خطة نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد ترمب
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشفت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها عن تفاصيل خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتدمير البرنامج النووي الإيراني وتجنيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه العملية.
قبل أن يبدأ ترامب مفاوضاته لحل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، كانت إسرائيل قد اتخذت بالفعل إجراءات عسكرية ضد إيران، وفقًا لتصريحات مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين.
فقد أصدر نتنياهو أمرًا بالاستعداد لتوجيه ضربة لإيران بعد أن دمّرت إسرائيل الدفاعات الجوية الإيرانية في اشتباك صاروخي، كما بدأ مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية في عقد اجتماعات لتحديد أسماء العلماء النوويين الإيرانيين والقادة العسكريين الذين يمكن استهدافهم.
في الوقت نفسه، كانت إسرائيل تسعى للتأثير على واشنطن، حيث انضم ترامب إلى النزاع وأمر بشن ضربات على مواقع نووية إيرانية.
التقى الإسرائيليون بنظرائهم في إدارة بايدن لمناقشة معلومات استخباراتية تشير إلى استئناف إيران لأبحاث نووية، لكن محللي الاستخبارات الأمريكية لم يستنتجوا أن إيران قد قررت تطوير سلاح نووي.
على الرغم من ذلك، قرر نتنياهو توجيه ضربة لإيران، سواء بمشاركة أمريكية أو بدونها، بحلول يونيو، مستندًا إلى اعتقاده بأن إيران ستعيد بناء دفاعاتها الجوية في النصف الثاني من العام.
شنّ نتنياهو هجومًا مفاجئًا على إيران في 13 يونيو، بينما كانت مفاوضات ترامب لا تزال جارية، وكان الهدف من الهجوم إعاقة برامج إيران النووية والصاروخية.
أثارت هذه الضربات جدلًا حول ما إذا كانت إسرائيل تمتلك أدلة كافية على تقدم إيران نحو امتلاك سلاح نووي لتبرير الهجوم، خاصة وأن تقييمات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن إيران لم تتخذ قرارًا بتطوير سلاح نووي.
أعرب ترامب عن اعتقاده بأن إيران “قريبة جدًا” من امتلاك قنبلة نووية، بينما أقر نتنياهو بأن إيران لا تزال على بُعد أشهر أو عام من الحصول على السلاح، لكنه أشار إلى أن إيران قد خصّبت كميات كبيرة من اليورانيوم إلى مستويات عالية.
أيدت الغالبية العظمى من المؤسسة الأمنية والأحزاب السياسية في إسرائيل قرار نتنياهو، مستندة إلى “عقيدة بيغن” التي تدعم الهجمات الاستباقية ضد الأعداء الذين يطورون أسلحة دمار شامل.
ومع ذلك، عبّر بعض الإسرائيليين عن قلقهم من أن الهجوم قد يكون سابقًا لأوانه، خاصة في ظل الجهود الدبلوماسية التي كان ترامب يبذلها في ذلك الوقت.
من جانبه، قال داني سيترينوفيتش، الرئيس السابق لقسم إيران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إنه كان يجب إعطاء المسار السياسي فرصة قبل اللجوء إلى العمل العسكري.
أشار التقرير إلى أن إيران زادت من مخزونها من اليورانيوم المخصب منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، مما أثار مخاوف إسرائيلية من أن إيران تتجه نحو تطوير سلاح نووي.
على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية لم تجد دليلًا على أن إيران قررت تصنيع سلاح نووي، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين اعتقدوا أن العلماء الإيرانيين كانوا يعملون على تقصير الفترة اللازمة لتركيب سلاح نووي.
أوضح التقرير أن نتنياهو قرر التوقيت الدقيق للهجوم قبل أسبوعين فقط، لكنه كان قد اتخذ القرار الاستراتيجي بتنفيذ العملية قبل عدة أشهر.
وأكد نتنياهو أن الهدف الأساسي للعملية كان القضاء على الخبراء النوويين الإيرانيين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار “دفاع استباقي عن النفس” ضد تهديد محتمل.
