زوجونى قاصر.. وخطفوا أولادى للحرب.. اليوم السابع يرصد رحلة عذاب هند.. فيديو
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
خرجت هند عبد العزيز من مدرستها الإعدادية "عبد الخالق حسونة" الكائنة بحي المنتزه في الإسكندرية، والفرحة تشكل ملامح وجهها، بعد وضع أسمها في قائمة المتفوقين، لتنطلق نحو كورنيش المندرة الشهير ويشاركها الشاطئ فرحة نجاحها الباهر.
توجهت "هند"، لمنزلها لتخبر والدها بالخبر السعيد، فدائما ما يراودها حلم التحاقها بكلية الطب، ليرد عليها بكلمات حطمت أحلامها : جهزي نفسك للزواج .
"هند"، واحدة من ألاف الفتيات اللواتي تعرضن لزواج القاصرات، فنسبة الزواج المبكر تقارب الـ 15%، من إجمالي حالات الزواج عموما في مصر، طبقا لتصريحات الدكتورة ماجدة إمام، مديرة مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي، بمعهد التخطيط القومي، وكشف بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن نسبة زواج الفتيات في الفئة العمرية "15-17 سنة" وصل لـ 2.1%.
عقد الزواج
قرر والد "هند" السفر للسودان، ليكون وكيل ابنته في تحرير عقد زواجها الاجباري، وتزويجها لشخص يكبرها بـ 12 سنة دون رضاها ودون حضورها، فالقانون المصري يجرم زواج الفتيات دون سن الـ 18، حيث تنص المادة "2" من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008، على أنه يقصد بالطفل في مجال الرعاية المنصوص عليها في هذا القانون كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة.
المقابلة الأولى بين هند وزوجها
في نهاية شهر يوليو 2011، حضر والد "هند"، من السودان بعد إتمام عقد زواج ابنته بتوكيل ومعه شخص يكبرها بـ 12 سنة، ليتحدث لها والدها :" سلمي يا هند على عريسك"، انهارت الطفلة ودخلت في نوبة بكاء، فالأب زوجها مقابل حفنة من المال، حسب كلام الضحية.
مطلع شهر أغسطس2011، توجهت "هند" برفقة زوجها محمد عبد الله سعد الله، الذى يحضر دكتوراه في الفقة الاسلامى، إلى مطار برج العرب، شرق محافظة الإسكندرية، لاستقلال الطائرة المتجهة لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تمهيدا للإقامة في المدينة المنورة.
رحلة تعذيب
بعد مرور أيام من وصول "هند"، لمكان إقامتها بالسعودية، تقول: تحول الزوج من فقيه في الدين إلى متطرف، وبدأ يعاملها ك"أمة" فقد أخفى جواز سفرها، ليس هذا فحسب بل بدأت أفكاره المتطرفة تظهر فى تعامله معها والتعدى عليها بالضرب والتعذيب وحبسها داخل شقة الزوجية، ومنعها من الاتصال بأهلها، أو التواصل مع جيرانها، وحولها إلى أداة لتفريغ شهواته الجنسية فقط.
تضيف هند وعلامات الحزن تسيطر عليها: تقبلت كل هذا رغم أنه لم يعاملني كما قال الدين، وانا صابرة وعايشه علشان الأولاد وأهلي في مصر مش هيصرفوا عليا وعلى أولادي، فهم السبب في تحويل حياتي لكبوس بسبب اجباري على الزواج رغم صغر سنى".
قررت "صاحبة القصة" تحدي واقعها وأفكار زوجها الرجعية، لتقرر استكمال دراستها وتحقيق حلمها في الحصول على مؤهل عالي حيث التحقت بالتعليم الثانوي، واستكملت تعليمها الجامعي وحصلت على شهادة جامعية في أصول الفقه، من كلية المسجد النبوي بالمدينة المنورة.
