العُمانية: تبادلت إيران وإسرائيل اليوم الهجمات وسط مخاوف إزاء تصاعد التوتر بما يهدد السلام والأمن الدوليين، ودعوات دولية للعودة إلى طاولة المفاوضات واستئناف المسار الدبلوماسي وحل النزاعات بتغليب لغة الحوار.

وأفادت وكالة أنباء /فارس/ الإيرانية سماع دوي ثلاثة انفجارات في مدينة /تبريز/ بمحافظة أذربيجان الشرقية جراء هجوم إسرائيلي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مدينة كرج الإيرانية تعرضت لهجمات صاروخية إسرائيلية، كما تعرض الهلال الأحمر الإيراني في طهران لهجمات إسرائيلية، وأيضًا استهدف مبنى تابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون في هجوم إسرائيلي على طهران.

وفي المقابل أعلنت إسرائيل اليوم نقلًا عن وسائل إعلام انقطاع الكهرباء عن 8 آلاف منزل في أسدود بعد قصف صاروخي إيراني، كما اندلعت حرائق في منطقة صفد نتيجة سقوط صاروخ.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه رصد موجة صواريخ جديدة من إيران وأن المنظومات الدفاعية تعمل على اعتراضها.

في السياق ذاته ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت أضرارًا جسيمة لحقت بالمواقع النووية الإيرانية، فيما أكد قائد هيئة أركان الجيش الأمريكي دان كاين أن تقييم نتائج العملية الأمريكية "سيستغرق بعض الوقت".

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن منشآت (فوردو) و(نطنز) و(أصفهان) النووية الإيرانية تعرضت لأضرار من جراء القصف الجوي الذي نفذته الولايات المتحدة فجر أمس /الأحد/، موضحًا أن السلطات التنظيمية الإيرانية أبلغت الوكالة بعدم حدوث أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المواقع المستهدفة عقب الهجمات الأخيرة.

وشدد المدير العام للوكالة على الأهمية القصوى لانخراط الأطراف المعنية بشكل عاجل في مسار دبلوماسي يهدف إلى إنهاء الأعمال العدائية وهو ما سيسمح للوكالة باستئناف مهامها الرقابية الحيوية في إيران.

ومن جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية "يمثل منعطفًا خطرًا في منطقة تعاني أصلًا من الويلات" داعيًا إلى اتخاذ إجراءات "حاسمة وفورية" لإيقاف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات بشكل جاد ومستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني.

من جانبه ذكر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين ميروسلاف يانتشا أن الأحداث الأخيرة يجب أن ينظر إليها بأقصى درجات الجدية وهي تمثل "تصعيدًًا خطرًا في صراع دمر بالفعل العديد من الأرواح".

وناشد المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته بما في ذلك النووية من خلال تسوية نزاعاته الدولية بالوسائل السلمية. مشددًا على أنه "لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع ونحن بحاجة إلى الدبلوماسية وتهدئة التصعيد وبناء الثقة الآن".

فيما حذر رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز اليوم من التصعيد في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن أستراليا تسعى إلى رؤية دبلوماسية فاعلة وحوار هادئ وخفض للتصعيد.

وفي جانب التداعيات الاقتصادية للضربات الأمريكية الأخيرة على إيران، أشارت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، إلى تصاعد حالة عدم اليقين العالمية وانعكاساتها السلبية المحتملة على النمو الاقتصادي.

وقالت "إن التأثير الفوري الأكثر وضوحًا حتى الآن يتمثل في ارتفاع أسعار الطاقة حيث قفزت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 5.7 بالمائة في بداية التعاملات الآسيوية لتسجل 81.40 دولار للبرميل، قبل أن تتراجع لاحقًا".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ماكرون يحذّر من الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، من مخاطر "تصعيد لا يمكن السيطرة عليه" في منطقة الشرق الأوسط، في خضم التوتر المتزايد بعد الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية.

وفي رسالة قوية، قال ماكرون إنه أجرى محادثات مكثّفة مع الرئيس الإيراني ومسؤولين إيرانيين كبار، مشيرًا إلى أن "أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تُفضي إلى فوضى إقليمية لا أحد يرغب بها" 

وأكد في بيان نقلته وكالة أنباء لبنان أن التصعيد العسكري، إذا استمر على المنوال الحالي، "قد يخرج عن نطاق السيطرة"، ما يعرض المنطقة إلى أن تصبح ساحة مواجهة وحشية تؤثر على جميع الأطراف.

ماكرون يترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع عقب الضربات الأميركية على إيرانماكرون يطلب من الرئيس الإيراني ضمانات بالاستخدام السلمي لـ النووي

وعلى خلفية الضربات الأمريكية على إيران، وأشار ماكرون إلى أنه ينسق مع قادة من السعودية والإمارات وقطر وسلطنة عمان، إضافة إلى شركاء أوروبيين، لبلورة مبادرة تهدف إلى وقف التصعيد وعودة الأطراف إلى مائدة الحوار.

وأضاف أنه كلّف وزير خارجيته بإطلاق هذه المبادرة خلال الأيام القليلة القادمة، تشمل آليات مراقبة دولية على البرنامج النووي الإيراني، لضمان عدم انزلاق المنطقة نحو التصعيد العسكري المفتوح. 

وتأتي تحذيرات ماكرون بعد سلسلة ضربات جوية أمريكية على منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز وأصفهان)، نفّذت بطائرات B‑2 باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، تحت مسمى “مطرقة منتصف الليل”.

وفي الوقت ذاته، شنت إسرائيل غارات على أهداف عسكرية إيرانية متعددة، ما دفع طهران للرد عبر إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، وسط تهديدات بإغلاق مضيق هرمز.

ومن جهتها، دعت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى "تهدئة فورية"، محذرة من أن أي تمدّد عسكري سيخلق أزمة إنسانية ومؤسسات دولية تتحمل نتائجها 

كما عبّرت الأمم المتحدة، ممثلة في الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عن قلقها من "انزلاق النزاع إلى مواجهة لا يمكن احتواؤها"، داعية إلى “إعطاء الفرصة للسلام”.

تحذير ماكرون الأخير ليس مجرد خطاب، بل يمثل توجهًا دبلوماسيًا فعليًا يسعى إلى تفادي حالة تصاعد عسكرة مدمرة في الشرق الأوسط. 

طباعة شارك إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الشرق الأوسط منشآت نووية إيرانية الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية ماكرون طهران إيران سلطنة عمان قطر الإمارات السعودية

مقالات مشابهة

  • الجارديان: قصف المنشآت النووية الإيرانية "أكبر مغامرة" لدونالد ترامب وقد يُغير شكل الشرق الأوسط
  • كوريا الشمالية تدين بقوة الهجوم الأمريكي على إيران وتحذر من حرب شاملة
  • خبيرة بشئون الشرق الأوسط: إيران لا ترغب في خسارة موقف دول الخليج
  • ماكرون يحذّر من الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية
  • عودة الجيش الأمريكي إلى حروب الشرق الأوسط
  • كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية؟
  • أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذيرات من انفجار إقليمي
  • رئيس الوزراء البريطاني يدعو إيران للعودة الى طاولة المفاوضات
  • أستاذ علوم سياسية يكشف السيناريوهات المتوقعة لحرب إيران وإسرائيل «فيديو»