الثورة نت:
2025-06-23@05:29:12 GMT

إيران ومواجهة العدوان الصهيوني الصليبي

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

 

العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران تخطى الضربات الاستباقية إلى الحرب الشاملة نتيجة دعم تحالف صهاينة الغرب والعرب الإجرامي بقيادة أمريكا، صهاينة العرب يخافون من إيران بعد قيام الثورة الإسلامية فيها لكنهم لا يخافون من اليهود والنصارى ولذلك فقد استعانوا بهم في كل الأوقات الصعبة والمواقف الحرجة.

اما صهاينة الغرب فهم يريدون تدمير قدرات الأمة العربية والإسلامية من أجل استمرار هيمنتهم وسيطرتهم على مقدرات الأمة وثرواتها وفقا لمخططاتهم التي أعلنوها صراحه ونشروها كتحد بعد ان صنعوا الأنظمة وسلموها لمن يثقون فيهم .

بعد قيام الثورة الإسلامية ورفض التدخلات الأجنبية اشتعلت الحرب العراقية الإيرانية كما خطط لها مسبقا؛ كان التمويل الأكبر فيها على دول الخليج واستنزاف ثروات العراق واستغل الإجرام الصهيوني انشغال العراق فيها فقام بتدمير المفاعل النووي واغتيال علماء الذرة بتكامل جهود الموساد والمخابرات الغربية وصهاينة العرب .

العرب والمسلمون كانوا هم الضحايا والقرابين لتامين مصالح الإجرام الصهيوني والتحالف الصليبي وهو ما تحدث عنه في جلسة استماع لـ(نتن ياهو) في الكونجرس الأمريكي 2002م تسعي ايران وليبيا والعراق لامتلاك القنبلة النووية واتهمهم بانهم متورطون في الإرهاب وطرح خياراته في كيفيه التعامل معها هل باستخدام الأعمال العسكرية ام بوسائل أخري وبمن تكون البداية ؛وكانت فكرتة هي ذاتها فكرة الرئيس الأمريكي (بوش)باختيار العمل العسكري لإسقاط النظام العراقي والعمل على إسقاط النظامين الإيراني والليبي من الداخل لكن لما طالت المدة تم اختيار العمل العسكري لإسقاط النظام الإيراني.

ما تخوف منه (نتن ياهو) هي ذاتها التخوفات التي تحدث عنها ولي العهد السعودي (بن سلمان) كيف لو تمكنت ايران من الحصول على القنبلة النووية في عام 2025م وانه امر خطير جدا سيكبلنا في خياراتنا ولو تم الوصول إلى الاتفاق لربما يتكرر ما حدث عام 1938م وهو الاتفاق الذي أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.

ولي العهد السعودي ورئيس دولة الإمارات وغيرهم من الأنظمة المطبعة والداعمة لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري، يتخوفون من امتلاك إيران للقنبلة النووية ولا يمانعون بل يؤيدون ان يمتلك الإجرام الصهيوني كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وعلى رأسها السلاح النووي.

العراق تم تدميره واحتلاله وحسب قول (نتن ياهو) يجب تدمير العراق أولا ثم الانتظار للنتائج وبعدها يكون تدمير إيران وهي فترة ترتيب الأوضاع وصياغة المبرارات للقيام بالمهمة الأخرى، لأن المطلوب تدمير قدرات وإمكانيات الأمتين العربية والإسلامية والاستيلاء على كل ثرواتها ومقدراتها.

استغلوا الوكالة الدولية وارسلوا الجواسيس والعملاء وأخيرا شنوا الحرب الإجرامية ودمروا العراق بعد ان دمروا أسلحته وحاصروه ولم تنتظر إسرائيل بل كانت تعمل بالتنسيق مع المخابرات الغربية على اغتيال علماء الذرة الإيرانيين والعراقيين بمساعدة قوات التحالف الأمريكي.

عملوا على زعزعة النظام الإيراني من الداخل وفرضوا الحصار التكنولوجي عليها والعسكري باعتبار انها الهدف القادم الذي يجب الاستعداد له جيدا، من خلال تنمية الأحقاد والضغائن ونشر الدعايات المضللة بكل الوسائل والأساليب المنحطة لأن التحالف الصهيوني الصليبي لا دين ولا مله ولا أخلاق، لديه (صهاينة العرب والعجم) على حد سواء .

