أدان خبراء حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة -أمس الجمعة- قرار واشنطن فرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرين أن الأمر يدخل في إطار إستراتيجية أوسع لإسكات الأصوات المعارضة وحماية البنى السلطوية من المساءلة.

وندد خبراء حقوق الإنسان بقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على ألبانيزي، مجددين التزامهم بالدفاع عن المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ضد الجهود الرامية إلى تقويضها، أو تخويف أو إسكات من يعملون على حمايتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق الليبي سيف سليمانlist 2 of 2خبراء أمميون: إسرائيل تستخدم التجويع "كسلاح وحشي" لإبادة غزةend of list

كما أعرب الخبراء الأمميون عن تضامنهم الكامل مع المقررة الأممية التي يعتبر تفويضها وتقاريرها أساسيين في دعم المعايير القانونية الدولية والمساءلة.

واعتبروا أن عمل ألبانيزي يمثل التزاما مبدئيا بتفويض قائم على حقوق الإنسان، حيث يقدم تحليلا مستقلا ودقيقا لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك "النقل القسري والتمييز المنهجي ومجموعة واسعة من الجرائم الدولية التي يستهدف العديد منها أو يؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال".

وأشار الخبراء الحقوقيون إلى أن ألبانيزي تعرضت أثناء قيامها بمهامها لضغوط كبيرة، مما يبرز أهمية حماية التقارير الحقوقية المحايدة المبنية على الأدلة، وشددوا على أن هذا التفويض يلعب "دورا جوهريا في توثيق الظلم الهيكلي وتعزيز المساءلة بموجب القانون الدولي" مؤكدين أن هذا الجهد يجب الحفاظ عليه وحمايته.

كما ذكروا أن فرض عقوبات على المقررة الأممية بسبب قيامها بهذه المسؤولية -التي كلفها بها مجلس حقوق الإنسان- يمثل "هجوما مباشرا على نزاهة نظام حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة" واعتبروا أن هذه الإجراءات تشكل "انتهاكا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية عام 1946 بشأن امتيازات وحصانات الأمم المتحدة، التي تمنح خبراء الأمم المتحدة الامتيازات والحصانات اللازمة لممارسة وظائفهم باستقلالية".

إعلان

وأوضح الخبراء أن هذا الانتهاك يبعث برسالة خطيرة، ويهدد استقلالية نظام الإجراءات الخاصة، ويؤثر سلبا على المناصرة العالمية لحقوق الإنسان.

كما شددوا على ضرورة أن تتعامل الدول التي تختلف مع آراء خبراء الأمم المتحدة بشكل بناء عبر القنوات الدبلوماسية القائمة. وأكدوا أن استهداف المقررة الخاصة لا يمكن فصله عن الجرائم الدولية الجسيمة والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، إضافة إلى الجهود المستمرة لتجريد المدافعين عن حقوقهم من الشرعية.

ويرى الخبراء الأمميون أن التحيز والتهديدات التي يواجهها المدافعون عن حقوق الإنسان -سواء كانوا باحثين أو فاعلين في المجتمع المدني أو مسؤولين أو خبراء في الأمم المتحدة- تعكس "إستراتيجية أوسع لإسكات الأصوات المعارضة وحماية البُنى السلطوية المسيئة من المساءلة".

وختموا بيانهم بدعوة جميع الدول إلى الإدانة العلنية لهذه العقوبات (على ألبانيزي) وإلى رفض التعاون في تنفيذها، وإلى تجديد التزامها بالمقررين الخاصين للأمم المتحدة وهيئات العمل، والخبراء المستقلين، بمن فيهم المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات حريات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان خبراء الأمم

إقرأ أيضاً:

مقرر سابق للأمم المتحدة: الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا للتحرك دون مساءلة

اتهم مايكل لينك، المقرر الخاص السابق للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في فلسطين، الولايات المتحدة بتوفير دعم ممنهج لإسرائيل، يساهم في تعزيز نفوذها الإقليمي ومنع محاسبتها دوليًا على انتهاكاتها المستمرة.

الحريديم يتوعّدون الحكومة في إسرائيل ويطالبون بتدخل البيت الأبيضالسفير الفرنسي في إسرائيل: لا تحتلوا غزة واستغلوا فرصة الاتفاق

وقال لينك، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية”، إن الدعم الأمريكي لا يقتصر على المساعدات العسكرية والاقتصادية، بل يشمل أيضًا غطاءً دبلوماسيًا دائمًا داخل مجلس الأمن الدولي، ما يسمح لإسرائيل بتنفيذ سياساتها دون التعرض لمساءلة حقيقية.

وأضاف أن هذا الواقع يعزز من شعور إسرائيل بالحصانة الدولية، ويمنحها مساحة أوسع للتحرك بحرية، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في مختلف أنحاء المنطقة العربية، في ظل غياب ضغط دولي حقيقي.

طباعة شارك إسرائيل حقوق الإنسان فلسطين المساعدات العسكرية الدعم الأمريكي

مقالات مشابهة

  • المملكة رئيسًا في اجتماع خبراء الأمم المتحدة للمعلومات الجيومكانية
  • مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: «عسكرة المساعدات» في غزة انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • خبراء أمميون: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح وحشي لإبادة غزة
  • 35 خبيرًا أمميًا يطالبون الاحتلال بإعادة تفعيل منظومة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة
  • خبراء الأمم المتحدة: سلاح التجويع الذي تستخدمه إسرائيل في غزة جريمة بموجب القانون الدولي
  • مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة: ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة
  • عُمان تشارك في اجتماع خبراء الأمم المتحدة لإدارة المعلومات الجغرافية المكانية
  • مقرر سابق للأمم المتحدة: الدعم الأمريكي يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا للتحرك دون مساءلة
  • الأمم المتحدة: المساعدات التي دخلت غزة غير كافية