برلماني إيطالي سابق لـعربي21: نشهد حربا صليبية جديدة لكن بلا صليب (فيديو)
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
قال عضو البرلمان الإيطالي السابق، ستيفانو أبوزو، إن "منطقة الشرق الأوسط تشهد حربا صليبية جديدة، لكن بلا صليب ولا إله، ويتم هذا باسم الدولار والقوة"، مؤكدا أن "التواطؤ والصمت الغربي عن الجرائم والمجازر الإسرائيلية سيُشعل غضبا عالميا ضدنا".
وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21": "في غزة، كارثةٌ، جحيمٌ على الأرض، من صنع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
واستطرد قائلا: "منذ عام 1880 (بداية الهجرات اليهودية الأولى إلى فلسطين)، والصهاينة يسرقون الأرض والمستقبل من الشعب الفلسطيني. بدأ التطهير العرقي الفعلي عام 1947. الإسرائيليون هم مستعمرون غربيون يذبحون الفلسطينيين بدم بارد ويرتكبون المجازر ليل نهار، ويزعزعون استقرار جميع الشعوب العربية والأصلية والمسلمة".
وقال أبوزو: "هؤلاء السادة يستندون إلى التلمود والعهد القديم اللذين يمتدحان إبادة الشعوب غير اليهودية بهدف غزو إسرائيل الكبرى. واليوم، يُنفّذ الإسرائيليون الأمريكيون الإبادة المذكورة في تلك الكتب. هم يريدون القضاء على كل الشعوب الأصلية وعلى المسلمين وعلى أهل الأرض الذين لا يقفون معهم أو يختلفون معهم".
وأضاف أبوزو إن "إسرائيل ليست مجرد دولة مستقلة، بل هي امتداد مباشر للولايات المتحدة وأوروبا في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ سنوات طويلة، تقوم إسرائيل بدور تخريبي يهدف إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالكامل".
وأوضح أن "كل دولة أو شعب يعارض الحكم الاستعماري الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة، وكل مَن يرفض الخضوع للسيطرة الإسرائيلية والغربية عموما، يتعرض للقصف والتدمير بلا رحمة، بينما الأنظمة التي تُظهر الولاء وتنفذ الأوامر، مثل السعودية والأردن ومصر، تُكافأ بالصفقات والتطبيع وتُترك لتعيش في استقرار شكلي".
وتابع: "لقد مزّقت الولايات المتحدة وإسرائيل القانون الدولي. وقد حدث هذا بالفعل مع العراق، الذي دُمّر بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي كذبة مفضوحة انكشفت منذ زمن بعيد. وحدث الأمر نفسه مع أفغانستان، وهي بلد وشعب يعيشان اليوم في حال أسوأ بكثير مما كانا عليه قبل عشرين عاما، وحدث المصير نفسه مع سوريا، واليوم، يطال هذا الرعب غزة وإيران".
واستطرد قائلا: "من الجيد أن نتذكر أن ستة ملايين يهودي أُبيدوا على يد الأوروبيين، على يد النازيين الفاشيين، وليس على يد الشعوب الإسلامية أو الفلسطينيين".
أوروبا بلا تأثير
وقال إن "أوروبا، في خضمّ هذا المشهد المتصاعد من الحروب والعدوان الإسرائيلي- الأمريكي، تبدو بلا أي تأثير حقيقي، وتكتفي بمواقف باهتة تُعبّر عنها بخجل شديد"، وفسّر ذلك بوجود مصالح اقتصادية عميقة، تشمل تجارة السلاح والعلاقات التجارية مع إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب على الحكومات الأوروبية اتخاذ مواقف مستقلة أو جريئة.
وأوضح عضو البرلمان الإيطالي السابق، أن أوروبا تبدو خاضعة تماما للنفوذ الإسرائيلي، بل ومُقيّدة بما وصفه بـ"السلسلة الإسرائيلية"، ما يجعل مواقفها السياسية خاضعة إلى حد كبير جدا للإملاءات.
واعتبر أن "الجاليات اليهودية النافذة في أوروبا أصبحت أشبه بمنصّات دعائية لحكومة تل أبيب الفاشية، وأنها لا تتردد في اتهام كل مَن ينتقد العدوان الإسرائيلي المستمر على شعوب الشرق الأوسط بمعاداة السامية".
وأكد أبوزو أن "هذا الاتهام (معاداة السامية) يُستخدم كسلاح لإسكات الأصوات الحرة، بينما الحقيقة أن المعادين الحقيقيين للسامية هم أولئك الذين يشاركون في إبادة شعب سامي فعلي، هو الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن "المتورطين في هذه الإبادة هم الإسرائيليون وداعموهم من الأغنياء والغربيين".
