وبحسب التقارير، تفاجأ الإمام والمصلون بقوة أمنية ملثمة تقتحم المسجد وتطلق النار بداخله، قبل أن تعتدي على الإمام بالضرب وتختطفه بالقوة من محرابه.

وذكرت وسائل الإعلام اليمنية أن هذه القوة الأمنية تتبع للمجلس الانتقالي الجنوبي، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الحادثة.

بدوره، دان الحادثة مختار الرباش وكيل وزارة الأوقاف بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، واصفاً إياها بأنها "انتهاك صارخ وإهانة لبيوت الله وإهانة لمدينة عدن" كما اعتبر محافظ عدن أحمد لملس ما جرى "انتهاكاً خطيراً يستوجب التحقيق العاجل".

وعبر مغردون يمنيون عن غضبهم، وأجمعوا على رفض هذا الانتهاك الصارخ لحرمة بيوت الله، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون والطرق القانونية في التعامل مع أي قضايا، وفق ما أبرزته حلقة (2025/6/29) من برنامج "شبكات".

حرمة بيت الله

وبحسب المغرد حروف فإن الحادث يمثل خروجا على القانون، وكتب يقول "دخولهم المساجد ملثمين كالعصابات، دون احترام لحرمة بيوت الله، يُعد انتهاكاً صارخاً لكل القيم الدينية والوطنية، ومن لا يحترم المساجد لن يحترم الشعب، ومن يحمل السلاح داخل الجامع لا يمكن أن يمثل دولة ولا نظاما، بل يمثل الفوضى والبلطجة".

وفي نفس السياق، أضاف الناشط راجح مستنكرا "حادثة الاعتداء المروعة بحق المصلين تصرف همجي غير مسؤول حتى وإن كان هناك مطلوبون فليس بالطريقة المستفزة، الدولة واجبها تحمي المواطن مش سوط إرهاب".

واتفق معهما في الرأي المغرد عبد الرب، ودعا إلى اتباع الطرق القانونية، وكتب يقول "هذه الأعمال التي تشوه بالأمن بالدرجة الأولى، كان بإمكانهم استدعاؤه عبر الطرق القانونية".

ومن جهته، غرد الناشط ساوث بقوله "القانون فوق الجميع وكل الناس مع القانون، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته.. المشكلة في طريقة الاعتقال وفي بيت الله، كان المفروض أن ينتظرونه لما يطلع من بيته أو بيت الله".

إعلان

وفي وقت لاحق، تم إطلاق سراح الإمام في اليوم ذاته، وظهر في مقطع فيديو من مسجده يتحدث عما جرى، كما أعلنت إدارة أمن عدن استدعاء مدير شرطة دار سعد والأفراد المتورطين في الحادثة لتوقيفهم وإحالتهم إلى التحقيق، مشددة على أن المساجد يجب أن تظل منابر للوعظ والإرشاد الديني المعتدل، بعيداً عن أي تحريض، دون أن توضح في البيان طبيعة هذا التحريض المزعوم.

الصادق البديري29/6/2025-|آخر تحديث: 21:57 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إلى الزول مجتبى.. دمعة على عمار بيوت الله الراحلين

لم أكن أتصور يومًا أن رحيل الأشقاء السودانيين عن مصر سيترك في نفسي هذا الأثر العميق، لكنه حدث.

وها أنا أكتب، وقلبي مثقل بالحزن، منذ أن أخبرني صديقي «مجتبى» – الزول السوداني الطيب – بأنه سيعود إلى بلده بعد تحسن الأوضاع هناك.

كلمات بسيطة قالها بابتسامته المعتادة، لكنها اخترقت قلبي كأنها نعي هادئ لصداقة لم أعلم كم تعني لي حتى لحظة الفراق.

عندما اندلعت الحرب في السودان، وبدأت قوافل النازحين تتدفق إلى مصر، لم أكن أستطيع إخفاء مشاعر القلق والخوف التي تملكتني، وربما قسوت – داخليًا – في حكمي الأول عليهم.

مشهد النزوح الجماعي، والتغلغل السريع في تفاصيل الحياة اليومية، جعلني أتوجس من القادم، وأتساءل: هل نحن على أعتاب أزمة اجتماعية جديدة؟ هل سيتغير وجه الحارات والميادين إلى الأبد؟ كان ذلك في البداية فقط.

ثم جاء «مجتبى».

جاء مجتبى، وجاء معه «مبارك» و«هاشم» و«كمال»، إلخ..... وجاء معهم الدفء، تعرفت عليهم دون ترتيب أو نية مسبقة، لكنهم دخلوا حياتي كما يدخل الضوء من نافذة مفتوحة.

بسطاء، بشوشون، طيبو الطباع، لا يُحسنون سوى الصدق، ولا يعرفون من الدنيا إلا ما يرضي الله.

لا يمر يوم دون أن تراهم في الصف الأول في المسجد، لا يتأخرون عن صلاة، ولا عن إعمار بيت من بيوت الله، كأنهم وجدوا في بيوت الرحمن وطنًا بديلًا عن وطنهم الذي احترق.

ما زلت أذكر كيف كان «مجتبى» يسبقني في السلام بعد كل صلاة، ولديه اشتياق إلى لقائي ولقاء أهل المسجد كل مرة كأنه أول مرة يرانا بلا كلل أو ملل، وكيف كان يبتسم لوجهي دائمًا كأنه يراه للمرة الأولى.

لم أسمع منه كلمة تؤذي، ولم أره يومًا إلا مهندم الثياب، حسن السمت، متواضعًا حد النخاع.

كان وأهله، وأصدقاؤه، كأنهم جاؤوا من طينة أخرى... نقية، بيضاء، خفيفة على القلب.

واليوم... رحلوا.

تحسنت الأوضاع في بلدهم، فعادوا، وعاد الخوف إلى قلبي، ليس من القادم، بل من الفراغ الذي تركوه خلفهم.

سنفتقدهم في المسجد، سنفقد طيبتهم، دعواتهم الخفية، ابتسامتهم الصادقة، كأن شيئًا جميلًا غادرنا فجأة دون وداع كافٍ.

إلى الزول «مجتبى»... شكرًا لأنك غيّرتني، لأنك أثبت لي أن الإنسان الطيب لا يعرف وطنًا إلا الطيبة، ولا يحمل هوية إلا الإيمان.

سلام عليك وعلى إخوتك، حيثما حللتم، وسلام على السودان إن عاد يحتضنكم كما كنتم تحضنون هذا البلد بأخلاقكم.

نفتقدكم.

 

مقالات مشابهة

  • ندوات وفعاليات في حجة بذكرى الهجرة واستشهاد الإمام الحسين
  • لقاء موسّع بصنعاء لتدشين فعاليات ذكرى عاشوراء
  • إلى الزول مجتبى.. دمعة على عمار بيوت الله الراحلين
  • الحسين (عليه السلام) صرخة المظلومين من كربلاء إلى غزة .. الثورة التي لا تموت
  • شيخ الأزهر: يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار حادث الطريق الإقليمي
  • الأحزاب اليمنية تطالب بمحاسبة المتورطين من مليشيا الانتقالي لإقتحامهم أحد مساجد عدن وإختطافهم الشيخ الكازمي
  • الأحزاب اليمنية تدين اقتحام مليشيا الانتقالي لمسجد في عدن وإختطاف الشيخ الكازمي
  • قوات تابعة للانتقالي تقتحم مسجداً في عدن وتعتقل إمامه أثناء صلاة الفجر
  • عدن.. جناح طائرة يهّز الخطوط الجوية اليمنية