أفلام الهجرة النبوية.. تأريخ فني وخلود إنساني لرحلة مقدسة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
يحتفل العالم بالهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة المنورة كأحد أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وقد شكّلت تحولًا كبيرًا في مسيرة الدعوة الإسلامية، وبداية بناء الدولة الإسلامية.
وفي هذا التقرير نرصد عددا من الأعمال الفنية التي تناولت الهجرة النبوية بشكل مركز أو على هامش بعض الأعمال العربية.
فيلم “الرسالة” 1976 من إخراج مصطفى العقاد، وهو من بطولة عبد الله غيث في النسخة العربية، وأنتوني كوين في النسخة الإنجليزية للفيلم.
وفي هذا الفيلم تم عرض الهجرة النبوية ضمن سياق السيرة الكاملة للرسول، مع التركيز على الأسباب التي دفعت المسلمين للهجرة، والمخاطر التي تعرضوا لها، بجانب دور الصحابة في التخطيط للهجرة.
مسلسل "قمر بني هاشم" وهو إنتاج سوري، للمخرج محمد الشيخ نجيب، واستعرض العمل الهجرة بشكل مفصل، بداية من مؤامرة قريش لقتل النبي، مرورا بمبيت علي بن أبي طالب في فراشه، ووصولا إلى الغار والهجرة إلى المدينة.
فيلم “الطريق إلى المدينة”، من إنتاج سعودي وهو رسوم متحركة موجه بشكل مركز للأطفال، يروي قصة الهجرة بلغة مبسطة عن التضحيات التي قدمها النبي وأصحابه.
فيلم الشيماء أيضا يعتبر من أهم الأعمال التي خلدها الزمن حول شقيقة الرسول عليه الصلاة والسلام فى الرضاعة، لأمها حليمة السعدية، وهو من بطولة، سميرة أحمد وأحمد مظهر وتوفيق الدقن وأمينة رزق ومحسن سرحان وغسان مطر، وحسن البارودى.
فجر الاسلام انتاج 1971، وتدور قصته بداية من انحلال الجاهلية وسيطرة الخرافات، وبداية ظهور الإسلام فى مكة، وهو من بطولة، محمود مرسي، سميحة أيوب، ويحيى شاهين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهجرة النبوية هجرة الرسول فيلم الرسالة الهجرة النبویة
إقرأ أيضاً:
الهجرة النبوية.. دروس إيمانية وبصائر ثورية
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
في كل عام، تعود ذكرى الهجرة النبوية الشريفة لتوقظ في نفوس المؤمنين معاني عظيمة من الإيمان، والتضحية، والجهاد، والصبر، والبصيرة، غير أن قراءة هذه الذكرى لا تكتمل إلا من خلال فهمها في سياقها الرسالي والقرآني. وقد قدّم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، والسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، فهمًا عميقًا للهجرة النبوية باعتبارها حدثًا مفصليًا في مسيرة الأمة، ونقطة انطلاق لمشروع إلهي شامل، لا يقتصر على الماضي بل يلامس واقع الأمة الحاضر، ويوجه بوصلتها نحو الاستقلال والتمكين.
الهجرة.. انطلاقة مشروع قرآنييرى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، أن الهجرة النبوية لم تكن مجرد انتقال جغرافي أو خلاص فردي من الاضطهاد، بل كانت في حقيقتها هجرة إلى الله، وهروبًا من واقع الطاغوت إلى بناء دولة تقوم على الولاء لله والبراءة من أعدائه. مؤكداً أن “الهجرة ليست فرارًا بل وقفة، وبداية لإقامة الدين في أرض الله، وفق مشروع رباني عظيم”
وقد استنطق الشهيد القائد معاني الهجرة ضمن سياق الصراع بين الحق والباطل، مؤكداً أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله تحرك بأمر الله في مسارٍ تغييري شامل، وعلينا اليوم أن نستلهم الهجرة كمنهج تحرك لا كذكرى عابرة.
السيد القائد .. الهجرة كانت بداية لبناء أمةأما السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) فقد أكّد في عدد من محاضراته أن الهجرة تمثل الانطلاقة الفعلية لبناء أمة قوية متحررة من التبعية والهيمنة، وأن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى استلهام هذه المعاني.
وفي إحدى كلماته بالمناسبة، أكد حفظه الله على أن “الهجرة محطة أساسية في تأسيس الأمة على أساس إيماني قرآني، يتجاوز الاعتبارات القبلية والمصالح الشخصية”
وأكد أن مواجهة الطغاة والمستكبرين اليوم تستلزم وعيًا مشابهًا لذلك الوعي الذي تحلى به النبي صلوات الله عليه وآله في هجرته، وثباته كالذي أبداه الأنصار والمهاجرون في بناء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
دروس مستفادة من الهجرة النبوية في ضوء المسيرة القرآنية التحرك الواعي في سبيل الله :يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه والسيد القائد حفظه الله أن الهجرة تجسيد لـ مشروع تحرك منضبط وواعٍ، مبني على التوكل على الله، لا على التواكل ، فالنبي صلوات الله عليه وآله خطط ونسّق وأعدّ، واتخذ الأسباب دون أن يغفل لحظة عن توكله على الله.
القيادة الإلهية هي مفتاح النجاة :الشهيد القائد شدد على أن الارتباط بالقيادة الإلهية هو صمّام الأمان، وأن الأمة إن لم تكن خلف قائد رباني، ستتخبط في ظلمات الجاهلية. وهذا ما يؤكده السيد القائد دائمًا، أن الاتباع الحقيقي للنبي صلوات الله عليه وعلى آله هو اتباع لمنهجه، وموقفه، وقيادته.
بناء دولة على أسس قرآنية:الهجرة أدت إلى قيام دولة الإسلام، دولة لم تبنَ على القبلية أو الطمع، بل على أساس القرآن والعدل والشورى، وهذا ما تدعو إليه المسيرة القرآنية اليوم، إقامة الدولة العادلة التي تنصر المستضعفين وتعادي المستكبرين.
الاستعداد للمواجهة:من دروس الهجرة أن النبي صلوات الله عليه وآله ، بعد أن أقام دولته، لم يتوقف عن الإعداد للمواجهة العسكرية والسياسية والفكرية، الشهيد القائد قال مرارًا إن علينا أن نعدّ أنفسنا، لا أن نكون في موقع الدفاع الدائم، وهذا ما جعل السيد القائد يطلق شعار: “لن نكون لقمة سائغة، وسنواجه العدوان بكل ما نستطيع”
الهجرة في ظل العدوان .. دروس عمليةفي ظل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، أعادت قيادة المسيرة القرآنية إحياء دروس الهجرة في الواقع العملي منها ( الصبر والثبات في مواجهة العدو – النفير في سبيل الله كفعل من الهجرة الإيمانية – بناء مجتمع واعٍ وحر وكريم كهدف من أهداف الهجرة) ، وقد جسدت هذه المفاهيم في صمود الشعب اليمني المجاهد، الذي هجّر من دياره، لكنه لم يفر من ميدان المواجهة، بل ازداد ثباتًا، كما ازداد إيمانًا بأن مشروع الهجرة لا يزال حيًا، ما دام هناك من يحمل رايته ويحيي قيمه.
خاتمة: الهجرة ليست ذكرى، بل مشروع تحرر دائمإن دروس الهجرة النبوية، كما قدمها الشهيد القائد والسيد القائد، تضع الأمة أمام مسؤوليتها في إحياء معاني التحرر، والاستقلال، والاعتماد على الله، والولاء لرسوله وآله، والتصدي للمستكبرين مهما كانت التحديات.
وفي كل ذكرى، تتجدد الرسالة: “كما تحرك النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلنتحرك اليوم بمشروع قرآني يبني الأمة، ويواجه الطغيان، ويقيم العدل في الأرض”