ليبيا سلمت معدا ت تصنيع الأسلحة النووية وسوريا، وبقيت ايران. وأضاف (نتن ياهو) باكستان إلى قائمة الدول التي يجب تدميرها بموجب التكليف الذي منحه التحالف الإجرامي (يجب منع أي نظام إسلامي متشدد من الحصول على الأسلحة النووية أو منع الأسلحة النووية من الوصول اليها. وباكستان هي الهدف التالي بعد ايران). اما الأنظمة العربية الأخرى فقد دخلت حضيرة التطبيع واكثر من ذلك انها أصبحت شريكة أساسية في الحرب على شعوبها وخدمة أهداف التحالف الإجرامي الذي يستحل دماء الشعوب العربية والإسلامية تحت مبرارات وذرائع مكافحة الإرهاب.

ايران لم تحاول الانجرار للمواجهة المباشرة رغم كل الاستفزازات التي مورست ضدها من اغتيال العلماء وفرض الحصار والمحاولات المتكررة لتفجير الأوضاع من الداخل لكن الدعايات الصهيونية والأمريكية لم تتوقف لحظة واحدة فقد ظلت الحكومات المتعاقبة في الكيان المحتل تثير الرأي العام العالمي ضد ايران وانها تسعي لامتلاك القنبلة النووية فبعد احتلال العراق وتدميره صرح (نتن ياهو)1992م ان ايران على وشك امتلاك قنبلة نووية، وتكرر الأمر في عام 1995م وعام 2002م و2009م وصولا إلى تصريحات النظام السعودي والإماراتي اللذين أبديا تخوفاتهما من سعي ايران إلى امتلاك القنبلة النووية عام 2025م.

واصل الإجرام الصهيوني استهداف العلماء ووصل إلى اغتيال اكثر من رئيس للطاقة الذرية واغتال القيادات العسكرية والأمنية، وعمد إلى اغتيال ضيوف ايران لضرب العلاقة الجيدة بينه وبين رجال المقاومة .

كان الخيار الأول هو إسقاط النظام من الداخل بواسطة شبكات الجواسيس والعملاء الذين تم تجنيدهم خلال السنوات الماضية، فقد تم تجنيد خبراء متفجرات ومهندسي صناعة الطيران المسير لإحداث الفوضى من الداخل، بالتزامن مع القصف الجوي خاصة بعد صدور الأوامر الصريحة من الإدارة الأمريكية (ترامب) الذي منح الإجرام الصهيوني الدعم الكامل لتدمير غزه والضفة الغربية وتهجير سكانها وارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، وأيضا شن العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

التزامن في العدوان على ايران وإبادة غزة وتوسيع مدى الحرب يستهدف استكمال جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتهجير القسري من خلال شد الأنظار بعيدا عنها بعد ان أصبحت في صدارة اهتمام الرأي العام العالمي وارتفاع وتيره الوعي الإنساني المناصر لها، فكان لابد من فتح جبهة أخرى لصرف الاهتمام عنها ؛ ومن ذلك استعادت الأسطورة الكاذبة التي رسختها الأنظمة العميلة والخائنة عن (الجيش الذي لا يقهر).؛ ومن ذلك تأكيد التزام أمريكا بحماية هذه الأنظمة التي استلم منها بلايين الدولارات، قالوا انها استثمارات وقال (ترامب) انه حصل عليها مقابل الحماية لهم وصدق وهو كذوب. اما هم فكاذبون، فمن يكذب على الله ولا يستحي كيف يمكن ان يُصدق مع المخلوقين.

التحالف الصهيوني الصليبي يسعي إلى تدمير أي قوة إسلامية وحرمانها من التحكم بمصادر الثروة والقوة، لأنه سيفقد كل مصالحه ومصادر قوته، لذلك فكل نظام لا ينفذ توجيهاته متهم بالإرهاب والتشدد ومطلوب القضاء عليه، فقد دمر العراق وسوريا وليبيا واليمن والآن جاء الدور على ايران وبعدها باكستان ان لم يكن جمعهما معا خاصة وقد أنظمت باكستان إلى دعم ايران وانضمت الهند إلى دعم الكيان المحتل .

