نظم تحالف دعم فلسطين، الذي يضم نخبة من أبرز المنظمات المناصرة للقضية الفلسطينية في بريطانيا، اليوم السبت 9 أغسطس 2025، مسيرة جماهيرية كبرى انطلقت من ميدان راسل سكوير وسط لندن، وصولاً إلى وايتهول أمام مقر الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت.

وتأتي هذه المسيرة، وهي رقم 30 منذ بدء حرب الإبادة على غزة، في سياق تصاعد الغضب الشعبي والسياسي تجاه خطط الاحتلال الإسرائيلي لشنّ غزو واسع على قطاع غزة، وتصاعد دعوات إيقاف ما وصفه المنظمون بـ"كارثة لا يمكن تخيلها لشعب يرزح أصلاً تحت نير الإبادة الجماعية".



مطالب واضحة وصريحة للحكومة البريطانية

يطالب التحالف الحكومة البريطانية بوقف جميع مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وإنهاء أي تعاون عسكري معها، وطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين من لندن، وفرض عقوبات صارمة على الدولة العبرية لردعها عن مواصلة ممارساتها القمعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويؤكد التحالف أن استمرار دعم الحكومة البريطانية لإسرائيل يساهم بشكل مباشر في استمرار معاناة الفلسطينيين، ويخالف القيم الإنسانية التي تدعو إليها بريطانيا.

رسائل مؤثرة من شخصيات بارزة

وخاطب الحشود في المسيرة عدد من الشخصيات البارزة في مجال السياسة والثقافة والإعلام، من بينهم الصحفي الفلسطيني أحمد الناعوق، الذي تناول باستفاضة معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، والممثلة البريطانية دنيز غوف التي تستخدم منصتها الفنية للدفاع عن الحقوق الإنسانية، بالإضافة إلى زاك بولانسكي نائب زعيم حزب الخضر البريطاني، الذي يدعو إلى موقف سياسي قوي يرفض دعم الاحتلال.

بيان التحالف والدعوة للتحرك الشعبي

وقال التحالف في بيانه الرسمي: "إسرائيل تُجَوِّع الشعب الفلسطيني في غزة حتى الموت. على حكومتنا أن تتحرك فوراً لوقف الإبادة الإسرائيلية. ندعو الجميع إلى الانضمام إلينا السبت كجزء من حملة 'صيف العمل من أجل غزة'، لرفع صوت التضامن والدفاع عن حقوق الإنسان".

 وتأتي هذه الدعوة وسط موجة دولية من الاحتجاجات التي شهدتها العديد من العواصم الغربية، حيث أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن موقفه بإعلان تعليق بلاده مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وهو موقف يعكس تزايد الضغوط على الحكومات الأوروبية لتغيير سياساتها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.





ردود فعل السلطات البريطانية

في المقابل، عبّأت شرطة العاصمة لندن عناصرها استعدادا للتعامل مع أي نشاطات قد تُعتبر خرقاً للقانون، خاصة فيما يتعلق بالدعم لمجموعة "فلسطين أكشن" المحظورة قانونياً على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب والتخريب.

وحذرت الشرطة المتظاهرين من أن إظهار الدعم لهذه المجموعة قد يعرضهم للاعتقال وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب البريطاني، مع ما لذلك من تأثيرات قانونية قد تمتد إلى منع السفر، وتأثيرات على العمل والوضع المالي.

وقد أعلنت الشرطة بالفعل أنها اعتقلت العشرات ممن رفعوا لافتات مؤيدة لمجموعة "فلسطين أكشن" المحظورة رسميا والمصنفة ضمن لائحة الإرهاب.

تصاعد التوتر في المشهد السياسي والاجتماعي
تأتي هذه المسيرة في وقت تشهد فيه بريطانيا توتراً متزايداً بين مؤيدي القضية الفلسطينية والسلطات التي تسعى للحد من نشاطاتهم، وسط موجة اعتقالات تجاوزت 200 شخص خلال الأشهر الماضية على خلفية دعمهم لـ"فلسطين أكشن"، التي تنظم احتجاجات غير تقليدية ضد الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. ويُنظر إلى أن هذا الحراك الشعبي في بريطانيا يعكس حالة من الغضب المتزايد على مستوى المجتمع تجاه سياسات الحكومة البريطانية التي يصفها كثيرون بأنها متواطئة مع الاحتلال.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية فلسطين بريطانيا حرب بريطانيا مظاهرات فلسطين حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة البریطانیة

إقرأ أيضاً:

هل ينجح انقلاب ترامب وحماس على نتنياهو بوقف الحرب؟

مجددا كما كنا نردد منذ تفجر حرب إبادة إسرائيل على غزة في عهد بايدن الديمقراطي وترامب الجمهوري ـ أن الرئيس الأمريكي هو الشخص الوحيد على مستوى العالم الذي يمكنه بقرار وقف الحرب الوحشية على غزة. ونحن في نهاية العام الثاني من الحرب المدمرة للبشر والحجر.

