أُصيب مستمعو إذاعة أسترالية بالذهول بعد اكتشافهم أن المذيعة "ثاي" (Thy)، التي قدمت برنامجًا يوميًا لمدة أربع ساعات على مدى ستة أشهر، لم تكن بشرية، بل نسخة رقمية من إنتاج الذكاء الاصطناعي!


المذيعة التي ظهرت على إذاعة CADA التابعة لشبكة الراديو الأسترالية ARN،وفقاً لموقع"the scottish sun" استخدمت صوتًا مولدًا عبر أداة متقدمة من شركة ElevenLabs المتخصصة في استنساخ الأصوات.

وخلال كل هذه المدة، لم يُذكر أبدًا أنها ليست إنسانة حقيقية، ما أثار موجة من الغضب والانتقادات.

 

 

 

البرنامج الذي حمل اسم "Workdays with Thy" كان يُبث من الاثنين إلى الجمعة، ويُقدَّم وكأنه برنامج حيّ بمذيعة بشرية. لكن كاتبة مقالات مقرها سيدني تُدعى ستيفاني كومبس هي من بدأت بطرح الأسئلة: "ما هو اسم ثاي الكامل؟ من هي؟ لماذا لا توجد أي سيرة ذاتية عنها؟".

تحليل صوتي دقيق كشف أن ثاي كانت تكرر نفس الجمل بنبرة طبق الأصل، ما أكد الشكوك. وبالفعل، اعترف قائد المشروع بأن ثاي كانت تجربة غير تقليدية قائلاً: "لا مايكروفون، لا استوديو... فقط كود وإحساس".

 

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يحلّل تخطيط صدى القلب خلال دقائق مساعد «تم» الذكي ضمن أفضل 5 مشاريع مرشَّحة للفوز بجوائز القمة العالمية

المستمعون وصفوا التجربة بـ"الخداع"، خصوصًا أن البرنامج لم يكن يحمل أي إشارة إلى أنه من تقديم ذكاء اصطناعي، مما أثار التساؤلات. وقد علّقت نائبة رئيس جمعية مؤدي الأصوات الأسترالية قائلة: "كان يجب عليهم أن يكونوا صريحين منذ البداية".

ورغم الجدل، لا توجد حاليًا قوانين في أستراليا تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في البث الإذاعي. شبكة ARN دافعت عن التجربة بقولها: "نستكشف كيف يمكن للتكنولوجيا دعم المحتوى المتميز. هذه التجربة أثبتت أن للشخصيات الحقيقية دورًا لا يمكن استبداله في خلق محتوى جذاب".


وقد جذب البرنامج في شهره الأخير وحده أكثر من 72 ألف مستمع.

إسلام العبادي (أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الهواء الذكاء الاصطناعي أستراليا

إقرأ أيضاً:

د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي

لم يكن المؤتمر العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم مجرد تظاهرة علمية روتينية، بل كان انعطافة حقيقية في مسار الفكر الإفتائي المعاصر، إذ جمع بين أهل الفقه ومهندسي التقنية وصناع القرار، ليبحثوا في سؤال لم يعد مؤجلًا: كيف يمكن لمؤسسات الإفتاء أن تظل وفيّة لمرجعيتها الشرعية، وهي تخوض غمار عصر تتسارع فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتعيد تشكيل طرق المعرفة ووسائطها؟

في قلب هذه الفعالية برزت “وثيقة القاهرة حول الذكاء الاصطناعي والإفتاء” باعتبارها أهم مخرجات المؤتمر وأبرز تعبير عن الوعي الاستباقي الذي بدأ يتشكل في العقل الإفتائي العالمي. الوثيقة لا تكتفي بتحديد موقف فقهي من التقنية، بل تؤسس لرؤية مقاصدية متكاملة، تتجاوز الانفعال الظرفي إلى رسم خطوط منهجية لضبط العلاقة بين الإنسان والآلة في ميدان الفتوى.

هذه الوثيقة تنطلق من مبدأ راسخ: أن الإفتاء فعل إنساني مركب لا ينفصل عن ملكات العقل الفقهي، ولا يجوز إسناده إلى البرمجيات استقلالًا، لأن الاجتهاد يتطلب إدراك المقاصد، وفهم السياقات، واستحضار المآلات، وهي عناصر لا تتوافر في المعالجة الآلية مهما بلغت من التطور. لكنها، في الوقت ذاته، لا تدعو إلى الانغلاق أو رفض التقنية جملة، بل تفتح الباب أمام توظيفها كأدوات مساندة للمفتي، شريطة أن تكون خاضعة لضوابط معرفية وأخلاقية واضحة.

