إيران تستبعد استئناف المفاوضات مع أمريكا وتؤكد التمسك بحقها في تخصيب اليورانيوم
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، أن الظروف الراهنة لا تسمح باستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن طهران لن تقبل بأي مفاوضات تُفرض فيها شروط من الجانب الأمريكي.
وقال إيرواني، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، إن "إذا أراد الأمريكيون أن يفرضوا شروطهم علينا، فالمفاوضات معهم مستحيلة"، في تأكيد على موقف إيراني متشدد تجاه استئناف الحوار النووي أو السياسي.
وفي سياق متصل، نفى الدبلوماسي الإيراني أن تكون بلاده قد وجهت أي تهديدات مباشرة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أو إلى مفتشي الوكالة، وذلك بعد دعوات نشرتها صحيفة محلية إيرانية طالبت بإعدام جروسي واعتبرته "جاسوسًا".
وقال إيرواني: "لا يوجد أي تهديد من جانب إيران ضد جروسي"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "مفتشي الوكالة لا يمكنهم الآن دخول منشآتنا"، وهو ما يعكس استمرار التوتر بين طهران والوكالة الأممية في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة.
وشدد المندوب الإيراني على تمسك بلاده بما تعتبره "حقًا مشروعًا" في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مضيفًا أن هذا الحق لا يمكن التخلي عنه مهما كانت الضغوط الدولية. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى قدرة إيران على إعادة تفعيل منشآتها النووية بعد حملة القصف التي استهدفتها مؤخرًا.
وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن الضربات التي شنتها بلاده وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية أدت إلى تدمير البرنامج النووي "بشكل لم يسبق له مثيل"، حسب وصفه. وأضاف ترامب: "هذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن"، في إشارة إلى نتائج الحملة العسكرية التي سبقت وقف إطلاق النار مع إيران قبل أيام.
تأتي هذه التطورات بعد أسابيع من تصعيد عسكري كبير بين إسرائيل وإيران، شنّت خلاله تل أبيب والولايات المتحدة ضربات دقيقة استهدفت مواقع عسكرية ونووية حساسة داخل إيران، بدعوى منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وأعلنت إيران لاحقًا عن أضرار "كبيرة" طالت منشآتها، لكنها لم تعلن توقفًا نهائيًا لأنشطتها النووية. وفيما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدانها القدرة على تتبع جزء من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب، تواصل إيران منع دخول المفتشين إلى منشآتها النووية، ما يفاقم الأزمة مع المجتمع الدولي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أمريكا واشنطن طهران إيران إسرائيل مستشار الأمن القومی الأمریکی
إقرأ أيضاً:
غروسي يرجح قدرة إيران على استئناف تخصيب اليورانيوم خلال شهور
رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب "في غضون أشهر"، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية جراء الهجمات الأميركية والإسرائيلية، وفق ما صرّح به لشبكة "سي بي إس نيوز" السبت.
وأطلقت إسرائيل في 13 يونيو سلسلة هجمات على مواقع عسكرية ونووية إيرانية بهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي، رغم نفي إيران المتكرر لهذا الطموح.
ولاحقا انضمت الولايات المتحدة إلى حملة القصف الإسرائيلية لتستهدف ثلاث منشآت رئيسية تابعة لبرنامج إيران النووي.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس أن الاضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية بعد 12 يوما من الحرب مع إسرائيل "كبيرة"، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البرنامج النووي الإيراني تراجع "عقودا".
لكن غروسي أشار في مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس نيوز" إلى أن "بعضه لا يزال قائما".
وقال غروسي وفقا لنص المقابلة الذي نشر السبت "أقول إنه بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك".
ويبقى السؤال الرئيسي ما إذا كانت إيران قد تمكنت من نقل بعض أو كل مخزونها المقدر بـ408.6 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجمات.
وهذا اليورانيوم مخصّب بنسبة 60 بالمئة، أي أعلى من المستويات المخصصة للاستخدام المدني وأقل من المطلوب لصنع سلاح نووي، لكن هذه المواد في حال خضعت لمزيد من التخصيب ستكون كافية نظريا لإنتاج أكثر من تسع قنابل نووية.
وأقرّ غروسي في المقابلة "لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد".
وتابع "لذا، ربما يكون بعضها قد دُمر في الهجوم، لكن بعضها ربما يكون قد نقل. لا بد من توضيح في مرحلة ما".
وصوّت مجلس الشورى الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما رفضت طهران طلب غروسي زيارة المواقع المتضررة، وخاصة منشأة فوردو النووية الرئيسية.
وحول ذلك، قال غروسي "يجب أن نكون في وضع يسمح لنا بالتحقق والتأكد مما هو موجود هناك، وأين هو وماذا حدث".
وكان ترامب قد قال في مقابلة منفصلة مع شبكة "فوكس نيوز" إنه لا يعتقد أن المخزون قد نقل، مضيفا وفق مقتطفات من المقابلة "إنه أمر يصعب القيام به"، متابعا "لم يحركوا شيئا".
وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو السبت دعم واشنطن "لجهود التحقق والمراقبة الهامة التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران"، مشيدا بغروسي ووكالته على "تفانيهما واحترافيتهما".