شهادة تخرج الزوجة
امتنع "الزوج" الأنفاق على أسرته، لتقرر "هند"، البحث عن فرصة عمل لرعاية أسرتها بعد ان فقد الآمل في زوجها، لتنجب طفلها الأول عمر في عام 2013، ثم رزقت بأبنها عبد الله في 2015، وثالث أبنائها هدى سبع سنوات، والرابع أحمد 5 سنوات، أويس أصغر أبنائها عمره سنتين ونصف.
الطلاق من أول جلسة
بعد 11 سنة من زواج الضحية ومعاملة زوجها السيئة التي تنوعت ما بين الضرب والسب والقذف والإهانة والتهديد بالقتل أحيانا وتعرضها لجلطة في المخ، اتخذت قرارا تأخر نسبيا وهو طلب الطلاق.. لتعلق على تصرفاته قائله: الإنسان دا غير سوي، حتي زملائه في العمل أكدوا أنه إنسان غير طبيعي"، لتحصل على حكما بالطلاق من المحكمة مع نظر أول جلسة.
طلبت ضحية زواج القاصرات، من طليقها مساعدتها في مصاريف أولادها فقوبل طلبها بالرفض، وبعد تدخل أمير المدينة حصلت "هند"، على موافقته بسفر أبنائها إلى الإسكندرية، ليقرر طليقها التخطيط لخطف أبنائه وتسفيرهم لمسقط رأسه بمدينة "أم درمان"، في السودان.
أبناء الضحية
بحيلة شيطانية قرر طليق "هند"، التخطيط لخطف أبنائه بمساعدة عمه أبو بكر عبد الله سعد الله، فجهز تذاكر سفرهم وذهب لمكان إقامه طليقته وطلب منها رؤية أبنائه، وبحسن نية وافقت على طلبه، وبعد مرور ساعات من خروجهم اكتشفت أن طليقها تمكن من تهريبهم إلى السودان عبر مطار جدة.
العودة للإسكندرية
اعتقدت "هند"، أن محاولة تغير حياتها للأفضل واستكمال تعليمها وحصولها على مؤهل جامعي سيداوي جراحها، وأنها ستتفرغ لتعليم أبنائها لتحصد ثمرة جهدها وتعبها، ومداواة جراحها بعد تزويجها في سن مبكر، وانها ستستريح من التعب والعناء، ولكنها بدأت رحلة جديدة من القهر بعد خطف أولادها، خاصة أن مكان تواجدهم في "أم درمان" يشهد صراعات وحرب بين مليشيات الدعم السريع الإرهابية والحكومة السودانية، ومكان تواجد أطفالها يفتقر لمقومات الحياة من تعليم وكهرباء وحياة صحية.
الضحية وملابس أبنائها
عادت "هند" محطمة للإسكندرية، بعد سنوات في الغربة تشكوا للشاطئ فى المندرة الذي كانت تحتفل عليه بنجاحاتها في التعليم ويحمل معها ذكريات طفولتها الجميلة، معاناتها على مدار 13 سنة عاشتها بين قهر والدها الذي أجبرها على الزواج المبكر وبين تعذيب طليقها لها خلال سنوات الزواج وحرمانها من أولادها.. ورغم كل العقبات والظروف لم تستسلم وبدأت فصل جديد من المعاناة وهو البحث عن أولادها على آمل عودتهم لحضنها فهل تنجح وتستعيد هند قدر من راحة البال الذى افتقدته بفعل من يعتقد أنه الاحن من بين بنى الإنسان وهو والدها.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
الضحية وحذاء أحد أبنائها
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: زواج قاصرات اخبار الحوادث
إقرأ أيضاً:
من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة
حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية
تُطلّ علينا الهجرةُ النبويةُ الشريفةُ كلّ عامٍ حاملةً معها عبقَ التاريخِ وجلالَ الإيمانِ، حاملةً معها بشائرَ الفجرِ ونورَ الأملِ، من تاريخٍ عريقٍ يزخرُ بالعزةِ والجلالِ لتُذكّرَنا بدروسٍ وعظاتٍ وإضاءةٍ للأجيالِ ، كشمسٍ هُدًى تُنيرُ دروبَنا، وتُرشدُنا إلى طريقِ الخير والصلاح ،لتُعلّمُنا معنى الإيمانِ والصبرِ والتضحيةِ في سبيلِ الله تعالى.
