مساعدات الإمارات إلى غزة.. تحول نوعي في الاستجابة الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
أحمد مراد، أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومسؤولون على أن المساعدات الإماراتية إلى غزة شكلت تحولاً نوعياً في الاستجابة الإنسانية، وأسهمت في توفير المواد الغذائية التي كان الحصول عليها شبه مستحيل، مؤكدين أن هذه المساعدات وصلت إلى مستحقيها في جميع أنحاء القطاع، وأنقذت حياة الكثير من الأبرياء.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تقوم بدور إنساني وإغاثي بارز، من خلال مد الجسور الجوية والبحرية لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع، مما يجسد موقفاً عربياً أصيلاً يعكس التزاماً راسخاً بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وثمن مستشار الرئيس الفلسطيني، الدكتور محمود الهباش، الجهود الإماراتية التي تُبذل في سبيل التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يُعانيها أهالي قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وما خلفه من دمار واسع، وواقع معيشي مأساوي يزداد تفاقماً مع استمرار الحرب.
وأكد الهباش، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع لم تعد تُحتمل، مع اتساع رقعة المعاناة، وتزايد مخاطر المجاعة، مشدداً على أهمية الجهود العربية والدولية الرامية إلى مواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية الخطيرة، ويأتي على رأسها الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية عديدة.
وأشار إلى أن الإمارات تقوم بدور إنساني وإغاثي بارز في غزة، من خلال إرسال قوافل الإغاثة العاجلة، وإنشاء المستشفيات الميدانية، ومد الجسور الجوية والبحرية لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع، مما يجسد موقفاً عربياً أصيلاً يعكس التزاماً راسخاً بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني، إن استمرار الدعم الإنساني، سواء من الإمارات أو غيرها من الدول العربية الشقيقة، يشكل عنصراً أساسياً للحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز قدرته على تجاوز المحنة الراهنة.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، شادي عثمان، أن عمليات الإسقاط الجوي التي تنفذها دولة الإمارات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تُعد خطوة مهمة للتخفيف من تداعيات الأزمة التي يُعانيها سكان القطاع، ووصفها بأنها واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية التي ساعدت في كسر حالة الجمود الإنساني الخانقة.
وأكد عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أي مبادرة تُسهم في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية تُعد أفضل بكثير من البقاء في دائرة الانتظار لحلول بطيئة أو غائبة، معرباً عن أمله في أن تتواصل الجهود الإنسانية الداعمة لغزة، وتتوسع على المستوى الدولي، لا سيما فيما يتعلق بضمان الحد الأدنى من الأمن الغذائي للنازحين والمتضررين.
وأشار إلى أن حجم الدمار الكبير في غزة، إلى جانب تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل مستمر، يجعل من الصعب تحديد كميات المساعدات اللازمة لإنهاء الأزمة الإنسانية بالكامل، مشدداً على أهمية الاستمرار في إدخال المساعدات بوتيرة أسرع خلال الفترة المقبلة، وتكثيف الدعم الدولي بما يضمن وصول قوافل الإغاثة.
وأشاد الباحث الفلسطيني، محمود شاكر، بتواصل جهود الإمارات الرامية لدعم أهالي غزة إنسانياً وإغاثياً، سواء من خلال عملية «الفارس الشهم 3»، أو عملية «طيور الخير»، مؤكداً أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى القطاع لم تتوقف حتى في أكثر اللحظات تعقيداً.
وأوضح شاكر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تعمل على تأمين الطعام في التكايا الشعبية، وتشغيل عدد من الأفران، في محاولة جادة لتخفيف المعاناة المتفاقمة، لافتاً إلى أن المجاعة في غزة لم تعد خطراً محتملاً بل واقعاً يعيشه الناس يومياً، إذ باتت المستشفيات تستقبل حالات سوء تغذية حاد، بعضها انتهى بالموت جوعاً، خاصة بين الأطفال.
وأشار إلى أن الإمارات سارعت، في الفترة الماضية، إلى ضخ كميات كبيرة من المواد الإغاثية لإنقاذ الأرواح، مما يعزز الدعم الإقليمي والدولي لسكان القطاع، مشدداً على أن القوافل الإماراتية أسهمت في خفض أسعار بعض المواد التي كان الحصول عليها ضرباً من المستحيل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مساعدات الإمارات المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الإغاثية غزة الإمارات فلسطين قطاع غزة حرب غزة الشعب الفلسطيني الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة أن الإمارات لـ الاتحاد فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
القطاع المنهك يواصل المعاناة.. انقلاب شاحنة مساعدات يودي بحياة 20 شخصًا في غزة
ذكر المكتب الإعلامي في غزة أن الشاحنة اضطرت إلى سلوك طريق غير آمنة، ما أدى إلى انقلابها فوق جموع من طالبي الإغاثة. وأشار البيان إلى أن هذه الطرق تُفرض في بعض الحالات نتيجة "توجيهات أمنية إسرائيلية". اعلان
قضى عشرون فلسطينيا وأُصيب عشرات آخرون فجر الأربعاء 6 آب/أغسطس، في حادث مأساوي وقع بعد انقلاب شاحنة تحمل مساعدات إنسانية فوق حشد من المواطنين الذين كانوا ينتظرون الحصول على الغذاء وسط قطاع غزة.
ذكر المكتب الإعلامي في غزة أن الشاحنة اضطرت إلى سلوك طريق غير آمنة، ما أدى إلى انقلابها فوق جموع من طالبي الإغاثة. وأشار البيان إلى أن هذه الطرق تُفرض في بعض الحالات نتيجة "توجيهات أمنية إسرائيلية"، ما يزيد من مخاطر وقوع حوادث مميتة في مناطق مكتظة بالمدنيين.
الحادث أضاف مأساة جديدة إلى سلسلة من الوقائع الدامية التي يعيشها سكان غزة، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار المستمر والتصعيد العسكري المتواصل.
تجمع الآلاف عند نقاط توزيع المساعداتتشهد غزة موجة جوع حادة تدفع بالآلاف إلى التجمّع يوميًا عند نقاط توزيع المساعدات على أمل الحصول على الحد الأدنى من مقومات الحياة. لكن هذه الحشود تتحول في كثير من الأحيان إلى أهداف مباشرة أو غير مباشرة لأعمال عنف، أو تقع ضحية لفوضى التوزيع وسوء التنظيم.
أفاد الدفاع المدني في غزة، يوم الثلاثاء 5 آب/أغسطس، بمقتل 68 شخصا جراء نيران وضربات إسرائيلية، بينهم 56 كانوا يتجمعون قرب مواقع توزيع المساعدات، لا سيما في خان يونس جنوب القطاع، ومنطقة زيكيم شمالا، حيث تمر بعض شحنات الإغاثة المسموح بدخولها من الجانب الإسرائيلي.
Related يوميات الجوع في غزة: 8 وفيات جديدة و43% من النساء الحوامل والمرضعات في خطرخلافات على السطح.. هل تصبح خطة احتلال غزة المسمارَ الجديد في سفينة نتنياهو المترنحة؟الأزمة في غزة مستمرة.. استهداف طوابير الجوعى يخلف أكثر من 52 قتيلًا ضحايا سوء التغذية في تزايد مستمروأمس أيضا، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن ثمانية أشخاص، بينهم طفل، تُوفوا خلال 24 ساعة فقط نتيجة مضاعفات ناجمة عن سوء التغذية، ما يرفع إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع إلى 188، بينهم 94 طفلًا.
وتفيد التقارير الطبية أن المجاعة لم تعد تهديدًا مستقبليًا، بل أصبحت واقعًا قاتلًا يهدد الحياة اليومية للمدنيين، خاصة الفئات الأكثر هشاشة من أطفال ومرضى وكبار في السن.
تحذيرات أممية: المساعدات لا تكفيفي تقرير مقلق، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن الأمهات والمواليد في غزة "يُتركون لمصير قاتل"، مؤكدا أن 43% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد، وأن مولودًا من كل سبعة يحتاج إلى رعاية مركزة للبقاء على قيد الحياة.
كما لفت التقرير إلى حالات متزايدة من اليأس لدى الأمهات المرضعات، اللواتي بدأن يطلبن حليبًا اصطناعيًا لأطفالهن خوفًا من وفاتهن قبل أن يتمكنّ من مواصلة الرضاعة.
ويُقدّر الصندوق عدد النساء الحوامل في القطاع بنحو 55 ألف امرأة، كثيرات منهن لا يتلقين أي شكل من أشكال الرعاية الطبية.
الأمم المتحدة: توسيع العمليات يهدد بكارثة أوسعفي جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت أمس الثلاثاء 5 آب/أغسطس، حذر ميروسلاف ينتشا، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، من أن توسيع العمليات العسكرية داخل غزة قد يؤدي إلى "تداعيات كارثية" تطال ملايين الفلسطينيين، وقد تُعرض حياة من تبقى من الرهائن داخل القطاع للخطر.
وأكد ينتشا أن القانون الدولي يعتبر غزة جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، مشددًا على أن "لا حل عسكريًا للنزاع القائم"، وداعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن.
كما أعرب عن أسفه إزاء استمرار القيود المشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا أن ما يُسمح بدخوله لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.
اختتم المسؤول الأممي تحذيراته بالقول إن الجوع "يظهر بوضوح في ملامح الأطفال، وفي عيون الآباء الذين يخاطرون بأرواحهم كل يوم من أجل لقمة عيش أو علبة حليب"، داعيًا إلى تحرك دولي فوري لتجنّب مزيد من الكوارث.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة