سرطان المرارة.. تعرف على مراحله وأسبابه وأعراضه
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
سرطان المرارة، وهو ورم خبيث نادر يصيب العضو الذي يخزن العصارة الصفراوية، غالبًا ما يظهر دون أعراض مبكرة، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص، ينتشر من الطبقات الداخلية إلى الأعضاء المجاورة والعقد اللمفاوية، مع وجود عوامل خطر تشمل حصوات المرارة والتقدم في السن، مع أن الوقاية غير مضمونة، إلا أن إدارة عوامل الخطر والوعي بالأعراض أمران أساسيان للكشف المبكر وتحسين النتائج.
سرطان المرارة نوع نادر ولكنه خطير من السرطان، حيث تنمو خلايا غير طبيعية فيه بشكل خارج عن السيطرة. تُخزّن المرارة، وهي عضو صغير يقع أسفل الكبد، العصارة الصفراوية للمساعدة في هضم الطعام، غالبًا ما لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، مما يُصعّب اكتشافه، عند ظهور الأعراض، قد تُشبه أعراض حالات أخرى، مما يُؤدي أيضًا إلى تأخير التشخيص، ولكن في حال اكتشافه مبكرًا، تكون فرص الشفاء واعدة. مع ذلك، تُشخّص معظم الحالات في مرحلة متأخرة، عندما يكون السرطان قد انتشر خارج المرارة، مما يُؤدي إلى تشخيص أسوأ.
يُعد فهم الأسباب والأعراض أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن المرض وعلاجه، فهو يُساعد الأشخاص على إدراك علاماته التحذيرية واتخاذ قرارات صحية مدروسة.
ينتشر سرطان المرارة عادةً بالترتيب التالي، وفقًا لتقارير عيادة كليفلاند:
من الطبقة الداخلية إلى الطبقات الخارجية للمرارة، إلى الغدد الليمفاوية القريبة، إلى الأعضاء المجاورة، مثل الكبد والقنوات الصفراوية، ومن خلال الجهاز الليمفاوي أو مجرى الدم، يمكن أن ينتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم (سرطان المرارة النقيلي).
وفقًا لعيادة كليفلاند، يُعد سرطان المرارة نادرًا نسبيًا، إذ يصيب حوالي شخصين لكل 100,000 شخص في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يختلف معدل الإصابة به عالميًا، حيث ترتفع المعدلات في دول مثل الهند واليابان وكوريا وبولندا وبعض دول أمريكا الجنوبية، ويعزى ذلك على الأرجح إلى زيادة انتشار عوامل الخطر، مثل حصوات المرارة، في هذه المناطق.
السبب الدقيق لسرطان المرارة غير واضح، ولكن وفقًا لتقارير مايو كلينيك، من المعروف أنه يبدأ عندما تخضع خلايا المرارة السليمة لتغيرات في الحمض النووي (DNA). عادةً، يُرشد الحمض النووي الخلايا للنمو والتكاثر والموت بمعدل محدد. ومع ذلك، في الخلايا السرطانية، تؤدي تغيرات الحمض النووي إلى نمو سريع للخلايا وانقسام غير منضبط، لا تموت هذه الخلايا الشاذة كما ينبغي، مما يؤدي إلى عدد كبير جدًا من الخلايا، يمكن لهذه الخلايا السرطانية أن تُشكل ورمًا، وتغزو الأنسجة المجاورة، ثم تنفصل في النهاية لتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (سرطان نقيلي)، معظم سرطانات المرارة هي سرطانات غدية، تنشأ في الخلايا الغدية التي تُبطن السطح الداخلي للمرارة.
أعراض سرطان المرارة، كما ذكر موقع MayoClinic، هي:
ألم في البطن، عادة في الجانب الأيمن العلوي
انتفاخ البطن
كتلة ملموسة في البطن
فقدان الوزن غير المبرر
اليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، على الرغم من أنه يشير في كثير من الأحيان إلى السرطان المتقدم.
تجدر الإشارة إلى أن سرطان المرارة قد لا يُظهر أعراضًا في مراحله المبكرة. وقد يكون اليرقان أقل وضوحًا لدى أصحاب البشرة الداكنة.
