خلل المركب الحضاري في المؤسسات التعليمية
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
4 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: حسين جليل
تُعد المؤسسات التعليمية الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات المتقدمة، إذ تنعكس جودة التعليم وتوازن التخصصات على مجمل البنية الحضارية للدولة، سواء في المجالات الصناعية، الزراعية، الاقتصادية، أو المعمارية. ومع ذلك، يواجه النظام التعليمي في العديد من البلدان، ومنها العراق، إشكاليات بنيوية في ما يُعرف بـ”خلل المركب الحضاري” الذي يُظهر تراجعاً في التوازن بين التخصصات العلمية والأدبية داخل منظومة التعليم العالي.
من أبرز تجليات هذا الخلل اعتماد نظام القبول الجامعي على معدلات الدراسة الإعدادية بشكل حصري، دون الأخذ بنظر الاعتبار عوامل أخرى مثل الذكاء الفطري، والقدرة الإبداعية، والميول المهنية. وبسبب ارتفاع معدلات القبول في الكليات العلمية، غالبًا ما يُضطر عددٌ كبير من الطلبة الأذكياء والطموحين إلى اختيار التخصصات الأدبية، التي تكون أقل مطلبًا من حيث المعدل، رغم أن ميولهم واستعداداتهم الطبيعية تنسجم أكثر مع التخصصات العلمية.
هذا التوجه لا يؤدي فقط إلى حرمان القطاعات الحيوية من طاقات علمية مبدعة، بل يرسّخ اختلالًا وظيفيًا في سوق العمل، إذ تفيض الكليات الأدبية بالخريجين الذين يواجهون صعوبات حقيقية في إيجاد فرص عمل ملائمة، في حين تعاني الكليات العلمية من قلة الكفاءات النوعية. ويمتد الخلل كذلك إلى غياب التخصص التوجيهي في مرحلة الإعدادية، حيث لا يُربط مسار الطالب الدراسي بمؤهلاته ولا بطموحاته، مما يفرز طلابًا في تخصصات لا تتوافق مع قدراتهم أو تطلعاتهم.
لذا، فإن معالجة هذا الإشكال البنيوي يتطلب إعادة نظر جذرية في آليات القبول الجامعي. ويُقترح في هذا السياق اعتماد اختبارات قبول علمية وعملية في التخصصات العلمية، تكون معيارًا أساسياً للقبول بدلًا من الاعتماد الكلي على معدل الدراسة الإعدادية. كما يجب استحداث نظام توجيه دراسي مبكر، يساعد الطلبة على اختيار التخصص المناسب لقدراتهم وميولهم.
من جهة أخرى، يُعد من الضروري إعادة هيكلة القبولات الجامعية لخريجي المدارس المهنية والمتخصصة، بما يضمن استمرارية المسار الدراسي والمهني لهؤلاء الطلبة. فمثلاً، ينبغي قبول خريجي إعدادية الزراعة في كليات الزراعة بشكل مباشر، وخريجي إعدادية التمريض في كليات التمريض، وكذلك خريجي إعدادية التجارة والصناعة في الكليات المناظرة لتخصصاتهم. إن هذا الربط بين التعليم الثانوي والجامعي يعزز التكامل بين المراحل التعليمية، ويساهم في بناء كوادر مهنية مدرّبة تلبي حاجات السوق الوطني.
في الختام، إن إصلاح خلل المركب الحضاري في المؤسسات التعليمية لا يتحقق إلا من خلال تبني رؤية استراتيجية توازن بين الفكر والعمل، وتعيد الاعتبار للتخصصات العلمية كمرتكز أساسي لبناء الدولة، دون إغفال أهمية التخصصات الأدبية في بناء الوعي والثقافة. إنه مسار يتطلب شجاعة في اتخاذ القرار، وجرأة في كسر النمط التقليدي السائد، من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا وعدالة تعليمية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فرحة عارمة.. سهولة امتحان مادة الجغرافيا بالثانوية العامة للشعبة الأدبية في الإسكندرية
في وسط أجواء يسودها التوتر واكتئاب الامتحانات وضغط أولياء الأمور يأتي امتحان الجغرافيا اليوم، الخميس، الثانوية العامة على طالبات مدرسة الكويت في الإسكندرية ليطبطب على قلوبهم حيث أجزمت الطالبات اليوم على سهولة الامتحانات.
فرحة طالبات الشعبة الأدبية اليوم عقب امتحان الجغرافيا في الإسكندرية الامتحان من النماذج الاسترشاديةوقالت مريم أشرف في حديثها لـ "الفجر" خلال بث مباشر: الامتحان سهل جدا وأسئلته مباشرة وكلها من النماذج الاسترشادية اللي حلتها قبل كدة.
فيما أوضحت كريستينا مجدي بأن الامتحان جاء ليعوض صعوبة الامتحانات السابقة وبالأخص امتحان اللغة العربية معبرة عن مدى سعادتها عقب خروجها من لجنة الامتحان.
أحدى الطالبات برفقة والدتها عقب امتحان الجغرافيا في الإسكندرية فرحة أولياء الأمور بسهولة الامتحانوشاركت أحدى أولياء الأمور من الأمهات الفجر خلال البث المباشر بالضحكات وتبادل الاحضان مع أبنتها معبرة عن مدى سعادتها لطمئنتها على أبنتها وسهولة الامتحان قائلة: "الحمدلله تعبنا مرحش هدر".
بالاحضان والضحكات.. أحدى أولياء الأمور والطالبات عقب امتحان الجغرافيا في الإسكندريةويشارك هذا العام في تأدية الامتحانات 58911 طالبًـا، أمام 149 لجنة امتحانية بالإدارات التعليمية التسع، ليبلغ عدد طلاب الشعبة الأدبية 15699، والشعبة العلوم 28312 طالبًا، و12271لشعبة الرياضيات و2629 طالبًا للدولي.
وهذا بالإضافة إلى تجهيز 33 استراحة للقائمين على العملية الامتحانية منها 27 استراحة لسير الامتحان و6 استراحات للتقدير.