قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده لا تزال مستعدة للتفاوض المباشر بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط مطالبة أوروبية لإيران باستئناف المفاوضات وتجنب التصعيد.

في المقابل، قال روبيو إن مستقبل التصعيد في المنطقة يعتمد على كيفية رد إيران، محذرا من أن إغلاق طهران لمضيق هرمز سيكون "خطأ فادحا" و"انتحارا اقتصاديا"، ويمثل تصعيدا هائلا في المواجهة.

واتهم وزير الخارجية الأميركي إيران بالدخول في "مفاوضات زائفة" قبل الضربات في محاولة "للتلاعب" بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، مضيفا أن الرئيس سيرد بحزم بحسب ما سيقدم عليه الإيرانيون.

مقابل ذلك، نقلت وكالة "إيرنا" أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أكد خلال اتصال مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يجب أن يتلقى الأميركيون ردا على عدوانهم الذي قال إنه يظهر عدم صدق ادعاء واشنطن بشأن الحوار وصنع السلام.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لم تغادر المفاوضات النووية لتعود إليها.

وفي منشور له على منصة "إكس" نشره اليوم الأحد، ردا على دعوات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إيران بالعودة إلى المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، أشار عراقجي إلى أن إيران كانت تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة عندما اتخذت إسرائيل قرارا بتعطيل الدبلوماسية.

وأوضح أن المسؤولين الإيرانيين كانوا يجرون كذلك هذا الأسبوع محادثات مع الثلاثي الأوروبي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) ومع الاتحاد الأوروبي عندما اتخذت الولايات المتحدة هي الأخرى أيضا قرارا بتعطيل الدبلوماسية.

بيان أوروبي

في السياق ذاته، حث زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم الأحد إيران على عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها زيادة زعزعة استقرار المنطقة.

إعلان

وقال رؤساء حكومات الدول الثلاث، في بيان مشترك، "أكدنا بوضوح تام أنه لا يجوز لإيران امتلاك سلاح نووي، وينبغي ألا تشكل بعد الآن تهديدا للأمن الإقليمي".

وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، اليوم الأحد، إن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء فيما يتعلق ببرنامجها النووي، طالبا منها الانخراط في المفاوضات.

وأكد فاديفول لهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية "إيه آر دي" أن منع إيران من امتلاك أسلحة نووية أمر مشروع، مضيفا أن الدول الأوروبية مستعدة للمساعدة في أي محادثات محتملة بين إيران والولايات المتحدة.

وانضمت الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم "ناجح للغاية"-حسب تعبيره- استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

ومنذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة الیوم الأحد

إقرأ أيضاً:

هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟

قام رئيس الجمهورية الإيراني مسعود بزشكيان، في نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة لباكستان، في إطار تعزيز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع جيرانها. وأعلن في ختام زيارته عن بدء فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية بين طهران وإسلام آباد. وكان الرئيس الإيراني زار قبل ذلك أذربيجان في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، للمشاركة في القمة الـ16 لمنظمة التعاون الاقتصادي "إيكو"، وأكد قبيل تلك الزيارة التي كانت الخارجية الأولى له بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، أن زيادة التعاون والتنسيق بين دول المنطقة سيقلل طموحات الأعداء في إحداث الفوضى والاضطراب.

بزشكيان انتقد، قبل أيام، النظرة السلبية السائدة في بلاده تجاه أذربيجان، ووصف، خلال مشاركته في اجتماع مجلس التخطيط بمحافظة زنجان، الأذربيجانيين بــ"الأقرباء"، كما اعتبر عدم تأسيس علاقات سليمة مع "أشقائهم" الأذربيجانيين وترك أذربيجان لنفوذ إسرائيل خطأ. كما ذكر في حديثه إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أنه لا داعي للخوف والقلق من مسائل مثل الممر الذي سيعبر من حدود إيران الشمالية الغربية، في إشارة إلى ممر زنغزور الذي سيربط إقليم نخجوان بأذربيجان عبر الأراضي الأرمينية.

العلاقات الإيرانية الأذربيجانية كثيرا ما تشهد توترات، وتتهم طهران باكو بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تتهم الثانيةُ الأولى بالتدخل في شؤونها الداخلية. كما أن إيران كانت تعارض بشدة مشروع ممر زنغزور، وتعتبره تغييرا للحدود الإيرانية الأرمينية وتهديدا للأمن القومي الإيراني، وتقول إنها لن تسمح أبدا بإنشاء الممر الاستراتيجي. ولذلك، أثارت تصريحات بزشكيان الأخيرة تساؤلات حول آخر موقف طهران من هذا الملف وحقيقة رغبتها في تعزيز علاقاتها مع باكو.

