتكار من خلال الحوافز التي تسهم في جودة التعليم الرقمي، لافتة إلى أهمية التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة، من خلال تنظيم لقاءات مباشرة، وتوفير أدلة إرشادية رقمية مبسطة، وخط ساخن لتقديم الدعم الفوري.
وحول تأثير المحتوى الرقمي على تفاعل الطلبة وتحصيلهم الدراسي، أوضحت أن لذلك أثرًا إيجابيًا من حيث زيادة التفاعل بسبب الأدوات التفاعلية مثل الألعاب التعليمية والاستراتيجيات الرقمية التي تسهّل فهم الحقائق، وتوفير التغذية الراجعة الفورية التي تساعد الطلبة على تصحيح أخطائهم. لكنها حذّرت في المقابل من بعض الآثار السلبية، ومنها ضعف المهارات الكتابية والتعبيرية، والاعتماد الكلي على التكنولوجيا بدلًا من تنمية مهارات البحث والاجتهاد، مشيرة إلى أن بعض الطلبة قد يلجؤون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي للحصول على الحلول الجاهزة، مما قد يؤثر على نموهم المعرفي. وأضافت أن الاستخدام المكثف للتقنيات قد يؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية لدى الطلبة.
وقدّمت البلوشية مجموعة من المقترحات لضمان نجاح مشروع الرقمنة، من بينها تأهيل المعلمين باستمرار، وتوفير الدعم الفني، وتقديم أجهزة حواسيب أو لوحية للطلبة من الأسر المعسرة، إلى جانب تقديم باقات إنترنت مجانية أو منخفضة التكلفة.
كما شدّدت على أهمية أن يكون المحتوى الرقمي ملائمًا لكل مرحلة عمرية، ويراعي الفروق الفردية، ويُبنى وفق منطق التدرّج من السهل إلى الصعب.