وزاد: "يسعى اليمين المتطرف الإجرامي إلى إنشاء (إسرائيل الكبرى) أو (أرض إسرائيل)، من خلال احتلال الشرق الأوسط بأكمله تقريبا. يلتزم العالم الغربي الصمت، ويدعم إسرائيل، وهو متواطئ في هذه المجازر لأن الدولة الصهيونية الثيوقراطية والعنصرية هي امتداد للقوة الغربية. إنها دولة استعمارية أنشأها البريطانيون والأمريكيون على حساب الشعب الفلسطيني".
زرع الغضب والعنف
وواصل أبوزو حديثه قائلا: "نحن الغربيون نزرع الغضب والألم والعنف في جميع أنحاء العالم العربي، وحتما سيعود ذلك ليطاردنا يوما ما بتداعيات خطيرة للغاية. حقا نحن في الغرب نُنشئ رد فعل عنيف سيُطاردنا إلى أمد بعيد".
كما حمّل الدول العربية مسؤوليات جسيمة عما يجري في غزة، قائلا: "للأسف لا يوجد من طرف الدول العربية أي تضامن حقيقي مع الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية: لقد تُركوا وحدهم، في حين أن الممالك الخليجية والأردن والمغرب ومصر يعقدون صفقات مع ترامب ونتنياهو بمليارات الدولارات. إنه أمر مخزٍ للغاية".
وأردف: "يجب على كل الشعوب العربية والمسلمة أن تثور ضد هذا الوضع المزري؛ فسياسة إسرائيل العنصرية والإجرامية، وكذلك سياسة اليمين اليهودي، تهدف أيضا إلى تسوية ساحة المسجد الأقصى من أجل إعادة بناء الهيكل اليهودي، لكن يجب إيقافهم قبل أن يدمروا أيضا قبة الصخرة والمسجد الأقصى".
وزاد: "سيسألنا التاريخ أين كنّا؟، وماذا كنّا نفعل بينما كان الفلسطينيون يُذبحون بعشرات الآلاف، بمعدل مئة أو مئتين يوميا، على يد الإسرائيليين والأمريكيين، وبأسلحة أوروبية وأمريكية؟، لن نستطيع أن نقول إننا لم نكن نعلم؛ فوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مليئة بمقاطع فيديو لمجازر المدنيين الأبرياء في غزة، والضفة الغربية، وفي كل أنحاء الشرق الأوسط".
وقال: "وفقا لمجلة (ذا لانسيت) الأمريكية، قُتل أكثر من 100 ألف مدني بريء في غزة. الحرب على حماس ليست سوى ذريعة؛ فمنذ عام 1947 تمارس إسرائيل التطهير العرقي في فلسطين: عمليات إخلاء قسرية، وتهجير عنيف، والاستيلاء على المنازل والأراضي الزراعية وتدميرها، ومجازر بحق المدنيين، وإرهاب يهودي (تذكّروا باروخ غولدشتاين)، وسرقة أراضي، واستغلال للموارد الطبيعية، واعتقالات تعسفية، وتعذيب، وتفجيرات. لم تبدأ هذه الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بل قبل 80 عاما".
وباروخ غولدشتاين هو طبيب أمريكي إسرائيلي، ومتطرف يهودي، كان عضوا في حزب حركة كاخ. عمل طبيبا في الجيش الإسرائيلي، وارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل يوم 25 شباط/ فبراير 1994، الموافق 15 رمضان 1415هـ".
ونوّه إلى أن الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة المُحاصر لا علاقة لها مطلقا بما جرى يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مؤكدا أن "الاحتلال الإسرائيلي، باعتباره قوة استعمارية مفروضة من الخارج، يمارس جرائم إبادة ممنهجة بحق الفلسطينيين في غزة منذ سنوات طويلة، سبقت بكثير أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بل إن ما جرى في ذلك اليوم لم يكن فعلا كما يدّعي الإسرائيليون، بل كان ردّ فعل طبيعي على عقود من القمع والقتل والقهر والتطهير العرقي".
كذلك أشار إلى أنه "تم تكليف منظمة غير حكومية إسرائيلية- أمريكية بتوزيع المساعدات الإنسانية لمراقبة الفلسطينيين في غزة. وعندما يقترب الجوعى من مراكز التوزيع، يُستقبلون بوابل من الرصاص الحي من قِبل الجنود الإسرائيليين. هذا إجرام لا يمكن وصفه مهما قلنا أو فعلنا".
