موارد.. استثمار مستدام للتنوع الأحيائي والموارد الوراثية في سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
تزخر سلطنة عمان بالموارد الطبيعية التي تتجسد في التنوع الأحيائي والموارد الوراثية ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية الهائلة، ويمثل مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المؤسسة المعنية بتوثيق وصون وحماية هذا التراث الطبيعي، إذ يواصل "موارد" أبحاثه بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لاكتشاف أنواع جديدة تُسجَّل لأول مرة محليًا وعالميًا، واستكشاف خواصها لأغراض الحفاظ عليها أو استثمارها بشكل مستدام، وتبنى المركز العديد من المبادرات التي تعزز اقتصاد المعرفة المستدام كمبادرة "منافع" التي تعد محركًا أساسيًا لتحويل الموارد الوراثية من مواد خام إلى موارد مستثمرة بشكل مستدام تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة والريادة العلمية.
اقتصاد معرفي مستدام
وقال الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي مدير مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لـ"عُمان": إن سلطنة عُمان تتميز بتنوع أحيائي غني وفريد، ويعد مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والذي تأسس عام 2012م، المركز المعني بتوثيق وصون هذا التنوع وتحويله إلى قيمة اقتصادية واجتماعية عبر البحث العلمي والابتكار، تماشيًا مع "رؤية عمان 2040" لبناء اقتصاد معرفي مستدام.
مركز متخصص للموارد الوراثية
وأوضح أن سلطنة عمان تتميز بثروة بيولوجية تشمل النباتات المحلية النادرة، والحيوانات البرية والمستأنسة، والكائنات البحرية، والفطريات، والكائنات الدقيقة، ويواصل مركز "موارد" أبحاثه بالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة لاكتشاف أنواع جديدة تُسجَّل لأول مرة محليًا وعالميًا، وهو ما يؤكد وجود تنوع بيولوجي لا يزال قيد الاستكشاف، وتمثل هذه الموارد أهمية اقتصادية واجتماعية وعلمية، إذ تدخل في مجالات الزراعة، والصناعات الدوائية، والغذاء، وتشكل جزءًا من التراث الثقافي.
وأضاف: ومع تحديات مثل التغير المناخي، والاستنزاف، والتوسع العمراني أصبح من الضروري وجود مركز وطني يوثق هذه الموارد ويحميها ويستثمرها بشكل مستدام، ويقوم "موارد" بهذا الدور عبر استكشاف الموارد، وصونها، وتطوير الحلول بالتعاون مع القطاع الصناعي والجهات المختلفة لتعزيز التنمية المستدامة لهذه الموارد.
الكائنات الحية وخواصها
وأشار إلى تعدد مشاريع المركز البحثية وجميعها تقريبًا قائمة بالتعاون مع جهات حكومية أو خاصة وبتمويل من داخل الوزارة وخارجها، إذ تهدف جميع المشاريع إلى استكشاف كائنات حية أو استكشاف خواصها لأغراض الحفاظ عليها أو استثمارها بشكل مستدام، وذلك لأن كل كائن حي يحمل في جيناته قصة فريدة تمثل جزءًا من تاريخنا الطبيعي وفرصًا استثمارية، مشيرًا إلى أننا نقوم حاليًا بالتوصيف الوراثي لسلالات الضأن المحلي بهدف تطويرها والحفاظ عليها كجزء من ثرواتنا الزراعية، كما أسسنا بنكًا جينيًا للحشرات بمختلف أنواعها وتقسيماتها، حيث إن هذه الكائنات الحية الصغيرة تؤدي دورًا أساسيًا في توازن النظم الطبيعية والكثير منها يحمل مكونات يمكن أن تدخل في صناعات دوائية، كما أنشأ المركز بنكًا مصغرًا لحفظ نطف الخيول العربية الأصيلة بالتجميد ليبقى هذا التراث الثمين حيًا ولتُستخدم هذه النطف في عمليات التلقيح الاصطناعي، كما نعمل على إنشاء بنك جينات للحيوانات البرية للحفاظ عليها خارج مواطنها الأصلية، ونسعى لتوثيق الأرانب البرية عبر التوصيف المظهري والوراثي لضمان بقائها، أما في عالم النباتات، فنحن لا نقتصر على الحفظ فقط، بل نعمل على جمع وتقييم النباتات المحلية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية، ونطور طرق إكثارها ونحفظها في مجموعة للبذور، ومن ضمنها النباتات الطبية والعطرية، وفي البيئة البحرية، نقوم بجمع وتصنيف الإسفنج البحري من أعماق بحر عُمان، إلى جانب تصميم نماذج اقتصادية لإنتاج الطحالب الدقيقة التي تحمل فرصًا واعدة للصناعات المستقبلية، كما نعمل على مشروع فريد لاستخدام الفطر الصالح للأكل كغذاء عالي القيمة، وهو مثال حي على كيفية تحويل مواردنا الطبيعية إلى منتجات غذائية وصحية مبتكرة تلبي احتياجات السوق وتفتح أبواب الاستثمار، وبالتشارك مع القطاع الخاص نقوم بأبحاث علمية وعملية بهدف استثمار ديدان الأرض والكائنات الحية الدقيقة للوصول إلى منتجات مبنية على منافع وصفات هذه الكائنات، وهذه المشاريع ليست مجرد أبحاث، بل هي رحلة استكشاف وابتكار تحمي تراثنا الطبيعي وتفتح آفاقًا اقتصادية جديدة.