استهداف ايران لأنها تمتلك قرارها وتوجهها الإسلامي الذي يخشاه التحالف الصهيوني الصليبي ولأنها الداعم الأساسي للمقاومة الإسلامية بعد ان تخلت سائر الأنظمة عن المقاومة وجرمتها وحاربتها وتعاونت مع الإجرام الصهيوني في القضاء عليها، وفي تصريح المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية السيد على خامنئي ان أكبر جريمة تم استهداف ايران من أجلها هي التفكير في تحرير القدس الشريف وكل الأراضي الفلسطينية، فنحن نرى ان مساعدة المجاهدين من أهل السنة حماس والجهاد والمجاهدين من الشيعة حزب الله وحركة أمل واجب شرعي وتكليف إلهي.

يستهدفون ايران ويحاصرونها ويعتدون عليها لتوجهها الإسلامي وانتماءها للامة الإسلامية ورفع شعار الوحدة والتقريب المذهبي والحرية والعزة والكرامة للمسلمين جميعا؛ اتهمونا بالإرهاب لأننا رفضنا ان نترك دعم المجاهدين في فلسطين ولبنان والعراق لوحدهم ورفضنا الاعتراف بالاحتلال الصهيوني .

سائر الأنظمة العربية والإسلامية استسلمت للإجرام الصهيوني (سرا وعلانية) وصمد محور المقاومة، اليمن وإيران وحزب الله في لبنان وانصار الله في العراق مازالوا متمسكين بمواقفهم المبدئية والثابتة في نصرة القضية المركزية للامتين العربية والإسلامية (كان بإمكان ايران التخلي عن القضية الفلسطينية كما فعلت الأنظمة العربية المتظاهرة بالإسلام ونؤثر السكوت وطعنها من الخلف وحينها لن نتهم بالإرهاب ولن نتعرض للعدوان).

لقد عمل الإعلام الصهيوني والرأسمالي على وصف الثورة الإسلامية بأنها شيعية صرفة وقومية إيرانية، وهي ثورة إسلامية لا شيعية صرفة ولا قومية إيرانية، ويتهموننا أننا نسعي إلى نشر التوجه الإيراني والشيعي بين المسلمين وكل ذلك افتراء فنهجنا وطريقنا الدفاع عن القرآن وإحياء الأمة الإسلامية .

ونعلنها بصوت مرتفع قاطع أننا نؤمن بنهضة الشعوب لا بالإرهاب، وبوحدة المسلمين لا بالغلبة والتناحر المذهبي، وبالأخوة الإسلامية لا بالتعالي القومي والعنصري، وبالجهاد الإسلامي لا بالعنف تجاه الآخر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما السلاح الذي قصفت به أميركا منشآت إيران النووية؟

جاء ذلك بعد تصريحات وردت في اليومين الماضيين عن أن ترامب سيتخذ قراره بشأن المنشآت النووية في غضون الأسبوعين القادمين. وتماما كما جرت الضربة الأولى التي شنتها طائرات جيش الكيان بصورة مباغته في قلب إيران، كذلك فعلت أميركا.

تتالت الأنباء لاحقا بأن الجيش الأميركي قام باستخدام القاذفة الأميركية "بي-2 سبيريت" (B-2 Spirit) التي تمتلك مواصفات تقنية تجعلها الوحيدة تقريبًا القادرة على تنفيذ مثل هذه المهمة المعقدة، فما هي هذه القاذفة؟ 

بي2- سبيريت

لفهم عمق الأمر، سنتعرف بداية إلى الطبيعة الخاصة جدا لهذه النوعية من الطائرات المسماة بي-2 سبيريت والتي كثر الحديث عنها مؤخرًا ورُبطت بمنشأة فوردو تحديدا.

فالقاذفات نوع من الطائرات المصممة خصيصًا لمهاجمة الأهداف البرية والبحرية بإسقاط القنابل أو إطلاق الصواريخ، وتتخصص بشكل أساسي في مهام القصف الإستراتيجي (ضمن مهام أخرى)، أي استهداف البنية التحتية، أو المراكز الصناعية، أو خطوط الإمداد، أو الأصول الأخرى ذات القيمة العالية بهدف إضعاف قوة الخصم وتقويض قدراته الأساسية.

 

وبشكل خاص، تمتاز "بي-2" بقدرتها على حمل أسلحة ضخمة مثل القنابل الخارقة للتحصينات (جي بي يو-57) والأسلحة النووية، وذلك ما يجعلها عنصرًا أساسيا في عمليات الردع الإستراتيجي. هذه العمليات تتطلب مهام طويلة المدى بعيدًا عن قواعد الانطلاق وبتخفٍّ تام عن رادارات الخصم.

