وبدأت هذه الملاسنة عندما غرد ميدفيديف، الذي يُعتبر من الأصوات الهجومية في الإدارة الروسية، بأن "العديد من الدول مستعدة لتزويد إيران مباشرة برؤوسها النووية الخاصة".

وهو التصريح الذي التقطته وسائل الإعلام الإيرانية والأميركية وعنونت حوله بعناوين تحذيرية مثل "هل لا تزال إيران قادرة على الحصول على رؤوس نووية؟" و"الكرملين يحذر: دول أخرى مستعدة لتزويد إيران بأسلحة نووية".

ولم يتجاهل ترامب هذا التصريح، بل رد بسرعة عبر منصة "تروث سوشيال" قائلا: "هل قال ذلك فعلا أم أنه مجرد خيال؟ إذا قال ذلك، وإذا تأكد الأمر، أرجو إبلاغي فورا، لا يجب التعامل مع كلمة النووي بهذه السهولة".

واتفق مغردون على أن هذا التبادل يعكس استخدام الشخصيات السياسية لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة لتمرير رسائل دبلوماسية غير رسمية، مع السخرية من طريقة التعامل مع القضايا الحساسة عبر هذه المنصات.

مخاطر دبلوماسية تويتر

كما أشارت حلقة (2025/6/24) من برنامج "شبكات" إلى إجماع معظم المتفاعلين على أن "دبلوماسية تويتر" هذه تحمل مخاطر كبيرة في ظل حساسية الملف النووي.

وعلقت المغردة سوسن بطريقة ساخرة على دور ميدفيديف قائلة: "ميدفيديف متحدث رسمي باسم: اللي مابنقدر نحكيه، يعني بوتين بيتعامل معه إنه إحكي يا ديمتري بس ما تلزقها فينا ما دخلنا ها؟؟".

وفي تعليق مماثل، اقترح المغرد إبراهيم حلا عمليا ساخرا قائلا: "بعتلهم منظومة "إس 400" طالما صادق لحماية النووي أسهل وأرخص من إرسال سلاح نووي".

ومن جهته، أبدى محمد طارق استغرابه من توجه ترامب للجمهور العادي في استفساره، مغردا: "هو ترامب بيسألنا احنا ليه؟.. هو اللي قال عايز يديهم نووي.. كلمه ولا كلم بوتين وشوف الموضوع إلحقنا".

أما المغرد عبد العزيز فقد حلل الموقف من زاوية إستراتيجية، معتبرا أن الهدف من التصريح كان إيصال رسالة تحذيرية، قائلا: "رسالة بده يوصلها وصلت وانتهت.. لا بينقل لا رأس نووي ولا رجل نووي.. هدفه إذا أميركا سوتها بأوكرانيا بعدين، يقول الروس تتذكرين لما قلناها مزح عن إيران وعصبتو؟".

إعلان

وفي محاولة لتهدئة الأجواء، عاد ميدفيديف للتوضيح في تغريدة لاحقة قائلا: "روسيا لا تعتزم تزويد إيران بأسلحة نووية، فنحن، بخلاف إسرائيل، أطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. لكن دولا أخرى قد تفعل ذلك، وهذا ما قيل. ولا ينبغي لنا بالتأكيد أن نتجادل بشأن من يملك أسلحة نووية أكثر".

الصادق البديري24/6/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إيران تطالب بمراعاة مطالبها في اتفاق أرمينيا وأذربيجان

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه تمت مراعاة جميع مطالب إيران بشأن ممر زنغزور بما في ذلك وحدة الأراضي وعدم إغلاق الطريق نحو أوروبا.

وأكد بزشكيان، في تصريحات نقلتها وكالة مهر للأنباء، أن موضوع ممر زنغزور "ليس كما تم تضخيمه في الأخبار، فجميع الأطراف راعت مطالب إيران بشأنه، وقلقنا الوحيد هو أن شركة أميركية تريد إنشاء هذا الممر".

وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنّ بلاده ترحب بأي سلام بين أرمينيا وأذربيجان، مؤكدا أن البيان المشترك لباكو ويريفان يتضمن احترام سيادة دول المنطقة ووحدة أراضيها ورفض أي تغيير في الحدود، وهو ما يتماشى مع الموقف الإيراني.

وأضاف عراقجي، في تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإيرانية، أن طهران لديها مخاوفها الخاصة وتراقب التطورات عن كثب، ونقلت مخاوفها لأذربيجان وأرمينيا وتمت مراعاة موقفها إلى الآن لكن حضورا محتملا لشركة أميركية يثير القلق، حسب تعبيره.

وأكد أن طهران ترفض تغيير الحدود الدولية ولها مخاوف خاصة، ويمكن أن تكون للوجود الأجنبي آثار سلبية على استقرار المنطقة.

وكان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران على خامنئي أكد في وقت سابق أن بلاده، ستمنع إنشاء الممر الأميركي في القوقاز، "سواء بالتعاون مع روسيا أو من دونها"، معتبرا الممر "تهديدا لأمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية".

جاء ذلك ردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن الممر المسمّى "زنغزور" وإعلانه استئجار هذا الممر لمدة 99 عاما.

وتخشى إيران من أن يؤدي هذا الممر الذي تطالب به باكو منذ عقود، بقطع اتصالها الجغرافي البري من خلال حدودها الشمالية مع أرمينيا، وبالتالي عبر ذلك إلى أوروبا.

ترامب (وسط) خلال توقيع اتفاق سلام بين باشينيان (يمين) وعلييف (الفرنسية)الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان

وكانت أذربيجان وأرمينيا، قد وقّعتا يوم الجمعة، اتفاق سلام بوساطة أميركية خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف الاتفاق بالتاريخي.

إعلان

وتعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في الولايات المتحدة الجمعة، بـ"إنهاء نزاعهما الإقليمي بشكل دائم"، بحسب ما أكده ترامب راعي اللقاء بين الزعيمين.

ونصّ الإعلان المشترك بين البلدين على إنشاء "منطقة عبور" تمر عبر أرمينيا وتربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها غربا، على أن يشار إليه بـ"طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين".

ويشير ذلك، إلى ما كان يعرف بـ"ممر زنغزور" وهو شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر عبر منطقة "زنغزور" الأرمينية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي، التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا.

أرمينيا وأذربيجان توقعان في واشنطن اتفاقية سلام بوساطة أمريكية، تنهي ٣٥ عاما من القتال بين البلدين | تقرير: ناصر الحسيني#الأخبار pic.twitter.com/Jyyf2mDHOj

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 9, 2025

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين على خلفية الحدود والأقاليم ذات النسيج العرقي المتباين ضمن أراضيهما. وتحاول الجمهوريتان السوفيتيتان السابقتان منذ سنوات التوصل إلى اتفاق سلام، لكن المحادثات لم تثمر.

مقالات مشابهة

  • ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون
  • خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقية؟
  • «ابقوا متابعين».. لارا ترامب تثير الجدل بصورتها مع محمد رمضان
  • مسؤول سابق بـ الطاقة الذرية: إيران لم تقترب من امتلاك سلاح نووي
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • عراقجي: مسؤول بالوكالة الذرية يزور إيران دون تفقد مواقع نووية
  • إيران تطالب بمراعاة مطالبها في اتفاق أرمينيا وأذربيجان
  • قادة أوروبا يؤكدون: دبلوماسية فعالة ودعم عسكري فقط لإنهاء حرب أوكرانيا وروسيا
  • ميدفيديف يتهم الأوروبيين بعرقلة جهود السلام مع أوكرانيا
  • مصر.. صورة محمد رمضان مع لارا ترامب تشعل تفاعلا وتكهنات