عربات “جدعون” الغارقة في وحل غزة
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
الإبادة مستمرة، والموت يتوزع على الأطفال والنساء والعائلات المجوَّعة، ومع ذلك تنهض المقاومة من بين الركام، وتعيد تشكيل المعادلة. في غزة، حيث سقطت عربات “جدعون” في الوحل، وسقط معها وهم القوة والتفوق الإسرائيلي.
رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، العائد من مغامرة عسكرية مع إيران، حاول تصدير صورة المنتصر الذي يفرض وقائع استراتيجية جديدة في المنطقة.
الضربة الموجعة لم تكن معزولة، بل جاءت ضمن سلسلة عمليات تصاعدية، بدأت من كمائن الزنة، مرورًا بتفجيرات الزنة والسطر والشجاعية، وجباليا، في مشهد يعكس وعيًا ميدانيًا متقدمًا، وتحولًا في أدوات وتكتيكات المقاومة. لم تعد المواجهة مواجهة قوة أمام ضعف، بل إرادة حقيقية أمام تكنولوجيا مأزومة، وجيش يعجز عن حماية جنوده في أرض تحولت إلى فخ مفتوح. العجز الإسرائيلي اتضح بجلاء؛ فجيش مدجج بأحدث التقنيات، مدعوم استخباراتيًا وجويًا، فشل في الخروج من كمين خطط له شباب لا يملكون سوى أسلحة محلية الصنع ومعرفة تضاريسهم. لقد غرقت ”عربات جدعون” ليس فقط في الرمال، بل في المعنى الرمزي لفشل مشروع الاحتلال في كسر شوكة المقاومة.
نتنياهو، الذي يهرب من أزماته الداخلية بتوسيع رقعة الحرب، بات اليوم أمام مأزق مركّب؛ فلا نصر تحقق، ولا صورة الردع اكتملت، ولا المجتمع الدولي قادر على تجاهل صور المجاعة والمذابح. ومع كل ذلك، ما تزال المقاومة تفرض شروطها، وتعيد ترتيب الأولويات، وتكتب بدمها وكمائنها فصول المواجهة. الخيار اليوم ليس بيد الاحتلال وحده. المقاومة على الأرض، وجمهورها معها، والمعادلة باتت واضحة: إما وقف حقيقي للإبادة والعدوان، وإما استمرار في حرب تستنزف الجميع.
غزة لم تعد مجرد رقم في المعادلة الإقليمية، بل أصبحت الفاعل الذي يُعيد ضبط الإيقاع السياسي والعسكري من قلب الميدان.
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الخارجية: البناء الاستعماري في E1 ضرب لتجسيد الدولة الفلسطينية
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، إقدام الاحتلال على طرح عطاءات لبناء آلاف الوحدات الاستعمارية الجديدة في القدس ومحيطها وفي مستوطنة "أريئيل" وسط الضفة.
وقالت الخارجية في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، إن البناء الاستعماري في منطقة "E1" استمرار لمخططات الاحتلال لضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الوطن، وتقويض وحدتها الجغرافية والسكانية، وتكريس تقسيم الضفة إلى مناطق معزولة بعضها عن بعض، تغرق في محيط استعماري ليسهل استكمال ضمها.
ورأت الوزارة أن تلك العطاءات امتداد لجرائم الإبادة والتهجير والضم، وهي صدى لمقولات نتنياهو بشأن ما أسماه "إسرائيل الكبرى".
وشددت على أنها تواصل حراكها مع الدول وشعوبها ومع مكونات المجتمع الدولي لفضح مخططات الاحتلال الاستعمارية العنصرية، مطالبة بتدخل دولي حقيقي وفرض عقوبات على الاحتلال لإجباره على وقف تنفيذ مخططاته والانصياع للإجماع الدولي على حل القضية الفلسطينية ووقف الإبادة والتهجير والضم، وتمكين شعبنا من نيل حقه في تقرير المصير، ودولتنا من بسط ولايتها على كامل الأرض المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين محافظة القدس: المخطط الاستعماري E1 إعلان حرب شاملة على الأرض والهوية إصابة شاب برصاص الاحتلال عند حاجز قلنديا بالقدس مستوطنون يقتحمون الأقصى الأكثر قراءة نتنياهو وعلم الإحصاء! لبنان: شهيد ومصابان في غارة إسرائيلية على بلدة دير سريان مستوطنون يواصلون اقتحامهم اليومي للمسجد الأقصى تشريح جثمان الشهيد المعتقل أحمد طرازعة ظهر اليوم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025