مجلة أمريكية: حرب “إسرائيل” على إيران فشلت.. وردع طهران تعزز بدلاً من إضعافه
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
الثورة نت /..
أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنّ الحرب الأخيرة بين “إسرائيل” وإيران جاءت بنتائج عكسية، إذ فشلت “إسرائيل” في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بل ألحقت بها خسائر فادحة.
وأشارت إلى أنّ العمليات الإسرائيلية المكثفة لم توقف البرنامج النووي الإيراني، بل أسهمت في تعميق عزلة “إسرائيل” وتعزيز المشاعر القومية داخل إيران.
وقالت الصحيفة إنّ الخسائر في “إسرائيل” كانت “مذهلة”، بينما لا يزال المدى الحقيقي للضرر داخل إيران غير واضح إذ يكشف هذا الغموض عن معضلة جوهرية لـ”إسرائيل” وحلفائها الأميركيين؛ فالقوّة العسكرية وحدها لا تضمن النجاح الاستراتيجي.
نتائج غير محسومة للضربات على البرنامج النووي
بدأت الحرب بهجوم صهيونية مكثف شمل عمليات سرية وضربات جوية على منشآت نووية. لكن إيران ردّت سريعاً بهجمات صاروخية استهدفت مدناً “إسرائيلية” وقواعد أميركية، ما أدّى إلى تصعيد إقليمي خطير، لذلك فإنّ إيران “وجّهت رسالة مُتعمّدة مفادها أنّها قادرة على تصعيد الوضع خارج حدودها”، وفق المجلة.
ولفتت “فورين بوليسي” إلى أنّه على الرغم من التصريحات الإسرائيلية، لم تُسجل أضرار مؤكدة في البرنامج النووي الإيراني، إذ لا تزال المكونات الأساسية لتطوير السلاح النووي سليمة، بحسب تقييمات استخبارية غربية، وكذلك لم تحقق “إسرائيل” هدف “تقويض قوة الردع الإيرانية”.
وقف التعاون الإيراني مع الوكالة الدولية
رداً على الهجمات، أقرّ البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معززاً استراتيجية “الغموض النووي”. وهي استراتيجية مماثلة للموقف الذي اتخذته “إسرائيل” نفسها منذ فترة طويلة، إذ ترفض “تل أبيب” توضيح نطاق قدراتها النووية ومنع وصول المفتشين إليها.
ويُمثل هذا فصلاً جديداً خطيراً في مهاجمة المواقع النووية. ومع استمرار المطالبة بالتفتيش والعقوبات، قوّضت الولايات المتحدة و”إسرائيل” منطق دبلوماسية منع الانتشار.
ومن المفارقات أن أفعالهما ربما أسهمت في “تطبيع فكرة السلاح النووي الإيراني” أكثر من أي خطوة اتخذتها طهران نفسها، وفق المجلة الأميركية.
وأوضحت المجلة أنّه في حين أنّ النتيجة النووية غير مؤكدة، فقد تجلّت قدرات إيران الصاروخية بوضوح لا لبس فيه، إذ نجحت صواريخها الباليستية في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية، مستهدفةً قواعد عسكرية ومقار استخبارات ومصافي نفط ومراكز أبحاث.
تكلفة باهظة لـ”إسرائيل” اقتصادياً وعسكرياً
تلفت الصحيفة، إلى أنّ مطارات أغلقت ولا سيما “بن غويرون”، وتعطل الاقتصاد، وتشير التقديرات إلى أنّ “إسرائيل” استخدمت ما لا يقل عن 500 مليون دولار من صواريخ “ثاد” الأميركية الاعتراضية.
وعلى الرغم من أنّ “الرقابة الإسرائيلية حدّت من التغطية الإعلامية، فقد قُدّمت أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض عن أضرار الحرب”.
بدوره، أكد مستشار ترامب السابق، ستيف بانون، بصراحة أنّ وقف إطلاق النار كان ضرورياً “لإنقاذ إسرائيل”، التي قال إنّها تتلقى “ضربات وحشية” وتُعاني من نقص في دفاعاتها.
كما اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب نفسه بأنّ “إسرائيل” تضررت بشدّة، وفي الظهور الصحافي نفسه، أعلن أنّه سيُسمح للصين بشراء النفط الإيراني لمساعدة إيران على “استعادة لياقتها”، وفق زعمه.
الحرب على إيران عززت القومية والوحدة الداخلية بدلًا من إسقاط النظام
وكشفت الحرب الأخيرة بين “إسرائيل” وإيران عن نتائج اجتماعية غير متوقعة داخل إيران، إذ أدّت إلى تصاعد المشاعر القومية والوحدة الوطنية بدلاً من إشعال فتيل التغيير السياسي أو انهيار النظام، كما كانت تأمل بعض الجهات الغربية، بحسب المجلة.
ولفتت المجلة الأميركية إلى أنه وخلافاً للتوقعات، لم تزعزع الحرب الاستقرار الداخلي في إيران، بل عززت مشاعر التضامن الشعبي. وتحوّل الغضب من العدوان الإسرائيلي إلى حالة تعبئة وطنية واسعة، شملت مختلف الفئات الاجتماعية، من الفنانين والرياضيين إلى المتدينين والعلمانيين، وحتى الجيل “Z”.
ورداً على الهجمات “الإسرائيلية”، بادر الإيرانيون إلى احتضان النازحين، ما عزز الشعور بالمسؤولية الجماعية. وأسهمت مشاهد استهداف الأطفال والأطباء والمدنيين في تعزيز قناعة الإيرانيين بأنّ هدف الحرب لم يكن تحريرهم، بل تفكيك دولتهم.
وبينما كانت الرهانات “الإسرائيلية” تقوم على أن الحرب ستؤدي إلى إسقاط النظام الإيراني، جاءت النتائج عكسية تماماً. فبدلاً من إضعاف إيران، كشفت الحرب عن نقاط ضعف “إسرائيل” في تحقيق أهدافها، وأسهمت في تعزيز تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية.
ووفق المجلة الأميركية، فإنّ “الحرب انتهت بوقف إطلاق نار غير محدد المعالم، في ظلّ استعداد الطرفين لقبول الغموض الاستراتيجي كبديل عن الحسم العسكري”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
صدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسية
اعتبرت مجلة "ذا ناشونال إنترست" أن هذا النوع من المواجهات يشكّل "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية في مواجهة منتجات خصومها الاستراتيجيين ضمن بيئة قتالية حقيقية.
برزت في الاشتباكات المسلحة المحدودة الدائرة على الحدود بين تايلاند وكمبوديا مواجهة نادرة بين أنظمة تسليح غربية وصينية وروسية، في تطور لافت يعكس التحالفات العسكرية المتنامية في جنوب شرق آسيا، وفق تقرير نشرته مجلة "ذا ناشونال إنترست".
وأفادت المجلة بأن الاشتباكات اندلعت بعد فشل مبادرة دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة للوساطة بين البلدين الجارين، ما دفع سلاح الجو الملكي التايلاندي إلى شن غارات جوية على أهداف داخل الأراضي الكمبودية، باستخدام مقاتلات من طراز F-16 فايتنغ فالكون المصنوعة في الولايات المتحدة.
ونقلت "ذا ناشونال إنترست" عن مصادر عسكرية تايلاندية أن الغارات ركّزت على منشآت عسكرية كمبودية على طول الحدود، مشيرة إلى استخدام قنابل Mk 82 مزوّدة بأنظمة ملاحة انزلاقية موجهة بدقة.
وأضافت أن الجيش الكمبودي كان قد بدأ بنشر أنظمة أسلحة ثقيلة، بما في ذلك مدفعية ميدان ومنظومات صواريخ، ما دفع تايلاند إلى استهدافها بشكل مباشر.
وذكرت المجلة أن إحدى الضربات الجوية استهدفت مبنى كازينو كان الجيش الكمبودي قد حوّله ليُستخدم كمركز قيادة وسيطرة ومستودع للأسلحة.
Related ارتفاع حصيلة القتلى في الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاندتجدّد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بعد أقل من شهرين على اتفاق السلامارتفاع أعداد النازحين إلى مخيم تشونغ كال هربًا من اشتباكات الحدود بين كمبوديا وتايلاند أنظمة صينية وروسية في مواجهة F-16 الأمريكيةلفتت "ذا ناشونال إنترست" إلى أن المقاتلات التايلاندية، رغم قِدمها، تواجه في ساحة القتال منصات صاروخية صينية من طراز PHL-03 ومنظومات روسية من نوع BM-21.
واعتبرت المجلة أن هذا النوع من المواجهات يُعد "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية ضد منتجات خصومها الاستراتيجيين في بيئة قتالية حقيقية.
تفاصيل أسطول تايلاند الجويوأشارت المجلة إلى أن سلاح الجو الملكي التايلاندي يُشغّل 50 مقاتلة من طراز F-16، منها 36 طائرة من الفئة A (مقعد واحد) و14 من الفئة B (مقعدين).
وتم تسليم هذه الطائرات عبر أربع دفعات من الولايات المتحدة، إضافة إلى سبع طائرات اشترتها تايلاند من سنغافورة.
ورغم أن هذه الطائرات من إصدارات قديمة، فإنها تشكّل العمود الفقري في الرد الجوي التايلاندي، ما يعكس "الكفاءة التشغيلية المستمرة" لطراز F-16.
وأضافت "ذا ناشونال إنترست" أن تايلاند تمتلك أيضاً 11 مقاتلة سويدية من طراز JAS 39 Gripen — سبع من الفئة C وأربع من الفئة D — وتعتزم تحديث هذا الأسطول بإدخال طراز JAS 39E الأكثر تطوراً.
F-16: مقاتلة عالمية في ساحتين نشطتينأكدت المجلة أن مقاتلة F-16، التي دخلت الخدمة عام 1978، لا تزال واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة انتشاراً في العالم، مع أكثر من 4600 وحدة أُنتجت وأكثر من 2000 طائرة في الخدمة عبر نحو 30 دولة.
وتشير "ذا ناشونال إنترست" إلى أن هذه المقاتلة تشارك حالياً في منطقتين نزاع نشطتين: الحرب في أوكرانيا والاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا.
ومن أبرز مواصفاتها: الطول: 15.06 متر المسافة بين طرفي الجناحين: 9.96 متر أقصى وزن إقلاع: 19,187 كيلوغراماً السرعة القصوى: 1,500 ميل في الساعة (ماخ 2.0) المدى القتالي: بين 340 و500 ميل نقاط التحميل: 9 نقاط، بحمولة تصل إلى 7.7 طنوأشارت المجلة إلى أن أحدث إصدارات الطائرة هو طراز "فايبر" (Viper).
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة