لجريدة عمان:
2025-06-30@22:30:28 GMT

«الجيمناي» وسؤال الخصوصية

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

سألت «الجيمناي» -وهو برنامج ذكاء اصطناعي تابع لجوجل- عن خصوصية بيانات الأفراد مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فأورد لي تحليلا مطولا، شارحا كيف تتصرف تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع البيانات الشخصية، ومخاطره العديدة، ما فاجأني جدا، وأنقل هنا فقرات من التحليل.

«تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)، بشكل أساسي على معالجة الأنماط، وتحديدها ضمن مجموعات بيانات هائلة تتيح هذه القدرة للذكاء الاصطناعي إنشاء نصوص شبيهة بنصوص البشر، وتحديد الكائنات في الصور، واكتشاف الحالات الشاذة، وحتى التنبؤ بالسلوكيات.

وهذا الاعتماد على البيانات هو جذر العديد من المخاوف المتعلقة بالخصوصية؛ حيث كلما زادت البيانات التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي زادت احتمالية تورط المعلومات الشخصية...».

وقال عن الكيفية:« تُعد الشبكات العصبية والتعلم العميق من المكونات الأساسية في قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة المعلومات. فتستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي المستوحاة من الدماغ البشري نقاط بيانات (عقدًا)؛ لتحديد الأنماط وتشكيل العلاقات، ما يؤدي إلى إنشاء شبكات عصبية. ويطبق التعلم العميق طبقات متعددة من الشبكات العصبية؛ لمحاكاة عمليات أكثر تعقيدًا، ما يتيح اتخاذ قرارات دقيقة، وتحليل المشاعر، والترجمة الطبيعية للغة. ويقوم التعلم غير الخاضع للإشراف بعمليات لتجزئة الزبائن، واكتشاف الحالات الشاذة، وتجميع مشاعر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. أما التعلم المعزز للذكاء الاصطناعي فيكون من خلال التجربة والخطأ، ويتلقى مكافآت للإجراءات الناجحة، ما يحسن قدرته على تحقيق الأهداف بمرور الوقت».

«بالنسبة للمستخدم؛ هذا يعني أن حتى النشاط البسيط عبر الإنترنت يمكن أن يسهم في ملفه الشخصي في نموذج الذكاء الاصطناعي المتكامل، ما يعني أن ما كان في السابق معزولًا في صناديق البريد الوارد الفردية، أو محركات الأقراص المحلية - أصبح الآن متاحًا للمعالجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأصبح قابلًا للاكتشاف داخليًا، وهذا يخلق طبقة جديدة من مخاطر الخصوصية؛ حيث تصبح الاتصالات، والمستندات الداخلية جزءًا من قاعدة معرفية أكبر. وهذا يعني ضرورة توخي الحذر الشديد من قبل المستخدم حتى في الاتصالات الداخلية التي تبدو خاصة».

«وبينما يتمتع الأفراد بالحق في الحذف؛ فإن الحذف يكاد يكون مستحيلًا على نماذج الذكاء الاصطناعي، فلا توجد طرق سهلة وفعّالة لإلغاء تعلم المعلومات.

وهذا يمثل تحديًا كبيرًا للحقوق الفردية؛ فإن بنية الذكاء الاصطناعي الحالية ليست مصممة بطبيعتها لمراعاة الخصوصية عندما يتعلق الأمر بحذف البيانات، والتحكم الدقيق في الوصول ما يؤدي إلى بصمة رقمية مستمرة خارجة عن سيطرة الفرد. فهناك مخاوف كبيرة تتجاوز مجرد الوصول إلى البيانات لتشمل كيفية جمعها، ومعالجتها، واستنتاجها، واستخدامها، ما يؤدي إلى مجموعة من المخاطر المترابطة على الخصوصية الفردية».

وأردف نقطة خطيرة فقال: «تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات لتزدهر، وتتزايد شهيتها باستمرار. وغالبًا ما تجمع العديد من منصات الذكاء الاصطناعي بيانات المستخدم دون موافقة صريحة، ما يؤدي إلى عدم إدراك المستخدمين لتتبع عادات تصفحهم، أو تسجيل محادثاتهم بواسطة المساعدات الصوتية.

وغالبًا تفشل آليات الموافقة التقليدية مثل لافتات ملفات تعريف الارتباط في إبلاغ المستخدمين بشكل كافٍ...».

«ويمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تكشط البيانات من الصور المنشورة عبر الإنترنت، وتفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي، ولقطات كاميرات المراقبة، وبيانات متتبع اللياقة البدنية، وسجلات الشراء. فأي تفاعل رقمي تقريبًا يمكن استخدامه لتدريب الذكاء الاصطناعي غالبًا دون علم المستخدمين الصريح أو موافقتهم. ويتفوق الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأنماط، ما يسمح له باستنتاج معلومات لم يقدمها المستخدم صراحةً، أو لم يقصد مشاركتها».

«ويشير البحث إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها استنتاج سمات حساسة مثل: الآراء السياسية، أو التوجه الجنسي من بيانات تبدو غير ضارة بدقة عالية. على سبيل المثال؛ قد تستنتج تطبيقات اللياقة البدنية جودة النوم، أو مستويات التوتر، أو علامات المرض المبكرة من بيانات الخطوات، ومعدل ضربات القلب...».

«وتستهلك نماذج الذكاء الاصطناعي البيانات المظلمة مثل: الملفات، ورسائل البريد الإلكتروني، وجداول قواعد البيانات المهملة. وتنشئ ارتباطات مع البيانات المنشورة، ما يؤدي إلى خروقات، وتسرب للمعلومات الشخصية الحساسة.

يمكن أن تتضمن هذه المعلومات بيانات شخصية تتعلق بملخص حياة المستخدم، وهواياته، واهتماماته، وآرائه السياسية، والدينية، وصحته العقلية ما يؤدي إلى تنميط المستخدمين بناءً على خصائص حساسة دون علمهم».

فلنكن على حذر في ظل تقنيات تتعدى على الخصوصية الفردية وحقوقها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: نماذج الذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا ما یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحلّل تخطيط صدى القلب خلال دقائق

يُستخدم تخطيط صدى القلب "الإيكو" من قِبل الأطباء لتشخيص العديد من المشكلات الوظيفية أو الهيكلية في القلب.
ويعتمد هذا الفحص على تحليل أكثر من 100 مقطع فيديو وصورة تُظهر مناطق مختلفة من القلب، حيث يقوم اختصاصيو "الإيكو" بإجراء العديد من القياسات، مثل أبعاد القلب وشكله، وسمك البطين، إضافة إلى حركة ووظائف الحجرات القلبية، بهدف تقييم صحة المريض القلبية.

تشخيص أسرع
في دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (JAMA)، كشف باحثون من كلية الطب بجامعة ييل عن أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تفسير تخطيط صدى القلب بدقة عالية خلال دقائق معدودة، بحسب ما نقله موقع "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية.
وقال الدكتور روهان كيرا، أستاذ مساعد في طب القلب والإحصاء الحيوي بكلية ييل للصحة العامة، وكبير مؤلفي الدراسة: "يُعد تخطيط صدى القلب حجر الزاوية في رعاية القلب، لكنه يتطلب وقتاً طويلاً من أطباء ذوي خبرة عالية لتحليل تلك الدراسات. أردنا تطوير تقنية تساهم في تخفيف العبء عن هؤلاء الاختصاصيين وتُحسن الدقة وتُسرّع سير العمل".

دقة لافتة
أظهرت الدراسة أن الأداة التي طوّرت، وتحمل اسم "PanEcho"، استطاعت أداء 39 مهمة تشخيصية بناءً على صور متعددة الزوايا لتخطيط صدى القلب، وتمكنت من رصد حالات مثل التضيق الشديد في الصمام الأبهري، والضعف الانقباضي، وانخفاض الكسر القذفي للبطين الأيسر، بدقة لافتة.
وتبني هذه النتائج على أبحاث سابقة، منها دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة "European Heart Journal"، أظهرت بدورها دقة هذه التقنية.
ويوضح غريغ هولست، أحد المشاركين في الدراسة: "قمنا بتطوير أداة تدمج المعلومات من زوايا متعددة للقلب لتحديد القياسات الأساسية والتشوهات التي قد يدرجها طبيب القلب في تقريره الكامل".

تدريب واسع
تم تطوير "PanEcho" باستخدام 999.727 مقطع فيديو لتخطيط صدى القلب جُمعت من مرضى في مستشفى Yale New Haven بين يناير 2016 ويونيو 2022، ثم اختُبرت الأداة على بيانات من 5130 مريضاً إضافياً من نفس المستشفى، إلى جانب ثلاث مجموعات بيانات خارجية من مركز القلب والأوعية في جامعة "سيميلويس" في بودابست بالمجر، ومستشفى جامعة ستانفورد، ونظام "Stanford Health Care".

إشراف بشري
أكد الدكتور إيفانجيلوس إيكونومو، زميل سريري في طب القلب وأحد المؤلفين المشاركين أن "الأداة تستطيع الآن قياس وتقييم طيف واسع من أمراض القلب، ما يجعلها واعدة للغاية للاستخدام السريري مستقبلاً. لكنها، رغم دقتها العالية، لا تزال خوارزمية وقد تفتقر لبعض التفسيرات التي يقدمها الطبيب، لذا فهي تحتاج إلى إشراف بشري".
ورغم أن الأداة غير متاحة حالياً للاستخدام السريري، إلا أن الدراسة تناقش تطبيقات مستقبلية واعدة.
فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها كمساعد أولي لتحليل الصور في مختبرات الإيكو، أو كأداة مراجعة ثانية ترصد التشوهات التي قد تفوت على الاختصاصي البشري.

حلول للمناطق منخفضة الموارد
أشار الباحثون إلى أن هذه التقنية قد تكون ذات قيمة خاصة في البيئات منخفضة الموارد، حيث تكون أجهزة التصوير والخبرات القلبية نادرة. ففي مثل هذه السياقات، غالباً ما يُستخدم جهاز تصوير صغير محمول باليد، يوفّر صوراً بجودة أقل يصعب تفسيرها.
ولتقييم دقة النموذج في مثل هذه الحالات، استخدم الباحثون صوراً من قسم الطوارئ في مستشفى Yale New Haven، حيث تُجرى فحوصات سريعة بجهاز موجات فوق صوتية محمول كجزء من الرعاية الروتينية.
ويضيف الدكتور كيرا: "أردنا محاكاة واقع المناطق الفقيرة في الموارد، حيث يعتمد الأطباء على أجهزة يدوية ويحتاجون إلى إرسال الصور لتفسيرها من قبل طبيب قلب في مكان آخر. وحتى مع الصور منخفضة الجودة، أظهر نموذجنا قدرة عالية على استخراج المعلومات المطلوبة لتحديد الحالة بدقة".

دراسات إضافية
يعمل كيرا وفريقه حالياً على دراسات إضافية لقياس أثر استخدام هذه الأداة على رعاية المرضى في مختبرات الإيكو في ييل.
وأردف كيرا: "نتعلم الآن كيف يستخدم الأطباء هذه الأداة فعلياً، بما يشمل التعديلات التي يجرونها على سير العمل، واستجابتهم للمعلومات التي توفرها، وما إذا كانت تضيف قيمة فعلية في السياق السريري".

آفاق مستقبلية
من جانبه، يقول الدكتور إريك جيه. فيلازكوي، أستاذ طب القلب ورئيس قسم القلب في جامعة ييل: "أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "PanEcho" يمكن أن تساعدنا على رفع كفاءتنا ودقتنا، ما يسمح لنا بفحص ومعالجة عدد أكبر من المرضى المصابين بأمراض القلب. وأنا فخور بالتزام الجامعة المتواصل بالبحث المتقدم والابتكار في تقديم الرعاية".
وأتاحت الدراسة النموذج الكامل وأوزانه عبر مصدر مفتوح، وشجّع الفريق البحثي العلماء الآخرين على اختبار النموذج باستخدام دراساتهم الخاصة على تخطيط صدى القلب والعمل على تطويره.

أمجد الأمين (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مساعد «تم» الذكي ضمن أفضل 5 مشاريع مرشَّحة للفوز بجوائز القمة العالمية د. عبدالله الغذامي يكتب: الذكاء الاصطناعي.. العقلانية الجديدة

مقالات مشابهة

  • قائد شرطة عجمان يطلق منصة الذكاء الاصطناعي «AJP AI»
  • ميتا: استثمارات ضخمة لاستقطاب مواهب الذكاء الاصطناعي
  • سلوك نماذج الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الخبراء
  • تحذير صارم: الذكاء الاصطناعي ينشر معلومات طبية مضللة
  • أخبار التكنولوجيا| الروبوتات الذاتية تقنية ثورية تستعد لإعادة تشكيل العالم.. ميتا تخطط لاستغلال صورك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • احذر.. ميتا تخطط لاستغلال صورك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتمرد.. والبشر في موضع الخطر
  • الذكاء الاصطناعي يحلّل تخطيط صدى القلب خلال دقائق
  • آنثروبيك تكسب حكما تاريخيا في قضايا تدريب الذكاء الاصطناعي