تحالف دولي من الأحرار لهزيمة إسرائيل
وحول الموقف الإيطالي من المجازر الإسرائيلية المتواصلة في غزة، لفت إلى أن بلاده "منقسمة إلى قسمين: الشعب الإيطالي يقف مع فلسطين، ويملأ الساحات كل يوم سبت للاحتجاج على الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب. في المقابل، فإن الحكومة الإيطالية - الفاشية والعنصرية مثل نتنياهو - تقف إلى جانب إسرائيل".
واستطرد قائلا: "لدى إيطاليا اتفاقيات تجارية وعسكرية وثقافية مع الدولة اليهودية، على الرغم من أن بعض الجامعات قطعت علاقاتها بفضل النشاط الطلابي. في الثمانينيات والتسعينيات كانت إيطاليا تدعم فلسطين والسلام في الشرق الأوسط؛ أما اليوم، ومن المؤسف، فإن حكومتنا متواطئة في الإبادة الجماعية".
وتابع: "أوروبا أسوأ حالا من ذلك؛ فهي ترقص على نغمة تل أبيب. أكبر مورّدي الأسلحة لإسرائيل هم الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا"، مضيفا: "نحن نطالب ونناضل من أجل مقاطعة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ومن أجل فرض العقوبات عليه، ومن أجل سحب الاستثمارات (BDS) ضد سياسات الإبادة والاحتلال التي تمارسها إسرائيل".
وأكمل: "القانون الدولي ينطبق على الجميع باستثناء إسرائيل، بينما أثار غزو روسيا لأوكرانيا بحق موجة غضب، فإن النفاق الغربي يُطبّق معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي. غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، والآن إيران - أي دولة شرق أوسطية لا تخضع للولايات المتحدة وإسرائيل - تُواجه الغزو والقصف".
وشدّد أبوزو على أن "ازدواجية الغرب وأكاذيبه ونفاقه تُحطم أي وهم بتفوقه الأخلاقي. لا يُمكن الحديث عن الديمقراطية أو حقوق الإنسان في ظل تجاهل الفظائع في غزة ولبنان وإيران".
وقال: "العالم العربي أيضا يحمل في طياته الذنب والتواطؤ؛ حيث لم تُدافع مصر والسعودية والأردن والإمارات والمغرب أبدا عن الحقوق الفلسطينية، بل سعت بدلا من ذلك إلى إبرام صفقات مع إسرائيل. كان يمكن لدول الخليج أن تلعب دورا دبلوماسيا، لكن علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل تقوّض مصداقيتها. عليهم أن يحذوا حذو عام 1973 حين قاموا بوقف إنتاج النفط، كان ينبغي عليهم إرغام الغرب على الركوع لإيقاف الإبادة الجماعية في غزة والهجمات الإسرائيلية على إيران".
وأضاف عضو البرلمان الإيطالي السابق: "يجب إنهاء العلاقات مع إسرائيل. لا مزيد من التعامل التجاري مع دولة فصل عنصري فاشية".
وتابع: "تغطية الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا مخزية جدا. الجلاد يتظاهر بأنه الضحية، بينما يتم تشويه صورة الضحية. إسرائيل قصفت 36 مستشفى في غزة ومستشفى واحدا في إيران، ومع ذلك تصرخ وتشتكي بسبب صاروخ واحد سقط بالقرب من مستشفى في بئر السبع جنوب إسرائيل، وللأسف لا تزال وسائل الإعلام الرئيسية صامتة إلى حد كبير باستثناء وسائل إعلامية قليلة جدا".
كما لفت عضو البرلمان الإيطالي السابق، إلى أنه "يمكن لتركيا، كعضو في الناتو، أن تفعل المزيد لإيقاف آلة الحرب الأمريكية - الإسرائيلية في الشرق الأوسط".
ودعا إلى إقامة "تحالف دولي من الرجال والنساء الأحرار لهزيمة إسرائيل، وإجبارها على احترام حقوق الإنسان، وإنهاء احتلالها للأراضي العربية".
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات الإسرائيلية غزة إبادة جماعية أوروبا إسرائيل غزة أوروبا إبادة جماعية الحروب الصليبية المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الإبادة الجماعیة الشرق الأوسط تشرین الأول من أجل فی غزة على ید إلى أن
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. نواب: خطوة لاحتواء التصعيد.. وتجسيد لصواب الرؤية المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية
برلماني:وقف إطلاق النار خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقةنائب:تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسطبرلماني: وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرةأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
أشاد عدد من نواب البرلمان بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدين أنه يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط.
بداية،ثمن النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران ،إسرائيل.
واعتبر النائب علاء عابد، وقف إطلاق النار بين الجانبين بمثابة خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة ووضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء الذين دفعوا ثمن الصراع خلال الفترة الماضية.