وفقًا لعيادة كليفلاند، تُحدد المرحلة مدى انتشار السرطان، حيث تشير الأرقام الأعلى إلى انتشار المرض على نطاق أوسع. مراحل سرطان المرارة هي:
المرحلة 0 (سرطان موضعي): توجد خلايا غير طبيعية في الطبقة الداخلية للمرارة.
المرحلة الأولى: السرطان موجود في الطبقة المخاطية وقد يصل إلى جدار العضلات.
المرحلة الثانية: انتشر السرطان إلى طبقات الأنسجة الضامة التي تتعدى طبقة العضلات. المرحلة الثالثة: انتشر السرطان إلى الكبد، أو الأعضاء المجاورة، أو الطبقة الخارجية من المرارة، وربما إلى العقد الليمفاوية القريبة.
المرحلة الرابعة: انتشر السرطان إلى العديد من العقد الليمفاوية والأوعية الدموية أو الأعضاء البعيدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سرطان المرارة أعراض سرطان المرارة سرطان المرارة
إقرأ أيضاً:
"دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة
توصل فريق من الباحثين في إسبانيا إلى اكتشاف علمي جديد قد يمهد الطريق أمام وضع استراتيجيات علاجية جديدة للقضاء على السرطان.
فقد وجد العلماء في مركز تنظيم الجينوم في مدينة برشلونة أن الخلايا السرطانية تطلق دفقات من الطاقة عند تعرضها لضغوط داخل الجسم، حيث تتحرك الميتوكوندريا، وهي وحدة إنتاج الطاقة في الخلايا الحية، نحو نواة الخلية السرطانية وتنبعث منها كمية إضافية من الطاقة تساعد في علاج التلف الذي حدث في الحمض النووي للخلية وإنقاذها من الضغوط الخارجية الزائدة.
وأكدت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "Nature Communication" المتخصصة في الأبحاث العلمية، أن الاختبارات المعملية على عينات من أورام تم استئصالها من مرضى أن الخلية السرطانية تضاعف إنتاجها من الطاقة في حالة تعرضها لضغوط، وهو ما يمكن أن يفسر الآليات التي تتبعها الخلايا الخبيثة للبقاء على قيد الحياة داخل الجسم، مثل الزحف داخل الورم أو التسلل عبر مسام الشرايين أو تحمل قوى الضغط داخل مجرى الدم.
وقد استخدم الباحثون الإسبان في إطار هذه الدراسة ميكروسكوباً متخصصاً يستطيع ضغط الخلية الحية بحيث لا يزيد عرضها عن 3 ميكرونات، وهو ما يعادل واحدا على 13 من قطر الشعرة البشرية، ولاحظوا أنه في غضون ثوانٍ من حدوث عملية الضغط، تتحرك الميتوكوندريا نحو سطح نواة الخلية وتقوم بإطلاق دفعات من جزيئات "أدينوسين ثلاثي الفوسفات" ATP التي تعرف باسم عملة الطاقة على مستوى الجزيئات داخل الخلية الحية.
وفي تصريحات للموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية، تقول الباحثة سارة سديلشي من مركز تنظيم الجينوم وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، إن طريقة تحرك وحدات الميتوكوندريا نحو سطح النواة داخل الخلية السرطانية "المحاصرة" تجعلنا نعيد التفكير بشأن دور هذه الوحدات داخل الخلية البشرية الحية، فهي ليست مجرد بطاريات ثابتة لتغذية الخلية بالطاقة، بل إنها تتجاوب عندما يتم استدعاؤها لمواجهة المواقف الطارئة مثل عندما تتعرض الخلية لضغوط خارجية تفوق قدرتها على التحمل.
ووجد الباحثون أن وحدات الميتوكوندريا تتجمع على سطح نواة الخلية بشكل محكم لدرجة أن النواة تنضغط للداخل، ولاحظوا حدوث هذه الظاهرة في 84% من حالات تعرض الخلايا السرطانية للضغوط، مقارنة بحالات الخلايا السرطانية التي تتحرك بشكل طبيعي دون التعرض لضغوط. وأطلق الباحثون على هذه التركيبات اسم "الميتوكوندريا المرتبطة بالنواة الخلوية" "Nucleus Associated Mitochondria".
ومن أجل التيقن من صحة هذه الفرضية العلمية، استخدم الباحثون مستشعرات مضيئة من مادة الفلورسنت، بحيث تنبعث منها ومضات ضوئية عندما تلتحم جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات المشار إليها أعلاه بنواة الخلية، ورصدوا بالفعل زيادة في الومضات بنسبة 60% تقريبا خلال ثلاث ثواني فقط من بدء تعرض الخلية السرطانية للانضغاط.
ويقول الطبيب فابيو بيزانو المشارك في إعداد الدراسة إن هذه الومضات هي "مؤشر واضح على أن الخلايا تتأقلم مع الضغوط وتعيد صياغة عملية الأيض داخلها نتيجة لذلك". وقد أظهرت تجارب لاحقة أهمية دفقات الطاقة السريعة لبقاء واستمرارية الخلايا السرطانية، حيث إن الانضغاط الميكانيكي للخلية يؤدي إلى انكسار سلاسل الحمض النووي تحت الضغوط الخارجية وتشابك الجينوم داخل النواة.
وتعتمد الخلايا على "فرق إصلاح" داخل الخلية للوصول إلى الأجزاء التالفة في سلسلة الحمض النووي لعلاجها، ولكن هذه الفرق يكون لديها نهم للطاقة في صورة أدينوسين ثلاثي الفوسفات، وبالتالي إذا حصلت الخلايا السرطانية المنضغطة على دفقات الطاقة اللازمة، فإنها تقوم بإصلاح التلف الذي تعرضت له في غضون ساعات، وبدون تلك الدفقات، فإنها تتوقف عن الانقسام والنمو بشكل طبيعي.
واستطاع الباحثون أيضا تحديد آلية الهندسة الخلوية التي تسمح بالتحام الميتوكوندريا في نواة الخلية في حالة تعرضها للضغط، حيث لاحظوا أن شبكة من خيوط مادة الأكتين، وهي نفس نوعية الخيوط البروتينية التي تسمح بانقباض العضلات داخل الجسم، تتشكل حول النواة، وأن هذه الشبكة هي التي تقوم بتثبيت الميتوكوندريا في مكانها الصحيح حول النواة.
وعندما قام الباحثون بحقن تلك الخلايا بمادة "لاترونسولين" التي تقوم بإذابة الأكتين، انهارت تشكيلات الميتوكوندريا حول محيط النواة وانحسرت دفقات الطاقة التي تغذي الخلية السرطانية. وبناء على هذه التجربة، يرى الباحثون أنه إذا كانت الانبثاثات السرطانية تعتمد على دفقات الطاقة من تجمعات الميتوكوندريا حول النواة لغزو الجسم، فإن استخدام أدوية لإذابة شبكات الأكتين بدون تسميم الميتوكوندريا نفسها يمكن أن يمنع انتشار السرطان في الأنسجة السليمة للجسم.
وتقول الطبيبة فيرينا روبريشت، وهي أحد أعضاء فريق الدراسة، إن مبحث "الاستجابة الميكانيكية للضغوط داخل الخلايا السرطانية يعتبر أحد نقاط الضعف للسرطان التي لم يتطرق إليها العلم بشكل موسع، وقد تفتح الباب على مصراعيه أمام مسارات علاجية جديدة".
ويؤكد فريق الدراسة أنه بالرغم من أن هذا البحث يتركز على تأثير الانضغاط على الخلايا السرطانية، فإن استجابة الخلايا الحية بشكل عام تحت الضغط تعتبر بمثابة ظاهرة عامة في علم الأحياء، حيث استطاع العلم رصد انضغاط الخلايا المناعية داخل العقد الليمفاوية وانضغاط الخلايا الجنينية خلال عملية تكون الأجنة داخل الرحم.
وتقول الطبيبة سيدلشي: "كلما تتعرض خلية حية للانضغاط بسبب مؤثرات خارجية، تنبعث منها دفقات من الطاقة للحفاظ على سلامة الجينوم داخلها، وقد تسهم دراسة هذه الظاهرة في تغيير جذري لطريقة فهم كيفية بقاء الخلايا الحية عموما على قيد الحياة في حالة تعرضها للإجهاد الميكانيكي".