من أبرز ما شددت عليه الوثيقة ضرورة بناء أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإفتاء، وذلك عبر لجان رقابة علمية مستقلة، تمنع تسلل الفوضى أو التلاعب بالبيانات، وتحول دون خضوع الفتوى لهيمنة مصادر غير منقحة أو موجهة أيديولوجيًا. كما حذرت من مخاطر الاعتماد على قواعد بيانات مفتوحة مجهولة المصدر، لما يترتب على ذلك من تحريف المعاني الشرعية أو إسقاط الأحكام في غير مواضعها.

على المستوى الأصولي، اعتمدت الوثيقة على جملة من القواعد الكبرى مثل “اعتبار المآل” و”سد الذرائع وفتحها” و”الوسائل لها حكم المقاصد”، لتؤكد أن إدخال التقنية في الإفتاء لا يمكن أن ينفصل عن فقه الضوابط والحدود. وهي بهذا تضع حدًا لتوجهين متقابلين: توجه الانبهار الذي يلهث وراء التقنية دون ضوابط، وتوجه الرفض المطلق الذي يحكم عليها بالفساد قبل النظر في إمكان توظيفها الرشيد.

ولعل البعد الاستراتيجي في هذه الوثيقة يكمن في دعوتها إلى إعادة صياغة مناهج إعداد المفتين، بحيث تتضمن تدريبًا على أدوات التحليل الرقمي وفهم منطق عمل النظم الذكية، لا بهدف تحويل الفقيه إلى مبرمج، بل لتمكينه من توجيه التقنية ومساءلتها بدل الانقياد لنتائجها الجاهزة. كما طرحت فكرة التعاون الدولي بين دور الإفتاء لتوحيد المعايير والمصطلحات في ظل بيئة رقمية عابرة للحدود، وهو ما يفتح الباب أمام “حوكمة عالمية للفتوى” قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.

بهذا التصور، يصبح الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي مجالًا لإعادة هندسة العلاقة بين المرجعية الشرعية والوسائط التقنية، حيث يظل الإنسان هو صاحب القرار الاجتهادي، بينما تعمل الآلة كامتداد لأدواته، لا كبديل عنه. وإذا ما تحولت هذه الوثيقة من نصٍّ إرشادي إلى إطار إلزامي داخل المؤسسات الفقهية، فإنها قد تؤسس لمرحلة جديدة تحفظ للفتوى أصالتها، وتضمن في الوقت ذاته انفتاحها على أدوات العصر.

إن التحدي الأكبر اليوم ليس في إدخال الذكاء الاصطناعي إلى منظومة الإفتاء، بل في ضمان أن يكون دخوله مضبوطًا برؤية مقاصدية، تحفظ الإنسان من الاستلاب، والمجتمع من الفوضى الرقمية، والشريعة من التفريغ من معناها. وهذا ما جعل وثيقة القاهرة لا تُقرأ فقط كأحد مخرجات مؤتمر، بل كبوصلة فكرية توجه الإفتاء نحو مستقبل متوازن، تتكامل فيه الحكمة مع التقنية، والمرجعية مع الابتكار، في خدمة مقاصد الشريعة وحاجات الإنسان المعاصر.

طباعة شارك الإفتاء موتمر الإفتاء الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • فى حب أنغام.. أسرار أغانيها النادرة والجديدة بـ"أغاني منسية" على إذاعة القاهرة الكبرى (غدا)
  • "غوغل" ستستخدم الذكاء الاصطناعي لاستطلاع آراء الأميركيين
  • نتائج مفاجئة لتصرفات روبوتات الذكاء الاصطناعي في محاكاة منصات التواصل
  • عمرو الليثي: الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج أخبار وهمية
  • الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأورام «خطر»
  • د. محمد بشاري يكتب: الإفتاء في زمن الذكاء الاصطناعي
  • دمج الذكاء الاصطناعي في برنامج الصيدلة الإكلينيكية بجامعة الجلالة الأهلية
  • وزير الثقافة مع فتيات البرنامج الرئاسي لأبناء المحافظات الحدودية: الثقافة المصرية كانت وستظل مِلكًا لأهل مصر
  • 10 آلاف مريض مستفيد من برنامج فحص اعتلال الشبكية باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يدعو لإبادة البشر عبر رسائل سرية