ويفهم مما سبق أن هذه النوعية من العمليات غالبًا ما تنطوي على مهام بعيدة المدى في عمق أراضي الخصم المستهدف، ولتحقيق هذا الغرض يجب أن تكون هذه القاذفات قادرة على السفر لمسافات طويلة من دون رصدها تحت أي ظرف.

ورغم أن قاذفة إستراتيجية أخرى هي "بي ـ 52" قادرة على حمل مثل هذه القنابل الضخمة، فإنها ليست مؤهلة للقيام بالعمليات التشغيلية من هذا النوع، إذ إنها لا تتمكن من فرض التفوق الجوي والمناورة والتخفي من الرادارات، ولذلك فهي بحاجة لوجود طائرات أخرى للحماية.

في الحرب الباردة كانت القاذفات، مثل "بي-52″ الأميركية، جزءا رئيسيا من إستراتيجيات الردع النووي، إلا أن الولايات المتحدة احتاجت إلى قاذفة قادرة على اختراق الدفاعات الجوية السوفياتية من دون أن يتم كشفها بسبب التقدم الكبير في تقنيات الرادار، مما جعل القاذفات التقليدية أكثر عرضة للخطر.

بحلول منتصف السبعينيات، ابتكر مصممو الطائرات العسكرية طريقة جديدة لتجنب الصواريخ الاعتراضية، والمعروفة اليوم باسم "التخفي".

وفي عام 1974، طلبت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "داربا" معلومات من شركات الطيران الأميركية عن أكبر مقطع عرضي لطائرة تكون غير مرئية فعليا للرادارات.

وإثر ذلك، وفي عام 1979، أطلقت القوات الجوية الأميركية برنامجا لقاذفة متطورة تكنولوجيا يتركز على قدرات التخفي، وفي عام 1981 فازت شركتا نورثروب وبوينغ بعقد تطوير القاذفة الشبحية الجديدة بموجب "مشروع سي جي سينيور"، وبحلول عام 1988 كشف النقاب رسميا عن القاذفة "بي-2 سبيريت" للجمهور.

في الأصل، خططت الولايات المتحدة للحصول على 132 قاذفة من طراز "بي 2″، ولكن بسبب التكاليف المرتفعة تم تخفيض العدد إلى 21 طائرة فقط، حيث قُدِّرت التكلفة الإجمالية لكل طائرة -بما يشمل الصيانة والتطوير- بنحو 2.1 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات العسكرية التي بنيت على الإطلاق.

وفي 17 يوليو/تموز 1989 قامت قاذفة "بي-2 سبيريت" بأول رحلة لها من مصنع القوات الجوية 42 في كاليفورنيا، ومنذ ذلك الحين بات ينظر إلى القاذفة الشبحية الأميركية على أنها القاذفة الإستراتيجية الأكثر تقدمًا في العالم، بسبب قدرتها الفائقة على التخفي.

وتعزى هذه القدرة بالأساس إلى تصميم جناح الطائرة القادر على الإفلات من الرصد الراداري، فضلا عن كونها مطلية بمواد تمتص أشعة الرادار، وتمتلك قدرات على قمع الأشعة تحت الحمراء (بصمتُها الحرارية منخفضة)، كما تعمل أنظمة التشويش المتقدمة الخاصة بها على تعطيل رادار الخصم وأنظمة اتصالاته.

ووفقًا لسلاح الجو الأميركي، يوجد 19 قاذفة بي-2 عاملة، يمكنها أن تحلق بسرعات دون سرعة الصوت، لكنها قادرة على التزود بالوقود جوًا، وذلك ما يسمح لها بالطيران لمسافات طويلة للغاية.

وخلال حرب كوسوفو في أواخر التسعينيات، حلّقت طائرات بي-2 ذهابًا وإيابًا من قاعدتها في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري لضرب أهداف، وفي عام 2017 حلّقت طائرتان من طراز بي-2 لمدة 34 ساعة للوصول إلى ليبيا، ويجري ذلك أيضا على عمليات في العراق (2003)، وأفغانستان (2001-2021)، وسوريا (2017)، وصولا إلى العمليات الأميركية الأخيرة في اليمن.

وهي الطائرة التي يعود الاهتمام بها اليوم بعد استهداف منشآت إيران النووية المحصنة.

 

تحصينات منشأة فوردو

إذا ما تحدثنا عن استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، والتي تعد واحدة من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم، فهي قد صُمّمت خصيصًا لتكون قادرة على الصمود أمام الضربات الجوية وحتى بعض الهجمات النووية التكتيكية، أي تلك التي تستخدم أسلحة نووية صغيرة ذات أثر محدود.

تقع "فوردو" على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، ويقدر أن عمق المنشأة عن سطح الأرض يصل إلى 80 أو 90 مترًا، بهدف واحد وهو حماية المنشأة من القنابل الخارقة للتحصينات.

المنشأة محاطة بطبقات من الصخور الجبلية الطبيعية والخرسانة المسلحة العالية الكثافة، مع جدران فولاذية أو دروع معدنية داخلية، وتصميم داخلي يمثل "متاهة"، ليعقّد الاختراق، ويحد من تأثير الانفجارات.

كذلك فإن هناك دفاعات جوية متعددة تحيط بالمنشأة، منها بطاريات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وأنظمة تشويش إلكتروني لمنع استهداف دقيق، مع كاميرات حرارية، وأجهزة استشعار، وحراسة دائمة.

 

وتتألف المنشأة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، وقد صممت لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الغازي من طراز "آي آر-1" (IR-1)، موزعة بالتساوي بين وحدتين، بإجمالي يبلغ نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي.

 

قنبلة واحدة فقط

وحسب المعلومات المتاحة، لا توجد سوى قنبلة واحدة يحتمل أن تصل إلى هذا العمق قد تستخدمها إسرائيل لضرب منشآت مثل فوردو ونطنز النوويتين، وهي القنبلة الأميركية "جي بي يو-57 إيه بي".

وتُعرف هذه القنبلة أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة (إم أو بي)، وهي قنبلة تقليدية موجهة بدقة لتدمير الأهداف المدفونة والمحصنة على عمق كبير، مثل المنشآت والمخابئ تحت الأرض، وهي تزن نحو 13-14 طنا، ويبلغ طولها 6 أمتار.

وفق التقديرات العسكرية، فإن هذه القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 61 مترا من الخرسانة المسلحة أو ما يصل إلى 12 مترا من الصخور الصلبة، ولا يمكن حملها بواسطة الطائرات المقاتلة الأميركية العادية، بل تحتاج لقاذفة الشبح الأميركية "بي 2 سبيريت" التي تشغَّل بواسطة القوات الجوية الأميركية.

ويتطلب الأمر، لتنفيذ مهمة كهذه، أن يحلّق عدد من طائرات بي-سبيريت، لتبدأ أولا حرب إلكترونية متخصصة، مهمتها تشويش أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على نطاق واسع، وعزل المنطقة المستهدفة عن أي اتصالات خارجية.

ومع الوصول إلى منطقة الهدف فوق جبل فوردو، تبدأ أنظمة الاستهداف العالية الدقة على متن الطائرات بتحديد الموقع الدقيق للمنشأة تحت الأرض، ثم تطلق القنابل، لكن الأمر أعقد من مجرد الحاجة لقنبلة واحدة، إذ يتطلب ضربات متتالية على النقطة نفسها، ربما تبدأ بقنابل أخرى غير جي بي يو-57 إيه بي، لإحداث صدمة أولية أو لإزالة الطبقات السطحية من الصخور التي قد تعيق الاختراق الأعمق، أو حتى لاختبار استجابة الدفاعات المتبقية التي لم يتم تشويشها بالكامل، ثم تطلق القنابل الرئيسية بعد ذلك.

عند الاصطدام، تخترق كل قنبلة طبقات صلبة من الصخور والخرسانة المسلحة، معتمدة على طاقتها الحركية الهائلة. وقد يتم إطلاق قنابل متتالية على النقطة نفسها لتعميق الاختراق، أو على نقاط مختلفة لتوسيع دائرة التدمير. وبعد اختراق عشرات الأمتار في عمق الأرض، تنفجر الشحنة المتفجرة داخل القنبلة بقوة هائلة، مُحدثة موجة صدمية تدمر البنية الداخلية للمنشأة.

