عربي21:
2025-05-20@16:06:47 GMT

التصعـيـد الواسـع، مسألـة وقـت

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

تتواصل التهديدات من قبل المستوى السياسي والعسكري ويتناغم معها الإعلام الإسرائيلي،
بالانتقام من المقاومين ومن يقف خلفهم ويحرّضهم.

بعد عمليتي الخليل وحوّارة، تعرّضت حكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت لانتقادات واسعة، من «المعارضة»، ومن بعض أطراف الائتلاف الحكومي.

يبدو لي أنّ نتنياهو وزمرته قد أوقعوا أنفسهم في ورطة، حين وسّعوا دائرة المستهدفين التي شملت إيران وحركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» و»حزب الله»، بينما إسرائيل لا ترغب وهي غير قادرة على الاقتراب من إيران أو من «حزب الله».



ومع مرور قليلٍ من الوقت، تمّ اختصار كلّ هذه الأطراف بالتركيز على «حماس»، وبالتحديد على صالح العاروري نائب رئيس الحركة والمتّهم ربّما الحصري، بالوقوف خلف التصعيد الجاري للمقاومة في الضفة الغربية.

لا يدور الحديث عن استعداد إسرائيل، لشنّ عدوانٍ كبير على الشمال أو على قطاع غزة، وإنّما على تفعيل أسلوب الاغتيالات لقيادات من الحركة وعلى رأسهم العاروري.

هذا يعني أنّ المحفظة الإسرائيلية فارغة، ولم يبقَ منها سوى إطلاق التهديدات، وبمنهجية الخطاب، وسيبقى التركيز على الضفة والقدس.

ثمة من قال، إنّ من يصطاد الأرنب لا يدقّ الطبول، إذ لا بدّ أنّ العاروري وقيادات الحركة قد اتّخذوا إجراءاتهم لمنع إسرائيل من النجاح.

في مقابل ذلك، لا يمكن تجاهل تهديدات أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الذي أعلن بوضوح وحزم أنّه سيردّ على أيّ اعتداء إسرائيلي على أيّ شخص أو مؤسسة تقع ضمن الأرض اللبنانية.
وبالمثل جاء خطاب «حماس» متحدّياً وقويّاً ويظهر استعداداً عالياً للمواجهة في حال أقدمت إسرائيل على أيّ عدوانٍ أو محاولة اغتيال.

تتوعّد «حماس» بأنّ الردّ لن يكون مسبوقاً، وتلمح إلى إمكانية تفعيل «وحدة الساحات»، ونحو مواجهة إقليمية واسعة يرى العاروري أنّ الوقت قد حان لذلك، وقبل أن تنجح إسرائيل في زرع المزيد من المستوطنين، ومصادرة المزيد من الأراضي، وحسم ملفّ المسجد الأقصى، وبالتالي حسم الصراع.

في الواقع فإنّ الحكومة الإسرائيلية، تواصل توسيع الاستيطان، وتوفير الأموال والإمكانيات اللازمة، لرفع عدد المستوطنين إلى مليون مستوطن، كما قال صاحب الملف سموتريتش.

يترافق ذلك مع تصعيد عمليات الاقتحام للمدن والمخيّمات الفلسطينية، وتوسيع دائرة الاعتقالات على قاعدة الشبهة، غير أنّ كلّ ذلك لا ينجح في كبح المقاومة التي تواصل تصدّيها للمستوطنين، وقوّات الاحتلال.

المواجهة، إذاً، قادمة لا محالة، والمسألة فقط هي مسألة وقت ليس إلّا، ولكن المؤشّرات تتّجه نحو أن تكون هذه المواجهة مختلفة هذه المرّة، حيث يبدو أن شعار «وحدة الساحات» قد تحوّل إلى إمكانية فعلية قابلة للتحقُّق.

لا تبدو إسرائيل في وضع مُريح داخلياً وخارجياً، فعدا استمرار الانقسامات الداخلية، والاستنطاقات في الجيش والأجهزة الأمنية، والتشكيك في أهلية الجيش على خوض مواجهة في عدّة جبهات في الوقت ذاته، نقول عدا ذلك فإنّ صورة إسرائيل الخارجية تتآكل.

العلاقة مع الإدارة الأميركية تزداد سلبيّة، بالرغم من أنّ الولايات المتحدة، تواصل التزامها بأمن إسرائيل ودعمها.. فنتنياهو لم يصل للبيت الأبيض بعد، والانتقادات تتزايد لسياسة الاستيطان وإرهاب المستوطنين، والحال ليس أفضل على الصعيد الأوروبي.

ولا يزال بن غفير وسموتريتش، يستدعيان الانتقاد والنفور والمقاطعة، من قبل حكومات العالم، وحتى من قبل أطراف في «المعارضة» والحكم والمؤسّسة العسكرية، التي تتهمهما بالتحريض على الإرهاب واستفزاز الفلسطينيين، وعلى أنهما سبب رئيس في تصاعد المقاومة.

بعد تصريحات سموتريتش، التي دعا فيها إلى محو حوّارة، وتحريضه على السلطة الوطنية الفلسطينية التي يتّهمها بالتحريض على الإرهاب، يأتي الدور على زميله العنصري بن غفير.

بن غفير يرى أنّه صاحب الأولوية هو وعائلته، ويقصد اليهود، في المرور الآمن في ما يسمّيه «يهودا والسامرة»، وأنّ هذا الحقّ ممنوع على الفلسطينيين.

لا يكفي أن يرى المرء البعد العنصري الفاشي في هذه التصريحات، وإنّما ينبغي رؤية أبعادها التي تتعلّق بأمرين:

الأوّل: أن هذين المعتوهين، يعبّران عن حقيقة السياسة الرسمية التي تعتمدها حكومة نتنياهو، وليس صحيحاً أنّ رئيس الحكومة غير قادر على احتوائهما وضبط سلوكهما العنصري.

الثاني: يتعلّق برؤيةٍ عميقة لدى الاحتلال إزاء أيّ مفاوضات أو عملية سلام، أو حتى إبداء الاستعداد، لتقديم ثمنٍ سياسي للفلسطينيين، في إطار أيّ اتفاقٍ لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

ثمة سياق، إذاً، بين اندلاع مواجهة عسكرية واسعة ذات أبعاد فلسطينية وإقليمية، وبين إمكانية المراهنة على نجاح عملية «تطبيع» مع السعودية. والأرجح أنّ المواجهة هي الأقرب إلى الوقوع، وحينذاك تتبدّل المعطيات وقواعد اللعبة بالكامل.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس الفلسطينية الاحتلال فلسطين حماس الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سيناتور أمريكي يهاجم قطر وحماس: جهود ترامب لصالح إسرائيل

أكد السيناتور الأمريكي ريك سكوت، من ولاية فلوريدا، في مؤتمر عقدته صحيفة "جيروزالم بوست" في نيويورك، ضرورة تدمير حركة "حماس" بالكامل، معربًا عن موقفه الحازم تجاه دور قطر في دعم الجماعة الفلسطينية المسلحة.

وجاءت تصريحات سكوت بحسب تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، التي أكدت أن السيناتور أشار بوضوح إلى أن قطر تتحمل مسؤولية استضافتها لقادة حماس، وهو أمر وصفه بأنه "حقير" ويُعد مصدرًا للقلق الأمني في المنطقة.

وأوضح سكوت خلال المؤتمر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يظل قوة مؤثرة في الشرق الأوسط، سيواصل جهوده لتعزيز السلام وبناء علاقات أقوى، ليس فقط لصالح أمريكا، بل لصالح إسرائيل أيضًا، وقال: "الأمر لا يتعلق فقط بوقوف ترامب إلى جانب إسرائيل، بل برغبته في تقوية السلام والاستقرار بالمنطقة."

وأضاف سكوت أن موقفه من قطر يتسم بالشك وعدم الثقة، خاصة بعد كشف دعمها لقادة حماس، مؤكدًا أن هناك خيارًا وحيدًا أمام دول العالم، إما أن تنحاز إلى "الصين الشيوعية" أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح أنه يعتقد أن الدول ستختار التجارة والشراكة مع أمريكا وإسرائيل على المدى الطويل.

وأكد السيناتور أن العالم سيشهد انفصالًا واضحًا بين "الأشرار" مثل روسيا والصين وإيران، وبين صف الدول التي تدعم إسرائيل وأمريكا. وأضاف أن ترامب سيبذل قصارى جهده لتوسيع قاعدة الدعم لإسرائيل في المجتمع الدولي.


وتطرق سكوت أيضًا إلى قضية معاداة السامية، معربًا عن أسفه لاستمرار تمويل قطر لجامعات أمريكية رغم وجود تحركات عدائية ضد اليهود، مشيرًا إلى زيارته الأخيرة إلى جامعة هارفارد للدفاع عن إسرائيل ومحاربة هذه الظاهرة.

وفيما يخص قطر، قال سكوت إن القرار بالانحياز للجانب الصحيح سيأتي في الوقت المناسب، لكنه أضاف أنه سيعمل بكل جهده على دفعها لاتخاذ الموقف الصحيح، مؤكدًا أن استمرار قطر في دعم حماس واستضافة قادتها أمر لا يمكن قبوله. وذكر أنه التقى بعض المسؤولين القطريين بعد أحداث السابع من أكتوبر، وسألهم صراحة عن دعمهم للحركة.

واختتم سكوت تصريحاته بالقول: "في النهاية، سيكون على قطر أن تختار جانبها، ولا يمكنها الاستمرار في دعم الأشرار".

مقالات مشابهة

  • سيناتور أمريكي يهاجم قطر وحماس: جهود ترامب لصالح إسرائيل
  • الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟
  • تعرف على أشهر شركات الطيران التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل
  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" خشية صواريخ الحوثيين
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • إسرائيل تعلق على صحة تقارير العثور على جثة محمد السنوار
  • “حماس” تدعو لتصعيد المواجهة في الضفة: المستوطنون يرتكبون الجرائم بدعم حكومي