أردوغان: «إس400» لا تكفي وتركيا تتجه نحو «القبة الفولاذية» لبناء منظومة دفاع جوي متكاملة
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن امتلاك بلاده لأنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز S-400 لا يغني عن الحاجة إلى تطوير منظومة دفاع جوي متكاملة ومتعددة المستويات، مشدداً على ضرورة الجمع بين قدرات مختلفة لتأمين الحماية الشاملة ضد التهديدات الجوية الحديثة.
تصريحات أردوغان جاءت في مؤتمر صحفي على متن الطائرة خلال عودته من قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي عُقدت في مدينة لاهاي، حيث تناول التطورات الإقليمية ومسألة تعزيز القدرات الدفاعية التركية، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الرسمية.
وقال الرئيس التركي: “نظام الدفاع الجوي لا يقتصر على إس-400. وقد أدرك الرأي العام لدينا هذا بوضوح في الأيام الأخيرة بسبب النزاعات الجارية في المنطقة. نحن بحاجة إلى إنشاء منظومة دفاع جوي متعددة المستويات، ومن المهم جداً امتلاك صواريخ تعمل على ارتفاعات مختلفة بطريقة متناسقة”.
نحو منظومة “القبة الفولاذية” التركية
أردوغان كشف أن بلاده تعمل حالياً على تطوير منظومة دفاع جوي وطنية شاملة أُطلق عليها اسم “القبة الفولاذية”، تجمع بين أنظمة صواريخ مختلفة المدى، وأجهزة استشعار متطورة، وأنظمة حرب إلكترونية، جميعها بتقنيات محلية، وذلك ضمن استراتيجية تسعى لخفض الاعتماد على الخارج وتعزيز الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.
وأضاف: “نحن نبني منظومة متكاملة تسمى القبة الفولاذية. ندمج فيها أنظمة متعددة الارتفاعات وأجهزة الاستشعار وأنظمة الحرب الإلكترونية، وقد حققنا بالفعل تقدماً كبيراً، لكننا لا نزال بحاجة للمزيد”.
رسائل ضمنية وتحولات استراتيجية
يُنظر إلى هذه التصريحات على أنها إشارة ضمنية إلى محدودية نظام S-400 في مواجهة التهديدات الحديثة، رغم الجدل الكبير الذي أثاره شراؤه قبل أعوام بسبب تعارضه مع أنظمة الناتو، ما تسبب حينها في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وإخراج تركيا من مشروع مقاتلات “F-35”.
ويأتي إعلان أردوغان عن “القبة الفولاذية” في سياق التحديات الأمنية الإقليمية المتصاعدة، خاصة في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وإيران، والتغيرات في أنماط التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وتسعى أنقرة إلى وضع بصمتها في مجال الدفاع الجوي عبر الاعتماد على الشركات التركية الرائدة مثل “أسيلسان” و”روكيتسان”، ضمن رؤية متكاملة لتقوية الصناعات الدفاعية الوطنية. ومع ذلك، يبقى التعاون الدولي جزءاً من المعادلة، حيث تستمر تركيا في التنسيق مع بعض حلفائها في الناتو لتأمين احتياجاتها من التكنولوجيات المتقدمة.
وبينما تتجه أنقرة نحو بناء منظومة دفاعها الخاصة، تؤكد التصريحات الرئاسية أن الرهان الحقيقي ليس على منظومة واحدة، بل على تكامل الأنظمة وتعدد المستويات، في مسعى إلى خلق درع وطني قادر على مواجهة تحديات العقد المقبل.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القبة الفولاذية سلاح تركي القبة الفولاذیة منظومة دفاع جوی
إقرأ أيضاً:
“البيئة” تؤكد أهمية تعزيز الشراكات الدولية في منظومة الابتكار والتقنية لبناء نظم غذائية مرنة ومستدامة
سلطان المواش – الجزيرة
أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أهمية تعزيز التعاون والشراكات مع المبتكرين والمؤسسات العالمية، وتبني التقنيات الحديثة التي تسهم في رفع كفاءة الموارد، وتعزيز حماية البيئة، وبناء نظم غذائية مرنة ومستدامة، وذلك من خلال تطوير منظومة ابتكار متكاملة تضع حلولًا لتحديات الأمن المائي والغذائي والاستدامة البيئية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزارة في القمة العالمية للابتكار في التقنيات الزراعية، التي عُقدت في دبي بمشاركة نخبة من صُنّاع القرار والمستثمرين والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم، بهدف مناقشة وتطوير حلول مستدامة لمستقبل الزراعة والأمن الغذائي.
وأوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبحث والابتكار الدكتور عبد العزيز بن مالك المالك، في كلمته خلال القمة، أن رؤية السعودية 2030 أرست توجهًا وطنيًا طموحًا لحماية الموارد الطبيعية وتعزيز النظم الغذائية والمائية، مشيرًا إلى أن إعلان التوجهات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار عام 2022 عزز هذا التوجه، من خلال اعتبار البيئات المستدامة وتأمين الاحتياجات الأساسية من أولويات المملكة الوطنية.
وأكد أن وزارة البيئة والمياه والزراعة، تقود في هذا الإطار مهمتي الأمن المائي والأمن الغذائي، عبر تحويل التحديات الوطنية إلى فرص ابتكارية، ومسارات واضحة لتحقيق أثر ملموس، من خلال منظومة مترابطة تجمع الجهات الحكومية، والمؤسسات البحثية، والقطاع الخاص، والمستثمرين، والمبتكرين، بصفتهم شركاء في تحقيق المستهدفات الوطنية.
وأشار الدكتور المالك إلى أن الخطة الاستراتيجية التنفيذية للبحث والابتكار في الوزارة تقوم على أربعة اتجاهات رئيسة، تتمثل في: مواءمة جهود الابتكار مع الأولويات الوطنية، حيث جرى تحديد 14 مجموعة تقنية ذات أولوية وأكثر من 300 تقنية تغطي قطاعات البيئة والمياه والزراعة، بما يشكّل أساس الأجندة الوطنية للابتكار في الاستدامة، وتعزيز التعاون عبر منظومة الابتكار من خلال بناء التحالفات والمنصات المشتركة التي تربط البحث العلمي بالتطبيق العملي، إضافة إلى تحفيز الطلب وتسريع نشر وتبني التقنيات ذات الأولوية عبر مبادرات مثل برنامج نشر التقنيات، والبيئة التنظيمية التجريبية؛ للإسهام في تمكين عدد من المشاريع ومعالجة التحديات التنظيمية وتحويل الابتكار إلى تطبيقات واقعية، إلى جانب تحفيز المعروض من حلول الابتكار عبر بناء القدرات الوطنية، من خلال تطوير المواهب والكفاءات، وتحسين الوصول إلى مرافق الاختبار والتجارب، وتعزيز ممارسات الملكية الفكرية، بما يدعم تحويل المعرفة إلى أثر اقتصادي وتنموي مستدام.
وأكد في ختام كلمته أن تحديات الأمن المائي والغذائي وحماية البيئة، تتجاوز الحدود الجغرافية، وتتطلب تعاونًا دوليًا مفتوحًا، داعيًا إلى شراكات فعّالة مع الجهات العالمية لتطوير حلول عالية الأثر تخدم المملكة والمنطقة والعالم.
يُشار إلى أن القمة العالمية للابتكار في التقنيات الزراعية توفر منصة دولية تجمع كبار صُنّاع القرار من مختلف أطراف سلسلة القيمة الزراعية والغذائية، وتهدف إلى تسريع حلول الزراعة المقاومة لتغير المناخ، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحفيز الابتكار والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.