إنّ قراءةَ قصةِ الهجرة ليست مجرّد سطورٍ تَسردُ أحداثًا تاريخيّةً مضى عليها الزّمنُ، بل هي قراءةٌ عميقةٌ لدروسٍ عظيمة وإضاءةٌ للأجيالِ المتعطشة للمعرفةِ والثقافةِ الصافيةِ ،ففي رحلةِ الهجرةِ المباركةِ جسّدَ النّبيّ وصاحبُهُ أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه منهجًا ربّانيًا جمعَ بينَ معرفةِ الحقّ وسلوكِ طريقهِ.
تُمثّلُ الهجرةُ النبويةُ المباركةَ منارةً تُضيءُ دروبَنا، وتُقدّمُ لنا عبرًا ودروسًا مدى الحياة، فقد واجهَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابهُ الكرامُ في رحلةِ الهجرةِ أشدّ المحنِ، إلّا أنّ إيمانَهم الراسخَ وصبرَهم الجميلَ كانا سلاحَهم في وجهِ كلّ الصعاب وتُمثّل الهجرة الشريفة حدثًا فارقًا ومحورياً في تاريخ الإسلام، حيث شكّلت رحلة بداية الفتح سطرها التاريخ من مكة إلى المدينة نقطة تحولٍ هامة وحاسمة في مسيرة الدعوة الإسلامية، ونقلتها من مرحلة السرية إلى مرحلة العلانية، ومهّدت الطريق لبناء دولةٍ إسلاميةٍ قويةٍ قائمةٍ على أسسٍ من العدل والمساواة والإخوة ،وبدايةً لتأسيس الدولة الإسلامية، ونشر رسالة التوحيد والعدل في الأرض.
من المهم أن نؤكد على أن هجرة النّبيّ الكريم لم تكن بدافعٍ الهروب أو الخوف من المشركين أو الرغبة في الشهرة أو الجاه أو السّلطة ، بل كانت استجابةً لأمرٍ الله ،سعى فيها بكلّ ما أوتي من قوّةٍ لنشرِ دعوةِ اللهِ تعالى، وإبلاغِ رسالتهِ السمحةِ ،حيث واجهَ في سبيلِ ذلك العداءَ والمقاومةَ من قريشٍ، إلّا أنّهُ لم ييأسْ ولم يتراجعْ، بل واصلَ مسيرتَهُ بِعزيمةٍ وإصرارٍ ،لتعلن نهاية عهد الاستبداد وبداية فجر مشرق وعهد مجيد من هناك ،من يثرب انبثق نور الدعوة المحمدية قويا وضاء فبدد الظلمات وجاز ما اعترضه من عقبات ،فقد واجهَ النّبيّ وأصحابهُ الكرامَ في بدايةِ دعوتهم الإسلاميّةِ في مكةَ أشدّ أنواعِ الأذى والاضطهادِ من قبلِ قريشٍ، ممّا دفعَ اللهَ تعالى إلى الأمرِ بالهجرةِ إلى المدينةِ المنورةِ.
ومن هنا شكّلتْ هذهِ الهجرةُ بدايةَ عهدٍ جديدٍ يُعرفُ بالعهدِ المدنيّ، بعدَ عهدٍ مكّيٍّ حافلٍ بالتحدياتِ والصبرِ ،تميّزَ بِتركيزِ النّبيّ على نشرِ دعوةِ الإسلامِ سرًّا، وذلك في ظلّ مضايقاتٍ شديدةٍ من قريشٍ ومشركي العربِ ، فقد تعرّضوا إلى التّنكيلِ والمضايقاتِ، والضّربِ والإهاناتِ، والحصارِ الاقتصاديّ، بل ومحاولاتِ القتلِ ،ولكنْ ورغمَ كلّ ما واجههُ النّبيّ وأصحابهُ من شدائدَ ومحنٍ، إلّا أنّهم ثبتوا على إيمانِهم بدينِ اللهِ، ولم يضعفْ عزيمتُهم، ولم ينحنِوا أمامَ الضّغوطِ ،رافضون أن يرجعوا إلى عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر شيئا ،تاركين وراءهم كلّ ما يملكونَ، إيمانًا منهم بِاللهِ تعالى وتصميمًا على نشرِ رسالتهِ.
حيث بدأتْ مرحلةٌ جديدةٌ تُعرفُ بالعهدِ المدنيّ ،تميّزَ هذاَ العهدُ بتأسيسِ الدولةِ الإسلاميةِ ونشرِ الإسلامِ بشكلٍ علنيٍّ ، وقد سعى المشركون بكل عزمهم وأموالهم أن يصدوا الناس عن دين الحق، وأن يوقفوا مسيرة الإيمان والتوحيد، ولكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح وانتصر الحق وارتفع نداء التكبير.
يُجسّدُ موقفُ الرسولِ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ عودتهِ من الطائفِ أروعَ مَثالٍ على ثقتِهِ المطلقةِ باللهِ عزّ وجلّ وتوكّلهِ عليهِ سبحانه وتعالى ، فبعدَ تعرّضِهِ لأقسى أنواعِ الرّدّ من الأقوام في الطائفِ لم ييأسْ ولم ينكسرْ، بل ظلّ مُؤمناً برسالتِهِ وواثقاً بنصرِ اللهِ تعالى ، وعندما عرضَ عليهِ جبريلُ عليه السلامُ خيارَ العقابِ لقومهِ، رفضَ صلّى الله عليه وسلّم ذلك، وأظهرَ بصيرتَهُ النبويةَ الثاقبةَ حينَ طلبَ من اللهِ تعالى أن يُخرِجَ من أصلابِ قومهِ من يُعبدُهُ وحدهُ لا يُشركُ به شيئاً.
لم يكنْ نبيّنا الكريمُ مُعلّمًا فحسبُ، بل كانَ بانيَ أمةٍ متماسكةٍ قويةٍ قائمةٍ على أسسٍ من الإيمانِ والحكمةِ ،فقد استطاعَ بحكمتهِ الواسعةِ وإرشاداتهِ البليغةِ العظيمةِ أن يُوحّدَ القلوبَ ويُجمّعَ الطاقاتِ ، ويوجّهَها نحوَ الخيرِ ونشرِ المعرفةِ النقيّةِ والمبادئِ الساميةِ والمفاهيمِ الراقيةِ ،كانَ صلّى الله عليه وسلّم يُوصي أصحابهَ الكرامَ بالتوادّ والتّعاطفِ والتّراحُمِ، وأنْ يشدّ بعضُهم أزرَ بعضٍ ، فكانَ يُعلّمُهم أنّ المؤمنينَ كالجسدِ الواحدِ ،إذا اشتكى منهُ عضوٌ تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالألمِ ،وكان يُحذّرُ أصحابهَ من الغلوّ في الدّينِ، ويُبيّنُ لهم أنّ الغلوّ هلاكٌ وخسرانٌ ،فقد كانَ يقولُ:”إيّاكم والغلوّ في الدّينِ فإنّما هلك من كان قبلكم بالغلوّ في الدّينِ” ،إنّ المبادئَ والقيمَ التي غرسَها النّبيّ في أصحابهِ هي مبادئُ لا تزالُ صالحةً لكلّ زمانٍ ومكانٍ ،فهي تُشكّلُ الأساسَ المتينَ لبناءِ مجتمعٍ مُسلمٍ متماسكٍ قويٍّ، ينعمُ بالخيرِ والسّلامِ والازدهارِ.