واوضح عابد ،إن وقف إطلاق النار يُعد مؤشراً على وجود إرادة سياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار وتغليب صوت العقل والحكمة على لغة السلاح والعنف.
واكد النائب علاء عابد، علي أهمية استمرار المساعي الدولية والإقليمية لضمان استدامة الهدنة ومنع أي تصعيد جديد قد يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع وعدم الاستقرار.
كما شدد النائب علاء عابد، على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتعزيز جهود السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، بما يضمن حقوق الشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تبقى جوهر النزاع في المنطقة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البدري عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أمين عام حزب الجبهة الوطنية بالمنيا، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وباب للحلول السياسية لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
موقف مصر متزن وعقلاني
وأشار البدري في تصريحات صحفية له إلى أن مصر كانت منذ اللحظة الأولى صاحبة موقف متزن وعقلاني، يدعو إلى التهدئة ورفض التصعيد العسكري، موضحا أن القاهرة تحركت بشكل فعال عبر القنوات الدبلوماسية، بالتوازي مع جهودها المستمرة في الملف الفلسطيني، ما يعكس دورها التاريخي كركيزة إستقرار في المنطقة.
وشدد على أن وقف إطلاق النار لا يحل الأزمة بالكامل، لكنه يعطي فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن سلام دائم أو استقرار حقيقي دون إنهاء العدوان على غزة، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمته القدس الشرقية.
ولفت إلى أن اللحظة الراهنة تستدعي إصطفاف وطني شامل خلف القيادة السياسية، التي أثبتت حكمتها في التعامل مع الملفات الإقليمية بكل وعي وشجاعة، وعمل على توطيد ودعم المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة، التي هي قوة رشيدة، تحمي ولا تعتدي، مشيرا إلى أن الشعب المصري لطالما كان داعما للسلام العادل، ورافضا للعبث بأمن المنطقة أو تهديد شعوبها، مثمنا الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية لوقف نزيف الدماء في غزة وإدخال المساعدات للقطاع .
في سياق متصل، أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط، موضحا أن هذا التطور يعكس بوضوح صواب الرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى إلى تغليب صوت العقل وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة لا تُبقي ولا تذر.
وأوضح "الجندي"، أن مصر تبنت منذ اندلاع الأزمة خطابا متوازنا وعقلانيا، يركز على ضرورة احتواء التوتر عبر أدوات السياسة والدبلوماسية، انطلاقا من خبرة تاريخية متراكمة في إدارة الصراعات وتحقيق التوازنات، وهي رؤية لم تكتفِ بإدانة التصعيد بل تحركت عمليا عبر قنوات الاتصال المباشرة مع الأطراف المعنية دوليا وإقليميا، مما ساهم في خلق مناخ دولي ضاغط باتجاه التهدئة.
واعتبر عضو مجلس الشيوخ، أن وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرة في ظل غياب أي آليات دولية فاعلة للردع أو الوساطة، مشددا على أن هذا الإنجاز يرسخ موقع مصر كفاعل إقليمي موثوق به، يمتلك أدوات النفوذ والتأثير، وقادر على ملء الفراغات التي خلفها ارتباك بعض القوى الكبرى في التعامل مع أزمات المنطقة.
وأشار "الجندي"، إلى أن هذا التطور وإن كان إيجابيا على المدى القصير، لا يجب أن يصرف الأنظار عن جذور الأزمة الأعمق، وهي القضية الفلسطينية، التي تظل بؤرة التوتر الرئيسية في المنطقة، قائلا: "لقد حذرت مصر مرارا من أن تجاهل المأساة المستمرة في قطاع غزة والاكتفاء بالتعامل مع أطراف الصراع بالقطعة لن يؤدي إلا إلى تجدد العنف"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر والانتهاكات المتكررة بحق المدنيين لا تزال تمثل جرحا نازفا في الضمير الإنساني.
وشدد النائب حازم الجندي ، على أن أي تسوية جادة في الشرق الأوسط يجب أن تمر عبر بوابة العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني، عبر تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، محذرا من أن التغاضي عن هذه الاستحقاقات سيُعيد المنطقة إلى مربع الاشتعال في أي لحظة.
وتابع قائلا:" إن ما حدث خلال الأيام الماضية يجب أن يكون درسا للعالم أجمع بأن التوازنات في الشرق الأوسط هشة، وأن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب يُنتج بيئات خصبة للعنف والتطرف"، مؤكدا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في ترسيخ ثقافة السلام، ومواصلة تحركاتها لتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع المجتمع الدولي نحو معالجة الأسباب لا فقط النتائج.