هل يسّلم حزب الله سلاحه أم يُنتزَع منه؟
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
هل صحيح أن الموفد الأميركي الجديد إلى لبنان توماس برّاك قد أبلغ المسؤولين اللبنانيين، الذين التقاهم في آخر زيارة له لبيروت، أن سلاح "حزب الله" يجب أن يُنزع بأي طريقة من الطرق؟ فإذا كان لبنان غير قادر على هذه المهمة فإن إسرائيل، التي امتدّت يدها إلى إيران، مصدر هذا السلاح، قادرة على القيام بهذه المهمة.
قد يكون أمر تسليم "حزب الله" سلاحه للدولة مهمًّا بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين يريدون أن يأكلوا عنبًا لا قتل الناطور، لكنهم يرون أن أكل العنب وقت القطاف أفضل بكثير من أن تُترك العناقيد على أمها فتأتي طيور السماء لتنتهشها، خصوصًا إذا ما تيقنت أن "خيالات الصحراء"، التي توضع عادة في الكروم لإخافة هذه الطيور، ليست سوى دمىً لا تُخيف.
وهذا ما تمّ بحثه على الأرجح بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في أول لقاء بين الرجلين بعد الانتخابات الرئاسية.
الذين اطّلعوا على بعض تفاصيل ما دار من أحاديث في لقاء بعبدا يؤكدّون أن معظمها دار حول سلاح "حزب الله"، وأن مهمة تسليمه إلى الدولة يجب أن تُناط بمؤسسة الجيش اليوم قبل الغد، لأن نزع هذا السلاح بغير هذه الطريقة "الحبّية" سيؤدّي حتمًا إلى ردود فعل غير مستحبّة في الظرف الحالي، الذي يمرّ به لبنان، وستكون له انعكاسات سلبية على مسيرة العهد، التي بدأت بخطاب قسم تاريخي.
ولكن تسليم السلاح إلى الجيش بطريقة "حبّية" يجب ألا يعني بالضرورة "تمييع" هذه المهمة، أو إضاعة الفرصة أمام إمكانية استعادة الدولة بأجهزتها الشرعية قرار السلم والحرب، بما يعنيه هذا القرار من استعادة هيبة هذه الدولة كمقدمة لا بدّ منها لإعادة بسط سلطتها على كل شبر من الأراضي اللبنانية بما فيها التلال الخمس، وكذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، على رغم كل الكلام، الذي قيل في السابق ويُقال اليوم عن غير وجه حقّ بالنسبة إلى "لبنانية" هذه المزارع وتلك التلال.
فالفرق كبير، في رأي الخبراء العسكريين، بين "تسليم" السلاح، وبين "نزع" هذا السلاح. ففي الأمر الأول، خصوصًا إذا أتى وفق ما يسعى إليه الرئيس عون، يكون هذا التسليم مقدمة لأمور كثيرة، ومن بينها بالطبع عودة الدولة إلى الدولة، وعودة "حزب الله" بالتالي إلى هذه الدولة، التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في خطاب القسم، والتي تحدّث عنها بصراحة متناهية في خلال استقباله وزير خارجية إيران عباس عراقجي عندما زار لبنان عشية الضربة الإسرائيلية لإيران.
أمّا في الأمر الثاني فإن كثيرًا من اللبنانيين يعتبرون أن "نزع" سلاح "حزب الله" بالقوة أو عن طريق حرب إسرائيلية جديدة ضد "المقاومة الإسلامية" ستُدخل البلاد مرّة جديدة في متاهات الحروب العبثية، التي من شأنها أن تقوّض التركيبة اللبنانية القائمة على توازنات دقيقة وحسّاسة.
باختصار كلي يمكن القول، واستنادًا إلى أوساط مراقبة، بأن الوضع غير مطمئن، لأن "حزب الله" لا يزال يعتبر حتى الساعة أن دور سلاحه لم ينتهِ بعد، وهو حاجة وطنية قبل أن يكون مجرد حاجة للبيئة الشيعية فقط. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟ Lebanon 24 هل ستؤدّي محادثات بعبدا إلى تسليم "حزب الله" لسلاحه؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
غراهام: لا مستقبل للبنان طالما انه يتسامح مع حزب الله
أشار السيناتور الأميركي ا
أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن لا مستقبل للبنان طالما انه يتسامح مع "الحزب" المسلّح وأن طريق التطبيع تمرّ عبر تفكيك كلّ "ميليشيات إيران"كما عبّر عن تأييده لعملية مصادرة ناقلة النفط قبالة السواحل الفنزويلية، والتي كانت تُستخدم – بحسب ما أفاد – في نقل نفط إيراني وفنزويلي خاضع للعقوبات.
ورأى عبر اكس أن فنزويلا تعمل منذ سنوات كدولة يحكمها نظام ديكتاتوري يرتبط بأنشطة مخدّرات وإرهاب، على حدّ وصفه، وأن هذا النموذج يمكن أن يمتد إلى أسطول الناقلات غير الشرعي الذي يُقال إنه يموّل المجهود الحربي الروسي.
وأشار إلى أنه، من وجهة نظره، آن الأوان لإنهاء ما وصفه بـ"نظام الرعب” الذي يقوده نيكولاس مادورو، معتبرًا أن ذلك سيفسح المجال أمام الشعب الفنزويلي لنيل حريته ويفتح الباب أمام تحالفات جديدة مع الولايات المتحدة تعود بالنفع على الطرفين.
كما أشاد بما اعتبره التزام الرئيس ترامب بمواجهة الدول المصنفة كدول راعية للنشاطات غير القانونية، بما في ذلك التنظيمات والعصابات المرتبطة بالاتجار بالمخدرات، مؤكّدًا أن مثل هذه الإجراءات قد تساهم في إنقاذ آلاف الأرواح.
مواضيع ذات صلة مصادر لبنانية لـ"سكاي نيوز عربية": حزب الله لن يعترض على توجه حصر السلاح شمال الليطاني طالما أنه يجنب لبنان مواجهة عسكرية واسعة Lebanon 24 مصادر لبنانية لـ"سكاي نيوز عربية": حزب الله لن يعترض على توجه حصر السلاح شمال الليطاني طالما أنه يجنب لبنان مواجهة عسكرية واسعة