البلاد (عواصم)
تواصل مصر وقطر، بدعم من الولايات المتحدة، جهوداً دبلوماسية حثيثة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ومعاناة إنسانية غير مسبوقة في القطاع.
وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس (الثلاثاء)، اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بحثا خلاله آخر المستجدات الإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في غزة.


وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن المحادثات تناولت التنسيق الثلاثي بين مصر وقطر والولايات المتحدة بهدف استئناف وقف إطلاق النار ووقف نزيف الدم الفلسطيني، إضافة إلى إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين، وضمان التدفق العاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وكشف عبدالعاطي عن استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي حول “التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة” بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، على أن يعقد المؤتمر فور التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار. كما تناول الاتصال التنسيق المصري القطري بخصوص التطورات الإقليمية، بما في ذلك جهود تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين الطرفين. وشدد الوزيران على ضرورة خفض التصعيد واعتماد الحلول الدبلوماسية، فيما أعرب عبدالعاطي عن دعم مصر لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً على أهمية الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
على الصعيد الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أمس، أن مباحثاته المرتقبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل في البيت الأبيض ستتناول بشكل أساسي ملفي غزة وإيران.
وأكد ترمب للصحافيين، قبيل توجهه إلى ولاية فلوريدا، أن القضية الفلسطينية والوضع في غزة سيكونان محوراً رئيسياً خلال لقائه مع نتنياهو يوم الاثنين المقبل.
وفي واشنطن، كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية والمقرّب من نتنياهو، يجري حالياً مشاورات مع مسؤولين أمريكيين بشأن آفاق وقف إطلاق النار والجهود الدبلوماسية الإقليمية، خاصة بعد تصاعد المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران.
ميدانياً، كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها الجوية والمدفعية على شمال وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، وفق ما أعلنت مصادر طبية محلية. وأشارت تقارير إلى دمار واسع في أحياء الشجاعية والزيتون بمدينة غزة، بالإضافة إلى مناطق في خان يونس ورفح.
وشهدت هذه المناطق موجة نزوح جديدة مع تجدد التحذيرات الإسرائيلية بضرورة إخلاء المنازل، فيما توغلت الدبابات الإسرائيلية في أطراف عدة من القطاع.
وفيما تحاول قطر ومصر دفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أكد القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، أن الضغوط الأمريكية على إسرائيل هي السبيل الوحيد لتحقيق أي تقدم في جهود وقف إطلاق النار.
وأضاف أن حماس مستعدة للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب، لكنه شدد على أن “الرهان على استسلام الحركة هو رهان خاسر”، مشيراً إلى أن إطلاق سراح الأسرى لن يتم إلا في إطار اتفاق شامل يضمن إنهاء الحرب ورفع الحصار عن غزة.
يُذكر أن الحرب الحالية بدأت عقب هجوم شنه مقاتلو حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص بحسب التقديرات الإسرائيلية، فيما اختطف المهاجمون 251 شخصاً إلى غزة.
ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة أسفرت عن مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، معظمهم من المدنيين، فيما يعاني سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة الدمار الواسع ونقص الإمدادات الأساسية.
وفي ظل استمرار الجهود الدبلوماسية وتعثر المفاوضات، يبقى الأمل معقوداً على الدور المصري القطري المدعوم من واشنطن لإحداث اختراق حقيقي يوقف الحرب ويفتح الطريق أمام إعادة إعمار غزة وتحقيق تهدئة طويلة الأمد في المنطقة.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

12 قتيلا بإطلاق نار في أستراليا.. وحكومة نتنياهو تستغل الحادث للتحريض (شاهد)

قال مسؤولون أستراليون إن 12 قتلوا وأصيب أكثر من 10 آخرين عندما فتح مسلحون النار خلال احتفال بعيد الأنوار اليهودي على شاطئ بونداي في سيدني الأحد. فيما استغلت حكومة الاحتلال الحادث للتحريض ضد التعاطف الدولي مع الفلسطينيين على إثر الإبادة الجماعية في غزة.

وذكرت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز أنها اعتقلت شخصين. وأشارت هيئة البث الأسترالية إلى مقتل واحد من بين اثنين على الأقل نفذا الهجوم.

وفي بيان لاحق، قالت الشرطة الأسترالية، إن إطلاق النار على شاطئ بونداي "هجوم إرهابي" مشيرة إلى  ارتفاع عدد القتلى إلى 12.

من جهتها، ذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، أن إطلاق النار استهدف فعالية نظمتها حركة "حاباد" بمناسبة عيد "الحانوكا"، حضرها نحو ألفي شخص، مؤكدة إلقاء القبض على مشتبه بهما، في حين تواصل الشرطة عمليات البحث وتدعو الجمهور إلى الابتعاد عن المنطقة.

وتعد "حاباد" إحدى المنظمات اليهودية المتطرفة، التي ترفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتعارض أي تسوية تمنح الفلسطينيين جزءا من الأراضي المحتلة.


بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مسلحين فتحوا النار صباح الأحد على مشاركين في احتفال عيد الأنوار "الحانوكا" بشاطئ بوندي، مشيرة إلى تسجيل قتلى وإصابات.

وأضافت الصحيفة أن حالة من الهلع سادت المكان، حيث شوهد العديد من المحتفلين يفرون من الموقع السياحي الشهير، فيما أُلقي القبض على مطلقي النار الاثنين.

في السياق، قالت القناة السابعة العبرية، إن أحد القتلى في الحادث هو الحاخام إيلي شلينجر، مبعوث حركة حاباد إلى سيدني.

تحريض إسرائيلي
وتعقيبا على ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تدوينة عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية: "أشعر بالصدمة والذهول إزاء الهجوم المسلح المروع الذي استهدف احتفالاً بعيد الحانوكا في سيدني بأستراليا".

وادعى ساعر أن الهجوم "نتاج موجة معاداة السامية التي اجتاحت شوارع أستراليا خلال العامين الماضيين، والتي تجلّت اليوم في الدعوات المعادية للسامية". وطالب "الحكومة الأسترالية، التي تلقت تحذيرات لا حصر لها، أن تعود إلى رشدها".

مشاهد إضافية من هجوم إطلاق النار الذي نفذه مسلحان على حفل يهودي في سيدني الأسترالية صباح اليوم. pic.twitter.com/ev0UHRgA30 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 14, 2025

مقالات مشابهة

  • ردود فعل دولية تستنكر إطلاق النار بشاطئ بوندي الأسترالي
  • أول رد من نتنياهو عن هجوم سيدني: معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة
  • 12 قتيلا بإطلاق نار في أستراليا.. وحكومة نتنياهو تستغل الحادث للتحريض (شاهد)
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • مناقشات في برلين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل قمة أوروبية
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • رئيس الوزراء التايلاندي: لا اتفاق لوقف إطلاق النار مع كمبوديا
  • ترامب يعلن توسطه في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • أردوغان يدعو بوتين لوقف إطلاق النار على المرافئ ومنشآت الطاقة
  • أردوغان يدعو المجتمع الدولي لدعم وقف إطلاق النار بغزة وإشراك الفلسطينيين في جهود السلام