تصريحات الرئيس الإيراني تشير إلى أن الرجل يدرك تماما أن الظروف الدولية والإقليمية ليست لصالح طهران، وأن إيران بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب الأخيرة، بحاجة ماسة إلى تعزيز علاقاتها السياسية مع جيرانها في إطار حسن الجوار والمصالح المشتركة، إضافة إلى تخفيف المخاوف من تمدد النفوذ الإيراني، بدلا من تعميق الأزمات في محيطها، وسط توقعات بتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة من جديد واحتمال استئناف الحرب الإيرانية الإسرائيلية. كما تحتاج طهران إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها استعدادا لاحتمال عودة العقوبات الدولية عليها.

ممر زنغزور مشروع اقتصادي استراتيجي يحظى بضوء أخضر من روسيا، كما أن الاهتمام الأمريكي به يزداد يوما بعد يوم. واقترح سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، توم باراك، تولي شركة أمنية أمريكية مهمة الإشراف على الممر، إلا أن دول المنطقة، على رأسها أذربيجان ترفض هذه الفكرة. وترى باكو أن الممر يجب أن يكون تحت سيادة أذربيجانية خالصة، وأن البضائع يجب أن تمر منه بحرية دون وجود رقابة أو جمارك. وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في منتدى شوشا الإعلامي الشهر الماضي، أن بلاده ستنفذ ممر زنغزور دون أي تردد.

أرمينيا هي الأخرى لا تمانع في إنشاء ممر زنغزور، وترى أنه في صالحها، كما صرح رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، خلال زيارته لتركيا في حزيران/ يونيو الماضي. ولفت باشينيان في اجتماعه مع ممثلي الأقلية الأرمينية في إسطنبول، إلى رغبة جميع الدول في عبور الممرات التجارية من أراضيها، وأضاف قائلا: "إن كانوا يريدون العبور من أراضي جمهورية أرمينيا فليعبروا". وبالتالي، تبقى إيران وحيدة في رفض المشروع.

وتعكس تصريحات الرئيس الإيراني شعور الرجل بأن طهران لن تستطيع أن تحول دون إنشاء ممر زنغزور في الظروف الراهنة، وأنه من الأفضل لها أن تنضم إلى المشاريع الإقليمية لتستفيد منها، مثل ممر زنغزور وطريق التنمية الذي سيربط ميناء الفاو الكبير العراقي بأوروبا عبر الأراضي التركية، بدلا من الغرق في محاولات يائسة لعرقلة تلك المشاريع.

تصريحات بزشكيان حول العلاقات مع باكستان وأذربيجان وممر زنغزور تعتمد على القراءة البراغماتية لوضع إيران الحالي بعد خروجها من سوريا. ومن المؤكد أن طهران بحاجة إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية وعلاقاتها مع جيرانها، وأن هذا التوجه الذي تعكسه تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة، لصالح أمن المنطقة واستقرارها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "إلى أي مدى تمثل تلك التصريحات الموقف الرسمي لطهران؟"، لأن السياسة الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى علي خامنئي، وليس رئيس الجمهورية وحكومته. ومن المتوقع أن تصطدم براغماتية بزشكيان بقراءة خامنئي الأيديولوجية للتطورات، في ظل اعتقاد المحافظين بأن طهران ما زالت قادرة على إفشال مشروع ممر زنغزور، وانزعاجهم من تصريحاته التي يقولون بأنها تنم عن عدم إدراك خطورة المحاولات التي تهدف إلى محاصرة إيران وإضعافها. وبالتالي، لا يمكن الجزم حاليا بتغيير طهران موقفها من أذربيجان وممر زنغزور.

x.com/ismail_yasa

مقالات مشابهة

  • إيران تستعد لمعركة مصيرية
  • وزير الخارجية يبحث مع وزير خارجية تركيا المستجدات في قطاع غزة وأهمية وقف التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية
  • واشنطن تضرب بقوة .. عقوبات ضد 18 كياناً بتهمة تمكين إيران من كسر الحصار المالي
  • الولايات المتحدة ترصد 50 مليون دولار للقبض على الرئيس الفنزويلي
  • الرئيس السوري يستقبل وزير الخارجية التركي
  • الخارجية الإيرانية تنفي تحديد موعد أو مكان لمفاوضات مع واشنطن
  • إيران تكشف تلقي رسائل أمريكية وتضع شرطًا لـ "إستئناف المفاوضات"
  • عراقجي: تلقينا رسائل أميركية واستئناف المفاوضات مشروط بمصالحنا
  • عراقجي يوضح موقف طهران من المفاوضات مع واشنطن
  • هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