نرى للأسف الشديد إنّ أصحابَ التّطرفِ والغلو ، يُسيئونَ إلى الإسلامِ ويُشوّهونَ صورتهِ أمامَ الجميع، فبدلًا من أنْ يُقدّموا الإسلامَ كدينِ رحمةٍ ومحبّةٍ ،يُقدّمونهُ كدينِ عنفٍ وكراهيةٍ ، فالحلّ يكمنُ في العودةِ إلى سيرةِ النّبيّ والاقتداءِ بهِ في كلّ شيءٍ ،فبِالاقتداءِ بهِ نستطيعُ أنْ نُنشرَ الإسلامَ الحقيقيّ، الإسلامَ الذي يقومُ على الرحمةِ والمحبّةِ والتّسامحِ ، ولا مكانَ فيهِ للظلم .
تحوّلَ “غارُ ثورٍ” إلى مدرسةٍ تُعلّمُ الصّبرَ وتُرشدُ إلى السعادةِ ،ففي ذلك الغارِ المباركِ ،واجهَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبُهُ أشدّ المحنِ ،إلّا أنّ إيمانَهما باللهِ تعالى وثقتَهما بنصرهِ صبّرتْ قلوبَهما وأضاءتْ دروبَهما ،كانتْ كلماتُ اللهِ تعالى شفاءً لِجروحِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أشدّ لحظاتِهِ غمّةً، حينما قالَ لهُ أبو بكرٍ رضي الله عنه: “لا تحزنْ إنّ الله معنا” ،إنّ عقيدةَ “إنّ الله معنا” هي البوصلةُ التي تُرشدُ المؤمنَ في مسيرةِ حياتهِ، وتُؤكّدُ لهُ أنّ اللهَ تعالى هو حافظُهُ وناصرُهُ، وعليهِ يتّكلُ.
هجرتك يا رسول الله درس يسطره التاريخ شمساً منيرة ترشد وتهدي ،تُعلّمُنا أنّ الحقَّ لا يُمكنُ التّنازلُ عنهُ مهما كانتِ التّضحياتُ، وأنّ الصّبرَ والمثابرةَ هما طريقُ النّجاحِ ،وأنّ التّوكّلَ على اللهِ تعالى هو أساسُ القوّةِ والعزيمةِ ،هجرة بأمر الله لنشر الخير ، فسرت في ركب العزيمة، وحملت لواء الدين ،وتآخى الناس تحت راية الحب في الله مهاجرين وأنصارا ،وأن كانت الدنيا قد فرقتهم إلا أن الآخرة قد جمعتهم ،وكلهم رجاء أن يلقوك فيها، ويحشروا تحت لوائك، ويشربوا من حوضك، وتكون أنت إمامهم فيها كما كنت إمامهم في حياة خرجوا منها مؤمنين موحدين.
إنّنا في أمسّ الحاجةِ إلى توحيدِ صفوفِنا ونبذِ الفرقةِ والتّباعدِ بينَنا ،فالمرحلةُ التي نمرّ بها تتطلّبُ منّا تضافرَ الجهودِ وتعاونًا وثيقًا بينَ جميعِ فئاتِ الأمّةِ ،لمواجهةِ المخاطرِ والتحدياتِ التي تُحيطُ بنا ، لنشرِ الخيرِ والصّلاحِ في المجتمعِ ،فالمسلمُ مسؤولٌ عن أخيهِ المسلمِ، وعليهِ أنْ يبذلَ كلّ ما في وسعهِ لمساعدةِ المحتاجينَ ونصرةِ المظلومينَ ،ولا بدّ لنا من التّعاونِ في وجهِ منْ يريدُ الشرّ والفتنةَ بينَنا ،فالمؤمنُ لا يهجمُ على أخيهِ، ولا يحسدهُ على ما آتاهُ اللهُ، ولا يفرحُ لِمصيبتهِ ،سائلين المولى أنْ يسدّدَنا وأنْ يوفقّنا لما فيهِ خيرُ هذهِ الأمّةِ، وأنْ يوحدَ كلمتَنا تحتَ رايةِ الحقّ والعدلِ.