الشاعري: اتفاق وقف النار في طرابلس مستمر لكن التحشيدات العسكرية تنذر بالخطر
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
ليبيا – الشاعري: اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا لكن التحشيدات العسكرية تُنذر بالخطر
تحذير من انهيار الاتفاق الأمني
أكد المحلل السياسي الليبي معتصم الشاعري أن الاتفاق الأمني بين الأطراف الليبية لا يزال ساريًا، إلا أن استمرار بعض التحشيدات العسكرية المتفرقة يثير مخاوف من احتمال انهياره في حال عدم التزام جميع الأطراف ببنوده.
المجلس الرئاسي في دائرة المسؤولية
الشاعري وفي حديثه لوكالة “سبوتنيك”، أشار إلى أن المجلس الرئاسي يتحمّل المسؤولية الأكبر باعتباره الراعي الرئيسي للمسار الأمني، مؤكدًا أن أي فشل في تنفيذ الاتفاق سيُحمّل له أمام الرأي العام، خاصة إذا ما نتج عن ضعف المتابعة أو غياب آليات تنفيذ فعالة.
تأثير مباشر على العملية السياسية
وأضاف أن أي توتر أمني جديد في العاصمة طرابلس من شأنه أن ينعكس سلبًا على العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وقد يؤدي إلى تعطيل جهود توحيد المؤسسات وعرقلة التفاهمات السياسية المرتقبة.
الأمن مستقر نسبيًا لكن المخاوف قائمة
وأوضح الشاعري أنه حتى اللحظة لا توجد اشتباكات مسلحة تُذكر، كما أن الأجهزة الأمنية لم تُظهر تقصيرًا ظاهرًا في أداء مهامها، مشددًا على أن أي خروقات مستقبلية ستضع الجهات الرسمية أمام اختبار حقيقي لمدى قدرتها على حفظ الأمن.
جهود أمنية مستمرة في طرابلس
وختم الشاعري تصريحه بالإشارة إلى أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودًا واضحة للحفاظ على وقف إطلاق النار، مؤكّدًا استمرار عملها في سبيل ترسيخ الاستقرار بالعاصمة رغم التحديات القائمة.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
اتفاق ثلاثي بين السودان وجنوب السودان لتأمين حقل "هجليج" النفطي وسط توتر متصاعد
أعلنت حكومة جنوب السودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتأمين حقل هجليج النفطي الاستراتيجي، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة في الأسبوع الماضي؛ ويهدف الاتفاق إلى حماية المنشآت النفطية وضمان استمرار الإنتاج، وسط مخاوف من تدمير الحقل نتيجة التصعيد العسكري.
تفاصيل الاتفاق وتأمين الحقل النفطيوأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان، أتيني ويك أتيني، أن الاتفاق يمنح القوات المسلحة الجنوب سودانية المسؤولية الأمنية الأولى لحقل هجليج، فيما يُسحب عناصر قوات الدعم السريع إلى المناطق المحيطة، لضمان سلامة المنشآت والعاملين.
وأشار أتيني إلى أن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، أجرى اتصالات مباشرة مع قائدَي طرفَي النزاع في السودان، الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لحضهما على وقف المعارك في محيط الحقل النفطي وتفادي أي أضرار كبيرة قد تؤثر على الإنتاج.
الإنتاج النفطي وحجم المخاطريعد حقل هجليج أكبر حقول النفط في السودان، كما أنه المركز الرئيسي لمعالجة النفط الجنوب سوداني قبل تصديره، ويُشكل المصدر الأساسي لإيرادات حكومة جوبا. ويُنتج الحقل عادة ما بين 40 و80 ألف برميل يوميًا من الخام السوداني، لكن الإنتاج تراجع بعد اندلاع الحرب إلى نحو 20–25 ألف برميل يوميًا بسبب توقف بعض الآبار والبنية التحتية المتضررة.
وتتولى المنشأة معالجة النفط الخام القادم من جنوب السودان بطاقة تصل إلى نحو 130 ألف برميل يوميًا، ويعد الحقل موضع نزاع دائم منذ انفصال جنوب السودان عام 2011، حيث تمتلك جوبا 75% من احتياطات النفط السودانية وتعتمد على البنية التحتية في السودان لتصدير نفطها عبر ميناء بورتسودان.
حماية العاملين والأمن الإنسانيتضمن الاتفاق الثلاثي أيضًا إجلاء العاملين وتأمينهم، حيث سلم عدد من الجنود من الجيش السوداني أنفسهم لجنود جنوب السودان بعد انسحابهم، بالإضافة إلى إعادة ترتيبات عودة 1650 ضابط صف و60 عسكريًا إلى بلادهم بأمان.
وأوضحت حكومة جنوب السودان أن الاتفاق يسعى لضمان سلامة المنشآت والمعدات الفنية في حقل هجليج، في حين أكدت جهة الدعم السريع التزامها بعدم المساس بالمعدات، والسماح للفرق الهندسية بمباشرة أعمال الصيانة لاستئناف الإنتاج الكامل.
السياق الإقليمي والأهمية الاستراتيجيةيقع حقل هجليج في جنوب كردفان المتاخمة لجنوب السودان، في منطقة شهدت معارك منذ سيطرة قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور في أكتوبر الماضي. ويعتبر الحقل المصدر الرئيسي للنفط والإيرادات لحكومة جوبا، كما يمثل حلقة وصل حيوية لتصدير النفط إلى الأسواق الدولية عبر البنية التحتية السودانية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود دبلوماسية وإقليمية لتخفيف حدة النزاع في المنطقة الحدودية، وتأمين مصادر النفط الحيوية التي تعتمد عليها الحكومتان، مع إبقاء الإنتاج مستمرًا دون توقف طويل يضر بالاقتصادين السوداني والجنوبي.
الآفاق المستقبليةيأمل المسؤولون في أن يسهم الاتفاق الثلاثي في تثبيت الأمن في حقل هجليج، وتقليل المخاطر على العاملين والبنية التحتية، وفتح المجال أمام عودة الإنتاج النفطي بكامل طاقته تدريجيًا، بما يضمن استمرار الإيرادات الحيوية لكل من السودان وجنوب السودان، ويدعم جهود الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.