تحذيرات من تحول الانتحار الى وباء اجتماعي.. ضغوط نفسية واقتصادية تفتك بالمجتمع العراقي
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
28 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تسجل محافظة نينوى، مركز الصراعات التاريخية في العراق، ارتفاعاً مقلقاً في معدلات الانتحار، حيث أفادت مصادر أمنية، يوم السبت 28 يونيو 2025، بانتحار امرأة في حي الإخاء بمدينة الموصل شنقاً داخل منزلها.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى دوافع نفسية واجتماعية دفعت المرأة، التي لم يُكشف عن هويتها، إلى إنهاء حياتها، فيما تستمر السلطات في التحقيق لكشف ملابسات الحادث.
ويأتي هذا الحدث كجزء من سلسلة متزايدة من حالات الانتحار التي تهز المجتمع العراقي، لا سيما في نينوى، التي عانت ويلات الحروب والإرهاب.
ويعزو مختصون اجتماعيون هذا التصاعد إلى تراكم الضغوط النفسية والاقتصادية، إذ أشارت دراسات حديثة إلى أن 43% من حالات الانتحار في العراق ترتبط باضطرابات نفسية، بينما تساهم الأزمات العائلية بنسبة 35% والمشاكل الاقتصادية بنسبة 15%.
وتبرز نينوى كإحدى المحافظات الأكثر تأثراً، حيث سجلت في مايو 2025 ما بين خمس إلى سبع حالات انتحار، وفقاً لدائرة صحة المحافظة، التي حذرت من تحول الظاهرة إلى “وباء اجتماعي” يتطلب تدخلاً عاجلاً.
وتلعب الوصمة الاجتماعية دوراً كبيراً في تفاقم الأزمة، إذ يتردد كثيرون في طلب العلاج النفسي خوفاً من نظرة المجتمع.
ويفتقر العراق إلى بنية تحتية كافية للصحة النفسية، إذ تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك ثلاثة أطباء نفسيين فقط لكل مليون مواطن، مقارنة بـ209 في دول مثل فرنسا. وتزيد الأوضاع الأمنية السابقة في الموصل، التي شهدت سيطرة تنظيم داعش بين 2014 و2017، من تعقيدات الوضع، حيث تركت تداعيات النزاع آثاراً نفسية عميقة على السكان.
وتشير تقارير إلى أن الفقر والبطالة، إلى جانب العنف الأسري والابتزاز الإلكتروني، تدفع الشباب والنساء على وجه الخصوص إلى حافة اليأس.
وتدعو الجهات المختصة إلى إنشاء مراكز علاج نفسي وتفعيل استراتيجيات وطنية للوقاية من الانتحار، فيما يطالب ناشطون بتحقيقات أعمق للكشف عن حالات قد تُسجل كانتحار لإخفاء جرائم قتل، خاصة ضد النساء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
على خط النار والمفاوضات.. أبعاد التحرك الإيراني نحو العراق ولبنان
12 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: تأتي زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى العراق ولبنان في لحظة إقليمية حرجة، حيث تتقاطع الملفات الأمنية والسياسية مع مسار المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن، وسط تحولات متسارعة في الخريطة الجيوسياسية.
وتبدو الزيارة بمثابة تحرك استراتيجي مزدوج الأهداف، يحمل في طياته رسائل موجهة للداخل الإيراني كما للبيئة الإقليمية، في محاولة لتثبيت مواقع النفوذ وبناء تفاهمات تمنع الانزلاق نحو فوضى شاملة.
وتعكس الجولة إدراكاً إيرانياً بأن مسار الأحداث في المنطقة بات يتطلب إعادة قراءة معمقة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية وتنامي محاولات إعادة رسم موازين القوى.
ومن هنا، تطرح طهران خطاباً يقوم على تعزيز التعاون الإقليمي، باعتباره الوسيلة الأنجع لتجنب الانفجار الأمني، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام جولات لاحقة تشمل دولاً أخرى لإحكام نسج شبكة تحالفات قادرة على امتصاص الضغوط.
وفي العراق، تندرج المحادثات في إطار ربط الأمن القومي الإيراني بموقع بغداد المحوري، حيث يُنظر إلى العراق كخط دفاع متقدم ورئة اقتصادية لا غنى عنها، في وقت يشكل فيه الحشد الشعبي جزءاً أساسياً من هذه المعادلة، وسط جدل داخلي حول تشريعاته وتوجهاته. وهنا، يتضح أن طهران تراهن على تثبيت حضورها في المعادلة العراقية بما يكفل استمرار دور بغداد كحائط صد أمام أي تمدد أميركي.
أما في لبنان، فتقع الزيارة في قلب الجدل الدائر حول حصر السلاح بيد الدولة، وهو ملف تحاول إيران التأثير في توقيت معالجته بما يمنحها فسحة زمنية لإعادة ترتيب أوراقها التفاوضية مع واشنطن. ورغم إدراكها لصعوبة تغيير القرار المبدئي، فإن الرهان ينصب على تمديد مهلة التنفيذ، بما يسمح بإيجاد تفاهمات أكثر انسجاماً مع موازين القوى الراهنة.
وتأتي هذه التحركات في بيئة إقليمية مثقلة بمحاولات إضعاف مراكز القوة، حيث تواصل إسرائيل استهداف البنية الدفاعية في سوريا، وتوسيع نطاق عملياتها الجوية وصولاً إلى العمق العراقي والإيراني. وفي مواجهة ذلك، تعمل طهران على بلورة مقاربة توازن بين الضغط السياسي والمبادرة الدبلوماسية، لإبقاء المبادرة بيدها ومنع خصومها من فرض وقائع نهائية على الأرض.
وبين تصاعد المخاطر وإمكانية فتح نوافذ تفاهم جديدة، تتحرك إيران عبر هذه الزيارة لتؤكد أن المشهد الإقليمي لا يزال قابلاً لإعادة التشكيل، وأن المسافة بين الميدان وطاولة التفاوض قد تختصر أحياناً في رحلة واحدة عبر عواصم المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts