الجزيرة:
2025-07-05@00:27:38 GMT

حتى الدفن صار امتيازا.. أزمة مقابر خانقة في غزة

تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT

حتى الدفن صار امتيازا.. أزمة مقابر خانقة في غزة

غزةـ "كل شيء في قطاع غزة يشعر بالجوع عدا المقابر، وحدها تعاني من التخمة". بهذه العبارة يصف الروائي الدكتور حسن القطراوي أزمة غير مسبوقة تعصف بالقطاع، حيث لم تعد المقابر تتسع للموتى، وتفاقمت معاناة ذوي الشهداء الذين باتوا عاجزين عن تأمين ثمن القبر.

ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع التي مضى عليها أكثر من 21 شهرا، لا يجد سكان غزة مكانا آمنا في الحياة، ولا موطئا لدفن موتاهم إلا القليل، وسط صدمة من الارتفاع الحاد في تكاليف الدفن، وشح القبور، وصمت دولي إزاء معاناة غير مسبوقة.

وفي أعقاب "مجزرة الباقة" التي راح ضحيتها أكثر من 30 شابا وفتاة، نتيجة قصف استراحة على شاطئ غزة في 30 يونيو/حزيران الماضي، دوّن الناقد ناهض زقوت عبر فيسبوك "المشكلة الآن ليست فقط المجزرة، بل كيف يمكننا أن نوفر قبورا لكل هؤلاء؟".

وارتفعت كلفة تجهيز قبر لشهيد في قطاع غزة إلى ضعف ما كانت عليه التكلفة قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كلفة تجهيز قبر لشهيد ارتفعت إلى ضعف ما كانت عليه قبل الحرب (الجزيرة) أزمة تلامس كل بيت

أعلنت "مغسلة الموتى" في مجمع ناصر الطبي بخان يونس قبل أيام عن نفاد القبور، إذ تصدّرت هذه المدينة الجنوبية مشهد الأزمة بسبب العدد الهائل من الشهداء، ولا سيما أولئك الذين سقطوا أثناء بحثهم عن المساعدات قرب المراكز الدولية.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد ارتكب الاحتلال 26 مجزرة خلال 48 ساعة فقط، خلفت أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى. وتتوزع المأساة بشكل أكبر في خان يونس التي تؤوي نحو 900 ألف إنسان، معظمهم نازحون، وتسجل النسبة الأعلى من الشهداء.

ونشر الصحفي محمد الأسطل صباح الخميس منشورا مؤلما يقول فيه إن جثامين الشهداء تحت الشمس بانتظار دورها للدفن.

أما المصور إبراهيم محارب، فقال للجزيرة نت إنه وثّق لحظة عجز أسرة الشهيد عدي أبو جزر عن إيجاد قبر لدفنه.

إعلان

ويحكي محارب كيف اضطر إلى استخدام باب حديدي مهترئ لإغلاق قبر زميله الصحفي الشهيد محمد منصور الذي اغتيل في مارس/آذار الماضي، موضحا أن الأسر تعاني ليس فقط من غياب القبور، بل من العجز عن دفع التكاليف.

مبادرات إنسانية لتوفير مقابر جديدة في القطاع (الجزيرة) لا متسع للموتى

"المقبرة التركية" التي لم تكن تتجاوز سعتها 60 قبرا قبيل الحرب، أصبحت تضم آلاف الجثامين، وفقا لتصريح المشرف عليها طافش أبو حطب للجزيرة نت، مؤكدا أن جميع مقابر المدينة امتلأت.

وأوضحت وزارة الأوقاف في قطاع غزة أن الحرب دمرت أكثر من 40 مقبرة، وحرمت السكان من الوصول إلى المقابر في مناطق السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما ضاعف من الأزمة.

ومع النزوح القسري إلى منطقة المواصي الساحلية، وتكدس النازحين فيها، تحولت الأراضي القليلة المتاحة إلى مواقع للإيواء، وأصبحت المستشفيات وساحاتها وحتى المدارس والمنازل ساحات للدفن المؤقت.

تقول الوزارة إن غياب مواد البناء، ومنع دخول الأكفان، جعلا تجهيز القبر يتطلب من 700 إلى ألف شيكل، ما يعادل 200 إلى 300 دولار تقريبا، وهي كلفة تفوق قدرة معظم السكان.

وزارة الأوقاف تطلق حملة "إكرام" لبناء مقابر مجانية (الجزيرة) حملة إكرام

في مواجهة هذه الكارثة، أطلقت وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة حملة "إكرام" لبناء مقابر مجانية، داعية المؤسسات الإغاثية والأفراد إلى المساهمة في توفير مقومات الدفن من أكفان ومواد ومعدات.

من بين من استجابوا كان الشيخ هاني أبو موسى الذي قال للجزيرة نت "كنا نوزع طعاما وماء، لكن جاءتنا مناشدات كثيرة من أسر شهداء غير قادرين على دفع ثمن القبور".

ويروي أبو موسى كيف دفعه مشهد شاب نازح عاجز عن دفن أخيه إلى إنشاء مبادرة للقبور المجانية، وبالفعل خصصت له وزارة الأوقاف قطعة أرض بمساحة 5 دونمات، افتتح فيها 120 قبرا، ثم أسهمت "جمعية البركة الجزائرية" في بناء ألف قبر إضافي.

لكن مع تصاعد أعداد الشهداء، نفدت القبور مجددا، كما تواجه المبادرة مشكلات عدة بينها شح الحجارة المستخرجة من المنازل المدمرة، وعدم توفر البلاط والأسمنت، ما اضطرهم لاستخدام ألواح "الزينكو" والأبواب الخشبية لإغلاق القبور.

وأوضح أبو موسى أن الأزمة دفعت الناس لاستخدام المقابر العائلية القديمة، المعروفة باسم "الفسقية"، لكن هذا البديل أيضا في طريقه إلى النفاد.

غياب الأسمنت ومواد البناء يُجبر أهل غزة على استخدام أخشاب الأبواب في دفن موتاهم (الجزيرة) أرقام مفزعة

وفق معطيات ما قبل الحرب، كان قطاع غزة يستهلك نحو 9 دونمات سنويا للدفن، يتسع الدونم لنحو 220 إلى 240 قبرا، أما اليوم، فقد تجاوزت الحاجة أضعاف ذلك.

ويقول الشيخ أحمد أبو عيد، مدير "جمعية قيراطان الخيرية" المشرفة على مغاسل الموتى، إنهم يستقبلون حاليا ما يفوق 100 ضعف الحالات اليومية المعتادة.

ويضيف للجزيرة نت، أن الأعداد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ استئناف الحرب في 18 مارس/أذار، حيث يتعرض النازحون للقصف أثناء وجودهم في خيام الإيواء أو خلال بحثهم عن المساعدات.

وبين فقدان الأعزاء وغياب الكفن والقبر، تتجسد مأساة الغزيين في أشد صورها. فالموت كما الحياة صار معركة أخرى مع الاحتلال، ومع الفقر، ومع العجز الإنساني الدولي.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزارة الأوقاف للجزیرة نت قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

بتكلفة 294 مليون جنيه.. التسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي بشبرامنت

 أعلنت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، التسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي بشبرامنت بمحافظة الجيزة.

ويعد الأكبر من نوعه في مصر ، وذلك في إطار خطة الدولة لتطوير البنية التحتية لمنظومة المخلفات البلدية الصلبة، وتنفيذ المرحلة الخامسة من مشروعات البنية الأساسية لمنظومة النظافة، ضمن التعاون المشترك بين وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والهيئة العربية للتصنيع.

تم تسليمها رسميًا إلى محافظة الجيزة بحضور قيادات وزارتي التنمية المحلية والبيئة والمحافظة.

ومن جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن خلية الدفن الصحي التي تم تسليمها تُعد من أكبر خلايا الدفن على مستوى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إنشاؤها على مساحة 71 فدانًا، بالإضافة إلى تنفيذ عدد 2 بحيرة تبخير بمساحة إجمالية بلغت نحو 29,4 ألف متر مربع.

وأضافت أن المشروع يتضمن تنفيذ شبكة طرق داخلية بمساحات تقدر بنحو 14 الف متر مربع ، ومجموعة متكاملة من التجهيزات الفنية والتشغيلية تشمل عدد 1 مولد ولوحات توزيع كهربية، وشبكة حديثة لتجميع ونقل سائل الرشيح من الخلية إلى بحيرات التبخير، مكونة من خطين مواسير HDPE قطر ٩٠ مم.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، أن خلية الدفن الصحي بشبرامنت تمثل نموذجًا متكاملًا للبنية التحتية البيئية الحديثة، حيث تم تنفيذها وفقًا لأعلى المعايير الفنية والبيئية المعتمدة، بما يضمن تحقيق الإدارة الآمنة والسليمة للمخلفات البلدية الصلبة، ويحد من المخاطر البيئية الناتجة عن التراكمات والمقالب العشوائية.

وأشارت ياسمين فؤاد إلى أن إنشاء خلية الدفن الصحي بشبرامنت، والمرافق التابعة لها، يسهم في تقليل الانبعاثات الناتجة عن الحرق العشوائي، والحد من غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يتماشى مع التزامات مصر البيئية وتوجهاتها نحو دعم العمل المناخي والتحول إلى الاقتصاد الأخضر،مشيرة إلى أن المشروع يأتي في إطار جهود الوزارة بالتنسيق مع الوزارات الشريكة لتعزيز قدرة المحافظات على تنفيذ الحلول المستدامة في إدارة المخلفات، ودعم خطط التخلص الآمن من النفايات.مؤكدة أن الوزارة تواصل العمل على تطوير المنظومة المتكاملة للمخلفات من خلال الدمج بين البنية التحتية والتكنولوجيا الحديثة، لتقديم خدمة فعالة تحافظ على الصحة العامة وتحسن جودة البيئة للمواطنين.

وأوضحت الدكتورة منال عوض، أن التكلفة الإجمالية لتنفيذ خلية الدفن الصحي بشبرامنت قد بلغت نحو 294 مليون جنيه، و تم تزويدها بعدد 2 طلمبة لرفع وضخ سائل الرشيح من الخلية الرئيسية إلى بحيرة التبخير، وشبكة مواسير دفع نفقي بعدد  7 خطوط لنقل سائل الرشيح ، كما تم تنفيذ بئرين لمراقبة المياه الجوفية، كما يوجد بالمدفن العديد من التجهيزات اللازمة لعمليات التشغيل منها غرفة أمن، وغرفة للمولدات تحتوي على عدد 2 مولد كبير ولوحة توزيع  رئيسية، وأعمدة إنارة، وخزانات للمياه، بالإضافة إلى مبنى إداري رئيسي، وخزان وقود ومغسلة سيارات.

وأشارت وزيرة التنمية المحلية إلى أن محافظة الجيزة شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في مشروعات تطوير منظومة إدارة المخلفات، حيث تم الانتهاء من رفع نحو 365 ألف طن من التراكمات التاريخية بمنطقة كعابيش بتكلفة بلغت 63 مليون جنيه، ويجري حاليًا تنفيذ مصنع شبرامنت لمعالجة وتدوير المخلفات البلدية الصلبة بتكلفة تُقدر بـ 495 مليون جنيه، وذلك في إطار جهود الدولة للتحول نحو الإدارة الرشيدة للمخلفات والاستفادة منها كأحد الموارد الاقتصادية.

وأضافت وزيرة التنمية المحلية أنه يجري كذلك تنفيذ عدد ٢ مدفن صحي بمركزي العياط وأطفيح بتكلفة إجمالية قدرها 125 مليون جنيه، كما تم تسليم معدات المحطة الوسيطة المتحركة بمركز البدرشين بقيمة 15 مليون جنيه، إلى جانب تنفيذ المرحلة الأولى من المدفن الصحي بمدينة شبرامنت بتكلفة بلغت 35 مليون جنيه، وأشارت إلي أن إجمالي الاستثمارات التي تم ضخها لتطوير المنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات بمحافظة الجيزة بلغ نحو 1.25 مليار جنيه، في إطار استراتيجية الدولة لبناء منظومة وطنية فعالة ومستدامة، تسهم في تحسين مستوى النظافة العامة والخدمات البيئية المقدمة للمواطنين، وتعزز جهود الحفاظ على الصحة العامة والبيئة.

طباعة شارك الدفن الصحي بشبرامنت لخلية الدفن الصحي الحلول المستدامة وزيرة التنمية المحلية

مقالات مشابهة

  • النمر: الدفن في النفود لا يعالج الأمراض ويسبب جلطات وحروق
  • أزمة كهرباء خانقة تشلّ عدن
  • دمشق تئن من العطش و فيها نهر بردى.. أزمة مياه خانقة تزيد من معاناة السكان
  • بتكلفة 294 مليون جنيه.. التسليم الابتدائي لخلية الدفن الصحي بشبرامنت
  • أوقاف غزة تعلن نفاد القبور في القطاع وتطلق نداء لإكرام الشهداء بدفن كريم
  • أوقاف غزة تصدر بيانا بشأن نفاد القبور في القطاع
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم كبير على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان
  • تعرف على موعد الجنازة.. صور تجهيز قبر الفنان أحمد عامر في مقابر العائلة بسمنود
  • دعوات متصاعدة لإعادة تصدير النفط في اليمن وسط أزمة اقتصادية خانقة