الأسبوع:
2025-10-08@00:36:46 GMT

ممر ترامب

تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT

ممر ترامب

يصاب المتابعون لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالارتباك الشديد لأن الرجل يقول الشيء وعكسه، يقتل عشرات الآلاف ويسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، ويفتح خزائن سلاحه لتدمير شعب غزة والقضاء عليه ويدعو لتحويل القطاع إلى منتجع سياحي عالمي، إنه ممثل الاستعمار الجديد الذي يطلب من الضحية تقبيل حذائه لأنه أتاح له الفرصة للبقاء حيًا.

لا يمكن لأي عاقل أن يصدق شعارات السلام الأمريكية، وعليه أن يفتش خلف الصورة، ليجد جرائم وقتلا ونفوذا وسرقة ثروات، وهذا ما حدث في الاتفاق الذي وُقّع الجمعة 8 أغسطس 2025 في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بين أذربيجان وأرمينيا، حيث كشف الاتفاق عن خطط أمريكا العظمى بالاستيلاء على ثروات العالم وتخريب مبادرة الحزام والطريق التي تنفذها الصين وتحاول بها اختطاف عرش السيادة الاقتصادية على العالم، واشتمل الاتفاق على وقف دائم للقتال، وفتح علاقات دبلوماسية، واحترام سيادة أراضي الطرفين.

ويمكن الإشارة إلى خطورة الاتفاق في الآتي:

1 - هيمنة أمريكا على الممر الاستراتيجي «زانغزور» الذي سُمي رسميًا «ممر ترامب»، وضمان الولايات المتحدة لحقوق التطوير الحصرية لمدة 99 سنة.

2- الممر يتمدد عبر الأراضي الأرمينية لربط أذربيجان بمنطقتها المنعزلة «ناخيتشيفان»، وقد عقدت الدولة الأمريكية حق تأجيره وتطويره لبناء سكك حديد وخطوط أنابيب للطاقة، واتصالات سلكية.

3- الاتفاق شكل ضربة موجعة للنفوذ الروسي في منطقة القوقاز التي كانت محيطا استراتيجيا له.

واجمالًا يمكن الإشارة إلى ما حققته أمريكا من اتفاق أذربيجان وأرمينيا، في الآتي:

1- نفوذ جيوسياسي مباشر في قلب القوقاز: حيث يربط الممر بين أذربيجان «الغنية بالنفط والغاز» بمنطقة «ناخيتشيفان» عبر أرمينيا، ويمثل نقطة عبور بين آسيا الوسطى وأوروبا.

وبتولي أمريكا حق التطوير لمدة 99 سنة، فهي تضع قدمها في منطقة كانت سابقًا تحت النفوذ الروسي والإيراني مما يعزز قدرة واشنطن على تطويق روسيا من الجنوب والضغط على إيران من الشمال.

2- تتحكم به أمريكا في خطوط الطاقة، حيث يمكن للممر أن يحمل أنابيب غاز ونفط من أذربيجان عبر تركيا إلى أوروبا، متجاوزًا روسيا وإيران وهذا يتفق مع سياسة واشنطن في تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية بعد أزمة أوكرانيا.

3- فتح الاتفاق للشركات الأمريكية فرصًا هائلة عبر إنشاء سكك حديد وطرق سريعة وشبكات اتصالات ومحطات شحن، وستحصل الولايات المتحدة الأمريكية على عقود بمليارات الدولارات في مجالات: «البناء، الطاقة، والخدمات اللوجستية»، وسيصبح محور تجارة دولي مما يعطي أمريكا الحق في الحصول على مزيد من الرسوم والضرائب على الشحنات.

4- من خلال مبادرة الحزام والطريق تسعى الصين إلى إقامة ممرات تجارية تمر عبر آسيا الوسطى إلى أوروبا والممر الأمريكي الجديد يقطع الطريق على الصين ويسحب حركة التجارة نحو طريق بديل تديره واشنطن.

6- تسمية الممر باسم «ترامب» يعكس النفوذ الأمريكي القسري في هذه المنطقة الهامة في مواجهة روسيا والصين، ويؤكد أن خدع السلام التي تطلقها الإدارة الأمريكية ما هي إلا نفوذ وهيمنة استعمارية واستيلاء على ثروات العالم بالقوة حتى تصبح أمريكا عظيمة وحدها.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على إسرائيل

في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك من أن إسرائيل تقف عند نقطة حاسمة قد تحدد مصيرها السياسي والأمني، مشيرا إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستكون له عواقب "قاسية للغاية" على تل أبيب.

ويشير الكاتب إلى أن حماس ردّت على الخطة التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرفض في صيغتها الحالية، لكنها أبدت في الوقت ذاته استعدادا للتفاوض، مما يكشف -بحسب المقال- عن ثقة الحركة في قوتها العسكرية وفي منظومتها الواسعة من الأنفاق، وعدم خشيتها من أي حسم ميداني للجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"سيمتلك كل الصلاحيات".. صحف عالمية: "السير" بلير يحلم بحكم غزةlist 2 of 2كاتبة تركية: إسرائيل يجب أن تُحاسب وتلقي سلاحها وليس حماسend of list

فقدت قيمتها

وقال بريك إن تهديدات ترامب ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لحماس بفقدان السيطرة على غزة و"فتح أبواب الجحيم"، وفقا لبريك، فقدت قيمتها بعد عامين من حرب أظهرت محدودية قدرة الجيش الإسرائيلي وعجزه عن تحقيق وعود النصر التي أعلنها مرارا.

ولفت الكاتب إلى أن تصريحات قادة الجيش حول تدمير 60% من شبكة الأنفاق في غزة لا تتوافق مع الواقع، إذ لم يُدمّر سوى أقل من 20% منها، موضحا أن التقديرات الإسرائيلية بشأن خسائر حماس مبالغ فيها، فعدد القتلى في صفوفها لا يتجاوز 10 آلاف مقاتل، وقد تم تعويضهم سريعا بمقاتلين جدد.

إمدادات يومية من سيناء لحماس

وأقر كبار قادة الجيش، حسب بريك، بعدم قدرتهم على قطع مسارات الأنفاق الممتدة تحت محور فيلادلفيا، مما يتيح استمرار تدفق الأسلحة من سيناء إلى القطاع، مشيرا إلى أن طائرات مسيّرة تدخل قطاع غزة يوميا من شبه الجزيرة المصرية محملة بالذخيرة في وقت يقف فيه الجيش الإسرائيلي عاجزا عن التعامل مع هذه الإمدادات.

وأكد وزير الخارجية جدعون ساعر باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– أن الحكومة لم تُفاجأ بمطلب ترامب وقف القصف على غزة والبدء في مفاوضات مع حماس، غير أن الجنرال بريك يرى في ذلك محاولة جديدة من بنيامين نتنياهو "لتضليل الرأي العام"، مشبّهًا سلوكه خلال الحرب بـ"ذر الرماد في العيون".

إعلان

وتصريحات نتنياهو المتكررة عن "تغيير وجه الشرق الأوسط للأفضل"، يقول بريك، لا تعكس الواقع، إذ يشهد الإقليم تحولات سريعة ضد إسرائيل، مصحوبة بانهيار في مكانتها الدولية، وتدهور في قطاعاتها الحيوية من الأمن والاقتصاد إلى التعليم والطب والعلاقات الخارجية.

نباح كلب

وشدد الكاتب على أن حماس تنظر إلى التهديدات الإسرائيلية على أنها "نباح كلب لا يوقف القافلة"، موضحا أن الحركة قدّمت ثلاثة اعتراضات جوهرية على خطة ترامب: رفض تسليم سلاحها أو تفكيك جناحها العسكري، ومعارضة نشر قوة دولية في غزة باعتبارها "احتلالا مقنّعا"، ورفض تسليم جميع الأسرى دفعة واحدة لأنها الورقة التفاوضية الوحيدة المتبقية لديها.

ويرى أن استمرار تصلّب إسرائيل ورفضها التنازل المتبادل سيؤدي إلى فشل المفاوضات واستمرار الحرب، مما سيجعلها الخاسر الأكبر في المعادلة.

خسارة شاملة

وحذر الكاتب من أن استمرار الحرب سيمنع عودة الأسرى، وسيتسبب في مقتل وإصابة المزيد من الجنود دون حسم عسكري ضد حماس، التي ستخرج -بحسب الجنرال- بمكاسب إستراتيجية غير مسبوقة: عزل إسرائيل عن المجتمع الدولي وعن الدول العربية الموقّعة على اتفاقيات سلام معها، وإغلاق الباب أمام أي اتفاقيات تطبيع مستقبلية، واستمرار انهيار الدولة الإسرائيلية في مختلف المجالات.

وأفاد الجنرال بريك بأن تطور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر وتركيا يشكّل خطرا متزايدا على إسرائيل، موضحا أن ترامب لمح إلى إمكانية إعادة تركيا إلى برنامج مقاتلات "إف-35″، وتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع قطر يعتبر أي هجوم عليها بمثابة هجوم على الولايات المتحدة، مما يعني -وفق الكاتب- أن "حلقة الخطر تضيق حول إسرائيل بينما لا تُبنى أي قدرة حقيقية للتعامل مع هذا التهديد".

ضرورة ملحّة

ويخلص الكاتب إلى أن الخروج من هذا المأزق يتطلب اتفاقا سياسيا عاجلا ووقفا فوريا للحرب من خلال مفاوضات جادة تتضمن تنازلات من الجانبين. ويؤكد أن ترامب بعد تلقيه رد حماس أمر بوقف القصف الإسرائيلي على غزة والدخول في محادثات، وهي خطوة كان يجب اتخاذها منذ شهور لتجنيب إسرائيل خسائر بشرية وسياسية فادحة.

ويرى أن نجاح المفاوضات مرهون برقابة أميركية لصيقة تمنع نتنياهو من إفشالها كما فعل سابقا، محذرا من أن فشل المسار السياسي قد يجعل حماس في موقع أقوى خلال الأشهر المقبلة، ويغلق باب الحل تماما.

ويختم بأن "الطريق الوحيد لإنقاذ إسرائيل" هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة وتغيير الحكومة، مؤكدا أن بقاء نتنياهو في السلطة يمنع أي اتفاق شامل وينذر بانهيار الدولة من الداخل.

مقالات مشابهة

  • الجنرال بريك: إذا لم يُوقَّع الاتفاق ستكون العواقب وخيمة على إسرائيل
  • الخطة الأمريكية بشأن غزة.. بين المؤامرة والفرصة
  • تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب
  • وزير الخارجية: لدينا ثقة في قدرة الرئيس الأمريكي على إنهاء حرب غزة
  • النادي الثقافي المصري الأمريكي والهيئة القبطية الأمريكية يهنئان السيسي والقوات المسلحة بذكرى نصر أكتوبر
  • المبعوث الأمريكي السابق إلى أوكرانيا: بوتين خدع ترامب وأظهره ضعيفًا
  • ماذا حدث خلال الأسبوع الأول من الإغلاق الحكومي الأمريكي؟
  • أمريكا ترامب - تيكا
  • حماس تبحث مع المخابرات المصرية ضمانات تنفيذ خطة ترامب
  • الشغف الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة