أظهرت التجارب التي أُجريت على فئران مصابة بسرطان الدم أن الخلايا المنتجة نجحت في كبح نمو الورم وإطالة عمر الحيوانات، ما يجعل هذه التقنية واعدة لتطوير علاجات مناعية أرخص وأكثر فعالية ضد السرطان. اعلان

تمكن فريق من الباحثين الصينيين من تطوير طريقة مبتكرة لإنتاج خلايا مناعية قادرة على محاربة الأورام بكفاءة أعلى وبكلفة أقل، في خطوة قد تغيّر مستقبل العلاجات المناعية وتجعلها أكثر توفرًا للمرضى حول العالم.

ما هي خلايا القاتل الطبيعي؟

خلايا القاتل الطبيعي، أو ما يُعرف بـ NK، هي جزء أساسي من جهاز المناعة، تعمل على تدمير الخلايا المصابة بالفيروسات أو المتحوّلة إلى خلايا سرطانية. وقد بدأ العلماء في السنوات الأخيرة بتسخير هذه الخلايا في علاجات مناعية متقدمة لمكافحة السرطان.

من أبرز هذه العلاجات ما يُعرف بتقنية CAR-NK، حيث يضاف إلى خلية NK مستقبل اصطناعي يساعدها على التعرف على خلايا الورم واستهدافها بدقة، كما يفعل نظام التوجيه الذكي في الأسلحة الحديثة.

التحديات أمام العلاجات التقليدية

العلاجات التقليدية المعتمدة على خلايا CAR-NK تواجه عقبات كبيرة، إذ تعتمد على خلايا ناضجة مأخوذة من دم الإنسان أو من دم الحبل السري. هذه العملية معقدة وباهظة الثمن وتستغرق وقتًا طويلًا، كما أن الخلايا تختلف كثيرًا من متبرع إلى آخر، مما يصعب هندستها جينيًا بكفاءة موحدة.

Related لقاح من الجيل الجديد يحقق نتائج واعدة ويمنع حتى 88% من أنواع السرطان العدوانيةالجراحة أم المناعة؟ كيف تؤثر إزالة الغدد اللمفاوية على فعالية علاج السرطان؟اكتشاف آلية جديدة لتعزيز جهاز المناعة في مواجهة الخلايا السرطانية إنجاز صيني يعيد تعريف طريقة الإنتاج

في محاولة لتجاوز هذه العقبات، توصل فريق من معهد علم الحيوان في الأكاديمية الصينية للعلوم، بقيادة البروفيسور وانغ جين يونغ، إلى طريقة جديدة تعتمد على هندسة الخلايا الجذعية المكوّنة للدم المعروفة باسم CD34+ والمأخوذة من دم الحبل السري.

الفكرة تقوم على تعديل هذه الخلايا في مرحلة مبكرة قبل أن تتحول إلى خلايا مناعية ناضجة، بحيث يجري توجيهها لتصبح لاحقًا خلايا NK مستحثة (iNK) أو خلايا معدلة وراثيًا (CAR-iNK) قادرة على مهاجمة الأورام.

إنتاج ضخم بتكلفة محدودة

نجحت التجارب في تحقيق نتائج مذهلة، إذ تمكن الباحثون من جعل خلية جذعية واحدة تنتج ما يصل إلى 14 مليون خلية iNK أو نحو 7.6 مليون خلية CAR-iNK. هذا يعني أن جزءًا صغيرًا من وحدة دم الحبل السري يمكن أن يكون كافيًا لتوفير آلاف الجرعات العلاجية المحتملة.

كما سجل الفريق انخفاضًا هائلًا في كمية المواد الفيروسية المستخدمة لهندسة الخلايا، إذ تراجعت إلى ما بين جزء من مئة وأربعين ألفًا إلى جزء من ستمئة ألف مقارنة بالطرق التقليدية، وهو ما يجعل العملية أكثر أمانًا وأقل كلفة بكثير.

نتائج واعدة في تجارب الأورام

في التجارب المخبرية، أثبتت الخلايا المنتجة فعاليتها في القضاء على الخلايا السرطانية. وفي تجارب أُجريت على فئران حاملة لأورام بشرية من نوع ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (B-ALL)، أظهرت خلايا CAR-iNK قدرة واضحة على كبح نمو الأورام وإطالة عمر الحيوانات التي عُولجت بها.

