محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
منذ بدء الخليقة، شرّف الله مصر بأنها حائط الصد الأول للمنطقة ومقبرة الغزاة والمتربصين بدءا من الحيثيين والهكسوس والمغول والحملات الصليبية والحملة الفرنسية والإنجليز والعدوان الثلاثي وأخيرا إسرائيل، التي تلقنت درسا عام 1973 لم تنسه حتى اليوم ومازال كابوسا يطارد قادتها وشعبها في اليقظة والمنام.
مصر الأرض التي كرمها الله من فوق سبع سماوات ومشي على أرضها عدد كبير من الأنبياء منهم يوسف ويعقوب وموسى وعيسى، ودفن في أرضها عدد كبير من الصحابة في البهنسا بالمنيا والشهداء بالمنوفية واحتضنت آل البيت بعدما تآمر عليهم ملوك بني أمية فكانت لهم الملاذ الآمن من البطش والظلم والطغيان، فدعوا لها بإخلاص أن يحفظها الله، لذلك كانت طوال تاريخها سلة غذاء العالم في أوقات القحط والجوع.
مصر كنانة الله في أرضه ذُكرت في القرآن 5 مرات تصريحا وأكثر من 30 مرة تلميحا، ستظل محفوظة ومؤيدة وواحة للأمن والأمان، لذلك قال نبي الله يوسف ((ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين))، وقال كليم الله موسى ((اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم)) .
وستظل مصر رمانة الميزان في الشرق الأوسط والبوصلة التي توجه العالم الحائر في زمن التخبط والنور الذي يهدي الجميع في الظلام مهما تعرضت للمكائد والمؤامرات، لذا تخرج من كل كبوة تواجهها منتصرة بفضل الله وكرمه.
مصر التي حاولت قوى الشر إسقاطها والتحكم في مقدراتها بعد ثورة عام 2011 نجحت في الصمود في وجه الجميع وخرجت منتصرة مهما أثخنتها جراح الغدر من القريب قبل الغريب وضربت جحافل الإرهاب في مقتل وطهرت أرضها من دنسهم في سيناء والصحراء الغربية ودفعت في سبيل ذلك الكثير من دماء أبنائها الذكية.
ولم تتوقف كتائب الشهداء ولم ينجح المتآمرون في جر شعبها إلى التناحر والانقسام ووقف الجميع صفا واحدا للدفاع عن الأرض والعرض ورفع علم بلدهم خفاقا إلى عنان السماء رغم المشاكل والأزمات الاقتصادية الخانقة التي أنهكت الشعب وتركت ندبات غائرة على وجهه وداخل روحه، لكنه بقي صامدا يدافع عن بلده في أحلك الظروف ولم يتخل عن وطنه رغم معاناته المريرة.
مصر التي راهن الجميع على سقوطها بإشعال الأزمات الاقتصادية أبت السقوط لأنها مؤيدة من الله إكراما لمن فيها من الغلابة والطيبين فلجأ المتربصون إلى سلاح آخر وهو افتعال الأزمات وإشعال الفوضى على حدودها.. ففي الغرب صراع شرس بين القبائل والمرتزقة داخل ليبيا ومن الجنوب الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، ومن الشرق تأجيج نار حرب الإبادة على غزة لإجبار أهلها على الفرار إلى سيناء لتنفيذ مخطط التهجير القذر. ويضاف إلى ذلك المواقف العربية المتخاذلة التي تظهر عكس ما تبطن وتمد يد العون للغرب وتضحي بالمصالح القومية العربية وحولتها إلى شعارات لدرجة أن الملوك والأمراء والرؤساء العرب يهرولون إلى أمريكا وأوروبا بسبب وبدون سبب ويتكاسلون عن المشاركة في القمة العربية التي من المفروض أن تناقش مستقبل ومصالح العرب في عالم ليس للضعيف فيه مكان ويزيدون الطين بلة بمنح تريليونات الدولارات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويغدقون عليه الهدايا في الوقت الذي يبخلون فيه على أهل غزة ويرفضون مساعدة المنكوبين من أبناء جلدتهم بل ويتآمرون عليهم مع أعدائهم بلا خجل أو حياء ويظهرون في الأوقات الصعبة للعرب وكأنهم أموات على قيد الحياة ولا يعنيهم سوى تأمين كراسي حكمهم المهترئة التى نخرها سوس الظلم والإهانة والمهانة والنطاعة وحماية أموالهم التي كدسوها في بنوك الغرب بعد أن حرموا منها شعوبهم وضيقوا عليهم.
وفي كل مرة تثبت لهم مصر أنها تمرض ولا تموت وتخرج من كل محنة تتعرض لها أقوى مما كانت بفضل عناية ورعاية الله لها ولكنهم لا يستوعبون الدروس أبدا، لكنها تقول للجميع أنا الدليل الذي يقود الجميع مهما واجهت من مشاكل وتعرضت لمحن ومؤامرات تطبيقا لنص الآية الكريمة: ((فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)).
مصر ستظل إلى يوم الدين حصن العرب وبوصلة الشرق الأوسط وحاضنة الجميع بلا مقابل، لأن هذا قدرها الذي شرفها الله به ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه (( إذا فتح الله لكم مصر فاتخذوا منها جيشا فإنهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين)) فمصر هي الدولة الوحيدة التي لا فرق فيها بين المسلم والمسيحي ويحتفل فيها المسيحي برمضان والأعياد الدينية ويحتفل فيها المسلمون بعيدي الميلاد والقيامة ولم تعرف العنصرية إليها سبيلا، بشكل عام اذا استثنينا بعض الموتورين دعاة الفتنة الذين يحاولون شق الصف وإشعال نار الفرقة لكن خابت مساعيهم وذهبت أدراج الرياح، لأنها كما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي هي التي صدرت الإسلام وعلمت القرآن للبلد التي نزل فيه القرآن.
ورغم كل المحاولات والجهود التي تبذل لإضعاف مصر فإنها ستبقى قوية وعزيزة وعصية على الكسر والتطويع والاحتواء لأن من يحفظها ويرعاها هو الله وليس لأحد فضل في ذلك، لأن الله يسخر له من يخدمها ومن يريد كسرها يكسره ويقصمه الله مهما كانت قوته وجبروته، لأنها مصر قلب العالم بلد القرآن وقراء القرآن وستظل عامرة مهما تعرضت للمشاكل فهي البلد الوحيد في العالم الذي يستضيف 10 ملايين لاجئ وليس بها مخيمات والجميع يعيش حياته كأنه مواطن، لأن الله شرفها ذلك وأراد لها أن تكون قبلة الجميع تطعم وتعلم وتعالج وهي مأوي المشردين وستبقى يد الله تسندها إذا مالت وترفعها إذا وقعت وسيجعل لها السيادة على الجميع مهما عصفت بها المشاكل وزادت أعداد المتربصين والكارهين شاء من شاء وأبى من أبى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحيثيين الهكسوس الحملات الصليبية الحملة الفرنسية إسرائيل
إقرأ أيضاً:
دعاء المطر.. أفضل الأدعية المستحبة والمستجابة من القرآن والسنة
يشهد معظم أنحاء الجمهورية خلال هذه الأيام هطول أمطار غزيرة، وهو ما دفع المواطنين للبحث عن أفضل أدعية المطر في الإسلام. فالأمطار ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل هي هبة من الله عز وجل، وتحث السنة النبوية المسلمين على الدعاء والتضرع أثناء نزول المطر.
أهمية وفضل أدعية المطر في الإسلامتأتي أدعية المطر ضمن التراث الإسلامي الغني، حيث تحث السنة النبوية على الشكر والاستغفار أثناء المطر، لما له من أثر روحي واجتماعي. ومن أبرز فضائل هذه الأدعية:
1. التواصل مع الله تعالى: فهي تعكس اعتماد الإنسان على خالقه وتعبيره عن حاجته المستمرة لله.
2. الشكر والاستغفار: الدعاء وقت المطر وسيلة لشكر الله على نعمه وطلب المغفرة عن الذنوب.
3. استحضار الرحمة الإلهية: المطر علامة على رحمة الله وعونه للإنسان، والدعاء يزيد من شعور المؤمن بالقرب من ربه.
الأدعية المأثورة في السنة النبوية
وردت العديد من الأدعية عن النبي محمد ﷺ، والتي يمكن للمسلم ترديدها عند نزول المطر، ومنها:
1. دعاء الاستسقاء
كان النبي ﷺ يدعو للنقص في المطر بأن يمن الله على الأرض بـ أمطار وفيرة ونافعة، خاصة عند الجفاف.
2. الدعاء عند سماع الرعد
علم النبي ﷺ أصحابه الدعاء عند سماع الرعد، حيث يجسد الرعد قوة الله ويشير إلى نزول المطر والرحمة.
أبرز أدعية المطر المستحبةفيما يلي مجموعة من الأدعية المأثورة التي يُستحب قولها عند نزول المطر:
"اللهم صيبًا نافعًا."
"اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا."
"اللهم سقيا رحمة."
"اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين."
"اللهم اجعلها أمطار خير وبركة."
"اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا."
من المهم ترديد هذه الأدعية بإخلاص وتوجيه القلب إلى الله، لأن الدعاء الصادق هو أقرب طريق لرحمة الله وبركته.
الفوائد الروحية والاجتماعية لأدعية المطر
1. تعميق العلاقة مع الله: الدعاء وقت المطر يعزز شعور الإنسان بالاعتماد على الله والتواصل الروحي.
2. غرس قيم الشكر والاستغفار: يعكس الدعاء شكر النعم وطلب المغفرة عن الذنوب.
3. تعزيز التلاحم المجتمعي: الدعاء الجماعي وقت المطر يجمع الناس على الخير والروحانية.
تأثير المطر على الحياة اليومية
لا يقتصر أثر المطر على الجانب الروحي فقط، بل له تأثير اقتصادي وبيئي:
الإنتاج الزراعي: يسهم المطر في نمو المحاصيل والمحافظة على خصوبة التربة.
التوازن البيئي: يساعد على استقرار المياه الجوفية والأنهار.
الراحة النفسية: المطر يحمل في طياته شعورًا بالسكينة والطمأنينة.
في النهاية أدعية المطر في الإسلام جزء أساسي من الفعل الديني الذي يربط الإنسان بخالقه. فهي تعبير عن الشكر والتضرع والاستغفار، وتعكس فهمًا عميقًا للرحمة الإلهية وأهمية التواصل الروحي.
فتكرار هذه الأدعية عند هطول المطر يعزز الإيمان ويذكر الإنسان بأن كل نعمة تأتي من الله، والمطر هو من أبرز مظاهر رحمته على الأرض.