الطحين مفقود والغزيون يلاحقون لقمة العيش تحت النيران
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في شوارع قطاع غزة المدمر، يبحث الناس عن طحين يسدّ رمقهم، وسط ندرة المواد الغذائية وغلاء الأسعار وانعدام القدرة على الشراء. وخلف هذه العناوين المأساوية، وجوه حقيقية تكافح كل يوم من أجل البقاء.
يقف أحمد محمد ياسين، وهو نجار سابق وأب لطفلين، عاجزًا أمام جوع أسرته، بعدما باتت السلع الأساسية بعيدة المنال، والطحين غير متوفر منذ أسابيع.
أما ماهر جمال الظاظا، العاطل عن العمل، فيقول إن "من يشتري من السوق بهذه الأسعار يجب أن يكون لصًا"، في إشارة إلى الغلاء غير المسبوق، حيث تجاوز سعر بعض المواد الأساسية قدرة السكان اليومية على الإنفاق.
وفي حي الشجاعية، يعيش محمد عاشور نازحًا منذ أشهر، بعد أن فقد منزله خلال الحرب. ويحاول تأمين الحد الأدنى من الغذاء لأسرته، ويقول إن الطحين وحده أصبح هدفا يتطلب الخروج أكثر من مرة ومواجهة الخطر في كل مرة.
وخلال محاولة الثلاثة الحصول على كيس طحين من شاحنة مساعدات غذائية أميركية وصلت إلى أحد أحياء غزة، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه المدنيين المتجمعين، مما أدى إلى إصابتهم جميعا.
فقد ماهر الظاظا عينه جراء الإصابة، وظل ينزف لساعات قبل أن يتمكن المسعفون من الوصول إليه. وأصيب محمد عاشور بطلق ناري في رقبته، بينما كان يحاول الاحتماء من إطلاق النار.
كما أصيب أحمد محمد ياسين، أثناء محاولته سحب كيس الطحين من مؤخرة الشاحنة، قبل أن يُجبر على الفرار وترك المساعدات خلفه.
وقالوا إنهم شاهدوا مصابين وشهداء وأشلاء متناثرة في المكان، بينما كانوا يفرّون باتجاه البحر هربا من النيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائيليlist 2 of 211 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزةend of list إعلانولم يتمكنوا من الحصول على الطحين في تلك المرة، لكنهم عادوا مرة تلو الأخرى في محاولات لاحقة، رغم المخاطر، لتأمين ما يسد جوع أطفالهم.
وفي غزة، ليست المعاناة فقط في انعدام الطحين، بل في الكلفة الإنسانية التي تُدفع لمحاولة الحصول عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية الحصول على
إقرأ أيضاً:
وفد صحفي لزيارة أسر شهيدات لقمة العيش بالمنوفية.. ولجنة المرأة بنقابة الصحفيين: العدالة هي العزاء الحقيقي
تقدمت لجنة المرأة بنقابة الصحفيين بخالص التعازي والمواساة إلى أسر 18 فتاةً في عمر الزهور، اللاتي لقِينَ حتفَهُنَّ في الحادثٍ المأساوي على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، أثناء توجههن للعمل في جني المحاصيل بمنطقة السادات.
وقالت اللجنة في بيان لها: “18 فتاة خرجنّ من بيوتهنَّ بحثًا عن لقمة عيشٍ كريمة، فعدنَّ في الأكفان، ضحايا لفقرٍ قاسٍ، وإهمالٍ مستمر، وطرقٍ لا تعرف الرحمة”.
وشاركت اللجنة، آلام الأسر المنكوبة، فإنها تؤكد تبنيها الكامل لمطالبهم العادلة، وتطالب الدولة والجهات المعنية بما يلي:
- فتح تحقيقٍ عاجلٍ وشفافٍ في ملابسات الحادث ومحاسبة المسئولين.
- توفير وسائل نقل آمنةٍ وآدميةٍ للعمالة الزراعية الموسمية، خاصةً الفتيات.
- تطوير وتأمين الطرق الإقليمية والسريعة، وتكثيف الرقابة على وسائل النقل.
- التطبيق الصارمٍ لقوانين العمل والسلامة المهنية، وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي للعمالة غير المنتظمة.
- تفعيل قوانين مكافحة عمالة الأطفال، وزيادة الاستثمارات في التعليم والبنية التحتية بالمناطق الريفية.
- توفير حوافز للأسر لضمان بقاء أطفالهم في التعليم، وعدم دفعهم إلى سوق العمل.
وقالت اللجنة، إن ما حدث ليس مجرد حادث سير، بل مأساةٌ وطنيةٌ حقيقية تثقل ضمير المجتمع، وتكشف واقعًا صادمًا تدفع فيه فتياتنا حياتهنَّ ثمنًا للقمة العيش، وواجبنا أن ننتصر لهنَّ بعد الرحيل، بأن نمنع تكرار المصير.
وأضافت: “في كل وجهٍ من وجوه هؤلاء الفتيات، نرى أحلامًا لم تُكتَب، وحكاياتٍ لم تُروَ، وطفولةً سُرقت بالقهر والظروف”.
وتابعت: “إننا إذ نشدد على أن وجع ذويهن هو وجعنا جميعًا، وألمهم هو ألم مجتمعٍ بأكمله. لا يمكن أن نغلق أعيننا على هذه المآسي وكأنها أمورٌ طبيعية، فدماؤهنَّ التي سالت على أسفلت الطرقات هي نداء إنسانيةٍ صارخ يدعو كل واحدٍ منا أن يكون صوتًا للحق، وصانعًا للتغيير”.
وقالت اللجنة إن حماية أرواح بنات وأبناء هذا الوطن واجبٌ لا يُمكن التهاون فيه، فالعدل والسلامة والكرامة ليست مجرد شعارات، بل هي حقٌ يجب أن نضمنه لهم جميعًا، بعيدًا عن الفقر والخذلان. لنقف معًا، لا لنعزي، بل لنصنع غدًا أفضل، حيث لا تُزهق الأرواح بلا معنى، ولا تُهدر حياةٌ بريئةٌ بسبب الإهمال.
وتضامنت لجنة المرأة، مع بيان الأسرة الصحفية بمحافظة المنوفية، الذي حذّر من استمرار نزيف الدم على الطريق الإقليمي، وما يتطلبه ذلك من سرعة التدخل، ووضع حلولٍ عمليةٍ وفعّالة، تضمن سلامة مستخدمي الطريق، وتمنع تكرار هذه الحوادث المأساوية، فإنها تدعو الزميلات والزملاء من أعضاء المجلس، والجمعية العمومية إلى تنظيم وفدٍ للتحرك يوم الثلاثاء المقبل من أمام النقابة في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، للتوجه إلى محافظة المنوفية لتقديم واجب العزاء، والتضامن مع الأسر المفجوعة، والتأكيد على أن العدالة هي العزاء الحقيقي.