شعبان بلال (واشنطن) 

أخبار ذات صلة انتهاء «مهلة ترامب».. ومساعٍ أميركية روسية لهدنة في أوكرانيا بوتين يجري مباحثات مع قادة عدد من الدول

وقّع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، أمس، اتفاق سلام خلال قمة تاريخية استضافها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في واشنطن، واصفاً الاتفاق بـ«التاريخي».

وجاء توقيع الاتفاق عقب أول لقاء يجمع علييف وباشينيان، في العاشر من يوليو بأبوظبي، حيث جرى وضع الخطوات الأولى نحو تحقيق اتفاق سلام.
وأكد الرئيس الأذري، خلال توقيع اتفاق السلام مع أرمينيا، أنه يرسم طريقاً من التعاون والشراكة الاستراتيجية مع واشنطن، فيما قال رئيس الوزراء الأرميني إن اتفاق السلام مع أذربيجان رائع جداً.
من جهته، قال ترامب إنه واثق من إمكانية إرساء سلام طويل الأمد بين أذربيجان وأرمينيا. 
واجتمع ترامب، بشكل منفصل مع علييف وباشينيان في البيت الأبيض، قبيل عقد اجتماع ثلاثي جرى خلاله توقيع الاتفاق.
ويتضمن الاتفاق حقوق تطوير حصرية للولايات المتحدة في ممر عبور استراتيجي عبر جنوب القوقاز، أطلق عليه اسم «طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين».
وقال مسؤولون أميركيون إن الاتفاق تم التوصل إليه خلال زيارات متكررة إلى المنطقة، وسيوفر أساساً للعمل نحو استعادة العلاقات الطبيعية الكاملة بين البلدين.
وكان آخر اجتماع بين باشينيان وعلييف، أقيم في العاشر من يوليو في أبوظبي، ووضعت فيه الخطوات الأولى نحو تحقيق اتفاق سلام.
وتواصل دولة الإمارات دورها الفاعل في دعم جهود السلام العالمي وحل النزاعات بالطرق السلمية، وتسير بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعها بوصفها لاعباً محورياً في مساعي الوساطة إقليمياً ودولياً.
واستضافت أبوظبي اجتماعاً تاريخياً يُعد الأول من نوعه بين باشينيان وعلييف، في لحظة فارقة في مسار طويل من التوترات الممتدة لعقود بشأن إقليم «ناغورنو قرة باغ»، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في الإمارات باعتبارها وسيطاً محايداً وقادراً على مد جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة.
من جهتهم، شدد خبراء ومحللون على أن اختيار الإمارات لهذا الدور عكس مكانتها المتميزة بوصفها دولة محورية تتمتع بعلاقات متوازنة مع أرمينيا وأذربيجان.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن استضافة الإمارات مباحثات السلام بين أذربيجان وأرمينيا مؤشر بالغ الدلالة على المكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الساحة العالمية، مما يجعلها دولة جديرة بالثقة، وقادرة على التأثير في الملفات المعقدة إقليمياً ودولياً.
وأوضح أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحرك الإماراتي لم يأتِ من فراغ، بل يُعد جزءاً من رؤية استراتيجية متكاملة، تقوم على تعزيز دور الدولة في إدارة النزاعات، عبر أدوات دبلوماسية ناعمة تعتمد على بناء الثقة والتواصل الهادئ، والعمل خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر، من دون ضجيج إعلامي أو استعراض سياسي.
وأشار إلى أن هذا النوع من الوساطات يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة الدور الإماراتي، من دور إغاثي وإنساني تقليدي، إلى فاعل رئيسي في هندسة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن دور الإمارات لا يقف عند حدود تقديم المساعدات، بل بات يؤسس لمسارات سياسية جديدة قادرة على تغيير معادلات التوتر، مثلما هو الحال في التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.
من جانبه، قال الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، هاني الجمل، إن الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين أرمينيا وأذربيجان، عكست بوضوح سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء والبعد عن التوتر، وهو ما جعل الإمارات لاعباً فاعلاً في ملفات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.
وأضاف الجمل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن اللقاء الذي استضافته أبوظبي كان الأول من نوعه منذ أن وافق الطرفان على مسودة اتفاق السلام، ووضع حداً لسلسلة من التوترات والنزاعات التي امتدت لنحو 4 عقود، وهو ما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في دبلوماسية الإمارات الهادئة، التي باتت تُصنف ضمن أفضل عشرة نماذج عالمية في مجال الوساطة السياسية الفاعلة، خاصة بعد نجاحاتها المتكررة في التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وإتمام أكثر من عملية لتبادل الأسرى رغم استمرار الحرب.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل تنبع من فلسفة واضحة تضع الإنسان في جوهرها، وفق المبادئ الخمسين التي أرستها الدولة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات أرمينيا أذربيجان أميركا البيت الأبيض قمة سلام دونالد ترامب الرئيس الأميركي إلهام علييف نيكول باشينيان اتفاق سلام

إقرأ أيضاً:

تايلاند وكمبوديا تستعدان.. ترامب يحضر توقيع اتفاق السلام الجديد

صراحة نيوز- أعلن وزير الخارجية الماليزي، محمد حسن، الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيحضر مراسم توقيع اتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا، المقرر خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المزمع عقدها في كوالالمبور من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري.

ويأتي هذا الاتفاق بعد توترات عسكرية بين البلدين في يوليو/تموز الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين شخصاً ونزوح نحو 300 ألف آخرين، وتعد الأعنف منذ عقود. واتفق الطرفان بوساطة ترامب على وقف إطلاق النار بعد اشتباكات استمرت خمسة أيام، رغم تبادلهما لاحقًا الاتهامات بخرق الهدنة.

وخلال مؤتمر صحفي في كوالالمبور، قال الوزير محمد حسن إن ترامب “يتطلع إلى أن يشهد التوقيع على اتفاق السلام بين تايلاند وكمبوديا”.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيه عن ترشيح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مشيدًا بـ”دبلوماسية خلاقة” ساعدت في وقف الاشتباكات.

وفي السياق نفسه، أوضح رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين شارنفيراكول الأسبوع الماضي أنه تلقى رسالة من ترامب يُعرب فيها عن رغبته في توصل البلدين المتخاصمين إلى حل للأزمة.

مقالات مشابهة

  • تايلاند وكمبوديا تستعدان.. ترامب يحضر توقيع اتفاق السلام الجديد
  • ترامب يشارك في مراسم توقيع اتفاق سلام بين كمبوديا وتايلند
  • بعد قمة شرم الشيخ.. ترامب سيحضر توقيع "اتفاق السلام " بين تايلاند وكمبوديا
  • ترامب يزور ماليزيا لحضور توقيع اتفاق سلام تاريخي بين تايلاند وكمبوديا
  • قادة العالم يشهدون توقيع الوثيقة الشاملة لاتفاق غزة.. والرئيس الأمريكي يتحدث عن "فجر تاريخي للشرق الأوسط"
  • إيران تعلق على دعوة ترامب للحوار.. وسلوك واشنطن
  • بنود وثيقة الضمانات التي وقعت في شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة
  • أحمد موسى يشكر الرئيس على توقيع الاتفاق التاريخي لوقف حرب غزة
  • توقيع وثيقة اتفاق شاملة بشأن غزة في قمة شرم الشيخ
  • «واشنطن بوست»: زيارة ترامب لإسرائيل تعد أكبر مغامرة دبلوماسية في مسيرته السياسية