كيف انقلب السحر على الساحر نتنياهو خلال ساعات من تهديد ترامب حماس بفتح أبواب جهنم إذا لم توافق حماس على خطته من 20 بنداً وعلى رأسها «الإفراج عن جميع الرهائن أحياء وجثامين» لوقف الحرب. وأشار لخسارة حماس 25 ألف مقاتل وسنتعقب ونصفي الباقين. وأعطى مهلة أخيرة.
أثارت تغريدة ترامب المثيرة للجدل الكثير من علامات الاستفهام ـ بما عناه ترامب من المهلة وإعطاء تعليمات لتعقب وتصفية مقاتلي حماس؟! هل ستشارك القوات الأمريكية بالحرب على حماس في غزة؟!

وبرغم انهماك ترامب بالخلافات الداخلية والصراع الحزبي والسياسي، ومحاربة تجار المخدرات، إلا أنه وجد الوقت وبذل الجهد لتقديم خطة وقف حرب إسرائيل على غزة!! واجتمع مع نتنياهو في البيت الأبيض وقبله مع قادة وممثلي ثماني دول عربية وإسلامية في نيويورك لمناقشة الخطة.

لا شك أن ما حدث من تحول خلال ساعات من تهديد الرئيس ترامب بفتح أبواب جهنم على حماس إذا لم تذعن وترد إيجابيا على خطته-إلى الإشارة في حدث تاريخي وفي انقلاب صدم نتنياهو واليمين قام الرئيس ترامب ونائبه فانس وللمرة الأولى بنشر بيان موافقة حماس مترجما إلى اللغة الإنكليزية الإفراج عن جميع «الرهائن الأحياء والجثامين» وعودتهم لذويهم. ووصف ترامب بتغريدة بالمميز. وتوجه بالشكر للدول التي لعبت دور الوساطة قطر ـ مصر ـ السعودية ـ الإمارات ـ الأردن وتركيا. ووصفهم بالدول العظيمة.

والصادم لنتنياهو وكيانه المصطلحات المذكورة في بيان حركة حماس التي نشرها الرئيس ترامب مثل «رفض الاحتلال» ـ العدوان ـ الإبادة ـ صمود شعبنا ـ انسحاب الاحتلال من قطاع غزة… والحق المشروع لشعبنا.

تعاملت حماس بمسؤولية وإيجابية. وأتى رد بيان حركة حماس على مقترح الرئيس ترامب بالإشادة بالرئيس ترامب مع علمهم بأن البند الأهم لترامب هو الإفراج عن الأسرى. وهو ما وافقت حركة حماس عليه وأشادوا بمبادرة الرئيس ترامب والوسطاء ولم ترفض حماس المقترح بالكامل ولم تقبله بالكامل. بل باختصار نعم نوافق على بعض البنود ولكن نحتاج لمناقشة البنود وتوضيح بعض التفاصيل بمفاوضات عبر الوسطاء.

كما وافقت حماس على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستناداً للدعم العربي والإسلامي.

وأما بند مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فذكر البيان أن ذلك مرتبط بموقف وطني جامع واستناداً إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، ويتم مناقشتها من خلال إطار وطني فلسطيني جامع ستكون حماس من ضمنه وستسهم فيه بكل مسؤولية. لكن مطلب تسليم السلاح يلفه الغموض، وأعلن القيادي في حماس موسى أبو مرزوق أن السلاح مرتبط بالاحتلال.
نتنياهو مصدوم ومعزول هو وكيانه واليمين المتطرف في ائتلافه الهش
ووسط ترحيب الرئيس ترامب وإدارته والسلطة والفصائل الفلسطينية ودول الوساطة العربية وتركيا ودول أوروبية بالرد الإيجابي بموافقة حماس الإفراج عن جميع الرهائن وهناك بنود تحتاج إلى توضيح وتفاصيل أبرزها 72 ساعة لتسليم جميع الرهائن بعضهم مفقود، وجدول مراحل انسحاب قوات الاحتلال بمراحله الثلاث من غزة؟ وهل ستنسحب كليا من غزة أم ستبقي منطقة عازلة؟

أما نتنياهو المصدوم والمعزول هو وكيانه واليمين المتطرف في ائتلافه الهش والذي كان يتوقع ويتحضر أن ترفض حماس مقترح وخطة ترامب الذي لعب نتنياهو وفريقه دورا رئيسيا بوضع بنود الاتفاق المعدل ـ إلا أنهم صُدموا بموافقة حماس على مقترح الرئيس ترامب، وكذلك بمسارعة الرئيس ترامب بالترحيب بموافقة حماس بتغريدة ومخاطبة الشعب الأمريكي ويطالب نتنياهو وقف القصف فورا!! واضطر ترامب بعد ساعات من إذعان نتنياهو والموافقة على مضض، الإعلان عن البدء بتطبيق المرحلة الأولى مقترح ترامب بوقف الحرب الهجومية والتحول للوضع الدفاعي، ووقف عملية اقتحام مدينة غزة لتسهيل الإفراج عن الرهائن.

واليوم بعد انكفاء نتنياهو بات يخشى من تفكك تحالفه لغياب الإجماع على التقيد ببنود خطة ترامب وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد عودة الكنيست من الإجازة. يرافق ذلك تنامي الغضب والمظاهرات الشعبية في الغرب. خاصة بعد الاقتحام واختطاف حوالي 500 من الناشطين المشاركين من 47 دولة معظمهم أوروبيون وبينهم دول عربية وخليجية بأسطول كسر الحصار الإسرائيلي على غزة واعتقال الناشطين ومصادرة السفن. ما أثار غضبا عارما عربيا وغربيا.

وتتقدم اليوم خطوات العودة للمفاوضات في العريش والدوحة لإتمام المرحلة الأولى بالإفراج عن الأسرى وتحضير قوائم مئات الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم من سجون الاحتلال مقابل إفراج حماس عن 48 أسيرا بين أحياء وجثامين.

لا شك يعد الإنجاز انتصاراً للفلسطينيين بوقف حرب الإبادة والتجويع والانسحاب ومنع التطهير العرقي والترحيل القسري. وهو انتصار مستحق للوسطاء الذين بذلوا جهودا مضنية وخاصة قطر ومصر.
ويؤهل ذلك ترامب لتحقيق حلمه بانتزاع جائزة نوبل التي باتت مستحقة في حال التزمت إسرائيل بتطبيق جميع بنود الاتفاق وعلى رأسه وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة وإنهاء استخدام التجويع كسياسة ممنهجة أودت بحياة أكثر من 450 شخصاً ثلثهم من الأطفال.

لكن في المحصلة النهائية، اكتمال تطبيق بنود مقترح الرئيس ترامب وخاصة الموافقة على بنود رد بيان حركة حماس ـ الذي نشره في حسابه. واستنتاجه «حماس مستعدة لسلام دائم، طال انتظاره في الشرق الأوسط». وماذا عن إسرائيل؟!

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • بريطانيا.. مظاهرات مؤيدة لغزة في ذكرى طوفان الأقصى
  • من طوكيو إلى لندن .. احتجاجات عالمية تطالب بوقف العدوان على غزة في ذكرى هجوم 7 أكتوبر| صور
  • الحكومة البريطانية: الحوثيون يفاقمون معاناة اليمنيين ويمنعون وصول المساعدات الإنسانية
  • من لندن إلى هونغ كونغ.. جهاز آيفون واحد يقود الشرطة البريطانية إلى عصابة هرّبت 40 ألف هاتف مسروق
  • رئيس وزراء إسبانيا يحض نتنياهو على وقف الإبادة الجماعية بغزة
  • التلغراف: عرض من داخلية الحكومة الليبية لمساندة لندن في مكافحة الهجرة… والعقوبات تعيق المعدات
  • كاتب بريطاني يحذر: قمع مظاهرات دعم فلسطين يهدد الديمقراطية
  • مسيرة حاشدة في أنقرة تطالب بوقف الحرب على غزة
  • هل ينجح انقلاب ترامب وحماس على نتنياهو بوقف الحرب؟
  • فيديو منسوب إلى مظاهرات ضخمة في المغرب.. ما حقيقته؟