"منافع" لدعم البحث والابتكار
وتطرق اليحيائي إلى برنامج "منافع" الذي يمثل مبادرة وطنية أسسها المركز منذ عام 2016 وهي مستمرة في موسمها السادس، إذ يسهم هذا البرنامج في تمويل البحث والابتكار في الموارد الوراثية، ويعتبرها مصدرًا لحلول مبتكرة في قطاعات الأمن الغذائي والصناعات الدوائية، والبيئة وغيرها، ويركز البرنامج على تمويل مشاريع تطبيقية لتحويل المعرفة العلمية إلى تطبيقات تنموية مستدامة، كما يدعم "منافع" التعاون بين الباحثين والأكاديميين والقطاع الصناعي، ويسهل نقل نتائج البحث إلى السوق عبر حاضنات علمية ومسرعات أعمال، وتحتضن هذه الحاضنات الأفكار المبتكرة وتحولها إلى شركات ناشئة تنشط في مجالات تعتمد على الموارد الوراثية، مثل تطوير مستخلصات طبيعية وتقنيات زراعية حديثة، ما يدعم الاقتصاد الوطني، وبفضل هذه الجهود، يعد "منافع" محركًا أساسيًا لتحويل الموارد الوراثية من مواد خام إلى موارد مستثمرة بشكل مستدام تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة والريادة العلمية.
المقهى العلمي منصة مجتمعية
وأكد مدير مركز "موارد" أن "المقهى العلمي" يعد إحدى منصات التواصل التي أسسها المركز وهمزة وصل حيوية بين البحث العلمي والمجتمع، فهو أكثر من مجرد نشاط توعوي، بل جسر لتعزيز فهم الجمهور لقضايا الموارد الوراثية وتوسيع المشاركة المجتمعية في دعمها، حيث تعد هذه الموارد ثروة وطنية ذات أبعاد اقتصادية وعلمية، ويقدم المقهى العلمي جلسات حوارية مبسطة في بيئات غير رسمية بمناطق مختلفة من سلطنة عمان سواء البيئات الجبلية أو الصحراوية أو البحرية، ويسمح المقهى العلمي للناس بالتفاعل مع الباحثين وطرح الأسئلة في أجواء غير رسمية، كما يسهم المقهى في توعية المجتمع بقيمة هذه الموارد، الأمر الذي من شأنه دعم السياسات العامة لحمايتها، وتعزيز فرص تحويل الاكتشافات إلى منتجات قابلة للاستثمار، لذلك، يشكل المقهى العلمي أداة مهمة لبناء وعي مجتمعي يدعم البحث والابتكار ويعزز مكانة سلطنة عمان في صون واستثمار مواردها الوراثية.
منتدى جينوبيزنس الاقتصادي
وأضاف: إن منتدى "جينوبيزنس" هو منتدى اقتصادي يجمع الجهات الحكومية والخاصة، والباحثين، والمستثمرين، من داخل سلطنة عمان وخارجها لتعزيز الاستفادة الاقتصادية المستدامة من التنوع الأحيائي والموارد الوراثية، وسوف تنظم الوزارة المنتدى في نسخته الثالثة في محافظة ظفار خلال نوفمبر القادم، إذ يوفر المنتدى فضاء لتبادل الخبرات ومناقشة الفرص والتحديات، وتسريع تحويل البحث العلمي إلى منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق، ويدعم المنتدى التعاون الوطني والدولي، ويشجع بناء شراكات استراتيجية للاستثمار في قطاعات مثل الزراعة، والصناعات الدوائية، والتقنية الحيوية، والعطور ومستحضرات العناية المشتقة من الطبيعة، مما يعزز موقع سلطنة عمان كمركز للابتكار والاقتصاد الحيوي، كما يناقش المنتدى السياسات التي تضمن حماية حقوق سلطنة عمان السيادية على مواردها، مع تحقيق مشاركة عادلة في المنافع، فهو أكثر من حدث اقتصادي؛ بل هو منصة لتعزيز التنمية المستدامة وتحويل الثروات الطبيعية إلى فرص اقتصادية قائمة على المعرفة والابتكار، تدعم تنويع الاقتصاد الوطني ورؤية سلطنة عمان المستقبلية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البحث العلمی والابتکار للموارد الوراثیة الموارد الوراثیة المقهى العلمی بالتعاون مع بشکل مستدام هذه الموارد سلطنة عمان إلى منتجات سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
مستشار موارد بشرية: العمل عن بُعد مكّن النساء وسكان المناطق النائية..فيديو
الرياض
قال مستشار الموارد البشرية محمد الفوازي إن المملكة شهدت تحولًا إيجابيًا في سوق العمل عن بُعد، مؤكدًا أن هذا التحول مكّن العنصر النسائي بشكل كبير.
وأوضح الفوازي، خلال حديثه لبرنامج “العربية FM”، أن العمل عن بُعد مكّن العديد من الأشخاص القاطنين في مناطق نائية أو غير القادرين على الوصول إلى مقر العمل لأسباب مختلفة من الانخراط في سوق العمل.
وأشار إلى أن المملكة لا تزال بحاجة إلى المزيد من التأهيل لتمكين الموظفين عن بُعد، من خلال تطوير بيئة العمل داخل المنازل، وتوفير الدعم اللازم لضمان إنتاجية وجودة عالية.
وأضاف أن بعض الشركات العالمية، مثل منصة “إكس”، قدمت نماذج ناجحة في هذا المجال، حيث منحت الموظفين 700 دولار لتجهيز مكاتبهم المنزلية، وتأمين إنترنت عالي السرعة، بالإضافة إلى تدريب المديرين على إدارة فرق العمل عن بُعد باحترافية.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/08/1k-w6yHEdRwnjUN6.mp4