كما أوضح التقرير أن إسرائيل بذلت جهودًا كبيرة لجمع المعلومات الاستخباراتية عن العلماء الإيرانيين، حيث قضى جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” سنوات في جمع معلومات عن كل عالم من العلماء المستهدفين وأدوارهم في البرنامج النووي الإيراني.
نفذ الموساد مهمة سرية معقدة تضمنت تهريب وتركيب طائرات بدون طيار وقاذفات صواريخ داخل إيران نفسها، مما ساهم في تنفيذ الهجوم بنجاح.
قال يعقوب ناجل، المستشار السابق لنتنياهو في شؤون الملف النووي الإيراني، إن قرار نتنياهو بتنفيذ الاغتيالات وإضعاف برنامج الصواريخ الإيراني والقيادة العسكرية أصبح “غير مرتبط” بالمعلومات الاستخباراتية حول أنشطة العلماء الإيرانيين.
قتلت إسرائيل 10 علماء رئيسيين منذ 13 يونيو، وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية أبطأت مساعي إيران لامتلاك قنبلة نووية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إيران النووي الإيراني نتنياهو النووی الإیرانی سلاح نووی أن إیران إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل انتهى البرنامج النووي الإيراني بعد الضربة الأمريكية؟
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب الإسرائيلية على إيران في عاشر أيامها باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وسط تساؤلات متتالية عن مصير «البرنامج النووي الإيراني» عقب هذه الضربات.
وفي أول رد إيراني بشأن الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية وتحديدا فوردو ونطنز وأصفهان، ذكرت إيران أن الأضرار التي لحقت بمنشأة فوردو سطحية وأن الأضرار يمكن إصلاحها، فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه «محا المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات خلال الليل»، في تصعيد كبير للصراع في الشرق الأوسط بينما تعهدت طهران «بالاحتفاظ بجميع الخيارات للدفاع عن نفسها».
وفي خطاب نقله التلفزيون وجهه إلى الشعب الأمريكي وبجواره نائبه جيه.دي فانس ووزير الدفاع بيت هيجسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، وصف ترامب الضربات بأنها «نجاح عسكري مذهل قضى على المواقع النووية الإيرانية الرئيسية الثلاثة وهي نطنز وأصفهان وفوردو».
وقال المحلل الاستراتيجي د. عامر السبايلة، بمداخلة لقناة «الحدث»، إنَّ البرنامج النووي الإيراني انتهى ضمنياً، مشيرا إلى أن سماء إيران تحت الوصاية الإسرائيلية كما توجه الولايات المتحدة ضربات مباشرة للمواقع الإيرانية.
وأكمل، أن حرية إيران بشأن إقامة برنامج نووي انتهت تماما وهذا ما يريده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار إيران على استئناف المفاوضات، و أن طهران لم يعد لها سيطرة على البرنامج النووي.
ركزت الضربات الأمريكية على إيران على البنية التحتية الحيوية المرتبطة بتخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي، وتحديدا في منشأتي نطنز وأصفهان، والتي تقع فيهما مراكز أبحاث وتقنيات دعم البرنامج النووي الإيراني، حيث استخدمت الولايات المتحدة في العملية إمكانات استخباراتية وتقنية عالية الدقة.
ويشكل استهداف منشأة فوردو خطرا كبيرا على إيران واختبارا قاسيا لها بشأن مدى قدرتها على استئناف برنامجها النووي عقب استهداف مواقع التخصيب الحساسة والاستراتيجية، فضلا عن استهداف مراكز البحث التي كانت تُستخدم لتوسيع نطاق البرنامج النووي.
كذلك أسفرت «عملية نارنيا» التي نفذتها إسرائيل ضد إيران عن مقتل 9 من أبرز 10 علماء نوويين في إيران الأمر الذي يطرح تحديات أشد صعوبة على طهران خصوصا مع صعوبة تعويض هؤلاء العلماء.