نحو مستقبل علاجات مناعية متاحة

يرى الباحثون أن هذه الطريقة تمثل نقلة نوعية في مجال العلاج المناعي للسرطان، إذ تجمع بين الفعالية العالية والكلفة المنخفضة وسهولة التوسع في الإنتاج. وإذا أثبتت التجارب السريرية المقبلة نتائج مماثلة على البشر، فقد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاجات المناعية التي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة وتوفيرها لعدد أكبر من المرضى حول العالم.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب سوريا سرطان إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب سوريا سرطان الصين دراسة إسرائيل غزة دراسة دونالد ترامب سوريا سرطان قطاع غزة أوروبا نزوح إيمانويل ماكرون مظاهرات مصر

إقرأ أيضاً:

اكتشاف مذهل يحدد سبب تطور سرطان الرئة في مراحله المبكرة

كشف باحثون في مركز "MD Anderson" للسرطان بجامعة تكساس الأميركية، أن الالتهاب قد يكون سبباً رئيسياً في ظهور المراحل المبكرة من سرطان الرئة.

وتمكن الباحثون، من خلال إنشاء خرائط بصرية خلوية وجزيئية عالية الدقة لسرطان الرئة قبل وأثناء تطوره، من تتبع تطور المرض في مراحله المبكرة وفهم الديناميكيات الجزيئية للخلايا السلفية للسرطان.

وقال الدكتور همام كدارا، أستاذ علم الأمراض الجزيئي الانتقالي: "وجدنا أن الخلايا المبكرة المسؤولة عن سرطان الرئة تتواجد في مناطق ذات التهاب شديد، تحيط بها خلايا محفّزة للالتهاب. واستهداف الالتهاب عبر تحييد محفّز يسمى IL-1B يقلّل من هذه الخلايا السلفية للسرطان. عملنا يمهد الطريق لاستراتيجيات جديدة لاعتراض المراحل المبكرة من المرض وتحسين حياة المرضى".

وتوفر خرائط التحليل المكاني للنسخ الجيني تمثيلاً مرئياً لمكان وكيفية التعبير الجيني داخل العينات. ويتيح توصيف الخلايا والجينات في الآفات السلفية -تغيّرات في الأنسجة قد تتحول إلى سرطان- تحديد أهداف محتملة للتدخل المبكر.

أخبار ذات صلة «أصدقاء مرضى السرطان» لـ«الاتحاد»:. التوسع في الخدمات وحملات التوعية لتشمل «دول التعاون» علاج ضوئي جديد يثبت فعاليته في تدمير الخلايا السرطانية

وأنشأ الباحثون خرائط تحليل مكاني للنسخ الجيني لـ 56 آفة سلفية بشرية وعينات من سرطان الرئة المتقدّم من 25 مريضاً، وتم التحقق من صحة النتائج باستخدام مجموعة مستقلة شملت 36 آفة من 19 مريضاً، شملت 486 ألفاً و519 بقعة و5.4 مليون خلية للتحليل.

وأظهرت الدراسة أن مناطق الالتهاب في الآفات السلفية تحتوي على خلايا سنخية مرتبطة بالأورام، وتكون أكثر نشاطاً وانتشاراً في المراحل المبكرة من تطور السرطان. كما لوحظت هذه المناطق الالتهابية أيضاً في النماذج المخبرية، ما يشير إلى أن الالتهاب فيها قد يكون عاملاً مباشراً في ظهور الأورام.

وتشير النتائج إلى أن استهداف الالتهاب، سواء بمفرده أو مع العلاج المناعي، قد يمثل استراتيجية واعدة لاعتراض سرطان الرئة في مراحله المبكرة وتحسين فرص النجاة للمرضى.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أطباء يحذرون.. الالتهاب قد يسبب سرطان الرئة
  • اكتشاف مذهل يحدد سبب تطور سرطان الرئة في مراحله المبكرة
  • علماء يبتكرون لصقة طبية ثورية قد تحمي الأطفال من حساسية قاتلة للفول السوداني
  • غاز برائحة البيض الفاسد قد يصبح العلاج للفطريات
  • علماء صينيون يختبرون روبوتًا لاستخراج المعادن من قاع المحيطات
  • باحثون يتوصلون لمكمل غذائي له قدرة على تجديد الخلايا المناعية لكبار السن
  • الذئبة الحمراء مرض ذو ١٠٠٠ وجه: العلم يتصدى لأمراض مناعية ذاتية غامضة
  • علماء روس يبتكرون مواد صديقة للبيئة للحماية من الإشعاع
  • أول حفل شواء في الفضاء.. رواد صينيون يحتلفون بالإنجاز على طريقتهم
  • اعتماد قرار سلطنة عُمان في ختام المؤتمر العالمي للسرطان 2025