أعلنت شركة واتساب عن إطلاق ميزة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحمل اسم "ملخصات الرسائل" Message Summaries، وتهدف إلى مساعدة المستخدمين على متابعة المحادثات غير المقروءة بشكل أكثر كفاءة، سواء في الدردشات الفردية أو الجماعية. 

وبحسب ما ذكره موقع “businesstoday”، تقدم هذه الميزة للمستخدم ملخصا سريعا لمجريات محادثات واتساب على شكل فقرات قصيرة، دون الحاجة لقراءة كل رسالة على حدة.

واتساب يحد من عرض الإعلانات في بعض الدول.. إليكم التفاصيلتحديث ضخم في واتساب يجلب ميزة طال انتظارها

تعمل الميزة من خلال تقنية "Meta AI"، لكنها مصممة وفق إطار خصوصية جديد يسمى "المعالجة الخاصة" Private Processing.

يضمن هذا الإطار عدم وصول واتساب أو شركة ميتا إلى محتوى الرسائل أو حتى إلى الملخصات الناتجة عنها، إذ تتم معالجة البيانات مباشرة على جهاز المستخدم نفسه، دون إرسال أي شيء إلى خوادم خارجية.

تعد هذه الميزة مفيدة بشكل خاص في الدردشات الجماعية التي تشهد نشاطا مكثفا، إذ يمكن أن يجد المستخدم صعوبة في مراجعة مئات الرسائل الجديدة، وهنا تأتي ملخصات الرسائل لتوفير صورة سريعة عما دار في غيابه.

تعمل الميزة بشكل اختياري، فهي غير مفعلة تلقائيا، وعلى المستخدم تفعيلها يدويا من إعدادات التطبيق، بعد التفعيل، تظهر إشارة صغيرة بجانب المحادثات التي تحتوي على ملخصات جاهزة للعرض. الميزة تعرض للمستخدم فقط، ولا يتم إشعار الأطراف الأخرى في المحادثة بوجودها.

يشبه إطار "المعالجة الخاصة" الذي تعتمد عليه واتساب تم تصميمه ليتماشى مع أعلى معايير الخصوصية، البنية التي قدمتها آبل في خدمتها "Private Cloud Compute"، ويعتمد على بيئة تنفيذ موثوقة تضمن سرية البيانات ومنع التلاعب بها، إلى جانب إمكانية التحقق المستقل من التزام الشركة بالضوابط الأمنية.

تتوافر الميزة حاليا بشكل تجريبي للمستخدمين في الولايات المتحدة وبلغة واحدة هي الإنجليزية، على أن يتم توسيع نطاقها إلى أسواق ولغات أخرى لاحقا ضمن خطة ميتا لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف خدماتها.

طباعة شارك ملخصات الرسائل واتساب الذكاء الاصطناعي محادثات واتساب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملخصات الرسائل واتساب الذكاء الاصطناعي محادثات واتساب

إقرأ أيضاً:

الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)

 

 

عبيدلي العبيدلي **

 

التعريفات والمفاهيم الأساسية

من أجل فهم عميق وشمولي يحدد أبعاد ومعالم الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي، من الضروري الوقوف على المفاهيم الأساسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ فالمفهوم الشائع يُشير إلى قدرة الأنظمة الحاسوبية على أداء مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا، مثل التعرف على الصور والأصوات، فهم اللغة الطبيعية، اتخاذ القرارات، والتعلّم من التجارب السابقة. لكن في السياق الاقتصادي، يكتسب المفهوم أبعادًا أوسع، تتضمن:

الذكاء الاصطناعي العام (AGI): والمقصود بها تلك الانظمة القادرة على أداء أي مهمة معرفية يستطيع الإنسان القيام بها، مع قدرة على التكيف والتعلم المستمر. لذا فالذكاء الاصطناعي العام هو مجال نظري في علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء حاسوب قادر على التفكير المنطقي وحل المشكلات المعقدة، على غرار الذكاء البشري أو أفضل منه. الذكاء الاصطناعي الضيق (Narrow AI): وتحتويها أنظمة متخصصة في مهام محددة، وهي الأكثر انتشارًا في الاستخدامات الاقتصادية الحالية، مثل التنبؤ بالطلب أو إدارة سلاسل الإمداد. الذكاء الاصطناعي الضيق، وهو المعروف أيضًا بالذكاء الاصطناعي الضعيف. التعلُّم العميق (Deep Learning): وهو فرع من التعلم الآلي يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية لمحاكاة طريقة عمل الدماغ البشري، وقد أحدث طفرة في تطبيقات الرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة. والتعلم العميق هو مجال متخصص ضمن التعلم الآلي، يستخدم الشبكات العصبية الاصطناعية متعددة الطبقات (الشبكات العصبية العميقة) لتحليل من الناحية الاقتصادية، يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تقنية مُضاعفة للقوة الإنتاجية، نظرًا لقدرتها على تحسين الكفاءة، وخفض التكاليف، وفتح أسواق جديدة.

الخلفية التاريخية للجدل الاقتصادي حول التقنيات

ولكي يتسنى لنا الوصول إلى فهم أفضل للجدل الحالي، يجدر استعراض الخلفية التاريخية للنقاشات الاقتصادية التي رافقت التحولات التقنية الكبرى:

الثورة الصناعية الأولى (أواخر القرن 18 – أوائل القرن 19): أثارت الماكينات البخارية مخاوف من بطالة واسعة النطاق، لكن المدى الطويل شهد توسعًا في الإنتاج وفرص العمل. الثورة الصناعية الثانية (أواخر القرن 19 – أوائل القرن 20): الكهرباء وخطوط الإنتاج الآلي عززت الإنتاجية وخفضت الأسعار، لكنها أعادت تشكيل علاقات العمل وضاعفت من شدة التركيز الصناعي. الثورة الرقمية (سبعينيات القرن 20 – اليوم): وهي الحواسيب والإنترنت، التي أعادت تعريف الاقتصاد العالمي، ومهدت الطريق أمام العولمة الرقمية، وخلقت فجوات بين الاقتصادات المتقدمة والنامية.

في ضوء ذلك يمكن النظر إلى ثورة الذكاء الاصطناعي، على أنها امتدادًا لتلك الموجات، لكنه يتميز بسمتين أساسيتين: السرعة في الانتشار والعمق في التأثير، إذ أن قدرته على التعلم الذاتي والتطوير المستمر تجعله أكثر ديناميكية من أي تقنية سابقة.

ثالثًا: الإطار النظري للجدل الاقتصادي

يمكن تأطير الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي في ثلاثة محاور نظرية رئيسية:

نظرية النمو الاقتصادي المدفوع بالتكنولوجيا: ترى هذه النظرية أن الابتكار التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، هو المحرك الأساسي للنمو طويل الأجل. ووفقًا لـ"نموذج" روبرت سولو وهو اقتصادي وأكاديمي أمريكي ينتمي إلى المدرسة الكينزية في الاقتصاد (نسبة إلى الاقتصادي البريطاني جون مينارد كينز)، واشتهر بنظريته بشأن النمو الاقتصادي، حصل على جائزة نوبل في علم الاقتصاد عام 1987 تكريمًا لإسهاماته النيرة والمهمة في يرفع إنتاجية العمل ورأس المال، ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة. نظرية الإزاحة التكنولوجية (Technological Displacement): تحذر هذه النظرية من أن التكنولوجيا قد تُقصي فئات من سوق العمل، خاصة الوظائف الروتينية، مما يزيد معدلات البطالة ويعمّق الفجوات الاجتماعية. نظرية التغيير الهيكلي (Structural Change): تشير إلى أن إدخال تكنولوجيا جديدة يغيّر البنية الاقتصادية نفسها، بما في ذلك القطاعات المهيمنة، سلاسل القيمة، ومراكز القوة الاقتصادي.

لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا متخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.

الدروس المستفادة:

السياسات هي الفارق: الذكاء الاصطناعي ليس نعمة أو نقمة بذاته؛ السياسات الحاكمة هي التي تحدد ذلك. الإدماج الرقمي شرط للنجاح: لا يمكن تحقيق استفادة جماعية من الذكاء الاصطناعي دون بنية تحتية تتيح الوصول للجميع. ضرورة إشراك المجتمع: المشاريع التي تُبنى بالتشارك بين الحكومة والمجتمع تحقق نتائج أفضل من تلك التي تُفرض من الأعلى. الاستثمار في المهارات الرقمية: يعد هذا الاستثمار خط الدفاع الأول ضد البطالة التكنولوجية.

وتكشف التجارب الواقعية أن الذكاء الاصطناعي قد يكون محركًا للنمو والابتكار أو أداة لتعميق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، بحسب كيفية إدماجه في السياسات العامة. وتؤكد هذه الحالات أن الجدل الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي لا يُحسم في القاعات الأكاديمية، بل يُحسم في الميدان، حيث تؤدي السياسات الجيدة إلى التمكين، والسياسات الفاشلة إلى التهميش.

لقد تحوّل الذكاء الاصطناعي من كونه مجالًا مُتخصصًا داخل المعامل والمختبرات إلى كونه عنصرًا جوهريًا في قلب السياسات الاقتصادية والاستراتيجيات التنموية للدول. ويمثّل اليوم لحظة انعطافيه في مسار تطور الاقتصاد العالمي، على غرار الثورة الصناعية أو الثورة الرقمية. غير أن ما يميز هذه الطفرة هو تسارعها غير المسبوق، وتأثيرها المركب على بنى العمل، والملكية، والمعرفة، والسلطة الاقتصادية.

وعلى هذا الأساس، من الخطأ القاتل التعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة تقنية فقط؛ بل بوصفه "ظاهرة اقتصادية كونية" يُعاد من خلالها تعريف مفاهيم مثل القيمة، الكفاءة، النمو، والعدالة، كما يطرح أسئلة وجودية على مستوى مستقبل البشرية في ظل الخوارزميات.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • يصاب بالتسمم باستشارة من «الذكاء الاصطناعي»
  • هيئة أبوظبي للدفاع المدني تعزز منظومتها بالذكاء الاصطناعي عبر شراكة استراتيجية مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة
  • مزايا سيري بالذكاء الاصطناعي تُغير مستقبل آبل تماما
  • ويندوز في 2030.. نظام تشغيل بالذكاء الاصطناعي دون فأرة أو لوحة مفاتيح
  • أبوظبي تكتب قصة نجاح في الذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي للدفاع المدني تعزز منظومتها بالذكاء الاصطناعي عبر شراكة استراتيجية مع مجلس أبحاث التكنولوجيا
  • روسيا تكشف عن مسيّرات تعمل بالذكاء الاصطناعي لاعتراض الدرونات
  • واتساب يتيح ميزة جديدة تسمح بمراسلة الأشخاص دون تحميل التطبيق
  • أخبار التكنولوجيا.. واتساب يتيح لك الدردشة مع الغرباء.. قائمة أجهزة سامسونج التي تحصل على تصحيح الأمان
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (3- 5)