وفي هذه الحالة، فالهدف الإسرائيلي ليس تدمير المنشأة في العمق (لأن إمكانية تحقيق ذلك غير مؤكدة)، بل شلّ أنظمة الدعم الحيوية المحيطة الخاصة بها.

 

عائق أعمق

يفسر ما سبق إلحاح إسرائيل على التدخل الأميركي المباشر في هذه المواجهة، وحاجتها الشديدة للقاذفة الأميركية وقنبلتها الضخمة.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن "المنشآت النووية الإيرانية لم تتعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها في الموجتين الأوليين من الهجمات الإسرائيلية"، وبنت الصحيفة ذلك الاستنتاج على التصريحات الصادرة عن البلدين فضلًا عن مقاطع الفيديو والصور للمواقع المتضررة.

 وتوضح الصحيفة أنه يبدو أن إسرائيل شنت هجومًا قرب فوردو، لكنها لم تُصب المنشأة تحت الأرض نفسها. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء في مجال حظر الانتشار النووي فإن الضربات على نطنز، موقع التخصيب الرئيسي الآخر في إيران، قد دمرت منشآت عدة وألحقت أضرارًا بالنظام الكهربائي.

وأوضح المحللون الذين اطلعوا على صور الأقمار الصناعية أن معدات التخصيب تحت الأرض في نطنز لم تتضرر على الرغم من وجود آثار مباشرة على قاعات التخصيب تحت الأرض.

ورغم أن إسرائيل استطاعت عبر العقود الماضية تنفيذ ما يُعرف "بعقيدة بيغن" التي تقوم على توجيه ضربات استباقية لمنع خصومها في المنطقة من امتلاك قدرات نووية، كما حدث عند تدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981، ومنشأة الكبر السورية عام 2007، فإن الملف الإيراني يطرح تحديات من نوع مختلف تمامًا.

فالمنشآت المستهدفة من قبل كانت منفردة وظاهرة ولا تزال في مراحل مبكرة من التشييد، مما جعل ضربها ممكنًا وفعالًا.

لذلك يمثل استهداف منشأة فوردو تحديًا مختلفًا عما واجهته إسرائيل سابقًا. فالبرنامج النووي الإيراني موزع على مواقع متعددة ومحمي جيدًا تحت الأرض، كما أنه مدعوم بخبرات تقنية وعلمية راسخة، وذلك ما يجعل القضاء عليه بالكامل من خلال ضربات جوية أمرًا معقدًا للغاية.

في النهاية، يظل الملف النووي الإيراني أكثر تعقيدًا من مجرد استهداف منشآت مادية، إذ يتعلق الأمر بمنع دولة لديها المعرفة العلمية والإرادة السياسية من استئناف نشاطاتها، وذلك ما يجعل التعامل الناجح معه بعيدًا كل البعد عن مجرد حل عسكري سريع.

 

وعلى إثر الهجوم الأميركي، يبدو أن حسابات المواجهة ستتغير، فالرئيس الأميركي يقول إنه حان وقت السلام، بينما تنتظر إيران حساب الأضرار، والإعلان عن موقفها الرسمي الذي ربما يشعل المنطقة برمتها أو يوصل المواجهة العسكرية إلى نهايتها كما تريد أميركا وإسرائيل.

وكالات

مقالات مشابهة

  • ايران تطلق الموجة 20 من عملية الوعد الصادق 3 ضد العدو الصهيوني
  • ما السلاح الذي قصفت به أميركا منشآت إيران النووية؟
  • رئيس تيار الحكمة وأمين منظمة بدر يؤكدان وقوف العراق إلى جانب إيران في مواجهتها للعدوان الصهيوني
  • الخارجية العراقية تؤكد إجراء اتصالات مكثفة لوقف العدوان الصهيوني على إيران
  • العراق يشدد على ضرورة وقف العدوان الصهيوني على إيران
  • ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة: العدوان الصهيوني على إيران انتهاك فاضح للميثاق الأممي
  • لأول مرة.. شيخ الأزهر يغرد بالفارسية ويدين العدوان الصهيوني على إيران
  • عاجل | شيخ الأزهر يغرد بالفارسية لأول مرة.. ويدين العدوان الصهيوني على إيران
  • شيخ الأزهر يغرد بالفارسية لأول مرة.. ويدين العدوان الصهيوني على إيران